أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الحزب الشيوعي اللبناني - مستويات النضال وأشكاله















المزيد.....

مستويات النضال وأشكاله


الحزب الشيوعي اللبناني

الحوار المتمدن-العدد: 1547 - 2006 / 5 / 11 - 11:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


المحاضرة الثالثة
مستويـات النضـال وأشكالـه
- مقدمة
- النضال على المستوى الاقتصادي
- النضال على المستوى السياسي
- النضال على المستوى الايديولوجي
- الشكل المسلح للنضال
مستويات النضال وأشكاله
مقدمــة :

يرتبط النضال بالبنية الاجتماعية التي تفرز صراعاً طبقياً بين طبقات مستغلة تكون في موقع السيطرة وطبقات مستغلة تكون في موقع النقيض للطبقات المستغلة، مما يعني انقسام المجتمع إلى طبقات هي على صراع فيما بينها، وصراعها قائم منذ انقسام المجتمع ووجود الاستغلال الطبقي، الذي ترجم إلى نضال تخوضه الطبقات المستغلة ضد نقيضها الطبقي. ويمكن تقسيم النضال إلى نوعين رئيسيين أولهما، النضال العفوي غير المنظم الذي وجد في غياب الأحزاب السياسية أو أي شكل من أشكال القيادة السياسية التي هي اقل تطوراً من مفهوم الأحزاب. وثانيهما، النضال المنظم الذي بدأ مع نشوء الأدوات المنظمة لتنظيم نضال الطبقات المستغلة، أي التنظيمات النقابية والأحزاب السياسية التي نقلت النضال الطبقي إلى المستوى السياسي في المجتمع الرأسمالي، ونعني بذلك الصراع على السلطة السياسية.

إن ارتباط النضال بالبنية الاجتماعية يعني ضرورة خوضه على مستوياتها الرئيسية، والتي هي : المستوى الاقتصادي، والمستوى السياسي، والمستوى الأيديولوجي، وخوض النضال على كافة المستويات الرئيسية للبنية الاجتماعية يحتم وجود حزب سياسي يعمل على تنظيم نضال الطبقات المستغلة بهدف تحقيق التغيير الجذري للبنية الاجتماعية عبر امتلاكه برنامجاً سياسياً نابعاً من معاناة الطبقات المستغلة، ومبنياً على أيديولوجية مناقضة للأيديولوجية التي تؤبد الاستغلال والهيمنة الطبقية، وذلك بهدف الوصول إلى السلطة السياسية لأحداث التغيير الجذري.

بناء على ما تقدم تبرز ضرورة وجود حزب شيوعي يتميز نضاله عن بقية الأحزاب، كونه ينطلق في نضاله من الماركسية النظرية العلمية التي يتخذها كمنهج لتحليل ودراسة الواقع الاجتماعي لتحديد تناقضاته، وتحديد، في الوقت عينه، التناقض بينه وبين نقيضه الطبقي. إذ أن الحزب الشيوعي يريد التغيير الجذري.

إن تحقيق النضال الذي يخوضه الحزب الشيوعي بهدف التغيير الجذري يتوقف على امتلاكه لبرنامج نضالي على كافة مستويات البنية الاجتماعية، الذي يؤمن له التدخل الواعي في العملية النضالية لتنظيمها والانتقال بها إلى مرحلة أكثر تطوراً عندما تفرض الظروف ذلك، هذا من ناحية أولى، وعدم فصل، من ناحية ثانية، مستويات النضال عن بعضها البعض، لأن النضال على المستوى السياسي مرتبط بالنضال على المستوى الاقتصادي والعكس بالعكس، وكلاهما مرتبطان بالنضال على المستوى الأيديولوجي، وما هذا الارتباط والتفاعل بين مستويات النضال إلا بهدف توحيد العملية النضالية للوصول إلى التغيير الجذري الذي يكون على كافة مستويات البنية الاجتماعية الشاملة، ويمكننا تقسيم النضال على النحو التالي :



