|
شاب تونسي مقيم بفرنسا يقول:- :- نحن نعمل اليوم بجهد جهيد.. من أجل تكريس ثقافة تونسية تجذر الهوية وتعزز الإنتماء للوطن..-
محمد المحسن
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 6296 - 2019 / 7 / 20 - 02:06
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
نظريا يشكل العمل الجمعياتي إطارا من أطر التنشئة الثانوية،مجسدا علامتين مهمتين من علامات المجتمع المدني وهما: الاجتماع والمدنية. ذلك أن الممارسة الاجتماعية حسب آلان تورانAlain Touraine لا تحدّدها قوانينها الداخلية أوشروط الحياة الاجتماعية، بل هي نتاج موارد نشطة في خدمة أنموذج ثقافي.وبالتالي،فإن المجتمع استنادا إلى فكر توران ليس ما هو عليه،وإنما ما يسعى إلى أن يكونه بواسطة المعرفة والتراكم النوعي للفعل والعلاقات الاجتماعية وذلك في إطار مؤسسات المجتمع ككل والمجتمع المدني وأنشطته. ولعل الجمعيات كمجال للحوار والتعددية من المؤسسات المدنية سوى بتونس أو بخارجها،التي تنتمي إلى ما يسميه إميل دوركايم «شبكة أمان» بين الدولة والفرد باعتبار أن المجتمع المدني يعمل على توفير الظروف اللازمة لقيام التفاعلية الاجتماعية على نحو ايجابي ففي هذا الإطار من الأهمية السوسيولوجية، التي تحظى بها الجمعيات كأطر تساهم في التنشئة بشكل عام، قمنا في الجزء الأول من هذا المقال بمحاولة الإشارة إلى بعض مشكلات العمل الجمعياتي في بلادنا خصوصا أن عددها كبير ولكن الإقبال عليها والانخراط فيها متواضع جدا. وهنا نسجل مفارقة لافتة وتتناقض مع خصوصية تجربة التحديث التونسية من منطلق أن النشاط الجمعياتي هو تجسيد لمفهوم المجتمع المدني الشديد الارتباط والوثوق بفكرة الحداثة ذاتها، إذ الجمعيات هي فضاء الحوار الجماعي، الذي يؤشر لمدى انفتاح أفراد المجتمع وجماعاته على بعضهم البعض أو أيضا مدى ضعف تفاعلاته الاجتماعية..هذا الزهد في الإقبال على العمل المدني والنشاط الإجتماعي دفع بالعديد من الشبان التونسيين إلى مغادرة بلدهم (تونس) والإتجاه صوب الضفة الجنوبية من المتوسط وتحيدا فرنسا..سيما أولئك الذين عرفوا بعد الثورة التونسية المجيدة بنشاطهم الإحتماعي في صلب الجمعيات المدنية بهدف الإرتقاء بتونس إلى مصاف الدول المتقدمة بعد نجاح ثورتها وتجسيد الإنتقال الديمقراطي الذي شهدته البلاد بشكل تم في كنف السلم والحداثة.. في هذا السياق كان لنا حوار مقتضب مع شاب تونسي واعد وطموح ينشط بفرنسا في الإطار الإجتماعي ويؤسس للتعريف بمنجزات بلاده (تونس) سيما في المجال الديمقراطي. سفيان شرف الدين شاب تونسي من ربوع معتمدية الحامة التابعة لولاية قابس بالجنوب الشرقي التونسي عرف بنشاطه الإجتماعي ورغبته الجامحة في المحافظة على منجزات الثورة التونسية المجيدة ،وحقق-بكل نكران للذات- نجاحات كبيرة في النشاط المدني بتلك الربوع الشامخة (الحامة) ثم شدّ الرحال إلى فرنسا يحدوه أمل وقّاد في تلميع صورة بلاده (تونس) بالخارج وتحديدا بفرنسا حيث حطّ رحاله،ولم تثنه الغربة والإغتراب والصعاب التي يتجشمها العديد من التونسيين خارج وطنهم الأم عن مواصلة نشاطه والإنتصار لبلاده تونس..بل ما فتئ يدعو إلى الوقوف صفا واحدا متلاحما للدفاع عن مصالح الوطن وإعلاء كلمة تونس وشأنها حتى تسترجع المكانة التي هي جديرة بها بين الأمم.وأوضح محدثي سفيان شرف الدين أنّ ما يناهز مليون و300 ألف تونسي يعيشون بالخارج،يمثلون طاقة كبرى يمكن الإستفادة منها وتوظيفها في خلق النمو والنهوض بالإستثمار والتنمية في تونس مؤكدا أنّ الحكومة مطالبة بمزيد العمل على تطوير استراتيجية لإستقطاب الكفاءات التونسية بالمهجر. وأكّدد-محددثي- على الحكومة التونسية مطالبة بالعمل على بلورة استراتيجية كاملة لإستقطاب هذه الكفاءات ،بعد أن انخرطت في ارساء استراتيجية للهجرة لإدراجها ضمن سياق التنمية الإجتماعية والإقتصادية والثقافية. وقال الشاب التونسي -سفيان شرف الدين- أن الإستراتيجية الخاصة بالهجرة والتونسيين بالخارج بدأت تتجسم على أرض الواقع من خلال تحقيق عديد الإنجازات واتخاذ جملة من الإجراءات العملية المتمثلة في السماح بتوريد سيارة ثانية عند العودة النهائية للعائلات المهاجرة وإعطاء الأم المهاجرة الحق في استخراج جواز سفر لأبنائها القصر واصطحابهم إلى الخارج وفتح خط بحري جيد بين مرسيليا ومدينة جرجيس وتدعيم الشباك الموحد. وبين أن جملة الإجراءات التي سبق وتم الإعلان عنها منذ سنتين وتحديدا يوم 17 جويلية 2017 لفائدة التونسيين بالخارج على غرار تسهيل الإجراءات بالمواني والمطارات واحداث مركز عمومي ومركز شرطة مرور في محيط الميناء لحماية المسافرين جاءت لتضفي نقلة نوعية على منظومة استقبال التونسيين العائدين إلى أرض الوطن خلال العطل الصيفية.كما أنها جاءت نتيجة عمل مدني دؤوب ما فتئنا نقوم به بهدف تحسين أوضاع الجالية التونسية المتواجدة بفرنسا على وجه التحديد..
لكن محدثي أكّد أنّ الحكومة التونسية مدعوة للعمل أيضا على مزيد بعث النوادي المتخصصة في كل المراكز الإجتماعية والثقافية والعناية خاصة بتكثيف تعليم اللغة العربية لأبناء الجالية التونسية بالخارج. ثم أضاف:" نحن نعمل اليوم بجهد جهيد من أجل تكريس ثقافة تونسية تجذر الهوية وتعزز الإنتماء للوطن.." في مجالات متعددة ثقافية ،إجتماعية،اقتصادية..إلخ وأملاكنا وعائلاتنا وتمتين صلتنا بالوطن،لهذا بات لزاما على الحكومة التونسية أن تخصّص أرقاما خضراء للتواصل مع المهاجرين خاصة غير الشرعيين مثل العالقين في لمبدوزا.. *يبدو أن نسبة عودة المهاجرين التونسيين الى الوطن ستكون ضعيفة خلال هذه الصائفة لماذا ؟ هناك عدّة أسباب من بينها أسباب متعلّقة بالجالية وشواغلها لكن أهمّ من هذا أنّه بعد الثورة المباركة التي رحّب بها كل التونسيين في كل مكان ورحّبوا بالانتقال السّلمي إلى نظام ديمقراطي حقيقي ورغم فرحتها بهذا التغيير الكبير تشعر بالتهميش ولا يوجد أي إهتمام بها والدلّيل أنّه لم تتمّ إستشارة المهاجرين في أي شأن حتّى في الحوارات التلفزية لا تتمّ دعوة ممثلين عن الجالية.. ٭--- ماهي أبرز مطالب الجالية ؟ نطالب باستشارتنا في كل القرارات المتعلّقة بواقع المهاجرين وهذه مسائل لا يعرفها إلاّ المهاجرون، فلابد من احترام خصوصيات بلد الإقامة فألمانيا ليست فرنسا وفرنسا ليست اسبانيا وهذا لا يعرفه إلا المهاجرون وما لم تفهمه وزارة السياحة مثلا التي تقوم بحملات دعائية على السوق الفرنسية وتعممها على كامل أوروبا.. ختاما نشير إلى أنّ تواصل الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد تواصل القيام بحملات التوعوية الموجّهة للتونسيين المقيمين بالخارج على متن بواخر الشركة التونسية للملاحة وبالشراكة مع الديوانة التونسية. وتفاعلا مع هذه الحملات. وأوضحت الهيئة في بيان أنّ أهم مشاغل التونسيين المقيمين بالخارج ومطالبهم تتمثّل أساسا في طول الانتظار وبيروقراطية الاجراءات واختلاف المعايير والمقاييس المعتمدة لتوظيف المعاليم على الامتعة، اضافة إلى كثرة المتدخلين والمتطفلين بوسط الميناء.
