إبراهيم جركس
الحوار المتمدن-العدد: 6310 - 2019 / 8 / 4 - 03:20
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
الوجودية [9]: نظرة تاريخية
[43]
# الظاهراتية/الفينومينولوجيا وفلسفة الوجود الفرنسية
هناك جنسٌ آخر من الفلسفات الألمانية في القرن العشرين، الظاهراتية Phenomenology كان يتميّز بأهمية ومكانة بالغتين ضمن سياق عملية تطوؤر الفلسفة الوجودية في القرن العشرين. فمن دونها، لما تمكّن لا هيدغر ولا سارتر ولا ميرلوبونتي في الوصول إلى فلسفاتهم الخاصة وتطويرها لتبلغ مرحلة النضج. كانت الظاهراتية هي فلسفة الوعي، طوّرها الفيلسوف إدموند هوسّرل، وكان فيلسوفاً ألمانياً مختصّاً بالرياضيات والمنطق. تصوّر هوسّرل الظاهراتية كمنهج لوصف الوعي الذي قاوم نزعة العقل الاختزالية إلى مجرّد أسباب سيكولوجية أو مادية، وهذا كان الهدف الأساسي لعلوم القرن التاسع عشر المادية. بعد الالتفات بعناية إلى العمليات التي من خلالها تصبح الأشياء ذات معنى بالنسبة للإنسان، اعتقد هوسّرل أنه من الممكن تحديد وجود "جواهر" ثابتة لا متغيّرة أو أنماط جوهرية تحكم كافة أنواع الوعي الإنساني. هذه الجواهر، خَمّنَ هوسّرل، تعطينا أساساً ضرورياً وشاملاً لنشاط أي وعي إنساني مهما كان نوعه. لذلك، لا يمكننا اختزال أنماط الوعي المختلفة التي يرتبط الإنسان من خلاها مع العالم _كالتفكير، الإدراك، التصوّر، التذكّر، الشعور، وهكذا_ إلى مجرّد عمليات ذاتية داخل عقل الفرد أو دماغه، إنما هي تكشف عن وجود بنية شاملة ثابتة لامتغيرة، بنية حقيقية بالنسبة لجميع الذوات الإنسانية وفي كل زمان. لذا رأى هوسّرل الظاهراتية "كعلم أساسي"، "صارم ودقيق"، حيث أنه في وصفٍ للبُنى الجوهرية للوعي، سيكشف عن الأساس المعرفي المتين لجميع المعارف الإنسانية.
============================
[44]
بالنسبة للفلاسفة الشباب خلال فترة الثلاثينيات، كانت تعتبر فلسفة هوسّرل الظاهراتية عالماً مثالياُ: وعدٌ بالعودة إلى "قلب الوجود". لقد اعتُبِرَت الفلسفة الظاهراتية على أنها تقدّم نمطاً للولوج إلى عالمٍ خالٍ من أي وسائط نظرية، أو عملية وصفاً "مباشراً" للتجربة في تنوّعها وغِناها بدلاً من تفسيرها على أساس مسلّمات ميتافيزيقية مشبوهة. في عام 1932، عندما عَلِمَ سارتر من صديقه رايموند آرون أنّ باستطاعة الفيلسوف الظاهراتي أن يتفلسف حيال عصير المشمش أو كأسي الجعة، "شحبَ لونه من شدّة مشاعره"، لأنها كانت المقاربة الدقيقة للفلسفة التي كان يبحث عنها. إنّ أعمال سارتر المبكرة عن التخيّل، والمشاعر، والوعي، مع أنها كانت متشعّبة جداً من هوسّرل إلى مجموعة من المواضيع، جميعها كُتِبَت بوحي من الفلسفة الظاهراتية الهوسرلية. كرّس ميرلوبونتي نفسه لدراسة مخطوطات هوسّرل غير المنشورة خلال الحرب العالمية الثانية، ممّا قاده للعثور على أساس ناضج ومتين لآرائه ومفاهيمه في كتابه "فينومينولوجيا الإدراك" [1945].
