ابراهيم خليل العلاف
الحوار المتمدن-العدد: 6311 - 2019 / 8 / 5 - 01:22
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
استاذ التاريخ الحديث المتمرس - جامعة الموصل
وانا اتابع اليوم الاحد الرابع من آب - أغسطس 2019 اجتماع وزراء خارجية العراق ومصر والأردن في بغداد وما جاء في المؤتمر الصحفي للوزراء الثلاثة وجدت أن هناك محاولات جادة من الدول العربية الثلاث وهي العراق ومصر والأردن لتكوين (جبهة عربية جديدة ) ولا اقول محور عربي جديد نحن بحاجة إليه يستند إليه العرب كمرجعية بدلا من المرجعية الحالية التي مضى عليها زمن وهي من أدخلت العالم العربي في أزمات لها اول وليس لها آخر وأقصد بهذه الجبهة جبهة السعودية والإمارات .
ولا اريد ان ادخل في تفاصيل ما وصل إليه الوضع العربي من حالات اقتتال وتدمير وعبث بمقدراته ودون أن يكون وراء كل ذلك أية فلسفة للنهوض والتقدم ؛ فهذه اليمن وليبيا وسوريا و..و.. اوضاع لاتسر صديقا ولاتغيض عدوا .
واذا ما اردت ان اقارن بين وضع العرب والدول العربية في الخمسينات والستينات من القرن الماضي وبين ما يجري الآن أصاب - والله - بالحزن والإحباط واتمنى ان لااكون في هذه الحياة لأرى ما حل بنا .
ما يهمني اليوم ان اقوله والعراق قد عاد لممارسة دوره العربي والإقليمي والدولي واتضاح قوة العراق العسكرية ، و استقراره ، وتمكنه من مواجهة الإرهاب نيابة عن العالم كله المنطقة أصبحت مستعدة لتكوين (حلف او تكتل او جبهة عربية حقيقية من الدول المؤثرة في المنطقة ) وهما جناحي العالم العربي : العراق ومصر ومعهما الاردن .
ويقينا ان الاتفاق بين قيادات العراق ومصر والأردن قد اتفقت على إنهاء التوتر ، وتخفيض التصعيد ، وحصر الأزمات ومنع اية محاولات عربية ودولية لتصعيدها اقصد الأزمة بين الغرب والولايات المتحدة الأميركية وإيران وبما ينعكس على المنطقة .. وقد استنتجت من خلال قراءة ما جرى في المؤتمر الذي ضم وزراء الخارجية الثلاث العراق ومصر والأردن أن هناك رغبة في الدفع بالتضامن العربي الى الامام وكفى تمزقا وكفى عبثا وأنهم اتفقوا على الحيلولة دون التصعيد وممارسة دور ايجابي في التهدئة .
ووجدت أن الوزراء ، وبدفع من قادة هذه الدول ، متفقون على (استمرارية ) و(تواصل) و( دورية) الاجتماعات ، والاتفاق على التعاون الامني والعسكري والاقتصادي ، والاهم من كل ذلك انهم اتفقوا على ايجاد ( آليات مؤسساتية ) للتعاون .
ومن المؤكد أن كل ذلك جاء في ضوء دراسة علمية واعية للوضع العربي المتدهور ، واحتمالية زج المنطقة في أتون حرب شبيهة بالحرب العراقية - الايرانية حرب نُدفع اليها لنقاتل بالنيابة عن عروش ونظم حكم لاتستحق ، ونحن من يقدم وقود هذه الحرب من اولادنا وشبابنا .
انا كمؤرخ أرى ان الوقت قد حان للملمة وضعنا العربي العام ، والكف عن التدخلات ، وتنفيذ اجندات لاتستفيد منها المنطقة .العرب اليوم يجب ان يقفوا ليعيدوا النظر في ما جرى منذ وفاة عبد الناصر سنة 1970 ، وكل ما جرى كان قاسيا ، ومؤلما ونحن في العراق اكتوينا بنيران حربين لم تعد علينا الا بالتدمير والتخريب ونحتاج الى عشرات السنين لكي نتخلص من آثارها والله من وراء القصد .
#ابراهيم_خليل_العلاف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