في كل مرة يأتي الأول من أبريل / نيسان تأتي معه أكاذيب بيضاء جديدة تجعل الناس يعيشون لحظات عصيبة يصدقون فيها تلك الأكاذيب التي أرادها الكذابون أن تكون مثيرة ومضحكة، تؤثر على المتلقي وتجعله يصدقها وينشغل بها وبما جاء فيها من أكاذيب محبوكة بطريقة جيدة،كما الأكاذيب التي تروجها أجهزة الإعلام الأمريكية والسياسة الغبية لتلك الإدارة وحلفاءها في بريطانيا وغيرها من دول محور العدوان على العراق والحرب على الأمم المتحدة من خلال إلغاءها وشطبها وتنصيب مجموعة بوش- بلير مكانها.
ألم يقم السيد كوفي عنان بسحب الخبراء وفرق التفتيش الدولية ومن ثم القوات الدولية من العراق ومن على الحدود الكويتية العراقية بناءً على طلب أمريكي وبدون العودة للعراق البلد المعني بتلك القوات،ألم يوافق أمين عام الأمم المتحدة على تجديد العمل بالنفط مقابل الغذاء دون العودة للمعني الأول أو مجرد سؤاله عن رأيه بالتجديد.
هذا زمان لا وجود فيه للأمم المتحدة ولا مكانة فيه لغير الذين يسيرون خلف القطار الأمريكي العابر للقارات. فمنهم من يركب القطار الأمريكي ويرفع العلم الأحمر ومنهم من يكفر بالبلاد العربية والديانة الإسلامية ويركب القطار رافعا راية الله اكبر كما فعلت دولا عربية كثيرة في حرب أفغانستان وكما تفعل الآن في حرب العدوان على شعب العراق.
يقولون أن الشعب الكويتي مع العدوان على العراق وهذا غير صحيح لأن الكويتيون مغلوب على أمرهم ويخضعون لاحتلال أمريكي منذ عاصفة الصحراء، على الرغم من المواقف العنترية التي يتباهى بها بعض أركان الحكم الكويتي. لكن الحقيقة الواضحة والمعروفة للجميع أن الاحتلال الأمريكي موجود وفعال في شبه الجزيرة العربية ورغما عن أنف الشعوب العربية الخليجية وبموافقة الحكام أو بدون موافقتهم. لذا علينا أن لا نظلم الشعوب وأن لا نصدق كذبة أول ابريل نيسان القادمة.
وللمرة الثانية يخرج فيها قبل مجيء الأول من نيسان/ ابريل أحد العتاريس من أسود المعارضة العراقية المتأمركة من بيته أو ما يسمى عرينه المتلاشي ليعلن اسوديته عبر كتابته الصفراء وحبره الأسود المتعفن، بحيث يصب جام دجله ونفاقه وشتائمه وحقده ولعناته على كاتب هذه السطور. ثم وبعد القراءة يكتشف القارئ أن هذا الطرطور صاحب الخربشات التي خطها يراعه المصاغ بصيغ الليث البدائي أنه ليس أسدا لا بل هو أصغر من جرو يعوي جوعا وطمعا بعظمة صغيرة أو بقايا عظمة جرمتها كلاب الروم التي تحاول افتراس شعب العراق بعدما قام هو وأمثاله من الصهاينة العرب باستعداء الفلسطينيين والتعدي على شرفاء ومناضلي الشعب الفلسطيني من الذين يعتز بهم شعبهم ويذكرهم التاريخ الفلسطيني في أوج عطاءهم وتألقهم في محاربة الصهيونية وأعوانها. لكن لكل شهر كذاب ولم يكن مسيلمة الكذاب وحده فهو ترك وراءه أكثر من كذاب منهم الذي سموه ليث ومن هم الذي سميناه جرو. هذه كانت مقدمة لما سيأتي الآن من أكاذيب أول نيسان في حرب مسخ الزمان على شعب بلاد الرافدين، وهنا نورد لكم ما يلي من أخبار وأحداث تستحق التصديق في الأول من نيسان/ابريل.
مجموعة من المحامين العرب والأجانب في أوروبا يستعدون لتقديم طلب مقاضاة بحق الأمريكيين والبريطانيين وكل من الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، وكانت هذه الفكرة جاءت من المحامين العرب في بيروت قبل فترة.
الأردن يعتقل طالب فلسطيني من الخليل يدرس في المملكة ويقوم بتسليمه للكيان الصهيوني. السيد أبو مازن يقول بأن برنامج حكومته الجديدة سيكون على أساس اتفاق اوسلو"لازال حيا يرزق هناك" وخريطة الطريق مع 100 إشارة إسرائيلية جديدة"، الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين قد تدخل الحكومة الجديدة،الجبهة الشعبية لن تدخل،فتح نصفها سيدخل والنصف الآخر لن يدخل، حماس والجهاد جاء جوابهما من نتانيا ونتساريم وغوش قطيف والبقية تتبع..
قال أحد الأصدقاء أنه حلم الليلة بأن إضرابا عاما عم جمهورية مصر العربية وقامت نقابات عمال قناة السويس والنقل البحري والمرافئ وكل ما يخص العمل في القناة بإضراب مفتوح ومستمر كي يجبروا حكومتهم على منع الأساطيل الحربية الأمريكية والحليفة من عبور القناة للتوجه للمشاركة في العدوان على العراق، وقد كانت الاستجابة للإضراب كبيرة وشاملة بحيث تعطلت وشلت الحركة تماما في القناة.