أولاً - النضال على المستوى الاقتصادي :

المستوى الاقتصادي هو البناء التحتي الذي تتحدد فيه علاقات الإنتاج وعلاقات الملكية والتملك في سيرورة الإنتاج وتطور القوى المنتجة، مما يعني انه المستوى الأساسي لتحديد المجتمع، وبذلك يمكن تحديد البنى الأخرى وإمكاناتها التاريخية والعلاقة فيما بينها. ويهدف النضال على المستوى الاقتصادي إلى تحسين المعيشة وتخفيف الأعباء عن الفئات الكادحة وتأمين الضمانات الاجتماعية، مثل التعليم والطبابة...

لقد بدأت بذور النضال الاقتصادي تنغرس في ارض لبنان مع تحضير التربة الاجتماعية لانقسام المجتمع بين طبقة مالكي وسائل الإنتاج الصناعي من جهة، وطبقة من لا يملكون إلا قوة عملهم من جهة أخرى. فدخل العمل المأجور من أوسع أبوابه في مرحلة تاريخية دقيقة طبعت بطابعها مستقبل تطور التكون الاجتماعي في لبنان، ووسمته بطابع نمط الإنتاج الرأسمالي التبعي. كان ذلك في منتصف القرن التاسع عشر، فمع القضاء على أهم الانتفاضات الفلاحية، عام 1858 (انتفاضة طانيوس شاهين)، ومع إعلان البروتوكول عام 1864، كان قد قطع الطريق نهائياً أمام أي تطور رأسمالي غير تبعي، وبدلاً عن ذلك دخلت الرأسمالية بربطنا تبعياً بمصالح الدول الإمبريالية كمصدر للخامات لها، وكسوق استهلاكية لمنتجاتها الصناعية. وكانت أولى الصناعات التي ازدهرت في الخمسينات والستينات من ذلك القرن : صناعة الحرير، فأنشئت المشاغل (الكارخانات) وعمل فيها عدد كبير من العمال في ظروف عمل صعبة، حيث كانت مدة العمل 14 ساعة في اليوم مقابل أجر زهيد.

مع دخول الآلة الصناعية التي ولدت الطبقة العاملة في لبنان، وبدأت معها الاحتجاجات الفردية، هنا وهناك، على الاستغلال بشكل جنيني حتى كان القرن العشرين إيذانا ببدء أول ظهور لنقابات عمال منظمة في لبنان، ومنذ ذلك الحين أتخذ النضال الاقتصادي لتحسين ظروف العمل، وتقليص دوام العمل، ورفع الأجور، طابعاً عمالياً أكثر تنظيماً وجماعية، وسرعان ما انتشرت هذه الأفكار والتنظيمات في مختلف القطاعات الصناعية مع تطور وتعدد هذه الصناعات، وفي المرافق العامة للبنية التحتية التي أنشأها الفرنسيون لمد خيوط الاستعمار، وربط السوق اللبنانية تبعياً بالمراكز الإمبريالية.

إن تاريخ لبنان النقابي والعمالي فيه الكثير من المواقف النضالية على المستوى الاقتصادي، بين العمال وأصحاب العمل. إلا أن هذا النوع لا يكفي، وحده، لنيل الطبقة العاملة والفئات الشعبية حقوقها، لأنه لا يوصلهما إلا إلى حقوق آنية ومنقوصة، وما نيل هذه الطبقات المستغلة حريتها إلا بكسر أسس الاستغلال كله، أي بتغيير نمط الإنتاج الرأسمالي التبعي بنمط إنتاج اشتراكي، ولذلك لا بد من تداخل وتفاعل مستويات أخرى من النضال في مستويات البنية الاجتماعية القائمة في عملية نضالية واحدة ومتكاملة تؤدي إلى التغيير الجذري الشامل على كافة مستويات البنية الاجتماعية بثورة سياسية.



