أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عباس رضا - الليبرالية فكر ضروري لعراق المستقبل















المزيد.....

الليبرالية فكر ضروري لعراق المستقبل


عباس رضا

الحوار المتمدن-العدد: 444 - 2003 / 4 / 3 - 01:37
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

 لقد عان الشــــــــعب العراقي من تســـــلط الأفكار الضيقة، وغيرة  مسار قدرات الإنسان العراقي الفكرية من أجل مصالح ذاتية مقيتة. ولم نذكر فكراً قد أعطى حيز من الحرية للمواطن العراقي بأن يعبر عن ذاته وحقيقة تطلعاته للرقي والرفاهية. وليس القصور في أصل الأفكار، ولا في الأرضية الاجتماعية للمجتمع العراقي. التعددية المختلفة لتشكيلة الطيف العراقي لا يتقبل فكر واحد محدد ذات أيديولوجية مقتصرة على بعض شرائح المجتمع العراقي المتميز بتعدديته وامتداده الجغرافي الواسع.

وإذا أردنا مناقشة الأفكار التي وردت وساهمة في مسيرة العراق من النواحي الاقتصادية، السياسية والعلمية. لم نتوصل إلى نتيجة محددة تبين لنا بأن هذه وتلك لها الأفضلية في تعاملها في الساحة السياسية، وفي لغة الرياضة النتائج هي التي تؤخذ وليس أسلوب ممارسة أعضاء الفريق للعبة ولا إمكانياتهم البدنية والتكنيكية. وليس من حقنا التهجم على بعض الأفكار ونحملها المسؤولية الكاملة في كل تلك الانتكاسات القديمة والجديدة. وإن الأفكار تولد نتيجة المعاناة وقسوة الظرف، وأصحاب المشاريع الفكرية يحاولون بدوام إنقاذ الشعب العراقي من ورطة التسلط والقمع باسم بعض الأحزاب المرتبطة بأفكار متنوعة نشئت في ظروف غير التي نحن عليها.
الأمر الذي يجب أن نفكر به ملياً هو ملائمة الطرح وحاجة الإنسان العراقي آنياً ومستقبلاً.
طبيعة تنوع شرائح الشعب العراقي يوحي إلى الحاجة الماسة لفكرٍ أكثر تفتحاً وتقبلاً لنوايا وأهدف الطيف المتنوع. وهل التمسك بفكرٍ سياسي له مسار يوحي إلى مجموعة معينة ويرفض بشكلٍ مباشر أو بصورة مخفية لبقايا أطياف المجتمع. إن كان جوهره قومي أو مذهبي فمن المستحيل أنه يستثمر أكثر طاقات الشعب العراقي، وإن كان جوهره وظاهره يساري هل يستوعب الأكثرية. وهل لدينا إحصائية تؤشر إلى رغبة الشعب العراقي لمبدأ أو حزبٍ معين؟ أم أنه من الأنصاف أن ننتظر  لنرى طلب الشارع العراقي ورغبته الحقيقة من خلال صناديق الاقتراع الحر ودون أي تجاوزات إعلامية أو تخويف أو ترغيب مادي. أهم عمل يراد به خير العراق ومستقبل أجياله هو التصويت على دستور شامل يحقق  الحقوق للمواطن في حرية التعبير الفكري من خلال تشكيل الأحزاب والتجمعات والمظاهرات بكل حرية دون أي قيود وتبريرات مفتعله طالما لا تهدد أمن الوطن والشعب وحرية الأفراد.

الفكر الناجح والذي يدخل قلوب أكثرية العراقيين وينظم أمور المجتمع من أجل الرفاهية والتطور العلمي والتقني ويأخذ العراق لمستوى الشعوب المتحضرة والمتطورة، هو ذلك الفكر الناقد للعنصرية بكل أشكاله وأنواعه الخفية والظاهرة. وعلى العراقيين التمعن في اختياره لشكل الحكم، والحزب الذي يريد تحمل المسؤولية للنهوض بالشــعب العراقي. الأحزاب التي سوف تتسابق على أصوات العراقيين عليهم أن يعلموا جيدا بأن عراق المستقبل لا يسمح بالسلطويين وأصحاب المصالح الخاصة. وأن العراقيين لا يتوانون بإصدار حكمهم ضد الأحزاب والشخصيات التي تريد استغلال الشعب وثرواته. وليس في العراق الحر القادم  فسحة مجال لأي شخص يريد أن تكون لديه سلطة مطلقة....البرلمان يشرع ، والحكومة ورئيسها ينفذون ولا صلاحيات استثنائية، ولا تلاعبات فكرية من أجل قرارات تخدم من تحت الطاولة أفراد أو أحزاب معينة نظراً لتأريخها وكثرة شهدائها. الذي يقدم لبلده  عليه أن لا ينتظر الشكر، وأن لا يمحل الشعب المنية لما قادم به من خدمة....وعلى العراقيين أن لا يسألوا ماذا يقدمه الحزب لنا...بل عليهم أن يقولوا ماذا قدمنا للبلد والشعب.

 

 

 


الفكر الناجع، والفكر الحاوي لأكثر أطياف الشعب العراقي هو صاحب المستقبل في العراق القادم. الشعب العراقي لا يلتجئون لأفكار ترفع شعارات تنادي لأهداف خيالية تتلاعب بالمشاعر وتثير الاحساسات لغايات عرفها الشعب العراقي منذ أمد. الحرية ليست ملكه خاصة، ولا حاجة مادية تمنح من قبل أناس خاصين لهم الفضل بالعطاء ويملون على الناس شروط. الفكر الذي
يروج لحرية الإنسان للتعبير عن ذاته من أمنيات، ويتفاعل مع الواقع ويتغير بحكم الظروف الملائمة خدمةً للإنسان العراقي وليس لقوى خارجية أو ضمان مصلحتها على حساب مصلحة الشعب العراقي، هو الذي يتولى القيادة حتى ولو بعد حين. أن الحزب الذي يبين في برنامجه تصورات الوضع الحالي ويضع حلول عملية ممكن وضعها على ساحة التنفيذ وليس الخيال.

البرنامج الذي يحتوي عموميات التنظيم لمرافق الحياة الاجتماعية من أجل توفير الخدمات اللازمة والحيوية فضلاً على الجزئيات التي تتطرق من الروضة إلى أعلى مراحل التعليم هدفه  التطوير بكل معنى الكلمة دون أن يكون في نواياها التعالي والتسلط هو الذي يكسب الأصوات ويستمر في النجاح. أن عملية التطوير السياسي والفكري مسألة في غاية الأهمية في المرحلة المقبلة بعد صدام. والذي ينجح في ترتيب الأصوات من أجل غاية مرحلية مهمة لكي يخطو خطوة ثابتة نحو خلاص الشعب العراقي من الظلم والاستبداد هو ذلك الذي يمكنه رسم خطوات أخرى عملية وإنجازها ممكن من أجل المسيرة الواقعية لضمان تطلعات الشعب العراقي في مراحل أخرى مستقبلية.  الحزب الذي يعطي المواطن حقه بأن يكون جزئاً مهماً في عملية التغيير والتطوير، ويسمع للأصوات التي خنقت لفترات تأريخ العراق بأن تتعالى وتتفاعل لبناء الوطن القوي اقتصادياً يتعامل مع بلدان الجوار والعالم بأسلوب حضاري على أساس المصالح المشتركة كأي بلدٍ آخر ضمن المنظومة الدولية للتعايش السلمي لخدمة الإنســــــــانية جمعاء.

هل يسمح البعض بتخطي المعتقدات من أجل المصالح؟ وهل يمكننا أن نقرأ الأمور السياسية على أسس رغبة العراقي من أجل خلاصه من مخلفات الماضي وحقد المتسلطين والأفكار العنصرية. هل يحق للعراقي المسلم والغير مسلم وضع الخصوصيات جانباً لكي يلتقوا حول المصلحة المشتركة وهو بناء العراق لكل العراقيين.  وهل الصراعات من أجل غسل الأدمغة لها محل في عراق المستقبل؟؟ ...هل لنا اللقاء حول كلمة سواء بأن لا يظلم أحدنا الآخر... والظلم ليس فقط من نواحي معينة...بل الظلم بكل أنواعه وأشكاله ...الظلم النفسي، الجسدي، الاقتصادي، السياسي، الفكري، العلمي وكل أنواع المعتقدات المفروضة. هل من حق دعاة الفكر المتعصب فرض آرائهم  على الآخرين ولو قسراً ....هل يمكننا التسوية بين كل الأفكار للخروج بفكرٍ يعتنقه الشعب العراقي بكامله....وهل نعمل من أجل الخلاص من سلطة دكتاتورية لكي نكون أداة لفرض دكتاتورية مقيتة أخرى.

على الجميع أن يكون لديهم بعد التصور الواسع، والسماح بالحرية الفكرية للجميع دون استخدام الإرغام المبيت، ودون أن نتعامل مع الأفكار على أساس رفضها أو قتلها لسببٍ وآخر. أن الأهمية في فسح المجال أمام المثقفين لكي يقدموا إبداعاتهم دون تقييدهم من النواحي المادية أو فرض قوانين تحد من حركتهم التنويرية. إن الحزب الذي يوفر المجال الواسع لقطاعات المجتمع  من أجل التغيير الجذري، من خلال برنامج يتطور بمرور الزمن، وليس برنامج ثابت متعجرف غير قابل التمطيط. وسعت الخيال يؤدي إلى نتاج ويراعي مصالح جميع أطياف الشعب العراقي ويعيش بسلام ووئام مع العالم دون تمييز  قومي أو مذهبي.

الكلمة الحرة النابعة من أعماق القلب من أجل العمل وذات امتداد لواقع الحال ومتغير ومتطور مع متطلبات المراحل المقبلة تلك هي الكلمة الطيبة التي تعطي نتائج على أرض الواقع.



 

 



#عباس_رضا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حلبجة ...مدينة باقية في ضمير الإنســــــــــــــــــانية
- ما بعـــــــــد صدام
- الخطر القادم على الشــــــــعب العراقي كبير! صدام بحد ذاته س ...
- الحرب القادمة و الحماية للشـــــــــــعب العراقي
- شــــــــــــــعار لا للحرب لا للدكتاتورية
- المؤامرة البيضاء ولعبة الدول المجاورة
- ماذا يحمله العراقيين لبناء الوطن؟
- حقوق المرأة العراقية منســــية أم نتناساها


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عباس رضا - الليبرالية فكر ضروري لعراق المستقبل