======================================
[45]
من هنا، وفي خضم هذا الوضع الوجودي الراسخ في فرنسا خلال ثلاثينيات القرن العشرين، كما في ألمانيا خلال عشرينيات القرن، تحوّلت فلسفة هوسّرل العقلانية، الظاهراتية اللاتاريخية إلى ظاهراتية وجودية Existential Phenomenology: عملت على تفسير العالم كما هو مكشوفٌ لنا عن طريق التجارب العاطفية والعملية والاجتماعية. لا كونه مجرد "جواهر" تحكم بشكل ظاهري هذا الكَشف. كان كتاب هيدغر "الكينونة والزمان" النموذج الأساسي لعملية التحول هذه، وكانت الفينومينولوجيا الهوسّرلية يُنظَرُ إليها عادةً عبر عَدَسة هيدغر الفلسفية الوجودية[1]. هناك عوامل مفتاحية أخرى كانت تتمثّل في فلسفات كلٍ من هيغل وكيركجارد، والتي دخلت الفكر الفرنسي في تلك الفترة عن طريق أعمال فلاسفة مثل جان فال، وجان هيبوتي، وغابرييل مارسيل، وألكسندر كوجييف. إضافةً إلي أعمال وكتابات فريدريك نيتشه وعالم الظاهريات الألماني ماكس شيللر جميعها كانت ذات تأثير بالغ على طليعة الفلاسفة والمفكّرين الباريسيين.
==================================
[46]
بهذا الشكل، وقبل ظهور الفلسفة "الوجودية"، بلغ كلٌ من سارتر ودي بوفوار، وميرلوبونتي مرحلة النضج في مناخ يسوده الفكر الوجودي. وعلى غرار أسلافهم الألمان الذين ألهَموهُم، دافع فلاسفة الوجود الفرنسيون عن العودة إلى الوجود الإنساني الشخصي والتاريخي بوصفها حركة تصحيحية للسهو والزلل الأكاديميين. وفي نفس الوقت، قاموا بتطوير نظرة مُرَكّزة وفارقة نحو التجسيد والعلاقات الشخصية المتقاطعة، التي استمرت في أعمال سارتر ودي بوفوار وميرلوبونتي اللاحقة. وكان هناك فارق مهم آخر يتمثّل في المكانة الهامة والحيوية للفلسفة الماركسية بالنسبة للمفكرين الفرنسيين في ذلك الوقت. ففي أعقاب الحرب العالمية الثانية، لعبَت الفلسفة الماركسية دوراً هاماً ومحورياً في عملية تطوّر كلٍ من سارتر وميرلوبونتي، وخلال خمسينيات القرن العشرين، في السقوط اللاحق للفكر الوجودي في فرنسا.
======================================
[47]
# سارتر والحركة الوجودية الفرنسية
تمّ تداول كلمة "وجودية" في البداية كنعت أو تسمية لفلسفة سارتر ضمن أجواء مشحونةسياسياً بفرنسا عقب تحرير مدينة باريس في أغسطس عام 1944. ومع تقديمه لمسرحيتين ناجحتين، والاهتمام المتجدّد في رواياته ما قبل الحرب، ونشر التحفة الفلسفية الهيدغرية "الكينونة والزمان"، أصبح سارتر شخصية أساسية مشهورة في باريس خلال فترة الاختلال الألماني. شعبية سارتر التي حَظِيَ بها أقلقت مسؤولي الحزب الشيوعي الفرنسي، الذين رأوا في الفلسفة الوجودية خطراً داهماً على هيمنة الإيديولوجيا الشيوعية السوفياتية على الشباب الفرنسي. لذا هاجمته الصحافة الشيوعية[2]، وردّ سارتر في التاسع وعشرين من شهر ديسمبر عام 1944 بمقال نشره عبر صحيفة شيوعية اسمهت "أكشن"، عنوانه "بخصوص الوجودية: توضيح" A Propos de L’existentialisme: mise au Point. أكّد فيه التزامه بقضية "الصراع الطبقي"، كما استنكر الأتهامات بأنّ الفلسفة الوجودية كانت تعبيراً عن النزعة الفردية الغربية المنحلّة "والمثالية" أيضاً. وعلى غرار العديدين غيره من المفكرين الفرنسيين في تلك الفترة، اكتشف سارتر الفلسفة الماركسية ولم يكن مرتاحاً من تصويره على أنّه مؤسس وقائد الحركة التي تعارض فكره الأصلي. لقد عارض وبشدّة لقب "الوجودي" الذي أُلصِقَ به رُغماً عنه. وفي أواخر عام 1945، كتبت سيمون دي بوفوار في مذكراتها: ((رفض سارتر السماح لغابرييل مارسيل إطلاق صفة "وجودي" عليه قائلاً: "فلسفتي هي فلسفة الوجود، حتى أني لا أعرف ما هي الوجودية"))[3].
