إسماعيل حسني
الحوار المتمدن-العدد: 6297 - 2019 / 7 / 21 - 03:37
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
هناك تشابه كبير في التركيبة السكانية لمصر والجزائر :
الجزائر فيها أقلية أمازيغية تصل إلى حوالي 35% من عدد السكان
كما يوجد بمصر أقلية مسيحية تبلغ ما بين 8 إلى 15% (لا أحد يعلم)
كلتا الأقليتين تعرضتا إلى ظلم تاريخي ودرجة كبيرة من تهميش هويتهما القومية واللغوية منذ الفتح أو الغزو العربي لمصر وبلاد شمال إفريقيا.
وكانت الأغلبية العربية في البلدين على نفس القدر العالي من الغرور والغباء بحيث لم تنتبه إلى حفظ اعتبار هذه الأقليات باعتبارها شعوب هذه البلاد الأصلية.
أدى هذا الغباء إلى تنامي شعور بالكراهية لدى هذه الأقليات نحو كل ما هو عربي ، وهو ما يمكن رصده بسهولة في مواقف الأقليتين في الكثير من القضايا.
وما زاد في الطين بلة في الجزائر أن حركة التعريب التي أعقبت الإستقلال تم تخطيطها وتنفيذها أيام الرئيس بن بيللا بأيدي مصرية ، وكانت مصر وقتها هي زعيمة القومية العربية مما ضاعف من حساسية الأمازيغ لكل ما هو مصري.
ثم ضرب الجزائر فيروس الأسلمة والأخونة الذي انتشر في العالم بتخطيط سعودي مصري لتصبح الأجيال الجديدة كلها كما هو الحال عندنا متأسلمة وكارهة لكل من يعادي الفكر الإخواني ، وتضاعف هذا الشعور بعد تأييد مصر لانقلاب عسكر الجزائر على العملية الديموقراطية في التسعينات ، لتصبح مصر رمزاً معاديا لكل من الأقلية الأمازيغية والأغلبية المتأسلمة في الجزائر.
بما إننا نعرف هذا كله ، فلدينا الإختيار :
- إما الطريق الأسهل وهو تبادل الكراهية والغلو فيها.
- أو الطريق الأصعب وهو تقدير هذه الظروف والتعامل معها بموضوعية وسياسة وعقلانية على أمل أن يشتد عود حركة التحرر العربي ، وتسمو القيم الليبرالية والعلمانية والإنسانية فوق القيم والهويات القومية والدينية البالية ، فتشفى الشعوب من هذه الأمراض وترتد إلى إنسانيتها ويجمع بينها التعاون الخلاق بدلا من الكراهية البدائية المسيطرة.
فكروا يا شباب ، ورأيكم يهمنا.
ولا تنسونا من صالح الدعاء.
#إسماعيل_حسني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