العبد الفقير كولن باول يعلن في كلمة له إثناء احتفال اكبر المنظمات الصهيونية الأمريكية ايباك التي تعرف بلجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية بذكرى تأسيسها ال47، وتعتبر هذه اللجنة من أكثر اللجان الأمريكية وهي ذات طابع صهيوني بحث، تدخلا في حياة السياسيين الأمريكان العامة والخاصة، فهي وقفت وراء الفضائح التي طالت بعض أركان السياسة الأمريكية المعتدلة أو التي تعارض تدخلاتها في شؤون البلاد والسياسة الخارجية وللذين يريدون مزيدا من المعلومات عن تلك المنظمة الصهيونية ننصحهم بقراءة الكتب الثلاثة للبرلماني الأمريكي السابق بول فندلي وهي ( من يجرؤ على الكلام، لا سكوت بعد اليوم، والخداع). في العودة للعبد الفقير كولن باول وكلمته النارية نورد لكم بعضا من كلامه الصهيوني الناري الذي له مغزى وأهمية كبيرين، نعتقد أن هذا الكلام يجب أن تتم قراءته العربية بشكل دقيق ومفهوم. واليكم أهم ما جاء في كلمة وزير خارجية دولة العدوان والشر والحرب:
أمريكا ملتزمة بأمن إسرائيل واستقرارها وضمان تفوقها، مواصلة تقديم الدعم العسكري و الاقتصادي والمالي لإسرائيل والذي سيتوج بالعشرة مليارات دولار كضمانات قروض للدولة العبرية. هذا الكلام لا يوجد فيه أي جديد لأن السياسة الأمريكية منحازة لإسرائيل ومعادية للعرب ولا تحترم القوانين الدولية وحقوق الإنسان في فلسطين المحتلة.
أما الجديد في لغة حمامة الإدارة البوشية فهو قسوة لسانه ولغته المهددة فيما يخص سوريا بالذات، فقد اعتبر باول أن أية مساعدة سورية للعراق سوف تكلف سوريا الكثير وكان باول في إنذاره لسوريا يعطي انطباعا بأن الحرب قد تطول وبأن بقاء البوابة السورية مفتوحة للدعم والإسناد المتدفق بشكل أو بآخر على العراق يعتبر اعتداءً على الغزوة الأمريكية البريطانية، كما أنه أراد أن يسمع ايباك ومن خلفها قادة إسرائيل إلى أن أمريكا حريصة على استعداء كل الشعوب في المنطقة وفي العالم من أجل إرضاء يهود أمريكا وصهاينتها من حلفاء إسرائيل في الولايات المتحدة الأمريكية. كما أطلق باول تهديداته لتشمل إيران على الرغم من أن الموقف الرسمي الإيراني التزم الحياد في هذه الحرب، لكن باول كان يريد الإشارة بهذه التهديدات إلى برامج التسلح الإيرانية التي تقلق إسرائيل. وبهذه التهديدات الجديدة يكون باول لمح ألى احتمال وإمكانية أتساع هذه الحرب قريبا لتشمل دولا عربية وإسلامية لا تروق للولايات المتحدة رؤيتها على نقيض من سياسة أمريكا العدوانية، وكذلك من اجل إراحة الكيان الإسرائيلي من أعباء مهمة التعامل مع تلك الدول وقدراتها الحربية كما كانت تعاملت في نهاية السبعينات مع المفاعل النووي العراقي بحيث قامت بقصفه بالطائرات الحربية.
من الأخبار التي تشبه أكاذيب الأول من أبريل/ نيسان اخترنا لكم أيضا هذه الباقة المنوعة:
عشرات الجنود الأمريكان والبريطانيون يقتلون ويصابون بسبب الحوادث والنيران الصديقة ولا يوجد إصابات بين الغزاة نتيجة المعارك الطاحنة الدائرة هناك في العراق، كذلك الحوامات الأمريكية تتساقط كالطيور الجريحة نتيجة العواصف والحرائق والحوادث والأخطاء، كأن الصواريخ والدفاعات العراقية لا وجود لها، وكأن الطائرات والحوامات الغازية لا تسقط سوى عن طريق العواصف والتصادم والحرائق والأعطال الفنية.
القصف البريطاني الأمريكي يدك الأحياء السكنية ويحدث المذابح في المدن العراقية بينما الناطق الرسمي باسم آلة الحرب والعدوان في محميات العديد والسيلية يقول بأنهم يقصفون المواقع العسكرية فقط. إنهم يكذبون الكاميرات التي صورت الدمار والقتلى والجرحى والأحياء المدنية والطائرات والصواريخ الأمريكية البريطانية وهي تفعل الخراب وتنشر الموت والدمار في أحياء بغداد والبصرة.
هناك خلافات بين الأمريكان والإنكليز على تقاسم الكعكة العراقية وسلب النفط العراقي،كأنهم وحوش تتقاتل على التهام وافتراس الضحية من جديد وبعد جرحها أو قتلها. وفي ظل هكذا أوضاع مزرية تخرج أبواق المعارضة العراقية المتأمركة والمتصهينة داعية العرب والآخرين لترك الشعب العراقي يقاتل من أجل تحرير بلاده من الحكم البعثي. ويقوم بعضهم بالتعدي على كل من يدافع عن الشعب العراقي. أليست هذه الأكاذيب سوداء وأكثر سوداوية من الغزاة الأمريكان والبريطانيين؟ نعم أن الكذب الأبيض الذي عرفناه مع مطلع كل فاتح من نيسان/ ابريل من كل عام أجمل من شذوذ هؤلاء الأوباش ومن قبح الغزاة.