أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي المؤيد - تعويل الحكومة على نظرية الذاكرة السمكية للشعوب














المزيد.....

تعويل الحكومة على نظرية الذاكرة السمكية للشعوب


علي المؤيد

الحوار المتمدن-العدد: 6305 - 2019 / 7 / 29 - 13:01
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


ماباتت الردود و التفاعلات الخجولة الحكومية مع الأحداث الخطيرة الجارية في البلاد تشكل عنصر مفاجأة أو محطات إستفهام و إثارة للمتلقي و المراقب و المواطن العراقي فضلا عن إنعدام إعجابه و تعاطفه و تفاعله مع تلك الردود .
إن عادات و أعراف البيانات الرسمية الحكومية قد كرست جملة من العبارات المقولبة و المستهلكة و الجاهزة ، التي خلقت ذهنية مسبقة لدى الجميع حول ما سيقال ويفعل قبل أن يتم قوله و فعله رسميا .
عبارات جاهزة تبدأ "ببالغ الأسف " و تشدد على "إستنكار الحدث " و تؤكد على "المتابعة و المحاسبة " وتنتهي " بفتح تحقيق عاجل " و "تشكيل لجنة أو لجان " لاغير ، ثم تراهن على وعي و صبر و تعاون المواطن العراقي مع الجهات الرسمية والتزامه بالقانون و النظام العام من دون أي مبررات موضوعية أو منطقية لتقبل البيان أو التعويل على بنوده أو الصبر على تطبيقاته .
تراكم البيانات التقليدية الحكومية مع تفاعلاتها الخجوله من جهة و ابقاء الملفات عالقة و غير محسومة من جهة أخرى تقودنا لا محالة الى سطحية الإجراءات و ضبابية المآلات و إنعدام النتائج ، وهي من جهتها تقود المراقب الى نتيجة مفادها : رهان الحكومة على ضعف الذاكرة الجمعية و إنطوائية الحدث بالتعويل على عنصر المتغيرات القادمة و التقادم الزمني وترحيل الأزمات بتذاكر اللاعودة السياسية .
إن نظرية "الذاكرة السمكية للشعوب " والتي يتم تداولها في الأروقة الحكومية و السياسية بدرجات عالية من القبول ، نظرية خطيرة و خاطئة تم التفاعل معها حكوميا أكثر من تفاعلها مع الوقائع و الأحداث و الأزمات واجبة التفاعل و الحلول!
نظرية الذاكرة السمكية تصورعقول المواطنين صندوقا ذهنيا محدود الأبعاد و متواضع السعة ، يتفاعل مع الأحداث كمدخلات صادمة و مخرجات سريعة و فرارة ، لاتحيج الحكومة الى الكثير من التوضيح أو التوقف أو التفاعل العاجل ، ولاتحملها مسؤولية الإجراءات الصارمة و الحاسمة و الحازمة .
ايمان الحكومة بضعف الذاكرة الشعبية نابع من الصمت والإسترخاء الشعبي الظاهري و ردوده غير الواضحة ، دون إدراك الحكومة للخزين الثقيل و المتراكم السلبي اللاشعوري و الشعوري اتجاهها و التكدس النفسي المتسبب للفجوة الكبيرة الحادثة بينها و بين القاعدة الشعبية وخطورة مفاجئات الإنتقالات الذهنية و النفسية الى الردود المادية و العينية الجماهيرية.
على الحكومة أن تراجع معادلاتها و تفاعلاتها و ردودها و نظرياتها في التعامل مع الجمهور ذهنيا بما يتناسب مع الوقائع و الحقائق ، و انعكاساتها و تبعاتها و تداعيتها الآنية و المستقبلية .
التعويل على " مسح الذاكرة السلبية " من خلال الردود و الحلول و التفاعلات الإيجابية الحكومية تعتبر أكثر نجاعة و ذكاء من التعويل على نظريات " ضعف الذاكرة الجمعية " و " الذاكرة السمكية للشعوب" .
هشاشة نظريات التعامل اللامبالي مع شعور ونفوس و عقول المواطنين قادت الحكومات السابقة و تقود الحالية الى فقدان قواعد الثقة و المصداقية و الدعامة الشعبية وهي مراتب خطيرة ستفضي الى كدمات عميقة ، تجرح و تخدش هيبة الدولة و تهدم البنى التحتية للنظام السياسي الفتي كما هو بين لمن يجالس الجمهور و يراقب الساسة ويتابع النتائج .



#علي_المؤيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المعارضة الوطنية و المكتسبات الحكومية
- حكاية حصر السلاح و الدولة العراقية


المزيد.....




- حلبجة: ماذا نعرف عن المحافظة العراقية رقم 19؟
- كلمة الرفيق حسن أومريبط، في مناقشة تقرير المهمة الاستطلاعية ...
- ترامب لإيران.. صفقة سياسية أو ضربة عسكرية
- كيف نفهم ماكرون الحائر؟
- إسرائيل تعلن إحباط محاولة -تهريب- أسلحة من مصر
- مبعوث ترامب يضع -خيارا واحدا- أمام إيران.. ما هو؟
- أول رد فعل -ميداني- على احتجاجات جنود إسرائيليين لوقف الحرب ...
- مقاتلة إسرائيلية تسقط قنبلة قرب -كيبوتس- على حدود غزة.. والج ...
- باريس تُعلن طرد 12 موظفًا من الطاقم الدبلوماسي والقنصلي الجز ...
- عامان من الحرب في السودان... تقلبات كثيرة والثابت الوحيد هو ...


المزيد.....

- النظام الإقليمي العربي المعاصر أمام تحديات الانكشاف والسقوط / محمد مراد
- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - علي المؤيد - تعويل الحكومة على نظرية الذاكرة السمكية للشعوب