أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - الدوّامة














المزيد.....

الدوّامة


تقي الوزان

الحوار المتمدن-العدد: 1546 - 2006 / 5 / 10 - 11:02
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ألأمريكان وكأي قوة أحتلال عبر التاريخ , تبغي تأمين الظروف لأستمرار وجودها . ورغم الشرعية التي منحتها هيئة الأمم المتحدة لوجود هذه القوات في العراق , يبقى تحقيق أهداف هذاالوجود هو ألأهم . وما من شك ان الأجندة الأمريكية المعلنة في محاربة الأرهاب وتحديث أنظمة " الشرق الأوسط" السياسية بألاتجاه الديمقراطي , كون ألمنطقة هي ألحاضنة ألحقيقية لتوليد المجاميع ألأرهابية . هي ليست كل ألأجندة . ألأهم , هو ترتيب أوضاع ألمنطقة بما يضمن سيطرة المصالح ألأمريكية على مصادر الطاقة , ليس في المستقبل المنظور فقط , وأنما بشكل دائمي .وما ستحتاجه هذه ألمسألة من إيجاد خريطة سياسية جديدة للمنطقة تتموضع فيها "أسرائيل" بموضع مريح , بأعتبارها رأس حربة النظام الرأسمالي الغربي في المنطقة , والمظهر ألأوضح لتعميم ألعولمة .
ألعولمة تعني في أبرز تجلياتها ألتجاهل ألكامل للحقوق القومية وألدينية والأنسانية للمجاميع البشرية , وتبقى القيمة ألأعظم ل"أقتصاد السوق" الذي يحرك مجمل العلاقات الأنسانية .
لقد أستطاعت أغلب ألأنظمة ألعربية والأسلامية "ألمولدة" للأرهاب من التكيف مع ألطروحات الأمريكية في مكافحة الأرهاب . فشرعت بعض القوانين الترقيعية مثل الترشيح لرئاسة ألجمهورية لأكثر من مرشح , أو أقامة أنتخابات بلدية, أو فسح المجال للمرأة بالمشاركة المشروطة ..ألخ . دون ألولوج في أقامة أصلاحات حقيقية .
من جهة أخرى نحن الشعوب ألضعيفة في هذه المنطقة . والتي أبت أنظمتها أن تمنحنا فرصة تشكيل أحزاب سياسية حقيقية . أحزاب ومنظمات تدافع عن مصالحنا , وتشد من وحدة مصالح هذه النظم نفسها , وتزيد من لحمة الشعوب لتكون مصد حقيقي للجانب الآخر من ألتوجه الغربي , والذي يبغي جعل " أقتصاد ألسوق" هو ألمعوض عن كل المكونات الحياتية لمجتمعاتنا .
نريد مايريده الغرب لتحديث ودمقرطة أنظمتنا السياسية . ولا نريد أن تضيع هويتنا ونغرق في هذا الكم الهائل من البؤس المنتظر . وحتى لاتفسر كلمة "هويتنا" بشكل سلبي أو مجتزء , المقصود هو الوضع الحقيقي لمجتمعاتنا في اللحظة الراهنة . فلا زلنا في بداية الطريق , وينتظرنا الكثير للحاق بركب الحضارة العالمي .ومجتمعاتنا تفتقد للكثير من المقومات ألأنسانية, وفي جزء منها على سبيل المثال عدم وجود تأمينات للمعيشة والسكن والصحة ..ألخ مثلما هو موجود في مجتمعات غربية راسخة دخلت ابواب العولمة بدون هزات كبيرة تذكر.
أن من " يدافع" عن هذه الهوية أليوم هي أنظمة ومؤسسات سياسية يستهدفها الغرب والأمريكان بشكل خاص , ويسعون لأسقاطها . وهذه ألأنظمة والمؤسسات في الحقيقة تدافع عن نفسها وسلطتها , وليس لتجنيب شعوبها ما ينتظرها من هزات قد تكون مدمرة مثلما حدث في العراق . فهي ليست متصالحة مع شعوبها من جهة , وليست متصالحة مع الغرب مثل باقي الأنظمة العربية والأسلامية الأخرى من جهة ثانية .
فايران بنظامها ألأسلامي ألشمولي , وطموحاتها النووية , في المقدمة . وتتبعها سورية ألبعثية , ألوارثة لكل سلبيات ألمرحلة ألقومية . واليوم جاءت حماس التي لا تعترف بالعمل السياسي , ومستمرة في برنامجها الداعي لأزالة أسرائيل من الوجود .
أن تصفية الحسابات الغربية والأمريكية مع هذه الدول وبعض المؤسسات الآخرى مثل "حزب الله"اللبناني , وما سيتبع هذه الأجندة من أخذ وعطاء وتغييرمواقف , سيدفع ألأمريكان بالمحافظة على هذا الوضع الراهن في العراق . أي إبقاءه بهذه الدوامة من القلق والعنف وعدم الأستقرار . أن الأمريكان يدركون جيداً أن أي أستقرار في العراق ويتبعه تحرك على باقي الجبهات المعنية , سيعرض قطعاتهم العسكرية الى هجمات وأخطار كبيرة , آخذين بنظر الأعتبار ألأختراق الأيراني الكبير في العراق . وسيكون من الأصلح لهم ألبقاء على هذه الصراعات الدموية الطائفية , وتعميقها بين مختلف مكونات الشعب العراقي . ومما زاد في تسهيل أجندتهم الدموية هذه , هو ألتحاصص ألطائفي والقومي لمكونات السلطة العراقية , والتي تقاتلت عليها مجموعة القوائم ألكبيرة ألفائزة في الأنتخابات .
والعراقي لايملك صوتاً ألآن, ويبقى يدور في دوّامة مصالح من أنتخبهم , وبين ألمشاريع الدموية ألأمريكية , وبشاعة جرائم الزرقاويين والبعثيين .



