أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى عنترة - جدلية السياسي والاقتصادي داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب















المزيد.....

جدلية السياسي والاقتصادي داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب


مصطفى عنترة

الحوار المتمدن-العدد: 1547 - 2006 / 5 / 11 - 11:50
المحور: المجتمع المدني
    


يعيش الاتحاد العام لمقاولات المغرب، هذه الأيام، على إيقاع إيداع الترشيحات لمنصب الرئيس ونائبه على اعتبار أن ولاية حسن الشامي على رأس الاتحاد ستنتهي في شهر يونيو القادم.
وقد حدد تاريخ الثاني عشر من الشهر الجاري كآخر موعد لتلقي الترشيحات بشكل رسمي مع العلم أن الجديد في المحطة الانتخابية القادمة هو وضع مسطرة جديدة لترشيح الرئيس ونائبه، هذه المسطرة التي تتضمن مجموعة من الشروط الأساسية كإحراز مائة توقيع من طرف أعضاء الاتحاد، فضلا عن مراقبة المجلس الإداري الذي سيكلف لجنة لإجراء الدراسة التقنية للملفات المعروضة لكي تكون مطابقة للنظام الداخلي وتضمن بذلك الشفافية والمصداقية للعملية الانتخابية.

وتتداول داخل الباطرونا المغربية مجموعة من الأسماء التي من المنتظر أن تدخل إلى حلبة التنافس لخلافة حسن الشامي على رأس الاتحاد العام لمقاولات المغرب كبوشعيب بنحميدة، رئيس فيدرالية البناء والأشغال العمومية، حفيظ العلمي، صاحب إحدى مؤسسات التأمين، سعد الكتاني، الرئيس السابق لمجموعة "وفــا بنك"، كريم التــازي، رئيس الجمعية المغربية للنسيج والألبسة، أحمد بنكيران، صاحب مؤسسة تأمينات "المغربية للحياة" والنائب الحالي للشامي..إلخ.
ولا يستبعد أن تظهر قبل الثاني عشر من شهر ماي أسماء جديدة خاصة في ظل الحراك الذي تشهده الأوساط الاقتصادية المرتبطة بالاتحاد العام لمقاولات المغرب، هذا دون أن ننسى دور الإدارة في مباركة الرئيس المقبل للاتحاد العام لمقاولات المغرب اعتبارا للموقع الهام الذي تحتله هذه المؤسسة داخل البلاد.
ومعلوم أن نقابة رجال الأعمال قد عرفت منذ عام 1969 عدة محطات:
الأولى ما بين الفترة الممتدة من 69 إلى 1984 والتي تولى خلالها محمد عمـور الرئاسة، والذي سيخلفه بعد ذلك محمد إدريس قيطوني إلى حدود عام 1984 تاريخ وفاته، حيث سيخلفه فاروق بنبراهيم إلى حدود عام 1985 تاريخ انتخاب بنسالم جسوس رئيسا جديدا للاتحاد، وبعده سيأتي عبد الرحمان بناني سميرس، الذي ظل على رأس الاتحاد من 88 إلى 1994 ، وبعده سيأتي عبد الرحيم الحجوجي الذي ظل على رأس النقابة منذ 1994 إلى حدود 2000، والذي أمضى على رأس النقابة ولايتين، إذ سيخلفه صديقه حسن الشامي الذي تربع على رأس الاتحاد العام لمقاولات المغرب ولايتين متتاليتين ستنتهي في شهر يونيو المقبل.


** الصــــــراع
تتصارع داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب مقاربتان:
الأولى ترى أن الاتحاد يجب أن يلعب دوره "السياسي"، بمعنى أن رجال الأعمال ملزمين بالحضور الفاعل والفعال داخل الساحة السياسية من خلال الإدلاء بمواقف حول القضايا السياسية التي تهم مستقبل البلاد اعتبارا لجدلية السياسي والاقتصادي.
ويرى أصحاب هذه المقاربة ضرورة الحضور السياسي للاتحاد من أجل التأثير في القرارات السياسية بغية تأمين مصالح رجال الأعمال.
وقد تكرس هذا التوجه بشكل أكبر بعد تولي عبد الرحيم الحجوجي رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، إذ بدأنا نسجل حضورا للاتحاد في مؤتمرات الأحزاب السياسية والنقابات العمالية وفي الملتقيات الكبرى..، كما أن مواقف الاتحاد أضحت ضرورية بخصوص بعض القضايا السياسية الهامة.
ونتذكر في هذا الباب الارتياح الذي أبدته الأحزاب الأساسية المشكلة لحكومة "التناوب التوافقي" من الموقف الإيجابي للبـاطرونا من حكومة اليوسفي، فضلا عن دورها الكبير في ترسيخ الاستقرار الاجتماعي إثر توقيعها على اتفاق فاتح غشت 1996 إلى جانب المركزيتين النقابيتين الكونفدرالية الديمقراطية للشغل والاتحاد العام للشغالين بالمغرب والحكومة. وقد شكل هذا الاتفاق في حينه منعطفا كبيرا في علاقة البــاطرونا بالنقابات العمالية، حيث ساهمت هذه العلاقة في معالجة العديد من المشاكل والتخفيف من ثقل الملف الاجتماعي.
الثانية ترى أن الاتحاد العام لمقاولات المغرب يجب أن ينكب بالأساس على القيام بوظيفته الطبيعية المتمثلة في دعم وإنعـــاش المقاولة. بمعنى التخلي عن لعب دور سياسي والبحث عن معالجة قضايا رجال الأعمال بمعزل عن الإطار السياسي العام.
ويرى دعاة هذه المقاربة أن الباطرونا لا يجب أن تنغمس في وحل المشاكل التي من شأنها أن تولد اصطدامات مع الدولة كما حصل في السنة الماضية حين انتقد حسن الشامي الوضع المؤسساتي لمؤسسة الوزير الأول داعيا إلى تقوية صلاحياتها..، مما جعل مصطفى الساهل، وزير الداخلية السابق، يخرج عن صمته ويرد عليه بقوة معتبرا أن هذا الأمر يخرج عن نطاق صلاحيات رجال الإعمال.. ويرى أصحاب هذا التوجه أيضا أن الاصطدام مع الدولة من شأنه أن ينعكس سلبا على مصالح رجال الأعمال، والكل يتذكر الآثار السلبية التي تركتها "الحملة التطهيـرية" في نهاية عام 1995 على بعض الأوساط داخل الباطرونا...

