|
الحُسين بن على
شريف مانجستو
الحوار المتمدن-العدد: 6298 - 2019 / 7 / 22 - 14:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- المُناضل السلمى الهندى - المهامتما غاندى قال : تعلّمتُ من الحُسين بن على ـ كيف أكونُ مظلوماً ثم انتصر. - غاندى يقصُد أنه يعرف كم الظُلم الذى تعرّض له الحسين بن على ـ لكنه يختلف عن الحُسين بن على فى كيفية تحقيق الانتصار ـ و أنه يمتلك الأدوات الواقعية و المنطقية للفوز فى معاركه ضد خصومه. - نشأة الحُسين بن على فى بيت النبوة ـ جعل منه إنسانٌ رقيق القلب ـ مُدافع عن الحق ـ مُسانداً للبؤساء ـ مُحارباًً للظُلم و الباطل بكل عُنفوان و صبر. - استقى الحكمة من أبيه و أُمه ـ كما شرب موسى بن عُمران الفطرة السليمة من أُمّه التى ارضعته ، و تركته لليّم ـ ليلقى مصيره المكتوب عند المولى تعالى. - الحسين بن على - وفقاً لعلم الثورات - كان ثورياُ أحياناً ـ و إصلاحياً أحياناً. ،، حيث إنه كان مُحارباً مع والده ضد جيش مُعاوية الذى أراد الانقلاب على بنى هاشم. ،، و عندما حدث الصُلح بين أخيه الحسن و مُعاوية .. وقف رافضاً هذا الصُلح ، إيماناًً منه بأحقيّة الحسن فى الخلافة. ،، و عندما أقنعه أخيه الحسن بالصُلح مع مُعاوية .. وقف مُدافعاً عن هذا الصُلح ـ بل قام بدورٍ إعلامىّ جاد ـ لإقناع الناس بأحقيّة مُعاوية بالخلافة. ،، ابن كثير قال : الحسن و الحُسين كانا يذهبان إلى دمشق ـ و يستقبلهما مُعاوية أفضل استقبال ـ و كان يُعطيهما من ماله ، و كان يُكرمهما معنوياًً. ،، الحُسين بن على حارب فى جيش مُعاوية ـ بجوار يزيد بن معاوية فى العديد من الفتوحات و الغزوات. - و لكن ... عندما قرّر مُعاوية توريث الحُكم لولده يزيد .. رفض الحُسين هذا الأمر بالكُليّة.. بل قام بتحريض أهالى مكّة و المدينة ضد هذا التمكين الغير مُستند إلى مبادىء الشورى ، المُتفق عليها دينياً. - الحُسين بن على لم يكُن يعرف كيف يتصرّف تجاه هذا الأمر ـ و كيف يقوم بتحويل الرفض المعنوى ـ إلى رفضٍ فعلى ، يُجبر بنة أُمية على الانصياع للشرع. - و جائت الفُرصة .. حيث جاء وقدٌ من الكوفة ـ يُطالبون الحُسين بالانتفاض و الثورة ضد بنى أُمية ـ و أنهم سيدعمونه بالمال و بالرجال و بالسلاح. - خبرة الحُسين بن على دفعته إلى إرسال مُسلم بن عُقيل ـ لكى يستكشف الأمر هُناك. ،، و بالفعل .. وجد مُسلم بن عُقيل الأوضاع مُهيّئة للثورة أو الانقلاب على حُكم يزيد الأموى. - يزيد بن مُعاوية كان يعرف بالأحداث التى تحدّث فى الكوفة ـ فقرر إقالة والى الكوفة " النُعمان بن بشير " لأنه ترك الأمور تفلت من بين يديه ـ و ترك القوم يتحدثون عن استقبال الحُسين بن على ـ للانقلاب على يزيد. - قرر يزيد تعيين الداهية " عُبيد الله بن زياد ".. و كأن يزيد بن مُعاوية ـ يسترجع نصيحة أبيه قبل وفاته ـ بأن يحذر الحُسين بن على ، لأنه صاحب لسان طليق فى الحق ـ و أنه سبط رسول الله ـ فالناسُ قد تميل إليه. - الداهية " عبيد الله بن زياد " تعامل عسكرياً و سياسياً بمُنتهى الحسم.. لقد قرر أن يقتُل الحُسين بن على .. و اتخذ 4 إجراءات سياسية و عسكرية فى مُنتهى الخطورة ـ تؤكد أنه ماكر من طراز فريد. * الإجراء الأول :- نظرية رأس الذئب الطائرة.. حيث قتل مُسلم بن عُقيل " مبعوث الحُسين بن على " ـ بطريقة بشعة أمام أهل الكوفة. لتخويف القوم من مصير مُخيف. * الإجراء الثانى :- نظرية تحييد الخصوم .. حيث قام عُبيد الله بن زياد ـ بإصلاحات اقتصادية جادة ـ و أعطى من بيت المال الكثير و الكثير ـ لأهالى الكوفة ـ لكى يقفوا مُحايدين أمام الصراع القائم بين يزيد و الحُسين. * الإجراء الثالث :- الخداع الإعلامى .. حيث أرسل عبيد الله بن زياد إلى الحُسين مبعوثين تابعين له ، و كانهم من أهل الكوفة ـ و نقلوا للحُسين صورة غير حقيقية عن الوضع العام .. حيث أقنعوا الحُسين أن الجماهير الثورية فى الكوفة ـ ستسقبله بالورود و سترفعه على الأكتاف. * الإجراء الرابع :- نقل المعركة خارج الكوفة ـ لتنفيذ مجزرة بشعة لآل البيت أجمعهم ـ و الهدف من نقلها خارج الكوفة ـ هو عدم رؤية أهالى الكوفة للبشاعة الأموية تجاه الحُسين و آل بيت النبى مُحمد. - الحُسين بن على ذهب إلى المعركة بدون استعداد عسكرى ـ إيماناً منه أن الكوفة ستقف بجواره ـ و أخذ معه 75 شخص ـ معظمهم من النساء. - النتيجة معروفة بالقطع .. 76 شخص فى مواجهة جيش قوامه 35 ألف جندى ـ ستكون مذبحة دموية ـ و هزيمة مؤلمة على الحُسين و آل بيته. - لا أُريد أن أحكى عن مشاهد الدماء .. و عن قطع رقبة الحُسين بن على ـ و عن جريمة عبيد الله بن زياد و ابن الجوشن. ،، و لا أُريد أن أتحدث عن رأس الحُسين و أين مكانها ـ و هل هى فى دمشق كما قال ابن كثير ـ أم هى فى القاهرة كما يقول المقريزى. ،، فهذه أمور هامشية .. و علماء الأثر لهم باع فى هذا الأمر. - لكنى أريد أن أتحدث عن شيئين فى غاية الأهمية. 1 - تبرئة الإمام ابن تيمية ليزيد بن معاوية من قتل الحُسين بن على ـ فابن تيمية يقول أن يزيد بن معاوية لم يأمُر عبيد الله بن زياد بقتل الحُسين - بل طلب منه ردّه و منعه من الوصول إلى الكوفة. ،، و هذا الكلام فى تقديرى - مع كامل احترامى لشيخ الإسلام ابن تيمية - غير صحيح. ،، لأننا لم نرى أى إجراء عقابى قام به يزيد بن معاوية ضد عبيد الله و ابن الجوشن. ،، بل على العكس .. لقد حاربا فى جيش معاوية ضد المتمردين بعد مقتل الحُسين ـ و هذا دليل على قناعة يزيد بقدرتهما العسكرية و السياسية. 2 - الحُسين بن على رجُل صاحب مواقف ـ تأرجحت مواقفه بين الإصلاح و الثورة كما ذكرت فى أول الكلام. ،، لكنه لم يقُم بالإعداد الكافى لهذه المعركة. ،، لم يستمع لنصيحة ابن عباس و الفرزذق.. حيث طالبوه بالعدول عن الذهاب إلى الكوفة ـ خوفاً عليه من بطش يزيد و عبيد الله بن زياد. ،، فالحسين أراد الخير .. و لكن إرادة الخير وحدها لا تكفى لمواجهة الشر. ،، الحسين أراد الشورى .. و لكن إرادة الشورى لوحدها لا تكفى لمواجهة التوريث. ،، الحسين أراد الكفاح .. و لكن إرادة الكفاح لوحدها لا تكفى لمواجهة الظالم. = يا سادة .. الثورة لكى تنجح لا بد من تنظيم قوى و قادر على البناء ـ كما هو قادر على هدم أركان الطاغوت. ،، يا سادة .. الإيمان فى القلب لن يكفى ـ و لكن الطقوس و العبادات هى التى تُحقّق هذا الإيمان على الأرض. ،، يا سادة .. موقف الحُسين بن على من المواقف النبيلة جداً .. لكنه لم يدرس الموقف جيداً ـ و لم يكُن لديه جهاز إعلامى أو وسائل اتصال قوية و موثوقٌ بها ـ لكى يواجه التوريث و الديكتاتورية الأموية. - رضى الله عن الحُسين بن على .. و غفر الله للجميع.
#شريف_مانجستو (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
هكذا تكلّمت حور ( 1 - 7 ).. قصص قصيرة
-
انقلاب الجابون و أزمة الديمقراطية
-
مجمع محاكم التفتيش العربية
-
أمن المواطن الإسرائيلى
-
غروب الإرهاب
-
صرخات و طلقات
-
هل يحتفل الإخوان المسلمين ببراءة مُبارك ؟
-
سيف البرادعى المكسور
-
الأغبياء
-
حقائق تأبى الغفلة ( 1-2 )
-
عالم عيال عيال
-
الحب من غير أمل
-
سماء سوريا مُحرقة
-
إسرائيل كيان إرهابى
-
لحن الأمل
-
طنط سامية شنن
-
شاطىء الحقد
-
عصام حجى .. بين الرغبة والهذيان
-
جمهورية تركيا الإخوانية المُتحدة
-
الصحة المصرية فى خطر
المزيد.....
-
“في خمس خطوات”.. حدّث الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025
...
-
الوزير المتطرف بن غفير يقتحم المسجد الأقصى في أول أيام عيد -
...
-
خارجية الأردن: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى خطوة استفزازية م
...
-
بن غفير يقتحم الأقصى احتفالا بعيد -الأنوار- اليهودي ومكتب نت
...
-
حماس: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى انتهاك جديد وخطير
-
الرئيس الايراني: لو كان المسلمون متحدين لما تجرأت -اسرائيل-
...
-
حماس: اقتحام بن غفير المسجد الأقصى انتهاك جديد وخطير
-
وجهاء الطائفة العلوية في حمص يصدرون بيانا إلى أهالي المحافظة
...
-
وزير الامن المتطرف بن غفير يقتحم الاقصى بأول ايام -عيد الانو
...
-
عاجل | مصادر للجزيرة: وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|