أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - شرق أوسط جديد .. علماني ديمقراطي!














المزيد.....

شرق أوسط جديد .. علماني ديمقراطي!


بير رستم
كاتب

(Pir Rustem)


الحوار المتمدن-العدد: 6302 - 2019 / 7 / 26 - 13:34
المحور: المجتمع المدني
    


ربما يبدو العنوان غريباً إن لم يكن مستهجناً من قبل البعض وخاصةً أن المنطقة تمر بعدد من الأزمات والكوارث حيث التخلف والفقر والاستبداد والحروب .. فيكون الحديث عن العلمانية والديمقراطية في هكذا واقع نوع من الترف الفكري وربما الحماقة السياسية وأعتقد بأن أصحابها على حق وذلك إن جمدنا اللوحة المؤلمة لواقعنا على اللحظة الراهنة ولم نقرأ ما خلف المشهد الدماري ولتقريب الصورة أكثر، نعود بالذاكرة إلى ما قبل أقل من قرن لنقف عند عتبة الحرب العالمية الثانية ومشاهد الكارثة في عموم القارة الأوربية وحروبها ومآسيها، طبعاً قد يقول قائل لنا؛ "وهل تريد أن تقارن بيننا وبين الأوربيين الذين يتقدمون علينا بثلاثة قرون"، طبعاً لا ننسى ذاك الفارق الحضاري بيننا بكل تأكيد، لكن لو عدنا لواقع المجتمعات الأوربية لوجدنا بأن ظروفهم السياسية والثقافية هي الأخرى عانت من الكثير من الأزمات والانقسامات الطائفية والدينية وكذلك الأعراقية القومية ودخلوا في صراعات وحروب أسوأ بكثير مما تمر بها مناطقنا ربما ومع ذلك وبعد تيقن تلك الشعوب؛ بأن الحروب لا تجلب سوى الدمار، فإنها أنتقلت إلى مرحلة التفاهمات وتأسيس دولها على مبادئ السلم والديمقراطية والحريات العامة وذلك بعد مرحلة الدول القومية وحروبها والتي صدرتها لنا مع الحرب العالمية الأولى لتكون بنتيجتها هذه الأنظمة العسكريتارية الشمولية والتي ما زلنا نعاني من سياساتها الحمقاء!

وهكذا يمكننا القول؛ بأن أنظمتنا المستبدة بالشرق هي بالأساس نتاج الفكر الغربي الأوربي حيث مع نهايات الحرب العالمية الأولى وسقوط "الخلافة العثمانية" تم تقسيم أصقاعها بين عدد من الدول الاستعمارية وبالأخص البريطانيين والفرنسيين في منطقة الشرق الأوسط والايطاليين بالمغرب العربي وقد كانت من نتائج تلك السياسات الاستعمارية أن دخلت تلك الدول نفسها والتي تقاسمت جغرافية الخلافة العثمانية في حروب ونزاعات وكانت الحرب العالمية الثانية التي دمرت أوربا، كما أسلفنا سابقاً، مما دفعت بالشعوب الأوربية لأن تبدأ بالمرحلة الثانية من مشروعها في الإدارة والنظام السياسي والانتقال من مرحلة الدولة القومية المستبدة للدولة الليبرالية الديمقراطية، لكن بقيت التجربة تعاني من عوائق وعثرات حيث لا يمكن لأي نظام إن كان نظاماً ميكانيكياً أو سياسياً أن يعمل وفق برنامجين مختلفين وللتوضيح أكثر نقول؛ بأن لا يمكن أن نشغل آلة وفق كل من النظام البخاري والالكتروني ضمن آلة واحدة حيث أحد النظامين سيكون عائقاً لعمل النظام الآخر.. وهكذا فإن العالم يشبه تلك الآلة التي يجب أن تعمل وفق نظام واحد متكامل ليكون هناك التنسيق والإنسيابية بحركته دون هزات ورجات قد تؤدي لتعطيل النظام برمته ولكون أوربا حققت ثوراتها الديمقراطية، كان لا بد من تحرك شبيه بالحركة الاستعمارية إبان الحرب العالمية الأولى والتي كانت معها نهاية حقبة الإمبراطوريات الدينية وذلك بإسقاط آخر تلك الإمبراطوريات وهي الخلافة العثمانية.