ولا يكفي أن ن نطعم نضالنا الاقتصادي ببعض المطالب ذات الطبيعة السياسية، مثل تشريع العمل وحماية الدولة وإجراءات المراقبة والمحاسبة من جانبها والدفاع عن الحريات العامة. ومنها أشكال النضال السلمي المختلفة... الخ، بل لا بد، بالرغم من أهمية ما سبق، أن يتعدى النضال النطاق الاقتصادي إلى المستوى السياسي وإلا وقع في فخ الإصلاحية ومن ثم الانتهازية. كون التغيير الجذري لا يكون على المستوى الاقتصادي، بل على المستوى السياسي الذي يؤدي إلى التغيير الجذري على كافة مستويات البنية الاجتماعية، وتحديداً يؤدي إلى تغيير جذري على المستوى السياسي، مما يعني أن التغيير على المستوى الاقتصادي يكون تغييراً سياسياً، وهذا هو معنى مقولة ماركس "أن التاريخ صراع طبقات"، أي أن كل ثورة اجتماعية هي في أساسها ثورة سياسية، وبالتالي فأن القوة المحركة للتاريخ هي قوة سياسية عبر الصراع الطبقي.



وبالرغم من ضرورة أن يترافق النضال الاقتصادي للطبقات العاملة مع مستويات أخرى من النضال، إلا أنه لا يجب التقليل من أهميته في ظروف مجتمعنا، وذلك لسببين أساسيين :



1 - لأن الطبقة البرجوازية المسيطرة على السلطة السياسية عبر جهاز الدولة منذ العام 1946، عام جلاء المستعمرين ونيل الاستقلال السياسي، تعاملت مع الطبقة العاملة بمعادلة متناقضة لا يوحدها إلا نظام السيطرة الطبقية للبرجوازية التبعية، فمن ناحية أولى، وفي نفس تلك الفترة 1946، أقرت الدولة قانون العمل اللبناني بعد مضي 15 عاماً من النضال في سبيل إقراره، واعترفت، بذلك، الدولة بوجود الطبقة العاملة اللبنانية وبشرعية مطالبها، ومن ناحية مناقضة، وفي العام نفسه، قمعت السلطة الإضراب الشهير لعمال الريجي بالرصاص معمدة بالدم إعلان سيطرتها الطبقية في المجتمع اللبناني، وافتتحت بالتالي الطبقة العاملة نضالها في عهد الاستقلال السياسي بالشهداء. إن هذه المعادلة الصعبة حكمت مجمل شكل تطور النضال الاقتصادي للطبقة العاملة في مجتمعنا.



2 - أنه ومنذ انتهاء الحرب الأهلية في لبنان والطبقة المسيطرة تعيد إنتاج سيطرتها وتعزز مشروعها الاقتصادي - السياسي عبر قمع ومنع تهميش وترويض وتقسيم الحركة العمالية ونقاباتها ومنظماتها، ليسهل بالتالي تكبيل أيادي الطبقة العاملة التي تدفع فاتورة الإعمار الاقتصادي غير المتوازن طبقياً ومناطقياً وقطاعياً من ناحية، وفاتورة الأزمة الاقتصادية التي آل إليها هذا النهج الفئوي في الحكم المتمثل بسيطرة الطغمة المالية.



لهذين السببين تحديداً وجب أن لا تكتفي الطبقة العاملة بالنضال على المستوى الاقتصادي، بل أيضاً التسلح بوعي سياسي وتنظيم نفسها من أجل النضال على كافة مستويات البنية الاجتماعية ومع مختلف طبقات وفئات المستغلين والمقموعين والذين يعانون من الظلم الاجتماعي.



ثانياً، النضال على المستوى السياسي :

هو الذي يستهدف البنية السياسية للمجتمع، وهو عبارة عن البناء الفوقي الحقوقي السياسي كما سماه ماركس، بمعنى أنه متعلق بالدولة والعلاقات السياسية وأجهزتها المختلفة. والمستوى السياسي هو المستوى المسيطر بمعنى انه المتحكم بتطور البنية الاجتماعية، في حين أن المستوى الاقتصادي هو المحدد لطبيعة البنية الاجتماعية.



بالرغم من كون النضال على المستوى الاقتصادي غير كاف إلا أنه الأساس الضروري لرفد وعي العمال وتنظيمهم على أسس تمهد لهم الطريق نحو النضال على المستويات الأخرى وتحديداً على المستوى السياسي.



أن نشوء النقابات العمالية في لبنان سبق نشوء حزب الطبقة العاملة الذي تأسس عام 1924 وأعلن عنه في الأول من أيار عام 1925 بمناسبة عيد العمال العالمي، وكان نقطة البداية لخوض نضال أكثر رقياً وتنظيماً لرفع النضال الاقتصادي إلى المستوى السياسي في البنية الاجتماعية. لذلك على حزب الطبقة العاملة أن يوسع نشاطه، وتحريضه السياسي ليطال جميع الطبقات في المجتمع. ولهذا الغرض بالذات لا بد من رفع برنامج ديمقراطي - ثوري متكامل للنضال يحسم في سيرورته الصراعية عملية إنتاج سلطة طبقية بديلة، ديمقراطية - ثورية، ولا يتم ذلك إلا بشرط أن يتم إنشاء أجهزة سلطة قاعدية تمثيلية وتشريعية وتنفيذية للطبقات المستغلة، بحيث تكون ذات تمثيل واسع كبديل عن سيطرة الطبقة المهيمنة.



إن النضال على المستوى السياسي يتوجه مباشرة نحو السلطة السياسية التي تهمين عليها الطبقة البرجوازية بهدف تأبيد هيمنتها الطبقية، أي أنه نضال يتوجه ضد الأداة الرئيسية للاستغلال الطبقي بهدف إسقاطها واقامة سلطة سياسية ثورية بديلة تقضي على الاستغلال والقمع. هذا هو المفهوم الثوري للنضال السياسي، الذي نستطيع أن نستنتج منه أن ليس كل من يناضل سياسياً يطرح التغيير الثوري هدفاً أساسياً له. وبذلك يصبح الحزب الثوري هو الأداة الرئيسية للنضال السياسي التي تحقق التغيير الثوري.



بناءً على ما تقدم يصبح للنضال على المستوى الاقتصادي طابع سياسي كونه لا يتوجه إلى أرباب العمل وضدهم فقط، بل كذلك إلى السلطة السياسية وضدها والذين يخوضونه يدركون المحتوى السياسي لنضالهم وضرورة المواجهة على المستوى السياسي. ويبرز في هذا السياق، أحزاب تدعو إلى عدم تسييس النضال على المستوى الاقتصادي، بسبب ضعف وعيهم وحماية النضال من القمع، ومنها من يروج لذلك عن وعي وعمد بهدف حصر عملية النضال في حدود لا تؤدي إلى التغيير الثوري، وهنا تبرز أهمية الحزب الثوري الذي ينطلق من أيديولوجية مناقضة لهذه الأيديولوجية، تمكنه من كشف الوجه السياسي لهذه الدعوة التي تخدم الطبقة المهيمنة وتؤبد سلطتها.



ثالثاً، النضال على المستوى الأيديولوجي :

هو الذي يستهدف البنية الأيديولوجية للمجتمع، أي الوعي الاجتماعي، وهنا يتحدد دور ومكانة وخصائص الأيديولوجية السائدة والأيديولوجية النقيض، تحديداً النظرية الماركسية (الاشتراكية العلمية) ذات الطبيعة الثورية - العلمية، والتي تكمن ثوريتها لا في فهم المجتمع وحسب، بل وفي تغييره. لتوضيح ذلك، ننطلق من مبدأ أن علاقة البنية الفكرية بالبنية الاجتماعية تكون بتوسط المستوى الأيديولوجي الذي يعكس تناقضات البنية الاجتماعية،وبذلك يتم تحديد الموقع الطبقي لأي بديل اجتماعي يطرح.



إن النضال الأيديولوجي من النضالات الأساسية التي يخوضها حزب الطبقة العاملة، ولقد كتب لينين في هذا السياق، "أن إنجلز لا يعترف بشكلين اثنين من نضال الاشتراكية - الديمقراطية (سياسي واقتصادي) - كما جرت العادة، بل يعترف بثلاثة أشكال". وأضاف إلى الشكلين المذكورين "النضال النظري". وبالتالي اذ ترتبط الأزمة الاقتصادية في المجتمع مع الأزمة الأيديولوجية وتتفجر التناقضات على المستوى السياسي، يتم التغيير الثوري الشامل. لذلك كان للنضال النظري الدور الحاسم في تحديد التناقضات في سيرورة النضال الطبقي وتحديد اللحظة التاريخية التي فيها تنجز الطبقة العاملة ثورتها. هكذا يفسر الشعار اللينيني : "لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية". وهذا يدفعنا إلى قول : أنه إذا كان النضال على المستويات الأخرى قائماً بدون أي خلفية نظرية فأنه سيقع فريسة أما للنزعة الإصلاحية وأما للنزعة المغامرة.



إن عزل النظرية عن الممارسة وعن الواقع هو الخطوة الأولى إلى عزل كل الحركة الثورية عن الجماهير عزلاً يؤدي إلى أفولها. لهذا السبب بالذات توجب النضال بلا هوادة داخل صفوف حزب الطبقة العاملة ضد كل أشكال الانتهازية والجمود العقائدي، هذين العدوين اللدودين للفكر بارتباطه مع الممارسة. فهدف الثورة الاجتماعية هو أن يتم تغيير الأيديولوجية السائدة للطبقة المسيطرة بأيديولوجية طبقية نقيض تكتسب قوتها المادية من تطور الوعي الجماهيري...



إن الطبقة المسيطرة في لبنان ذات وجهين : أولهما طائفي. وثانيهما، قومي. وهما على صراع فيما بينهما داخل الطبقة المسيطرة، ومن الموقع الطبقي نفسه. أما أيديولوجية الطبقة الثورية النقيض فتهدف إلى التغيير الجذري للبنية الاجتماعية، لذلك فإن جعل الماركسية منهجاً تعتمده الطبقة العاملة هو المبدأ الذي بدونه لا يمكن أن تقوم الثورة ولا أن يتحقق النصر.



لتحقيق ذلك لا بد من ممارسة كافة أشكال العمل الدعائي لنشر الأفكار الاشتراكية العلمية وتوعية الطبقة العاملة والفئات الكادحة بمصلحتها الطبقية وببرنامج الحزب الثوري الذي يهدف إلى التغيير الثوري، والعمل على فضح ودحض دعاية وأفكار النقيض الطبقي ومحاولاته لتغطية الاستغلال الطبقي (بالطائفية مثلاً) وتشويه النظرية الثورية.



الشكل المسلح للنضال :

إن الشكل المسلح لنضال الشعب اللبناني ضد العدو الإسرائيلي الذي يحتل أرضه ويرتكب المجازر يومياً بحقه ولا يعترف بحقوقه، هو حق يكتسبه شعبنا اكتساباً بمقاومته للعدو الإسرائيلي بكافة الأشكال، والنضال المسلح هو أرقى أشكال النضال السياسي الذي يخوضه الشعب اللبناني ضد العدو الإسرائيلي، وهو حق لا يمنح ولا يوهب وليس بحاجة إلى إقرار من أي طرف خارجي، لأن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي تعبير عن الانتماء الوطني.



