أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - الأنفصال الذي يدعم وحدتنا















المزيد.....

الأنفصال الذي يدعم وحدتنا


أياد الزهيري

الحوار المتمدن-العدد: 6307 - 2019 / 8 / 1 - 23:26
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الأنفصال الذي يدعم وحدتنا
لا شك أثبتت التجارب والأحداث أن عملية تشكيل الدول من أجزاء أراضي وشعوب متعدده تسببت بالكثير من المشاكل والحروب , ولا يكتب لها الأستقرار على طول تاريخها , والسبب أنها قامت من غير أرادة شعوبها وأحيانآ بأرادة الدول المحتله ولأغراض قدرتها لصالح قادم أيامها ,لكي تبقى دول ضعيفه غير مستقره , مأزومه كل الوقت ,مما يسهل السيطره عليها بسبب تنازع مكوناتها التي لا يجمعها جامع , ولم يتحقق الأنسجام بين مكوناتها .
العراق هو واحد من هذه النماذج التي ذكرناها أعلاه . بلد رسم خريطته المندوبين البريطاني (مارك سايكس) والفرنسي (فرانسوا جورج بيكو) حسب أتفاقيه سريه لأقتسام منطقة الهلال الخصيب بين فرنسا وبريطانيا . يتضح من هذا أن التقسيم الذي رسم الخارطه العراقيه قائم على أساس مصالح هذين البلدين ولا رأي لشعوبها فيها , ولكن بعد ذلك راجت أفكار الدوله القوميه والتي تبناها سياسيي ومفكري ألمانيا وأيطاليا أنذاك حتى أن عدواها وصلت للسياسيين العرب والكرد , فطالب العرب بزعامة ملك حسين ,ملك الحجاز آنذاك لتشكيل دوله عربيه كبرى تضم الأقطار العربيه , كذلك هو الأمر وعلى نفس المنوال, دعى الكرد الى أنشاء دوله كرديه تضم الناطقين باللغه الكرديه ولكن الدول الكبرى فرضت الحدود الحاليه وأبعد حسين مكماهون الى قبرص وأجهضت فكرة الدوله القوميه , ولكن الكرد ما زالت فكرة أنشاء الدوله الكرديه تداعب خيالهم ,فلم يهدأ لهم بال , ودخلوا بحرب عصابات منذ تأسيس الدوله العراقيه ولحد الآن ,بل زادوا عليها بأجراءات منع تدريس اللغه العربيه التي هي اللغه الرسميه للدوله العراقيه , بالأضافه لبناء جيش الأقليم , وتشكيل حكومه خاصه بهم والدخول في مناكفات ومشاكسات مع الحكومه المركزيه , حتى أنهم قاموا بأجراء أستفتاء الأنفصال عن العراق بتاريخ 25 سبتمبر/أيلول 2017 . ومن أجل تحقيق هذا الحلم مد مسعود يده للتعاون مع كل أعداء العراق والتي كانت أخطرها هو الأنسحاب أمام الغزو الداعشي وسرقة آليات الجيش العراقي وأهانة الكثير من أفراد الجيش العراقي , وأعتبر مسعود ما جرى من غزو من قبل داعش فرصه ذهبيه للأنفصال ,فتنمر على بغداد ومنع تسليم النفط اليها , وأحتل كركوك بقوات البيشمركه.
أن ما يدعو للتسائل هو صمت بغداد أمام أربيل ,فقد قيل قديمآ أن القوانين تصمت امام الفاتحين , فهل مسعود أحتل بغداد فصمتت امام جيشه العرمرم , بالحقيقه هو أضعف من ان يجرأ ان يقف على أبواب بغداد . يبقى السؤال , لماذا هذا الموقف الهزيل من قبل بغداد أتجاه أربيل , ولماذا هذا الخنوع والأستسلام لمسعود . أنه شيء يثير الأستغراب أن يرتجف سياسي الحكومه المركزيه أمام مسعود , فأذا كان مسعود يهددهم بانفصال الأقليم , فأهلآ به , بالعكس هذا سوف يعزز وحدة أراضي البلد , ويزيد من قوة انسجام شعبه , فالأقليم يمثل مصدر قلق للبلد , وهو أكبر حجر عثره في سبيل أستقراره , وان ابن الجنوب من أكثر المتضررين منه عبر كل الحكومات السابقه واللاحقه , فالدماء الجنوبيه التي سالت على سفوح اقليم كردستان كثيره , وكلنا نتذكر (كفلة) الأم العماريه التي قتلت البيشمركه أبناءها (طركاعه الأجت برزان بيس باهل العماره) , وفي الوقت الحالي قدم أبناء الوسط والجنوب دماء زكيه بطرد داعش الذي كان مسعود احد أسباب دخوله للعراق لغرض في نفس يعقوب . أنا أسأل لكل من يرتعش من تهديد مسعود بالأنفصال . هناك تجربة أنفصال جمهوريات ألأتحاد السوفيتي السابق والتي جعلت روسيا أكثر قوه ومنعه , وتخلصت من حالة الترهل السابقه مما ساعد في تحسن أقتصادها بشكل كبير , والأهم من كل ذلك أصبح الشعب الروسي أكثر أنسجامآ وأقوى روحيه على الصعيد الوطني . كما يمكننا الأشاره الى تجربة الأتحاد اليوغسلافي السابق , والذي أنحل الى عدة دول مستقله بعدما حكمها تيتو بيد من حديد , وحاول الرئيس الصربي سلوبودان ميلوشيفيتش مع زعيم الصرب السابق رادوفان كاراديتش بقيام مجاز وحشيه لمنع أنفصال البوسنه والهرسك من الأتحاد اليوغسلافي , ولكن مع كل ذلك قاوم شعب كوسوفو والبوسنه هذه الجرائم وأنفصلوا , وكان أحد أهم أسباب أنفصالهم أنهم يشعرون بأنهم ليس بالشعب الواحد ولم يجمعهم جامع , أي أنهم ينتمون الى روحين مختلفتين , وهناك ما يمنع أندماجهم في بناء مشاعر مشتركه فلم يرتاح لهم بال حتى أنفصلوا. السؤال المهم ما هي فائدة بلد كبير المساحه ولكن يعاني من أوجاع في مفصله الكردي العربي , وكالمريض بداء الغرغرين أن أمتنع عن بتره سبب له الوفاة لاحقآ , وأن بتره مبكرآ سيحافظ على بقية أجزاء جسمه وتعود له صحته , وهناك من البدائل الكثيره لتعويض ما يفقده ويرجع الأمر الى سابق عهده , وقد تخلص من قلق دائم وأستنزاف للوقت والجهد والمال , وأصبح أكثر راحه وأطمئنان . أن الشعوب الغير منسجمه والتي ضغطت من قبل نظام دكتاتوري أو خارجي سوف تعيش ككتل بشريه غير منصهره مع بعضها , كالجزر المتباعده في بيئه مائيه واسعه لا تصلح حتى لمد الجسور بينها , كما يمكننا الأستعانه في هذا الصدد بدوله كأيطاليا تبنى فيها سياسيون سابقآ فكرة الوحده الكبرى لأيطاليا ,فعملوا على ضم شعوب متباينه كالبيامونت واللومبارد والصقلين , ولكن عادت بالضرر على البلد وأهله مما أربك البلد ماليآ وسياسيآ , ويعلل المراقبون أن هذا العمل الوحدوي القسري الذي ضم شعوبآ لا تتوفر فيها الروحيه المجتمعيه الواحده , ولا تجمعهم عاطفه وطنيه واحده , أدت الى جعل أيطاليا في الصف الأخير في السلم الأوربي.أن الحاله العراقيه اليوم تشبه بالحاله الأيطاليه سابقآ , حيث أصبح العراق بسبب التمسك بكردستان من أضعف دول المنطقه وأكثرها وهنآ , حتى أنك لترى السياسي العراقي يكون من أضعف المندوبين في المفاوضات مع دول الجوار بسبب ضعف أنتماء البعض وخاصه السياسين الكرد للعراق , وسهولة المفاوض بالتضحيه بحقوقه وهذا ما حصل في مباحثات الكويت مع العراق حيث كان الوزير هوشيار زيباري وهو من الحزب الديمقراطي الكردستاني كريمآ في أهدار حقوق العراق في خور عبد الله وترسيم الحدود البريه , فكان مجاملآ بحقوق العراق مقابل علاقة صداقه بين الكويتين والساسه الأكراد , أي يجير تحركاته لصالح المستقبل السياسي للأقليم , حتى أن الرجل متهم بأستقباله لهدايا ثمينه من الجانب الكويتي , ها ونحن اليوم أمام تصرف الوزير الكردستاني فؤاد حسين كوزير لمالية العراق والمرتبط مباشره بزعيمه مسعود برزاني فقد خرق القانون في ماده صريحه تنص على أنه أذا لم تسلم كردستان العراق النفط سوف تستقطع