اعرف موطنك ، بين العمادية وميروز

سربست مصطفى رشيد اميدي

الحوار المتمدن-العدد: 6307 - 2019 / 8 / 1 - 13:44
المحور: السياحة والرحلات
    

اعرف موطنك

القسم الأول: بين العمادية وميروز

في الأيام القليلة الماضية قمنا مع مجموعة من الأصدقاء بزيارة المناطق الشمالية لمحافظة أربيل انطلاقا من العمادية مرورا بشيلادزه وبارزان وريزان وصولا الى ناحية (شيروان مه زن) والتي أصبحت مركز ناحية منذ أكثر 130 سنة نظر لأهميتها الجغرافية كونها تقع على بعد كيلومترات من الحدود العراقية التركية. هذه المنطقة (شيروان) واسعة وتشكل موطن أكبر عشيرة من اتحاد عشائر البارزان وهم الشيروانييون الذين يعتبرون رجالا اشداء ويتميزون بالطيبة والكرم، فاي شخص كنا نلتقي به في الطريق أو نساله عن القرية الفلانية سواء كان رجلا ام امراة فانه كان يدعونا الى داره لاجل القيام ب(الواجب) لتحضير الطعام لنا او شرب قدح شاي لديه على عكس الكثير من مناطق الريف الكردستاني. ولكن نظرا لكون هذه المناطق كانت مركزا للمقاومة والنضال ضد المحتلين وضد حكام بغداد الذين تعاملوا بالقسوة وبالسلاح مع أبناء هذه المناطق منذ أيام حكم الدولة العثمانية ولحد الانتفاضة اذار المجيدة 1991. وقد تعرضوا لعمليات القصف المدفعية والطائرات العسكرية كثيرا بالإضافة الى اكتساحها من قبل قوات العراقية والجحوش وتعرضهم لعميات الترحيل والتهجير الى جنوب العراق ومن ثم الى مجمعات سكنية في محافظة أربيل وأيضا تعرضهم لعمليات الابادة سنة 1983. والان وبفعل تواجد قوات حزب العمال الكوردستاني في جبال ووديان هذه المناطق والمتابعة والتدخل التركي المستمرين لغرض القضاء على هذا الحزب منذ 1983 ولحد الان. فقد أصبحت مناطق شبه خالية من السكان على الرغم من كونها مناطق زراعية وتتوفر فيها الماء والكلأ للثروة الحيوانية، والأكثر من ذلك فأنها تعتبر مناطق سياحية بامتياز لو توفرت البنى التحتية لها بالإضافة الى توفر الاستقرار والأمان لضمان امن المواطنين والمصطافين، حيث تمتاز بأجواء مناخية وطبيعة خلابة. ومن شيروان ذهبنا الى قرية (ميروز) المزورية العليا والتي تقع بالقرب من مجرى نهر(ري شين) من الناحية الشمالية الشرقية، وعلى الرغم من موقعها الجميل لكنها منطقة أيضا شبه خالية من الناس الا ما ندر على الرغم من ان القرية قد تم تعميرها ولكن الطريق اليها ترابي من قرية (سيلكى). وتعود أصول عدد من عوائل العمادية الى هذه القرية وتحديدا عائلتي (ساما) و( ألمانا)، حيث تمتاز بتوفر مصادر المياه فيها من الينابيع العديدة والغزيرة المياه التي تصل الى اكثر من عشرة عيون واعتقد انه ليس مصادفة بتشابه عدد من عيون هذه القرية مع أسماء نظيراتها من العيون في الروبار والسولاف في العمادية مثل عين (سروكاني) و(كاني كاسا) في ميزيركا في مصيف سولاف و (كانيا شيفى) في روبار العمادية و(كانيكا عيسى) في (روبار زيرى). ولو قد دققنا قليلا في تاريخ امارة العمادية التي كانت هذه المناطق تخضع لحكمها وكانت أحيانا تعتبر جبهة امامية للتصدي لأعدائها فنرى ان لعشيرة المزورين السفلى والعليا والايزيدين والزيباريين كان لهم دور كبير في الذود عن حدودها، فقد كان موقع جلوس رئيس عشيرة المزورين تقع على يمين الأمير في مجلس الامارة. ويبدو ان موقع (مزيركا) من أعالي مصيف سولاف كان موقعا لمعسكر المزورين مع عوائلهم، لذلك بقيت بهذا الاسم لحد الان ويبدو ان فرسانا من العشائر الموالية كانت تجلب لستوطن في العمادية وضواحيها. وان معركة الحسم من قبل الجيش العثماني للقضاء على امارة بهدينان قد وقعت في قرية (ايتوت) بالقرب مركز محافظة دهوك حيث تعتبر أيضا من قرى المزوري السفلى. وللعلم فان باب ( الزيبار) في العمادية لم يسمى بذلك لمقابلته لمناطق الزيبار وانما بسبب كون المساحة الواقعة الان بين دار الامارة (بوابتها فقط) وبين نصب الشهيد (عزت عبدالعزيز ) كانت تسمى في فترة حكم امارة بهدينان بمحله ( زيبارى). وايضا لهجة أبناء هذه العشائر من المزورين والشيروانين والبارزانييين (بروز) والكردية والهركي والدوسكي العليا جميعها هي اللهجة البهدينانية وكانت تعتبر جزءا لا يتجزأ من امارة بهدينان.
هذه المناطق البعيدة والحدودية وللظروف السياسية والعسكرية في المنطقة كونها كانت تعتبر معقلا مهما من معاقل الثورة ضد الحكومات المتعاقبة في بغداد وقبلها في إسطنبول فقد بقيت بعيدا عن الاهتمام بها والقاء الضوء عليها على الرغم من اهميتها من الناحية الزراعية والثروة الحيوانية فانها مناطق سياحية جميلة أيضا. لكن وللأسف لا نرى أي اهتمام من قبل الاعلام الكوردستاني بهذه المناطق على الرغم من كل ميزات المنطقة التي أشرنا اليها.

#سربست_مصطفى_رشيد_اميدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات