أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - معتز عمر - الديمقراطية بين الحقيقة والخيال














المزيد.....

الديمقراطية بين الحقيقة والخيال


معتز عمر

الحوار المتمدن-العدد: 1546 - 2006 / 5 / 10 - 10:23
المحور: المجتمع المدني
    


كنا نتساءل عن التناقضات بين الديمقراطية وبين بعض الممارسات للدول الكبرى الداعية للديمقراطية.

ولعلكم تتذكرون مؤتمر مناهضة العنصرية الذي عقد في عاصمة جنوب افريقيا وكيف ساد اللغط بسبب محاولة ادراج اسرائيل في قائمة الدول العنصرية وهي في نظرنا تمارس ابشع وأفظع انواع التمييز العنصري رغم أن غالبية الدول المشاركة كانت في صف هذا القرار ولكن بفضل تدخل الدول الداعية للديمقراطية لم يتم إصدار ذلك القرار, تماما كما تفشل كل القرارات التي تدين اسرائيل في مجلس الأمن بفضل الفيتو الأمريكي. ثم كيف نثق بالديمقراطية وهذه اسرائيل ترفع عقيرتها وتقول انها دولة ديمقراطية فهل الممارسات الإسرائيلية ممارسات دولة ديمقراطية أم ان العالم في غفلة عن عدوانها وشرورها ومذابحها ومجازرها ضد الأبرياء الفلسطينيين. فأين الديمقراطية وأين حقوق الإنسان وأين المنظمات الدولية التي تراقب حقوق الطفل وحقوق المرأة وحقوق الشيوخ والعجزة أم أن أولئك الأبرياء ليسوا ممن تنطبق عليهم تلك الحقوق والديمقراطيات؟

أليس لنا كل الحق في التشائم من هذه الأوضاع والديمقراطيات المراوغة أحيانا والساكتة عن الحق أحيانا أخرى ومعتدية علينا في اسبط حقوقنا مثل ارتداء الحجاب ومن مقاومة الإحتلال؟

فالحقيقة أننا لا نخشى من تمتع الإنسان بحقوقه المشروعة ولكننا نجد الدول الكبرى بتدخلاتها تريد أن تفصل ثوبا محددا وتقول لنا هذا هو مقياس الديمقراطية المناسب لكم أما مقاسنا الذي نلبسه فهو لا يليق بكم أو تليقون به ولهذا نجد مظاهر الإنحلال والعلمانية والتبشير للنصرانية ومحاولة تغيير المناهج (بل الأمر بتغييرها) وغيرها مما تريد أمريكا تسويقه لنا وفق مصالحها انتخاب رئاستها.

وبالطبع هذا ليس من الديمقراطية الحقيقة في شيء وانما هو تضليل وترويج ومراوغة واستخفاف بالعقول والشعوب العربية والمسلمة لأنهم يعرفون أننا نعافي من الحرمان والكبت والإستبداد, فضغطوا من واقعنا المؤلم سيناريو خاصا لنا يساعدهم في حصول مآربهم وكما ان السمك لا يعلق في السنارة إلا بطعم فإن زعماء أمريكا صنعوا من الديمقراطية طعما لعلمهم أننا نتطلع الى شيء بلا مقابل وليعلم الجميع ان امريكا بلد الرأسمالي لا يوجد عندها شيء بلا مقابل فأمريكا ليست جمعية خيرية تفعل الخير ابتغاء وجه الله بل كل شيء مدروس ومحسوب ولابد من مصلحة مادية او معنوية من ورائه فهم لا يضيعون وقتهم واموالهم وجنودهم سدى.

فتشاؤمنا يكمن في استغلال حاجتنا الى الحرية والديمقراطية كطعم وفخ لنقع فيه, خصوصا وأن عملية اعمار العراق سبقت تسليم السلطة الوهمية الى مجلس الحكم الإنتقالي...وبدليل أن كل مؤسسات الدولة العراقية تعرضت للسلب والنهب ولم تبذل القوات المحتلة أي جهد لحمايتها بل شجعت ذلك باستثناء وزارة النفط فلماذا هذه الديمقراطية النفطية؟

لقد سئل وزير الدفاع عن اعمال السلب والنهب في العراق عقب اسقاط نظام صدام فقال ما ترجمته" هذه هي الديمقراطية أن يمارس الشعب ما يريد ويعبر كما يشاء" فتأمل هذا التصريح الذي نشرته وسائل الإعلام المرئية.

إذن هناك تلاعب بالديمقراطية ونحن لا نستغرب الخروج عن القانون في بعض الأحوال من أي طرف كان فالعصمة للأنبياء والملائكة ولكننا نستنكر هذا الخروج بهذه الطريقة المدروسة والمبرمجة سلفا مع سبق الإصرار والترصد مما يجعلنا نرفع البراءة عن الدعوة الأمريكية الى الديمقراطية, ونصفها بانه دبر بليل وان وراء الأكمة ما ورائها ولعل الأنظمة المستبدة عندنا تستخفي وراء هذا الطرح خوفا من المطالبة بالديمقراطية وشيء من الحريات.

إن الدعاوى المزيفة لا تصمد أمام واقع الحياة لفترة طويلة ذلك لأن حبال الكذب قصيرة ومن تستر بالأيام فهو عريان,فكل الحكومات عندنا لما تولت مقاليد البلاد صرحت بالإزدهار والتقدم والرفاهية والإستقلال وحتى بالنصر على الأعداء وها هي الأيام لا تترك مستورا إلا وتكشفه ولو بعد حين وكذلك الإستعمار الذي جاء بجحافله لينهض بنا من ربقة التخلف والان تلعب أمريكا نفس الدور مع شيء من التغيير غير أن الأيام سريعا ما اظهرت زيف وبطلان شعارات أمريكا حول أسلحة الدمار الشامل وسوء معاملة العراقيين وسرعة تقسيم عقود الإعمار وتمسكها بادارة البلاد رغم تعيين مجلس حكم كواجهة لممارستها ومماطلتها في تسليم السلطة وتحديد موعد رحيل قواتها ونحن عندما نذكر العراق وما حل به على ايدي امريكا وحلفائها من الدول الداعية للديمقراطية, فإننا نفعل ذلك لأن امريكا صرحت بأنها ستجعل من العراق مثالا يحتذى به في الشرق الأوسط من حيث الديمقراطية والأمان فإذا بنا نجهل أين يذهب فقط العراق لمدة سنة كاملة من الإحتلال ولماذا يتعرض علماء العراق للقتل والخطف والإبتزاز ولماذا يموت السجناء العراقيين في سجون الإعتقال تحت التعذيب ولماذا ولماذا كل تلك المخالفات في بلد اريد له ان يكون مثالا ونموذجا, الأ بئس هذا النموذج الفاشل.

وهنا نصل الى بني جلدتنا الذين يتمسكون بهذه الديمقراطية المزيفة فهم إما طابور خامس كما يحدثنا التاريخ عن المنافقين والخونة الذين تدفعهم مصالحهم الشخصية للتعاون مع الإحتلال والمستعمر.

وبعضهم ليس منافقا أو خائنا و إنما هو مخدوع بسراب الديمقراطية نظرا للحقوق التي يتمتع بها المواطن الغربي والتي يفتقدها المواطن العربي, فهؤلاء من اشتياقهم للحرية يصدقون كل ناعق بها.

ومنهم من يدرك ما نقول ولكنه يرى أن الحصول على شيء بسيط من الحقوق خير من لاشيء فهو يرحب بالتغيير نظرا لعفونة وضعنا الراهن, ومنهم من هو مهزوم من داخله, يصدق ما تقول أمريكا دون تفكير أو مراجعة ولسان حاله يقول إذا قالت امريكا, وهؤلاء مقتنعون بالإستسلام الكامل والإنخراط في مسايرة القوى الى اخر لحظة فالمهم هو أن ينعم بالعيش الامن ولو تحت سيطرة الصهاينة أو الأمريكان, ومنهم منيساير الدعوة الأمريكية لغاية في نفسه, والخلاصة انه لا ديمقراطية حقيقة في كل تلك الأجواء.



#معتز_عمر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أساليب التواصل اللفظي
- تطور علم النفس
- ذاكرة الكمبيوتر
- مقدمة في صيانة الكمبيوتر
- مكافحة الإرهاب في العالم الإسلامي اين الارهاب من القيم الاسل ...
- كيف يكون الطفل خالى من العقد النفسية
- الشباب العربى فى محك طرق


المزيد.....




- الحرب بيومها الـ413: قتلى وجرحى في غزة وتل أبيب تبحث خطةً لت ...
- الجامعة العربية ترحب بمذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت
- اعتقال حارس أمن السفارة الأميركية بالنرويج بتهمة التجسس
- الأونروا: النظام المدني في غزة دمر تماما
- عاصفة انتقادات إسرائيلية أمريكية للجنائية الدولية بعد مذكرتي ...
- غوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- سلامي: قرار المحكمة الجنائية اعتبار قادة الاحتلال مجرمي حرب ...
- أزمة المياه تعمق معاناة النازحين بمدينة خان يونس
- جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - معتز عمر - الديمقراطية بين الحقيقة والخيال