إن أيمان الشيوعي بضرورة مقاومة العدو الإسرائيلي بديهية تنبني على القضية التي يناضل من اجلها. وبذلك يصبح السلاح الذي يستخدمه الشيوعي لمقاومة الاحتلال الإسرائيلي أكثر فعالية من السلاح الذي يملكه العدو الإسرائيلي، والذي يميز مقاومة حزب الطبقة العاملة للاحتلال الإسرائيلي أنها تنطلق من الانتماء للوطن، وبذلك لا تصبح المقاومة حكراً على طائفة بعينها أو طبقة، بل هي قضية كل مواطن احتل جزء من وطنه، مما يعني أن مقاومة العدو الإسرائيلي شكل من النضال السياسي الذي يخوضه حزب الطبقة العاملة.



إن النضال المسلح ضد العدو الإسرائيلي يترافق مع النضال الداخلي الذي يخوضه حزب الطبقة العاملة على كافة مستويات البنية الاجتماعية ضد نقيضه الطبقي الذي يمارس القمع والهيمنة ضد الطبقات المستغلة، وينبني النضال الداخلي على دراسة لموازين القوى والظروف الموضوعية والذاتية. فتحقيق التغيير الجذري لاقامة النظام الاشتراكي يكون بالوسائل الديمقراطية وهذا ما أكد عليه ماركس.



كمحصلة نهائية نؤكد على أن مستويات النضال الاقتصادي، السياسي، الأيديولوجي، وأشكاله لا تنفصل عن بعضها البعض، كونها متفاعلة ومترابطة فيما بينها في عملية نضالية واحدة ومتكاملة بهدف تحقيق التغيير الجذري على كافة مستويات البنية الاجتماعية، مما يحتم على حزب الطبقة العاملة، الذي ينشد التغيير الجذري، أن يخوض النضال على كافة المستويات ويتقن ويبتدع أشكالاً له، وعدم فصل مستويات النضال عن بعضها أو النضال على مستوى ما دون الآخر، لأن ذلك يوقعه بالإصلاحية والانتهازية المغامرة. فكل نضال يخوضه على أي مستوى وبأي شكل هو، في نهاية المطاف نضال سياسي لممارسته السياسية الطبقية المناقضة للممارسة السياسية للطبقة المسيطرة.



#الحزب_الشيوعي_اللبناني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- محاضرة عن الطائفية
- لبنان يجتاز مرحلة استعصاء بسبب قصور المعالجات التقليدية وتنا ...
- مدخل الى علم الاقتصاد
- مدخل الى العولمة الليبيرالية
- الطبقات والصراع الطبقي
- مدخل للتعريف بالمنهج الماركسي
- جورج حاوي شيوعي ناصع مجدد - ملأ لبنان وشغل دنيا العرب
- تصريح الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة
- المجلس الوطني في تقرير عن تطورات الأحداث ومهمات الشيوعيين وا ...
- قيادة الحزب الشيوعي اللبناني وآل الشهيد يتقبلان التعازي بالق ...
- الحزب الشيوعي اللبناني ينعي القائد الكبير والمناضل الشيوعي ا ...
- البيان السياسي – الانتخابي
- في الذكرى الـ27 لاعتقال عميد الأسرى سيمر القنطار والخامسة لت ...
- المؤتمر الصحافي لأمين عام الحزب الشيوعي اللبناني
- الحزب الشيوعي: لن يأتي الإنقاذ عن طريق الخارج بل
- نداء من المجلس الوطني
- نص المؤتمر الصحافي للأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكت ...
- لقاء مع وفد القيادة الفلسطينية
- كلمة الأمين العام للحزب الشيوعي اللبناني الدكتور خالد حدادة ...
- الندوة اليسارية الأورو متوسطية في طرابلس:


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - الحزب الشيوعي اللبناني - مستويات النضال وأشكاله