أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيمان بوقردغة - الإخوان المسلمون و داعش و الفاشية المتشابهات المحكمات















المزيد.....

الإخوان المسلمون و داعش و الفاشية المتشابهات المحكمات


إيمان بوقردغة
شاعرة و كاتبة و باحثة تونسيّةـ فرنسيّة.

(Imen Boukordagha)


الحوار المتمدن-العدد: 6300 - 2019 / 7 / 24 - 20:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن تنظيم الدولة الإسلامية ليس أكثر من مزيج من القدرية الإسلامية وخاصية قومية تحاول التعويض عن "صاعقة العذاب و بائقة المهانة تحت نير الإستعمار الذي حاق بالعالم العربي وهذا يجعل منها دولة فاشية.
إن افتتان التطرف الإسلامي بالفاشية ليس بالأمر الجديد. فحسن البنا مؤسس الإخوان المسلمين المصري قال في كتاب له: " كان الفاشي الإيطالي بينيتو أندريا موسوليني يمارس أحد مبادئ الإسلام.
فالعلاقة بين التطرف الإسلامي والفاشية تاريخية.
و ترعى جمعية "الإخوان المسلمين" منظمات وطنية مثل حركة "التيار الإسلامي" التي يقودها الغنوشي التونسي (الذي أصبح حزب النهضة في عام ١٩٨٩)، وجماعة عبد السلام ياسين المغربية "العدالة والإحسان"
وقد تبنى مؤسسو الحركة الإسلامية الأفغانية (نيازي ورباني) أفكار جماعة الإخوان المسلمين خلال دراستهم في جامعة الأزهر في الخمسينات من القرن الماضي. وتولى رباني ترجمة كتاب سيد قطب "في ظلال القران" إلى اللغة الفارسية. فالخرائط التنظيمية للمجموعات الأفغانية وللجماعات العربية متماثلة، وكذلك الأختام والشعارات التي تصور عموما القرآن بين سيفين.
فوفق الفلسفة الإسلاموية المتطرفة فإنه قد تحدّر أعداء الأمة المسلمة ومن ثم آض استئصالهم واجبا مقدسا فنلفي أن أطيافا منهم تدمّر "أماكن عبادة أجنبية" وتقتل بشكل منتظم المسيحيين والإيزيديين، والشبك والشيعة والأكراد.
و داعش وإن لم تكن من الناحية القانونية دولة معترفا بها من قبل المجتمع الدولي، فإنها تظل شكلا من أشكال "الإسلام" الفاشية بسبب ميلها إلى القومية العربية المتطرفة مع الرغبة في إقامة دولة الخلافة؛ وهوتقليد الفاشية النازية حسب أوائل الإسلاميين مثل حسن البنا فعنصريةالإسلامويين صارت حقيقة ذات حميم رغم عالمية رسالة القرآن.
إن استخدام الدين الاسلامي كغطاء للإيديولوجية الشمولية أمسى استراتيجية الإخوان المجرمين لاعتلاء سدة السلطة ولعلنا في هذا المقام نضرب مثلا ففي الوقت الذي كان فيه المتظاهرون يوجهون مواقفهم ضد مبارك في ميدان التحريرفي مصر، قام محمد مرسي، رئيس المستقبل وقتئذ وسعد الكتاتني، رئيس حزب الحرية والعدالة التابع للإخوان المسلمين، بالتفاوض سرا مع عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية للحصول على حصة أكبر من الكعكة السياسية مقابل إجهاض الانتفاضة.
وتطبيقا لمفهوم الفاشية عند أستاذ العلوم السياسية روجر إيتويل الذي يعرّفها بأنها " إيديولوجية تسعى جاهدة لإقامة ولادة جديدة تسمي نفسها طريقا قوميا راديكاليا و ثالثا و شاملا، و هذا على الرغم من التأكيد على أن الممارسات الفاشية تسير على نمط معين،
يتمثل في ممارساتها و شخصيات قائديها وأن لديها أكثر من برنامج مفصل و الدخول في تشويه الطائفة المانوية من أعدائها ."المانوية نسبة إلى قائدها و يدعى مانى"
فإن الإيديولوجية السياسية للإسلامويين وفق هذا المفهوم هي بناء دولة الخلافة عبر العنف و الحرب و تنفيذ سلسلة ممنهجة من الإغتيالات السياسية التي يعبّرون عنها بالجهاد في سبيل الله و إن هو إلا جهاد في سبيل "القائد أو الأمير" ويكون "الأمير"" مرشدا "للمجتمع، يتمتع بميزة كونه "زعيما "للحزب، وهو مفهوم جديد لا علاقة له على الإطلاق بمناظرات القرون الوسطى حول طبيعة الخلافة. فمن يعين الأمير؟ لا يقال إلا النزر القليل في الأدب الإسلامي عن اجراءات ملموسة لتعيين الأمير أو عن مدى وحدود سلطته. ويرى كثير من الإسلاميين (باستثناء الإيرانيين) أن فكرة التصويت والانتخابات تضعف من وحدة الأمة وتنسب إلى "الإنسانية" التي تأتي من الله وحده. والحل المثالي، الذي يستمر طيلة فترة المناقشة، هو أن يكون الأمير مؤشرا فريدا، وهو مؤشره الخاص؛ أي أنه بمجرد ظهوره يمكن التعرف عليه فورا. ومن هنا فلا شك أن السعي المستمر إلى زعيم يتمتع بشخصية كاريزمية، قد تحول في الحياة السياسية إلى سعي حثيث إلى الزعيم السياسي.