وبالتالي يمكننا القول؛ بأن المشروع الأمريكي للشرق الأوسط الجديد هو المرحلة الثانية من المشروع الغربي الإستعماري الذي بدأ إبان الحرب العالمية الأولى مع وصول القوات الفرنسية البريطانية وتقسيم المنطقة بينها كدول انتداب حيث حينها كانت الدولة القومية كنتاج للفكر الغربي، لكن وبعد قرن كامل من الزمن وفشل الدولة القومية وويلاتها وكوارثها وخاصةً مع الحرب العالمية الثانية أنتقلت الدول الغربية لنظام الدولة الليبرالية الديمقراطية وهو ما يتم اليوم تنفيذه في منطقة الشرق الأوسط وبما أن القوة السيادية كمركز وقطب عالمي لصنع القرار السياسي تغير من العاصمة لندن إلى واشنطن، فإن الأخيرة تستكمل المشروع الغربي في تغيير الشرق والذي بدأ مع إنهيار الاتحاد السوفيتي ولذلك فإن تركيا ومشروعها الإخواني سيكون جزء من التغيير والإنهيارات الكبرى لصالح الدولة التعددية التشاركية الديمقراطية -كما كانت الدولة العثمانية لصالح مشروع الدولة القومية الغربية- وأعتقد بأن من تابع التطورات المتلاحقة يدرك بأن الضربات المتلاحقة لأخونة المنطقة بدء مع سقوط حكومة مرسي في مصر ولن تنتي بسقوط العدالة والتنمية في بلديات انقرة وإزمير وأستانبول ولا حتى عند الموت الإعلامي لأردوغان وإعلان حزب الشعب الجمهوري بأن يجب الخروج من السياقات القديمة في مقاربتها لحل القضية الكردي وخلق أرضية مشتركة مع حزب الشعوب الديمقراطية لإيجاد حل سلمي للقضية ولعموم تركيا.

كلمة أخيرة؛ إن تركيا القادمة -والشرق الأوسط عموماً- لن تكون إخوانية، بل علمانية ديمقراطية تعددية وهذا ما يعمل عليه الأمريكان.



#بير_رستم (هاشتاغ)       Pir_Rustem#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- روجآفا.. بات أمراً واقعاً! مكينزي والمسمار الأخير بنعش مشروع ...
- أنحن كرد أم إيزيديين؟!
- رسالة وتوضيح بخصوص أخوة الشعوب والأمة الديمقراطية
- رسالة وجواب توضيحاً لتحول موقفي من العمال الكردستاني.
- سقوط أردوغان وحكومة الإخوان بات قريباً!
- العلة بالنص دون إبطال آيات الإرهاب لا يمكن وقف الإرهاب
- ما هو منجز العمال الكردستاني؟
- المجلس الوطني الكردي يؤكد على -أهمية المبادرة الفرنسية ويتهم ...
- غياب المشروع السياسي لدى الحركة الكردية في روجآڤاي كرد ...
- -الحزام العربي- ومن هو المتضرر؛ الفلاح الكردي أم المستوطن ال ...
- الصراعات الكردية الكردية جزء منها تعود لسيكولوجية الانسان ال ...
- العمال الكردستاني وتهنئة بارزاني خطوة في إعادة تصحيح العلاقا ...
- فيزا ونخب.. حكاية من حكايات الهجرة
- هل نحتاج لأحزاب جديدة أم لذهنية جديدة؟
- هل خانت الحركة الكردية نورالدين زازا؟!
- نحن كرد روجآفا محكومون بإيجاد حل ل-شمال كردستان-.
- القتل والجريمة غريزة بدائية أم سلوك حضاري؟
- خطاب الكراهية لا يقدم حلاً لمشكلاتنا الخلافية!
- عفرين في ظل الخرائط الجديدة! هل سنكون اللاجئين الجدد على غرا ...
- تركيا .. تعمل على ضم عفرين!


المزيد.....




- الأمطار تُغرق خيام آلاف النازحين في قطاع غزة
- 11800 حالة اعتقال في الضفة والقدس منذ 7 أكتوبر الماضي
- كاميرا العالم توثّق معاناة النازحين بالبقاع مع قدوم فصل الشت ...
- خبير قانوني إسرائيلي: مذكرات اعتقال نتنياهو وغالانت ستوسع ال ...
- صحيفة عبرية اعتبرته -فصلاً عنصرياً-.. ماذا يعني إلغاء الاعتق ...
- أهل غزة في قلب المجاعة بسبب نقص حاد في الدقيق
- كالكاليست: أوامر اعتقال نتنياهو وغالانت خطر على اقتصاد إسرائ ...
- مقتل واعتقال عناصر بداعش في عمليات مطاردة بكردستان العراق
- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - بير رستم - شرق أوسط جديد .. علماني ديمقراطي!