كما اشتكى التونسيون المقيمون بالخارج (ومن ضمنهم محدثي الشاب المهاجر سفيان شرف الدين) من الغلاء والارتفاع المشط للتذاكر خلال الفترة الصيفية. وطالبوا بضرورة احداث فرع بنكي على متن الباخرة لإتمام إجراءات الصرف والمعاملات البنكية، وتفادي الدفع بالعملة الصعبة.، كما طالبو بضرورة تطوير منظومة النفاذ إلى المعلومة حول الإجراءات الديوانية الجديدة والتعريف بها. -سفيان شرف الدين- يأمل في تنظيم ندوات اقتصادية في تونس بمشاركة رجال أعمال من تونس وأوروبا لبحث إمكانيات التنمية في تونس ودفع عجلة الإستثمار بما من شأنه تحسين منوال التنمية وتقليص ظاهرة البطالة المستشرية في صفوف الشباب التونسي..يحدوه أمل في العناية بالجيل الثالث والرابع والعمل الجمعياتي والإستعداد للعطلة الصيفية وتلافي بعض النقائص المسجلة سابقا. .
#محمد_المحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
لماذا يعزف الشباب التونسي عن الإنتخابات ..؟!
-
تموقعات المرأة..في ظل راهن عربي مترجرج (الناشطة السياسية الت
...
-
أهمية دور المرأة في صنع القرار السياسي..الفتاة التونسية ايما
...
-
قراءة متعجلة في قصيدة-أنثى الماء..في ثوبها الأفعواني- للشاعر
...
-
قراءة في قصيدة -غرامُ الأفاعي- للشاعرة التونسية المتألقة هاد
...
-
حين تقيم المبدعة الألمعية التونسية هادية آمنة.. على تخوم الإ
...
-
رسالة مفتوحة إلى السيد رئيس بلدية تطاوين.. المثقف أوّل من يق
...
-
عمر عبد القادر المستشار البلدي ببلدية تطاوين بالجنوب الشرقي
...
-
أين نحن من تحديات الألفية الثالثة في ظل تهميش،إقصاء واستئجار
...
-
أزمة المثقف العربي: كاتب هذه السطور نموذجا
-
..حتى لا ننسى الزعيم التاريخي للثورة الفلسطينية المجيدة الشه
...
-
على هامش المشهد الديمقراطي التونسي:سيذهب في الأخير الخطاب ال
...
-
هل آن الآوان للقطع مع شتاء الخمول العربي!؟
-
حتى لا يهرول – البعض منا – خلف التطبيع مع الكيان الصهيوني
-
كيف واجهت قطر بإرادة فذّة الحصار الغاشم وانتصرت عليه..؟
-
حين يشدّد القطريون على أنّ سيادتهم ستظل خطا أحمر
-
حصار قطر-جريمة أخلاقية في عصر كنا نظن أننا نؤسس فيه لوحدة عر
...
-
المثقف بتونس..بين جهد وزير الشؤون الثقافية لتخليصه من عقال ا
...
-
قم من سباتك يا -صلاح الدين-فقد نالت منا المواجع في نخاع العظ
...
-
الكاتب الصحفي الدولي يثمّن رجالا ما هادنوا الدهر يوما بالقول
...
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|