فإن كان قائد الدولة الإسلامية بالمدينة هو محمد عليه الصلاة و السلام الذي أسسها وفقا لقواعد أساسية وهي: العدل و المعاملة بالمثل، والوفاء بالعهد و نصرة المستضعفين في الأرض والتفخيم من شأن الإنسان و حرية المعتقد المكرّسة في دستور المدينة، حيث كان يردّد كلمات تنضح غمرا من زهد وعبابا من رحمة: " اللهم إن العيش عيش الآخرة فارحم الأنصار والمهاجرة."
فإن "قادة" الجهاد ضد الدين و الإنسان و مع الشيطان و الدم هم لعمري من المردة الدجالين ومن المرتزقة المخرّبين فلنقسط القول وفلنقل إنهم الإخوان المجرمون.
جئ بقادة هذه الطائفة من بريطانيا "الكافرة" "وجئ یومئذ بجهنم" فلما ألقوا عصاهم فَإِذَا هو "ثُعْبَانٌ مُبِينٌ" و"فِي شِدْقِ كُلِّ ثُعْبَانٍ سَبْعُونَ أَلْفَ ‏ عَقْرَبٍ" تلدغ الولدان المخلّدين في جنة نعيم الحق شهداء عند ربهم على ظلم قتلة النفس" بغير حق و فسادا في الأرض" ووقود لسقر تلظّى ف(إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ * يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ)
وفي غُملول عربي غملت جراح الرعاة و المستضعفين في الأرض فثعبت دما تغّارا على بئر واد لم يبق به خلا غِرْيَنَة و بضعا من دَعابيص واغرندى الدم على قطرات الماء بعد أن غدر الشيطان و جنده
برعاة الغنم و كان الرسول للغنم راعيا "وما من نبي إلا وقد رعاها» وفي ليلة غدرة شذّرها الله بالنجوم البوازغ فأضحت الجثث لها وشاحا فإن كان الرسول نورا للعالم فإن الشيطان قد نزغ بينه و بين النور فإنه لمنغوط يحرث الأرض من مشارقها إلى مغاربها وكان في الحرث النغث.
فطلعت شمس الحقيقة" بين قرني الشيطان "وتبيّن أن جماعة الإخوان المجرمين أقرب إلى طائفة منها إلى حزب سياسي.فوهنت و عبست إذ تولّت عن المستضعفين و الصادقين و فقدت مصداقيتها بسبب التحول نحو الإرهاب ضد زعماء الدول و الشخصيات المعارضة و الأمن و الجند و الرعاة و المدنيين فوصمة الشيطان الكِبر حيث لا يقبل نقدا أو تجريحا أو رأيا مخالفا و تحوّلت إلى فرع مسلح من الأجهزة والفصائل السرية في سوريا وإيران ولبنان وأماكن أخرى من العالم. وهكذا فان مجموعة التونسي فؤاد علي صالح المسؤولة عن هجمات 1986 في باريس ليست منظمة سياسية بل هي شبكة عملياتية وضعتها الاجهزة السرية.
إن التراث الإيديولوجي لشخص بمثل راديكالية سيد قطب سوف يجد تعبيرا عنه في مجموعة راديكالية جديدة تبدأ في عام 1990، والتي يشكّلها شباب مقاتلون قاتلوا آنفا في الحرب في أفغانستان ينحدرون من شتى البلدان العربية و لكن أيضا من الأتراك، والأكراد العراقيين، والسودانيين و الأمريكيين من أصل إفريقي ، تحت رعاية شبكات الإخوان المسلمين التي موّلتها السعودية ,حين كان حبل الود موصولا آنئذ ,لمحاربة السوفييت و من ناحية ثانية فقد كان يُراد منح الدعم الخارجي للمقاومة الأفغانية لونا اسلاميا بحتا، بعد أن كان غربيا بالأساس.



#إيمان_بوقردغة (هاشتاغ)       Imen_Boukordagha#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التشريع للفكر الإرهابي عند الإخوان المجرمين
- الإخوان لعنة الأوطان
- الإسلاموية والنظام الشمولي
- حماية الحق في الحياة في مواجهة الإرهاب
- -الإسلاموية -و -الإنتفاضات العربية-
- الحرية الدينية و حقوق الأقليات
- نُبْذة من حقوق الإنسان
- زاد التّقى
- حسبك الله
- نبّال بابل


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إيمان بوقردغة - الإخوان المسلمون و داعش و الفاشية المتشابهات المحكمات