هذا المصطلح الجديد تمّ صَكّه في ظل نوايا خبيثة المراد منه التحقير والاستهانة، فهو يشير إلى نظام فكري موحّد وخاوٍ. أضِف إلى ذلك، أنّه يشير إلى وجود علاقات والاتباطات مع غيره من المذاهب والإيديولوجيات التي سادت في تلك الفترة _الشيوعية، الاشتراكية، الفاشية، السوريالية_ والتي خاطرت بإساءة فهم وتفسير أفكار سارتر.
==========================================
[48]
لكن كل شيء قد تغيّر في خريف عام 1945، الخريف هو ذلك الفصل من السنة الذي يطلق عليه الفرنسيون تسمية la rentrée،العودة السنوية من العطلة الصيفية، حيث تبدأ الحياة في باريس من جديد. وخريف ذلك العام كان خريفاً استثنائياً، حيث أنّه كان أول مرة يختبر فيها الفرنسيون الحرية بعد أربع سنوات من الاحتلال الألماني. ظهرت في النور عشرات المجلات والصحف، إلى جانب أحزاب سياسية جديدة قد تشكّلت وتنافست فيما بينها على الحكم، والصحافة الفرنسية _من جهةٍ أخرى_ التي تحرّرت من قبضة الرقابة الألمانية النازية، كان تتضوّر توقاً لقصص وتقارير من أجل نشرها. وفي هذا الجو من الغليان والإثارة، فهم كُلٌ من ي بوفوار وسارتر أنّ "الوجودية" يمكن أن تكون شيئاً ذا قيمة كبيرة، وليس مجرّد عائق، فقرّرا اعتناق التسمية "واستعمالها" لأغراضهما وأهدافهما الخاصة. هذه الأهداف وضّحها سارتر في كتابه "الكينونة والعدم"، لكنّ هذا الكتاب، الذي تتجاوز عدّد صفحاته الستمائة صفحة، ومكتوبٌ بلغة مكثّفة وتقنية جداً، لم يتلقّفه قُرّاء كُثُر عندما نُشِرَ في عام 1943.
إلا أنّ أهداف الفلسفة الوجودية نقلها بوضوح كلٌ من سارتر ودي بوفوار من خلال رواياتهما ومسرحياتهما ومقالاتهما التي نشروها في مجلّتهما "الأزمنة الحديثة". وخلال فترة زمنية لا تتجاوز شهراً واحداً في شتاء عام 1945، أعلَن سارتر عن خطّته الوجودية بوضوح ضمن أوّل روايتين له في مجلّته "الأزمنة الحديثة". الوجودية كانت فلسفة الحرية الفردية الراديكالية والمسؤولة، والالتزام الاجتماعي، وهدفها فضح نفاق وزيف القيم التقليدية الجادّة، واستبدالها بمذهب الخيار الفردي الحُر والخَلّاق. فعن طريق إلزام الناس بمواجهة "ازدواجيتهم"، وتحميلهم "مسؤولية" أنفسهم وخياراتهم وقراراتهم "بدون أيّة أعذار"، سعى كلٌ من سارتر ودي بوفوار إلى خلق مجتمع فرنسي أكثر تحرّراً.
==============================
[49]
هناك حدث حاسم تمثّل في محاضرة لسارتر في التاسع والعشرين من أكتوبر عام 1945، بعنوان "الوجودية مذهب إنساني". يقدّم فيها سارتر بطريقة مباشرة اهم النقاط في موقفه، ويدافع عن "الوجودية" ضدّ مناوئيها من المحافظين الكاثوليكيين والشيوعيين المتطرفين في خِضَم هذه العملية، قدّم سارتر صيغة جادة وجريئة، حيث زعم أن "الوجود يسبق الماهية"، والتي سرعان ما أصبحت إحدى أهم وأشهر مقولاته في الأدب الوجودي. وعندما جرى نشر المحاضرة على شكل كُتَيّب صغير الحجم، بيعَت منه آلاف النسخ وتُرجِم من فوره لعدّة لغات. وفي حين أنّ سارتر ندم على بعض العبارات المتسرّعة في الكتاب، لكنّه كان راضياً عن التفاعل وردود الأفعال التي لقيها. ومنذ هذه اللحظة فصاعداً، أشرق فجر الوجودية، وبدأ عصرها.
