أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - زهير الخويلدي - رحيل الرئيس الباجي والانتقال السلمي للسلطة














المزيد.....

رحيل الرئيس الباجي والانتقال السلمي للسلطة


زهير الخويلدي

الحوار المتمدن-العدد: 6303 - 2019 / 7 / 27 - 00:25
المحور: سيرة ذاتية
    


" تكلمت بلغتك سأتكلم بلغتي"
لقد نجح الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي في قيادة تونس بالتوافق المرن مع جملة من القيادات السياسية والنقابية والمالية الوازنة في قيادة البلاد إلى بر الأمان على الرغم من صعوبة المرحلة وتزايد العراقيل. لقد قام الأستاذ بدوره في بناء الدولة الوطنية وتركيز المؤسسات وتنشيط الحراك الديمقراطي في الزمن البورقيبي ودفع ثمن مواقفه النقدية من الحكم النوفمبري وتفاعل بصورة ايجابية مع الثورة التونسية وأصغي للانتظارات وتحاور بشكل جدي مع القوى اليسارية والتقدمية للتصدي للموجة اليمينية المتطرفة وفي المقابل رفض التفريط في مكاسب الإرادة الشعبية ومثل سدا منيعا ضد قوى الالتفاف والاستبداد. لقد حاول إدماج التيارات الدينية المعتدلة ضمن المسار الديمقراطي وآمن بحتمية تشريكها في العملية السياسية بدل الإقصاء والاستئصال وجعل من الميزان الانتخابي القاضي الموضوعي الذي يفصل بين الجميع واعتمد أسلوب التعايش بين المتنافسين ومنح الأولوية المطلقة للوحدة الوطنية ضمن التنوع. كما رفض إقصاء العائلة الدستورية التي ينحدر منها وعارض أسلوب الاجتثاث والتشفي الذي تم اعتماده في تجارب عربية أخرى وبان فشله الذريع وعواقبه الوخيمة وتحوله إلى فرصة للانتقام وتصفية الحساب. لقد تميز السبسي بالذكاء بعد التجربة والحنكة والمعرفة التي اكتسبها على طول عمله في دواليب الدولة وزاد عليه بعض الواقعية والعقلانية والبراغماتية التي اتصفت بها سياسته للشؤون العامة وحكمه الراشد. لقد وقف في منطقة وسطى بين اتحاد الشغل واتحاد الأعراف وبين المجموعات السياسية المتنافسة وبين القوى الثورية والقوى المحافظة وبين الجيل الجديد من الشباب والجيل القديم من المناضلين وبين المرأة والرجل. لقد تصدى للتحيل السياسي والعبث بارادة الناخبين وقاوم الفساد الاداري والاحتكار في مواقف مشهودة وكانت له تحفظات على هيئة الحقيقة والكرامة بالرغم من ايمانه القوي بمسار العدالة الانتقالية وإنصاف المظلومين وجبر أضرار المقصيين من طرف النظام السابق وتبنى الحوكمة الرشيدة والأخلاق السياسية وفسح المجال للرأي المخالف وحرية ابداء الرأي وترك للصحافيين مساحة هامة للنقد والتقصي والتعليق دون أي مضايقات أو تتبعات. لقد كانت له نجاحات في تركيز النظام زمن الفوضى وأعاد للدولة هيبتها بعد تزايد عدد المتطاولين على رمزيتها وقاد المنظومة العسكرية والأمنية نحو الاستقرار وأرجع للديبلوماسية التونسية بريقها ومرونتها. لقد مثل للكثير من التونسيين رجل الدولة المتعالي بنفسه عن التجاذبات والمشاحنات وكانت له تدخلات رشيقة في مجال الصلح وتقريب وجهات النظر بين المتنافسين وجعل من الحوار والتوافق منهج حكم. لقد سجل اسمه في التاريخ السياسي للدولة الوطنية بأحرف من ذهب وترك بصمته في وجدان الشعب. لقد كان لي الشرف في أن أكون مواطنا حرا في دولة ديمقراطية يرأسها الراحل الذي تم انتخابه من الشعب. في الختام لقد قدمت تونس نموذجا يمكن أن يحتذى به في الانتقال السلمي للسلطة وفق آليات دستورية ووعي مواطني ملتزم، فمتى يتم منح القيمة المضافة للثورة التونسية على الصعيد الاجتماعي الشعبي؟
كاتب فلسفي





#زهير_الخويلدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خصائص علم الكيمياء عند جابر ابن حيان
- الشك التجريبي وعلم المناظر عند ابن الهيثم
- علم الجبر والحساب عند أبي جعفر الخوارزمي
- فكرة النشوء والارتقاء عند أبي علي مسكويه
- مولد الأنثربولوجيا عند أبي الريحان البيروني
- قواعد علم الملاحة عند أحمد ابن ماجد
- الأعمال التلفزية بين سلطة الرقابة وحرية الإبداع
- فلسفة الكلام اليومي عند بول ريكور: الرمز وقوة الكلمات
- أدب الرحلة عند ابن بطوطة
- ابن النفيس واكتشاف الدورة الدموية الصغرى
- الاختراع العلمي عند عباس بن فرناس
- ابن البيطار بين العلاج بالنبات وتأسيس علم الصيدلة
- علوم الجغرافيا والمناخ والفلك عند الشريف الإدريسي
- التراكم النضالي والانتاج المعرفي في الحاضرة التونسية
- جولة فكرية مع الألمعي طيب تيزيني في رحاب منتدى الجاحظ
- -الحرية في أن تكون حرا- حسب حنة أرندت
- تنظيم المدينة من خلال السياسة الاجتماعية عند أرسطو
- المرأة الريفية العاملة والحلم الممكن
- منزلة الأثر الفني في الثقافة حسب بول ريكور
- علم الفلاحة عند ابن العوام الاشبيلي


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - زهير الخويلدي - رحيل الرئيس الباجي والانتقال السلمي للسلطة