أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - معركة الصور














المزيد.....

يوميات الحرب - معركة الصور


مصطفى علي نعمان

الحوار المتمدن-العدد: 444 - 2003 / 4 / 3 - 01:46
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 

اليوم الرابع عشر، الأربعاء، 2 نيسان، 2003.

معركة الصور:

لكل صورة معنى معين! بعض الناس يفلسفون المعنى، يقرؤون ما في داخل الصورة قبل مظهرها، ماذا تعنيه، كيف تفسر الآن وفي المستقبل!

أمس نشرت جريدة أمريكية صورة جنود أمريكان واقفين قرب بضعة جثث لجنود عراقيين، استشهدوا في أحدى المعارك، واليوم انتقد غير واحد من المحللين نشر تلك الصورة، أما أهم استنكار لنشر الصورة وما تعنيه، فكان على صورة سؤال:


لماذا تظهروننا كقتلة!

يبدو أن المحلل المحترم يتصور جنوده ملائكة الرحمن! لم يدر بخلده أنهم قتلة قط! لذا صدمته الصورة.

اقترحت مسؤولة كبيرة صورة أخرى، بضعة أطفال يقفزون مرحاً، ووراءهم جنديان أمريكان يشرعون أسلحتهم.

ثم نشرت صورة أخرى لامراة ملفعة بالسواد، اصيبت بفخذها، مطروحة على صفحتها، قرب جسر الهندية، معللة إصابتها بالمعركة التي جرت للسيطرة على الجسر، لكنها لم تذكر أي جهة أصابتها، وأغلب الظن أنها ضحية للجيش الأمريكي، وإلا كانوا اتهموا مرتزقة البعث.

ثم نشرت صورة المرأة نفسها، "صورة كبيرة" يحملها جنديان على نقالة، إلى المستوصف، وهكذا ملأ الله قلوب الأمريكان رحمةً وشفقةَ، على حين غرة‍‍! فياليته يجعلهم يتوقفون عن قتل الناس عشوائياً، فقد ملّ الشعب العراقي المسكين القتل، والذبح، منذ أربعين سنة وإلى حدّ الآن، عسى أن يسمع الدعاء، إذ لم يبقَ لدينا غيره!

ملحمة نقطة التفتيش:

روت الصحف الأمريكية قصة استشهاد النساء والأطفال الأبرياء، الذين مرّوا، بسيارة "الفان" (ويطلق عليها العراقيون "الصاروخ لسرعتها قياساً بحافلات النقل العام،)

حدث ذلك قرب نقطة تفتيش أمريكية ولم يتوقفوا، وحسب رواية الجيش الأمريكي، أشاروا لهم بالوقوف، لكن سيارة "الفان" لم تتوقف، حينئذ أطلق جنود نقطة التفتيش النار على عجلاتها، ولم تتوقف أيضاً، ثم على الماكنة، ولم تتوقف! ثم على من في السيارة، وهكذا استشهد من كان فيها، كلهم كانوا نسوة وأطفال، ولست أدري ماذا حل بعقل السائق، ولماذا لم يتوقف! ولماذا عرض هؤلاء الأبرياء المساكين للموت!

الضابط الأمريكي المسؤول عن نقطة التفتيش، دافع عن تصرف جنوده، معللاً ذلك أن معظم ضحايا الجيش الأمريكي قتلوا على يد مدنيين، أو عسكريين متزيين بالزي المدني، ولو وقفت سيارة "الفان" لما حصل شيء، قال ذلك من دون اهنمام! ليلقي لوم إهراق الدم البريء على عاتق صدام مرة أخرى، فهل يهم صدام ذلك؟

تيتي تيتي، مثل ما رحت جيتي:

العراق مستعمر، محتل، أرض بلا حكومة، بلا مسؤولين، بلا سلطة، فالحكومة الحالية زائلة، هي ومسؤوليها، وسلطتها، وكل ما تستند عليه، والقضية قضية وقت ليس إلا، وليس الغد لناظره ببعيد.

هذا ما تفكر به الإدارة الإمريكية، وهو بالنسبة إليها يقين لا يمكن أن يتطرق إليه شك! ويشكل هذا اليقين أرضية، تستند عليها كافة القرارات التي تتخذها بشأن العراق، مهما تبدو غريبة! وعجيبة!

ومن هذه القرارات الغريبة العجيبة ما روته أجهزة الإعلام "المحتلة" من أنها وافقت على اقتراح الجنرال المتقاعد "جي غاردنر"، يقضي الاقتراح:


1-تقسيم العراق إلى ثلاث ولايات: بغداد، موصل، بصرة.


2-يُعين الجنرال المتقاعد "جي غاردنر" حاكماً فعلياً للعراق.

3-يتولى مسؤولية إدارة كل ولاية موظف أمريكي لمساعدة الجنرال المتقاعد "جي غاردنر".

4-يعين مجلس استشاري من العراقيين، لا يتمتع بصلاحيات تنفيذية، يعني "خراعين خضرة" كما يقول العراقيون.

لاشك أن من وافق على أن يكون الجنرال المتقاعد "جي غاردنر" حاكماً، عسكرياً، شبه مطلع على تاريخ العراق، ويؤمن بأن التاريخ يعيد نفسه! فقد كان العراق مقسماً في زمن الدولة العثمانية إلى ثلاث ولايات، هي نفسها: الموصل، بغداد، بصرة، فلما لا يرجع التاريخ كما كان؟ يعني، كما يقول المثل العراقي: تيتي تيتي، مثل ما رحت جيتي.

إضافة إلى ذلك، فقد رضي العراقيون من قبل بفيصل ملكاً عليهم! فلم لا يقبلون بالجنرال المتقاعد "جي غاردنر"؟ وهو في كل المقاييس أفضل من فيصل، فهو في الأقل يعرف القراءة والكتابة! وفيصل شبه أمي، ويشرب الويسكي علانية، بينما يشربها فيصل سراً، ورضي العراقيون، كذلك بعفلق حاكماً غير علني، تساعده مجموعة من القتلة والمجرمين، أطلقوا على أنفسهم القيادة القومية، للجريمة والتدمير!

نعم من اقترح ذلك شبه مطلع على التاريخ، فلو كان مطلعاً على التاريخ بتعمق لعرف أن العراقيين يحنون رؤوسهم أمام العاصفة، فترة قصيرة، لكنهم يثورون، ويحطمون، ويقتلون، وما تاريخ ثورة العشرين ببعيد! وأنهم ما سكتوا على حكم البعث قط إلا بعد أن أثخن بهم، وفعل بهم ما لم يفعله المغول!

ولكي يعرف المحتلون رأي الشعب العراقي، فعليهم أن ينتظروا بضع سنين فقط، بضع سنين يرتاح فيها، يداوي بها جراحه، يدفن قتلاه، بعدئذ سيرون ما لم يروه عند الشعوب الأخرى! وسيكتشفون أي أصالة يتمتع بها هذا الشعب الذي علم الإنسانية ما لم تعلمه من قبل، أول ما علمها: كيف تكتب بالقلم.

 



#مصطفى_علي_نعمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- يوميات الحرب - أطفال العراق
- يوميات الحرب - قريتان عراقيتان
- يوميات الحرب - ناديا
- يوميات الحرب. - ساجدة وسحر، عدالة أم حظ؟
- يوميات الحرب - بعرق الجبين أم
- يوميات الحرب - ستة أشهر
- يوميات الحرب - النصر، والمنصور بالله
- يوميات الحرب - قضية قديمة
- يوميات الحرب - البيئة المثالية
- يوميات الحرب، اليوم الثالث: 21-3-2003. - انشقاق الضباط
- فجر يوم جديد…!
- المرأة العراقية في العراق الجديد
- رحيل الدكتاتور..تحت المجهر!
- عبد الكريم قاسم المغدور مرتين
- الفردوس الضائع
- مشاهدات عراقي في بلاد الغربة : من صوفيا 1979 الى شيكاغو 200 ...
- مشاهدات عراقي في بلاد الغربة : من صوفيا 1979 الى شيكاغو 200 ...
- مشاهدات عراقي في بلاد الغربة : من صوفيا 1979 الى شيكاغو 2000 ...


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصطفى علي نعمان - يوميات الحرب - معركة الصور