أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - مآثر من نضال الشيوعيين العراقيين في سجونهم















المزيد.....

مآثر من نضال الشيوعيين العراقيين في سجونهم


فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 6306 - 2019 / 7 / 31 - 13:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لقد كانت حياة السجناء الشيوعيين منظمة وفق أسس وضعها ونظمها مؤسس الحزب الشيوعي العراقي الرفيق الخالد (فهد) منذ سنة/ 1947 قواعد تنظيمية وتقاليد ثورية للسجناء السياسيين حيث كان في تنظيمهم سبب صمودهم وقوتهم التي يجابهون بها قوى أعدائهم الغاشمة من خلال تنظيمهم تكمن معنوياتهم ورفع وعيهم وصهر أنفسهم وتحررها مما يعلق بها من أدران العادات والتقاليد والأخلاق التي يغرسها في بيئتهم النظام الطبقي الفاسد وفي تنظيم حياتهم الحفاظ على صحتهم وبلورة قابلياتهم وتطويرها ... وفي تنظيم حياتهم تحررهم من النظام الذي يغرسه بهم الخنوع والتردد ... كان نضال السجناء الشيوعيين حلقة منيرة من سلسلة نضال شعبنا العراقي المقدام نوروا بدمائهم درب الكفاح وكانوا ضحاياه التي تقع بيد العدو ... إلا أنهم لم يلقوا السلاح بل كان بداية نوع جديد من النضال حيث الصراع الطبقي والسياسي المكشوف بين عدوين لا سبيل لالتقائهما أبداً حيث استعمل العدو المسيطر جميع أسلحة القوة والإبادة ولا يملك الطرف الآخر سوى الإيمان بعدالة قضيته ومبادئه ومستقبلها الزاهر ... وقد استعمل الطرف الغاشم كل أساليب الخداع والمداهنة إلى جانب الشراسة الوحشية بينما يقابلها الطرف الآخر بالصمود والعزيمة والإصرار على التضحية بكل شيء من أجل تحقيق أهدافه النبيلة من أجل سعادة شعبه والمستقبل الزاهر السعيد لأبنائه. وكانت حياة السجناء السياسيين منظمة وفق برامج مقسماً بين الدراسة والعمل المعيشي والرياضة وكان لهم صحافتهم التي وضعت هدفاً لها (صيانة وديمومة شعلة الشعب العراقي الثائر الأصيل تبقى وهاجة في قلب كل سجين وأن تكون حافزاً على صقل المواهب والأفكار الثورية) فبرز منهم رسامون بارعون وشعراء مبدعون ترجموا بأشعارهم مشاعر إنسانية وثورية وحبهم لوطنهم العراق وطموح الشعب في بناء المستقبل المشرق السعيد وتغنى السجناء السياسيين بعشرات الأناشيد التي ألفها شعراء ولحنها سجناء ثوريين ... وتطورت قابليات فنية متعددة فظهر من بينهم ممثلين ومخرجين بارعين وكانت المناسبات الوطنية والقومية والأممية استعراضاً رائعاً لهذه القابليات المبدعة وللروح الوثابة للسجناء السياسيين وارتباطهم بتقاليد شعبهم وأمتهم ... ولم تتخلف المرأة الشيوعية في هذا الميدان بعد أن ساهمت في جميع نضال شعبنا وقدمت التضحيات حيث كانت الشيوعيات في سجن النساء يتحدين صنوف التعذيب والحرمان انتقاماً من مساهمتهن في نشاط الحركة الوطنية وقيادتهن للحركة النسائية الديمقراطية حيث في هذا المجال والميدان ساوى فيه الحكم الملكي المباد بين المرأة والرجل.
لم تكن حياة السجناء السياسيين المنظمة تسير بشكل هادئ بل كثيراً ما كانوا يتعرضون لاستفزازات وغارات الحكومة ضد مكاسبهم ونشاطهم وحتى على أمتعتهم ومخزونات غذائهم وأدويتهم وتجريدهم من الكتب ووسائل التعليم التي حصلوا عليها نتيجة نضالهم الطويل ... وكثيراً ما كانت سلطة السجن تفرقهم وتمنع اللقاء فيما بينهم بسجنهم انفرادياً ولتحدي مثل هذه الظروف والاستفزازات قصص بطولية كثيرة تفوق الخيال وكيف كانت تجري الاتصالات بينهم وكيف كانوا يتناقلون أخبار نضالات الشعب وشعوب العالم التي كانت تصلهم سراً من الخارج ... وكيف كانوا يحتفلون بالمناسبات الوطنية والقومية والأممية بالرغم من وجودهم في زنزانات انفرادية ... وكانت وسائل السجناء واحتجاجاتهم على استفزازات وتصرفات إدارة السجن السيئة الإضراب عن الطعام التي كانت تستمر مدة طويلة الأسلوب الذي كانوا يواجهون به إدارة السجن وكانت لاحتجاجات عوائل السجناء السياسيين أثر كبير في إثارة الرأي العام العراقي والعربي والعالمي.
ولما وجدت الحكومات العميلة بأن كل وسائلها باءت بالفشل في قتل معنوياتهم البطولية والنيل من عزيمتهم الجبارة خططت لإبادتهم كجزء من مخطط عام لإضعاف الحزب الشيوعي العراقي وإرهاب الحركة الوطنية وكسر معنويات جماهير الشعب فكانت مجزرة سجن بغداد السياسي في 18/6/1953 التي راح ضحيتها ثمانية سجناء شيوعيين قتلوا المناضل هادي عبد الرضا بعد إصابته بطلقة نارية أزهقوا حياته بالهراوات وأخمس البنادق ... وقتلوا المناضل حسين عبود بسحق رأسه وتدميره بأرجلهم والآخرين قتلوا بإطلاق الرصاص عليهم وقد سيق المناضلين إسماعيل أحمد ومهدي مشكور مقيدين بالسلاسل وهما جريحان وكان المناضلون السجناء مقيدي الأيدي بسلاسل ويمرون بين صفين من الشرطة ينهالون عليهم بأخمس بنادقهم وسببوا لهم جراح بليغه في الرأس وقد تمزقت جمجمة المناضل جودت أحمد ناجي كما استشهد المناضل موسى سليمان عضوم اللجنة التنفيذية لاتحاد الطلبة العام ... وقد سجل السجناء الشيوعيون في هذه المجزرة أروع ملاحم البطولة والصمود فضح فيها الحكم الملكي المباد وكشف جبنه وغدره وفعله بالسجناء العزل وقد احتج الرأي العام وشخصياته على تلك الجريمة البشعة. أما مجزرة سجن الكوت فقد تميزت بفعل الجريمة المجرمة حيث قامت شرطة السجن بتقييد ضحاياها العزل ونفذوا جريمتهم النكراء بالسلاح الفتاك الذي اخترق الرصاص صدور المناضلين البالغ عددهم (123 سجيناً) وهذه الجريمة لم تكن شأن الجرائم الأخرى التي تميزت بضراوتها وقصر مدتها ... فمجزرة سجن بغداد السياسي كانت عنيفة ولكنها استغرقت عدة ساعات قلائل حصدت أرواح ثمانية مناضلين أبطال ... أما مجزرة سجن الكوت فقد استمرت أكثر من شهر كانت أيامه كلها معارك استخدمت كل وسائل الخديعة والنفاق ووسائل الإغراء إلى جانب الرصاص والتهديد بالموت جوعاً وعطشاً ولكن السجناء الشيوعيون الذين ذاقوا مرارة السجون وجربوا أهوالها صمدوا بإصرار وعزيمة واستمروا بإضرابهم عن الطعام وعاشوا أياماً رهيبة بعذاباتهم بعد أن قطعت سلطات السجن الماء والكهرباء وجردتهم من كل مخزونات الطعام والأدوية ... وكانت أصواتهم رغم العذابات والجوع والعطش قوية تجلجل وتهدر بالأناشيد الثورية وبالهتافات باسم الشعب وأهدافه النبيلة. ولعلع الرصاص فسقط شهيدان يوم 4/8/1953 هما المناضلان حيدر منصور من عمال المطابع وصبيح مير ... وفي 2/ أيلول/ 1953 هدر الرصاص مرة أخرى وتساقط القتلى والجرحى وأخرج باقي السجناء أيديهم مقيدة بالسلاسل ومرورهم عبر صفين من الشرطة ينهالون على أجسام ورؤوس السجناء المنهكين والمصابين بالجراح بأخماس بنادقهم وبالعصي الغليظة فتكسرت أضلاع بعضهم وتهشمت جماجم آخرين وفارق الحياة المناضلين الشهداء يحيى البارح وأحمد علوان وجبار الزهيري ورؤوف صادق الدجيلي وعبد النبي حمزة وهادي جواد وحسين مهدي حبيب ومحسن هدار ... وكدست أشلاء الجرحى مع أشلاء الشهداء بعد أن رميت بعضها على بعض في غرفة ضيقة بهدف تأخير معالجة الجرحى وتركهم يموتون من نزف الجراح ... وقد أغاض حقد سلطات الحكومة المشرفة على الجريمة وسلطات السجن حينما كانت تتعالى من بين الأجساد المكدسة هتافات بحياة الشعب والحزب الشيوعي ... والشيوعية أقوى من الموت وأعلى من أعمدة المشانق ... وخابت النفوس الحاقدة والمريضة في إسكات صرخات المناضلين الشيوعيين وهم يهتفون بوطن حر وشعب سعيد.



#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دور الصين (اللاشعبية) المدمرة للدول النامية
- هكذا يودع الأبطال العظماء بالدموع والنحيب
- الفرق بين الثورة والانقلاب
- وداعاً المناضل الشجاع الرفيق سامي عبد الرزاق الجبوري (أبا عا ...
- الشيخ (عبد الكريم الماشطة) وشرطي الأمن (عمران أبو ريمه)
- الطبقة البورجوازية المتوسطة وجمهورية 14/ تموز/ 1958 في العرا ...
- الشيوعيين وجمهورية 14/ تموز/ 1958 في العراق
- انهيار المستوى التربوي في العراق
- خاطرة في ليلة الثورة (14/ تموز/ 1958)
- بمناسبة الذكرى الواحد والستين لثورة 14/ تموز/ 1958 الجسورة
- البطالة والفقر والجوع رافد يصب في حفرة الإرهاب
- الإنسان والعدالة الاجتماعية في العراق
- الضمير
- الموت يخطف من بيننا المناضل الشجاع (هادي شهيد عبس الشمري)
- المواطن والدستور
- الزعيم عبد الكريم قاسم والشاعر الكبير محمد مهدي الجواهري
- غزالة اليهودية
- الديمقراطية والإنسان
- ما هي واجبات نواب الشعب في الدولة وللشعب
- نشأة الإنسان وما له وما عليه من حقوق وواجبات


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فلاح أمين الرهيمي - مآثر من نضال الشيوعيين العراقيين في سجونهم