تأملات في المشهد اليمني (3/1)

منذر علي

الحوار المتمدن-العدد: 6298 - 2019 / 7 / 22 - 22:32
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي

اليمن بلد فقير ومتنوع وممزق ومستهدف ، وعلى المثقفين في بلادنا أن يعيدوا بناء رؤيتهم للأشياء ، بشكل عقلاني ، لتجاوز الحالة القائمة، أذا أُريد لليمن أن يبقى في التاريخ كما بقيَ عبر الزمن.

اليمن بلد فقير ، تحيط به دول غنية طامعة، وهو يشغل موقعاً استراتيجياً هاماً، ويتكون من شعب شديد الحيوية، له جذور حضارية عميقة، ولكن تحكمه نخب سياسية قبليِّة ودينية وجهوية وطائفية فاشلة.
اليمن فقير بالمعنى الشامل ، فقر مادي وفقر معرفي، ، ليس فقط بسبب قلة موارده الظاهرة ، وضعف العملية التعليمية والمستوى الثقافي، ولكن بسبب بؤس وفساد و تخلف نخبه السياسية ، Political elites ، وفشلها في بناء الدولة وإدارة شؤون الحكم بشكل رشيد ، وبعث موارده الكامنة.
***
واليمن الفقير، يصل عدد سكانه، ذو الكثافة العالية، إلى حوالي 28 مليون نسمة ، وتبلغ نسبة الزيادة السكانية السنوية حوالي 3.7%، ولكن اليمن لا يتجاوز إنتاجه الإجمالي المحلي السنوي 27 مليار دولار .
و اليمن بلد يقع في مهب الريح ، مكشوف، ومتروك للأقدار الطبيعية، و للمصائر السياسية المتقلبة. فهو يقع في محيط أغنى الدويلات، المحمية من قبل الغرب الاستعماري والمُدمجة باقتصاده الامبريالي. إذ يبلغ مجموع الإنتاج السنوي للدول المحيطة باليمن ، مثل السعودية والإمارات وقطر، التي لا يزيد مجموع سكانها ، بدون الأجانب ، عن 25 مليون نسمة ، فيما يتجاوز مجموع دخلها القومي السنوي حوالي 2095 مليار دولار .

وبالتالي فأنَّ حاجة اليمن الاقتصادية إلى هذه الدول ، بسبب الفقر والفساد والانهيارات السياسية والاقتصادية، تجعله عرضة للابتزاز والاستغلال السياسيين من قبل تلك الدول ، ومحكوماً بالعجز والرغبات التوسعية للقوى الخارجية، القريبة منه والبعيدة.
***
واليمن يشغل موقعاً استراتيجياً هاماً ، بالنظر إلى أنه يطل على البحر العربي و مضيق باب المندب، والبحر الأحمر ، المَعْبَر الأساسي للطاقة، المتصل بالبحر الأبيض المتوسط، عبر قناة السويس، وغير ذلك من الاعتبارات الجيوستراتيجية ، التي تجعل لليمن أهمية كبرى لكثير من دول المنطقة والعالم، ولكن بالمعنى السلبي ، حيث جعله موقعه المأساوي ، في ظل ضعف الدولة اليمنية ، عرضة للعدوان والاستعمار الخارجي منذ زمن طويل.
و من جانب آخر فأنَّ اليمن يحتوي على شعب فتي، طموح ، على درجة عالية من الحيوية. ولهذه الاعتبارات وغيرها، ينظر الآخرون إليه كعامل تهديد. ولذلك فأنهم يسعون إلى وأد أية حركة سياسية من شأنها أن تعزز الاستقلال و الاستقرار والنمو والتطور فيه.
للحديث بقية...

#منذر_علي (هاشتاغ)

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات