هويدا طه
الحوار المتمدن-العدد: 1548 - 2006 / 5 / 12 - 10:20
المحور:
الصحافة والاعلام
في شبكة أوربت هناك نوعية من البرامج شديدة الذكاء.. برنامج (عيون بيروت) وبرنامج (القاهرة اليوم) وبرنامج (من الرياض) وربما غيرهم من تلك النوعية من البرامج التي لم يمكن مشاهدتها كلها.. برامج لا تتعمد (عوربة القضايا إلى حد التمييع).. ففي عيون بيروت يجد المشاهد اللبناني (ذاته)، قضاياه المحلية.. مشاكله الخاصة من مشاكل المرور في شارع الحمرا وحتى التنابذ الطائفي والزينة والأزياء وغيرها مما يهم اللبناني ذاته، وفي برنامج القاهرة اليوم يتابع المشاهد المصري دور الإعلام في مطاردة وفضح الفساد وراء غرق العبارة المصرية أو في صحيفة الأهرام أو ضحايا أنفلونزا الطيور أو احتراق أطفال في مستشفى بمدينة مثل بنها أو غير ذلك مما يهم المصري بالذات، ويتكرر الأمر في برنامج من الرياض للمواطن السعودي ومشاكله.. المختلفة كثيرا عن تلك التي يبحث عنها المصري واللبناني في وسائل الإعلام، على العكس من ذلك تجد في قنوات الجزيرة والعربية والحرة وغيرها (هاجسا) يتملك صناع البرامج ومقدميها بمحاولة (عوربة) كل قضية يتعرضون لها إعلاميا (باستثناء الشأنين الفلسطيني والعراقي!) فتجد المذيع يقترب من التشنج إذا تحدث أحد الضيوف في برنامجه على سبيل المثال عن شأن أو مثال محلي من بلده، ويطالبه أن (يبقى في نطاق العالم العربي).. هاجس غير واقعي وغير ممكن.. أن يشاهدهم (كل) الناس..نتيجته أن يهجرهم كل الناس! تمييع للقضايا يتجاهل ذات المشاهد تماما.. في حين انه ليس هناك من شيء يضطره أن يصغي إليهم وأمامه خيارات أخرى أكثر ذكاء! ينبغي على تلك القنوات المرموقة إذن أن تنزل قليلا إلى حواري وأزقة (العرب) في بلدانهم.. أن تخصص برامج لكل منطقة عربية على حدة.. وإلا ما الذي يضطرني أن أشاهد برنامج يناقش (الديمقراطية في العالم العربي) على إحدى تلك القنوات.. ولدي خيار بأن أشاهد مناقشة عن الديمقراطية- في مصر بالذات- على قناة أخرى؟! طبعا ليس الشأن المصري بحد ذاته هو الذي يهم ملاك تلك القناة!.. وإنما هو ذكاء التوجه إلى مشاهد.. متشوق لمتابعة ما يعبر- مباشرة- عن مشكلة واجهته- مثلا- على طرقات مدينته.. في صباح يوم إذاعة البرنامج!
#هويدا_طه (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