في هذه المحاضرة يرسّخ سارتر أُسُس "النزاهة" الوجودية أو "الأصالة" التي استوحاها من فكر كلٍ من هيدغر وكيركجارد. وقد أشار إلى أنّ الوجود مُخَضّب بالقلق anaoisse/anguish، جَرّاء المسؤولية التي يجب أن نتحمّلها من أجل حرّيتنا. القلق، بدوره، إلى جانب "الحرية" و"المسؤولية" التي ينادي بها، يمكن تقبّله "بنزاهة" أو، بصورةٍ أعَمّ، يمكننا إنكاره و"الهروب منه" عن طريق "الكَذِب والزيف". الكذب الوجودي يتمثّل في التصرّف وكأنّ المرء محكومٌ بظروفه وعواطفه، أو كأنّ خيارات المرء كانت مَقضيّة مسبقاً بقيم وأحكام سابقة للوجود. النزاهة الوجودية/أو الأصالة تكمن في الأفعال الصادرة عن المرء عندما يكون واعياً بشكلٍ كامل بحريته لخلق القيمة ولإضفاء المعنى من دون الرجوع إلى سلطة خارجية غيبية. علاوةٌ على ذلك، يصرّ سارتر على أنّ الأمر يتطلّب من المرء إدراك حقيقة أنّ حرية الآخرين تعتمد على حرّيتنا[4].
===============================================
[50]
إنّ تصوّر سارتر للوجود _المسؤول والحُرّ في آنٍ معاً، الملتزم بالآخرين والمنشغل بذاته، "القَلِق"، والمتفائل الخَلّاق_ كان موجّهاً إلى الإنسان الأوروبي في تلك الفترة، الذي خاطبه في محاضرته هذه. لقد اعلَنَ لرجال ونساء فرنسا المُحَطّمين أخلاقياً وجسدياً جَرّاء حوادث الحَرب وويلاتها أنّ الماضي لا يحدّد الحاضر، لأنّ الحاضر يُصنَعُ باستمرار _عن طريق أفعال الإنسان وخياراته. كما أكّد في محاضرته على تحمّل مسؤولية الماضي، وفي نفس الوقت الانفتاح على إمكانية تجديد المستقبل. لقد أصبحت الوجودية على يدي سارتر فكراً يذكّرنا بأنّ الحياة الإنسانية هي مشروع مستمر من عملية خلق الذات، وليست تأدية أو تحقيق لأدوار مقرّرة مسبَقاً أو إعادة/استرداد للماضي.
وفي ذروة شهرة سارتر، وسوء سمعته، انتشرت صور شعبية عن الوجودية عبر مختلف المجالات الثقافية في أوروبا وأمريكا. تماثيل ومنحوتات ألبيرتو جياكوميتي، مسرحيات صامويل بيكيت ويوجين يونيسكو، وحتى بعض أعمال رسامين انطباعيين أمريكيين، أظهرت بوضوح شديد "الروح الوجودية" وللاغتراب، والقلق، والعَبَث. وقد تحولت رواية ألبير كانو "الغريب" إلى عمل وجودي كلاسيكي فارِق بامتياز. وعند بداية الحرب الباردة، أسَرَت فكرة الفرد البطل البائس والوحيد الذي يواجه عالماً يخلو من أي معنى وعبثي، خيال المفكرين والقُرّاء في تلك الفترة، بغضّ النظر عن دقّتها الفلسفية
=============================
[51]
لكن في الجهة المقابلة عملت الصحافة الباريسية على خلق صورة موازية تصوّر الوجودية كبدعو بوهيمية، تقول دي بوفوار في مذكراتها:
((أطلِقَت صفة "وجودي" على جميع كتبنا _حتى تلك التي تعود لفترة ماقبل الحرب_ وعلى أصدقائنا أيضاً... وعلى نمط محدّد من الرسم، ونوع محدّد من الموسيقى. خرجت آن-ماري كازاليس بفكرة الانتفاع من هذه الصيحة... فقد وصفت... الشبّان الصغار المتجوّلين بين تابو وبيرغولا بالوجوديين))[5].
طبقاً لهذه الأسطورة، كان الوجوديون أشخاصاً ذوي مظاهر رَثّة، يرتدون أثواباً غريبة وبالية، يعشقون معاقرة الخكر بكثرة والرقص في كهوف _سان جيرمان-دوبري. كما أنّ سارتر كان "الكاهن الأعلى" ودي بوفوار "الكاهنة الأم" في المذهب الوجودي، يجوبان البارات والمقاهي ويقيمان حفلات جماعية صاخبة. لكن مثقال الحقيقة في هذه القصص الغريبة هوأنّ سارتر ودي بوفوار كانا يقطنان فعلاً في حي سان جرمان، ونشأت بينهما صداقة مع بعض الأشخاص الذين وسموا أنفسهم "بالوجوديين"، وبالأخص المثلة والمغنية جولييت غريكو. وأشارت دي بوفوار لاحقاً أنّ صورة الانحلال البوهيمي قد استغلّها أعداء سارتر ونقّاده للإساءة له ولسمعته: ((أيُّ ثقةٍ يمكن إيلاؤها لفيلسوف تشجّع تعاليمه على الرذيلة والحفلات الخُلاعية الصاخبة... تلاميذه لايعيشون في سبيل أيّ شيء سوى من أجل قضاء بعض الوقت الممتع؟))[6].
========================================
[52]
ازدادت شهرة سارتر بصورة متهوّرة خلال العقد الرابع من القرن العشرين، وبداية العقد الخامس منه، وازدادت معه سمعة الفلسفة الوجودية سوءاً, فبالنسبة للحزب الشيوعي الفرنسي، الذي تسيطر عليه وتتحكّم به موسكو بشكلٍ مباشر، بقي سارتر بالنسبة لهم فيلسوفاً غريباً وخطيراً ومنحلاً. أمّا بالنسبة للنقّاد الكاثوليك الذين يشكّلون التيار المتديّن الرسمي، كان سارتر يفسد الشباب "العزيز". وفي عام 1948، صُنّفت أعمال سارتر من بين الأعمال المحرّمة من قبل الفاتيكان، وفي عام 1950، أصدر الباب بيوس الثاني عشر بياناً بابوياً قدّم فيه تعريفاً للفلسفة الوجودية كواحدة ((من المذاهب الهَدّامة والعقائد الفاسدة التي تهدّد بتقويض دائم المذهب الكاثوليكي))[7]. أمّا نهاية الحقبة الوجودية فكانت في بدايات العقد الخامس من القرن العشرين، عندما انخرط سارتر أكثر في جدالات ونقاشات سياسية حول الماركسية والشيوعية، وانتهت علاقته بميرلوبونتي وبكامو على خلفية بعض الخلافات السياسية.
(((هذه المقالات هي ترجمة لمقدمة كتاب "المعجم التاريخي للوجودية" لستيفن مايكلمان. وذلك لإعطاء لمحة تاريخية وافية عن تاريخ الفلسفة الوجودية ونشأتها وفلاسفتها. والكتاب أعمل على ترجمته حالياً ويصلح لأن يكون مرجعاً موسّعاً للمفاهيم والأفكار الوجودية... ارجو لكم الفائدة)))
Historical Dictionary of Existentialism, Stephen Michelman. The Scarecrow Press, 2008.
للتواصل والنقاش الرجاء المراسلة على البريد الإلكتروني التالي:
[email protected]
=========================================
[1] أنظر أيضاً:
See, e.g., Emmanuel Levinas, The Theory of Intuition in Husserl’s Phenomenology, trans. André Orianne Evanston, Ill.: Northwestern University INTRODUCTION • 21 Press, 1998 first published 1930).
[2] انظر أيضاً: انتقادات هنري ليفبري، وهو عالم اجتماع ماركسي، في
Henri Lefebvre, in Action (June 8, 1945).
[3] انظر:
Simone de Beauvoir, Force of Circumstance, trans. Richard Howard (New York: G. P. Putnam’s Sons, 1964), 38.
[4] انظر:
Jean-Paul Sartre, “Existentialism,” in Existentialism and Human Emotions, trans. Bernard Frechtman (New York: Philosophical Library, 1957), 46.
[5] انظر:
Beauvoir, Force of Circumstance, 141.
[6] انظر:
Beauvoir, Force of Circumstance, 142
[7] انظر:
Humani Generis (August 12, 1950).
#إبراهيم_جركس (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