|
مقتل قايد تابع لوزارة الداخلية
سعيد الوجاني
كاتب ، محلل سياسي ، شاعر
(Oujjani Said)
الحوار المتمدن-العدد: 6298 - 2019 / 7 / 22 - 23:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في خضم القلائل التي عرفتها مدينة العيون ، بعد فوز المنتخب الجزائري بكأس الكاف ، خرج انفصاليو الداخل ، وبتحريض من انفصالي الخارج المتمركزين بالجزائر ، في مظاهرات سياسية انفصالية ، لا علاقة لها اطلاقا بالعرس الكروي الذي دار بمصر . فما العلاقة بين الاحتفال بانتصار فريق ، وبين رفع اعلام الجمهورية الصحراوية ، ورفع اعلام الجزائر ومن داخل الأقاليم الجنوبية ؟ وهل من علاقة طبيعية بين الاحتفال بالعرس الكروي ، وبين استغلال الحدث للتحدي ، ومن قعر الدار ، للمطالبة بالانفصال ؟ تم ما هو مغزى رفع العلم الجزائري ، الذي تطالب الجزائر بنصيبها في غنيمة الصحراء ، الى جانب رفع علم الجمهورية الصحراوية ، علم الانفصال ؟ ليس هناك من دلالة تُفهم من هذا التصرف اللاّمسؤول و الخطير ، هو ان تصبح الأقاليم الجنوبية المغربية ، إذا قدر الله وانفصلت ، جزءا من دولة الجزائر ، في شكل دولة كنفدرالية ، او في شكل دولة واحدة مندمجة ، بحيث تصبح حدود الجزائر بالمياه الأطلسي ، وتصبح من ثم مطوقة للمغرب من كل جوانبه . ان اكبر طابور صامت ، وهي نار خامدة تحت الرماد ، هم انفصاليو الداخل ، الذين قد يتحوّلون بين عشية وضحاها ، وفي حالة توافر بعض الشروط المُسهلة للانتفاضة ، الى موجة تسونامي ، قد تأتي على الأخضر واليابس . وكما سبق ان تناولنا الخطر في دراسات سابقة حول الصحراء الغربية ، فان نفاذ اجتماعات مجلس الامن ، وعجزها في حل القضية طبقا للمواثيق التاريخية ، وطبقا للجغرافية ، والتاريخ ، وطبقا للرأي الاستشاري لمحكمة العدل الدولية ، الذي اعترف بوجود علاقات قانونية بين بعض القبائل الصحراوية وبين المغرب ، واعترف بوجود علاقات بيعة روحية مع سلاطين المغرب ، قد يعجل باندلاع حرب قادمة في غضون نهاية 2020 ، وبعد ان تكون الدولة الجزائرية الضعيفة الآن ، قد نجحت في الالتفاف على مطالب الشعب الجزائري ، وتكون قد تخطت الخطر الذي يهدد صقور سياسيي جبهة التحرير ، وجنرالات الجيش المرتبطين بعلاقات خاصة مع قصر المرادية . وامام توقعات بقدوم انتفاضة انفصالية ، وكل الأجواء تبشر بذلك اليوم ، وامام تحريض انفصالي الخارج ، خاصة المتمركزين بالجزائر ، وبدعمها ، فان شكل المواجهة القادم ، سوف لن يقتصر فقط على رفع اعلام الجمهورية الصحراوية ، وفي تحدي مكشوف بالأقاليم الجنوبية المغربية ، ولا على رفع شعارات الانفصال ، ولا على تنظيم وقفات احتجاجية هنا وهناك ، بل المواجهة ستتعمق ، وتتطور الى مقاومة مسلحة من الداخل ، بالموازاة مع الحرب إذا اندلعت وهي قادمة ، وبالموازاة مع انتفاضة انفصالية ستعم كل الأقاليم الجنوبية المغربية . ان التزاوج بين الهبّة الانفصالية ، وبين المعركة الدبلوماسية بالمنتديات الدولية ، وبين الحرب القادمة في غضون نهاية 2020 ، بعد استنفاد مجلس الامن لدوره في حل النزاع الذي عمّر لأكثر من أربعة واربعين سنة ، وبين المقاومة المسلحة ، هو مخطط محبوك ، تمر إنجازاته عبر عدة مراحل ، وكل مرحلة تُسهّل للاّحقة ، ونحن ومنذ مدة نشاهد المخطط يسترسل بدءا بالمعركة الدبلوماسية بالمنتديات الدولية ، الى الاحتجاجات المختلفة ، والوقفات المتنوعة ، والوصول الى رفع رايات الجمهورية الصحراوية بالكليات المغربية بمراكش واغادير، ناهيك عن رفعها بالأقاليم الجنوبية ، الى الكتابة في الجدران ليلا ، ووصولا الى اغتنام الحدث مؤخرا ، باستغلال انتصار الجزائر ، لتنظيم مسيرات ترفع العلمين ، علم الانفصال الذي