الرواتب المخصصه لموظفي الأقليم , لا بل من المضحك المبكي وحسب رأي الأقتصادين أن حصة الأقليم هي 12.5 % من الموازنه العامه في حين غنمت ما قيمته 24.74% من الموازنه العامه وذلك بفضل وزيرهم فؤاد حسين فقد بينت أحصائيات ,أن رواتب الأقليم هي 5.448.000.000 بالدينار طبعآ ورواتب المبيشمركه 420.000.000 كما أن المشتقات النفطيه للأقليم 1.208.004.000 , كما ان مستحقاتهم من الدواء , تموينيه, دعم المزارعين 557.480.000 أضافه الى واردات المنافذ والكمارك والضرائب والتي تقدر ب750.000.000 , زائدآ ايرادات نفط الأقليم التي يمتنعون عن تسليمها والتي تقدر ب 9.327.516.600 فيكون مجموع ما يحصل عليه الأقليم هو 17.711.000.600 علمآ بأن موازنة الدوله عدا السياديه هي 71.580.293.320 وهذا يعني أن نسبة ما يحصل عليه الأقليم من الموازنه هو 24.74 % من الموازنه العامه وهذا ضعف النسبه المقرر له والتي هي 12.5 % . السؤال المطروح , الم تكن هذه سرقه من خزينة الدوله , وهي بالتالي سرقه من قوت الشعب الذي لا يملك الكثير من أفراده قوت يومه ., هناك سؤال أخر ما الذي يجنيه العراق نتيجة أنضمام اقليم كردستان له غير فائده من جانب واحد الا وهو بناء البنيه التحتيه والفوقيه للكيان الجديد الذي يبغون قيامه في المستقبل تحت أسم دولة كردستان. طبعآ ليس هناك اعتراض على قيام دولتهم , لكن الأعتراض عندما يكون قيامه على حساب العراق وشعبه. أن الوضع الأمني هو الآخر مهدد بسبب محاولة مسعود بأضعاف بغداد عبر الكثير من التصرفات من مثل أيواء الأرهابيين المطلوبين للقضاء , وأنشاء لهم ساحه آمنه للهجوم على الحكومه والدوله وهم كثيرون من أمثال علي حاتم سليمان , ورافع الرافعي , وطارق الهاشمي , والعيساوي , وأثيل وغيرهم الكثير , كما أن هناك قواعد للموساد الأسرائيلي , وهو يعتبر تمكن لدوله عدوه من ممارسة التجسس على البلد والبلدان المجاوره لقاء خدمات فنيه ولوجستيه تقدمها أسرائيل كخبره لتحقيق الأنفصال وقضم الأراضي لصالح الأقليم . أن سكوت الحكومه والبرلمان العراقي أتجاه هذه الممارسات تعتبر خيانه , ومن الخطأ الفاحش أن يسكت الشارع العراقي عن سرقة العصر هذه ,والتي يؤدي السكوت عنها الى أفلاس شعب بكامله , وهي جريمه أكبر من جريمة المحتل . أن السكوت عن هذه الجرائم هو أعلان موت شعب , مما يتطلب مبادره شعبيه سلميه تضغط من خلالها الجماهير الغاضبه على أصحاب القرار , ووضع حد لهذا الأستنزاف الممنهج للثروه الوطنيه.
أياد الزهيري



#أياد_الزهيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نظريات أختنقت في غير فضاءها
- (على حافة الهاويه)
- جذور الدكتاتوريه في العالم العربي
- ليس هناك مجدآ
- أنتظار بطل
- الهروب من الحريه
- العشيره والسياسه
- العشيره وقوة القانون وسيادة الدوله
- الأنتلجنسيا وقوة التغير
- أعمده شرعنة للأحتلال العثماني
- مفهوم التقيه المفترى عليه
- حديث الفرقه الناجيه وجذور التطرف
- الولاء والبراء وجذور التطرف
- نحن في العصر الترامبي
- الفكر هو : الماكنه والوقود والسكه
- المرجعيه الدينيه والهويه الوطنيه
- العلاقه الجدليه بين الهويه الوطنيه وسيادة الوطن
- أشاعة المبالغه في وهم موت الله
- حكومة خدمات لا حكومة أيدلوجيات
- أمكانية التحول الأجتماعي


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أياد الزهيري - الأنفصال الذي يدعم وحدتنا