#تقي_الوزان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إدعاءات المرحلة
- الخدمة المجانية
- لنخدم العلاقة الحقيقة بين الشعبين العراقي والأيراني
- ماذا سيبقى للعراقيين من العراق ؟!
- أستحقاقات سيؤجل حلها
- -التيتي- الامريكي زلماي خليلزاده
- تصريحات لاتخدم وحدة العراق
- هل سنعيش مرحلة الأنتقال الى مالا نهايه ؟!
- جماهير العراق هي التي أنتخبتكم
- العراق وشعبه قبل اي شئ آخر
- الله في عون العراق
- الأنتخابات بين -الدين والدنيا- وحراب المليشيات
- طريق الحريري
- لايوجد غير الأدعاء
- بين الوهم والحقيقه
- عشية التصويت على مسوّدة الدستور
- صواعق الذكاء
- ماذا وراء تأخير تشكيل الحكومة العراقية؟
- حول موقف المرجعية


المزيد.....




- بعد استخدامه في أوكرانيا لأول مرة.. لماذا أثار صاروخ -أوريشن ...
- مراسلتنا في لبنان: غارات إسرائيلية تستهدف مناطق عدة في ضاحية ...
- انتشال جثة شاب سعودي من البحر في إيطاليا
- أوربان يدعو نتنياهو لزيارة هنغاريا وسط انقسام أوروبي بشأن مذ ...
- الرئيس المصري يبحث مع رئيس وزراء إسبانيا الوضع في الشرق الأو ...
- -يينها موقعان عسكريان على قمة جبل الشيخ-.. -حزب الله- ينفذ 2 ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب ويلتقي ولي العهد
- عدوى الإشريكية القولونية تتفاقم.. سحب 75 ألف كغ من اللحم الم ...
- فولودين: سماح الولايات المتحدة وحلفائها لأوكرانيا باستخدام أ ...
- لافروف: رسالة استخدام أوريشنيك وصلت


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تقي الوزان - الدوّامة