هو علم الجمهورية الصحراوية ، وعلم الجزائر الذي هو علم الدولة الحاضنة والواقفة وراء مطالب الانفصال . فهل العثور على جثة القايد عثمان ولد الخطاط ، احد اطر وزار الداخلية مقتولا بالرصاص ، ومرميا قرب سيارة الخدمة ، هو بداية مكشوفة للمقاومة المسلحة . وهل حقا اننا دخلنا مرحلة العد العكسي ، لفض نزاع من اقدم النزاعات الدولية ، التي عجز مجلس الامن في حلها منذ أربعة وأربعين سنة مضت ، بطرق ستكون أبشع من الحرب التي دارت لمدة ستة عشر سنة ، وانتهت باتفاق 1991 الموقع تحت اشراف مجلس الامن ، والأمم المتحدة ؟ الوضع جد خطير ، وما ينتظر المنطقة من مؤامرات ، سيقلب معادلات ، وسيرسم جغرافية جديدة ، ويصفف لطوابير اثنية قد تركن الى الانغلاق على نفسها ، وقد تنجر ضد بعضها البعض ، في حروب ضروس لن يستفيد منها غير المتآمرون الانفصاليون ، أعداء الدولة الواحدية القومية ، أصحاب سيكس بيكو ، والاستعمار الجديد ، والامبريالية ، والصهيونية . ان ما جرى مؤخرا من اضطرابات سياسية انفصالية ، برفع علم الدولة الصحراوية ، وعلم الدولة الجزائرية ، ومقتل اطار وزارة الداخلية القايد عثمان ولد الخطاط ، يؤشر لصراع جديد ستعرفه المنطقة في غضون السنتين الجاريتين . ان نهاية سنة 2020 ، ستكون سنة عصيبة على شعوب المنطقة ، التي تؤدي لوحدها فاتورة صراع عقيم ، وستكون سنة حاملة معها بمخططات ، إنْ لم يتم استيعابها وفهمها ، ووضعها في اطارها الصحيح لإحباطها ، او لمواجهتها حتى لا تفاجئ احدا ، فان نتائجها ستكون كارثية بامتياز ، على وحدة الأرض المغربية ، ووحدة الشعب المغربي . فمن المسؤول عن الوضع السيء ، الذي آلت اليه قضية الصحراء المغربية ؟
#سعيد_الوجاني (هاشتاغ)
Oujjani_Said#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشعب المغربي -- le peuple Marocain
-
حيّا على الثورة ، وحيّا على الثوار
-
Est ce la ( gauche) va gouverner هل سيحكم ( اليسار ) ؟
-
قرار تاريخي لملك المغرب ( منع رجال الدين من السياسة )
-
حزب من اجل الجمهورية المغربية
-
العلمانية والديمقراطية ( 3 ) La laïcité et la démocratie
-
La laïcité : العلمانية ( 2 )
-
العلمانية – اللاّئيكية ( 1 ) La laïcité
-
جبهة البوليساريو في مفترق الطرق
-
أية نكسة اصابت الجمهورية الصحراوية ؟
-
تناقضات النظام المغربي
-
L’échec de l’autonomie interne – فشل الحكم الذاتي
-
في أسباب هزيمة يونيو 1967
-
بعض ( المعارضة ) تنهش لحم الامير هشام بن بعدالله العلوي
-
لا حركة ثورية بدون نظرية ثورية
-
La visite du conseiller principal du président Donald Trump
...
-
شروط الإمام المفتي في السعودية
-
عصر الشعوب / Le temps des peuples
-
خلفيات استقالت هرست كوهلر المبعوث الشخصي للامين العام للامم
...
-
10 مايو 1973 / 10 مايو 2019 / تأسيس الجبهة الشعبية لتحرير ال
...
المزيد.....
-
وفاة الملحن المصري محمد رحيم عن عمر يناهز 45 عامًا
-
مراسلتنا في الأردن: تواجد أمني كثيف في محيط السفارة الإسرائي
...
-
ماذا وراء الغارات الإسرائيلية العنيفة بالضاحية الجنوبية؟
-
-تدمير دبابات واشتباكات وإيقاع قتلى وجرحى-.. حزب الله ينفذ 3
...
-
ميركل: سيتعين على أوكرانيا والغرب التحاور مع روسيا
-
السودان.. الجهود الدولية متعثرة ولا أفق لوقف الحرب
-
واشنطن -تشعر بقلق عميق- من تشغيل إيران أجهزة طرد مركزي
-
انهيار أرضي يودي بحياة 9 أشخاص في الكونغو بينهم 7 أطفال
-
العاصفة -بيرت- تتسبب في انقطاع الكهرباء وتعطل السفر في الممل
...
-
300 مليار دولار سنويًا: هل تُنقذ خطة كوب29 العالم من أزمة ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|