** الحســـــم
مما لا شك فيه أن دور الإدارة سيكون حاسما في اختيار الرئيس الجديد للاتحاد العام لمقاولات المغرب لاعتبارات متعددة:
أولها المكانة التي أضحت تحتلها البـاطرونا في "التعاقد السياسي" الجديد المبرم بين المؤسسة الملكية ونخبها، حيث أصبحت هذه الشرائح الاجتماعية في مرتبة
" المدافعين الجدد على العرش" أي نفس الدور الذي لعبه الفلاحون في السابق.
ثانيها العامل الاقتصادي الذي ستلعبه البـاطرونا من أجل النهوض بالأوضاع الاجتماعية وبالتالي التخفيف من شدة الأزمة الخانقة، خاصة وأن الآثار السلبية لسياسة التقويم الهيكلي التي طبقها المغرب في سنوات الثمانينات من القرن الماضي لا زالت حاضرة، إذ تحولت في ظلها القطاعات الاجتماعية إلى ما يشبه برميل بارود قابل للانفجار في أية لحظة.
ثالثها أن الإدارة حرصت تاريخيا على التحكم في القطاع الاقتصادي وضمان ولاء نخبته خوفا من التحالفات التي يمكن أن يقيمها رجال الأعمال مع الجيش أو غيرهم والتي من شأنها أن تمس بالسير العادي للنسق السياسي.
رابعها طبيعة الرهانات القوية التي تنتظر المغرب على المستوى الاقتصادي خاصة بعد إبرام اتفاقية التبادل الحر مع الولايات المتحدة الأمريكية...
خامسها أن كلمة الإدارة حاسمة في اختيار رئاسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب، فالداخلية هي التي أبعدت عبد الرحمان بناني سميرس عن نقابة الباطرونا نظرا لعدة أسباب منها تصريحاته المنتقدة للحكومة ومغازلته للنقابات العمالية وخاصة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل وكاتبها العام محمد نــوبير الأموي قبل أن يقترب هذا الأخير من الإدارة..، كما أنها (أي الداخلية) هي التي دعمت الحجوجـي على رأس الاتحاد ومنحته قوة كبيرة لدرجة أن موقف الاتحاد العام لمقاولات المغرب أصبح في النصف الثاني من التسعينات من القرن الماضي أساسيا في كل معادلة سياسية تهم مستقبل البلاد.
ومن هذا المنطلق نعتقد أن الإدارة ستلعب دورا حاسما في اختيار الرئيس الجديد لخلافة الشامي وفق معايير معينة تستجيب للوظيفة المرسومة لرجال الأعمال في السنوات القادمة.



#مصطفى_عنترة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدريس البصري، وزير الداخلية الأسبق، يشرح مواقفه بخصوص البولي ...
- المبادرة الأمريكية لتمويل الصحافة المستقلة بين الرفض المعلن ...
- ما هي القيمة السياسية لإشراك حزب العدالة والتنمية في الحكومة ...
- الحرية الدينية بين تطور النص القانوني وتخلف الممارسة
- حاتيمي محمد، أستاذ التاريخ المعاصر و متخصص في تاريخ الجماعات ...
- سيادة المقاربة الأمنية في التعامل مع مطالب الحركات الاحتجاجي ...
- المشروع الإصلاحي الأمريكي بمنطقة -الشرق الأوسط الكبير- بين ا ...
- رابع وزير للداخلية بعد إدريس البصري ووزارة الداخلية تغير واج ...
- الخفي والظاهر في الاهتمام المتزايد لواشنطن بدول المنطقة المغ ...
- السلطات المغربية والفرنسية تتهرب من الكشف عن الحقيقة وملف ال ...
- عبد العزيز مياج، أستاذ الحريات العامة بكلية الحقوق بالمحمدية ...
- فوز حماس في الانتخابات الفلسطينية.. درس جديد بالنسبة للديمقر ...
- حماة الدفاع عن مادة التربية الإسلامية يهاجمون وزير التعليم ب ...
- هل الأمازيغية قضية مجتمع أم ملك؟
- دور الأمازيغية في ترسيخ الاستقرار السياسي بالمغرب
- فادي القاضي الناطق باسم منظمة -هيومن رايتس ووتش - بالشرق الأ ...
- تقرير أمريكي يشيد بالحرية الدينية بالمغرب
- عودة حق المشاركة السياسية إلى المغاربة المقيمين بالخارج
- تباين الطروحات السياسية والمدنية حول حاجة وكيفية الإصلاح الد ...
- تأملات حول موقف عباس الفاسي الأمين العام لحزب الاستقلال من م ...


المزيد.....




- في يومهم العالمي.. أشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة ألهموا الع ...
- سويسرا تفكر في فرض قيود على وضع -أس- الذي يتمتع به اللاجئون ...
- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مصطفى عنترة - جدلية السياسي والاقتصادي داخل الاتحاد العام لمقاولات المغرب