همسة اليوم: -إنت جبت قسوة القلب دي كلها منين؟!-

محمود عبد الله
أستاذ جامعي وكاتب مصري
(Dr Mahmoud Mohammad Sayed Abdallah)

الحوار المتمدن-العدد: 6296 - 2019 / 7 / 20 - 00:17
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

همسة اليوم: "إنت جبت قسوة القلب دي كلها منين؟!"

بقلم: د/ محمود محمد سيد عبد الله - أستاذ المناهج وطرق تدريس اللغة الإنجليزية المساعد/المشارك (كلية التربية - جامعة أسيوط - مصر)

قبل ما تسأل واحد (كان) طيب ومقبل على الحياة ومهذب وخدوم وحنون ومحب للناس كلها سؤال زي ده، في الأول اسأل نفسك: قد إيه كان إللي إنت عملته فيه وخلاه بقى كده؟!!
- قد إيه إنت ظلمته وقسيت عليه وكسرت نفسه زماااااان..
- قد إيه آذيت مشاعره ودبحته دبح وكرهته في الدنيا كلها!!
- قد إيه ذليته وحرمته من الحاجة إللي بيحبها - غيرة ونفسنة مش أكتر!!
- قد إيه كنت قاسي عليه في المعاملة وبتسخر منه قدام الناس!!
- قد إيه كرهته في حاجة كان بيحبها- زي الأرض والزرع والفلاحة...إلخ، أو قتلت هواية عنده - زي الشعر والموسيقى والأغاني والتمثيل - والفن عموما؟!!
- قد إيه جرحته وزعلته قدام الناس، فربيت عنده عقدة من أي كبير متسلط!!
- قد إيه كان بيحبكم وشاريكم وإنتم بتنبذوه وتقللوا منه!!
- قد إيه إنت كسرت بخاطره - حتى في عز فرحته!!
- قد إيه بتظلمه وبتظلم نفسك لما بتضغط عليه وتطالبه دلوقتي إنه يهتم بيك ويعاملك كويس، وإنت صنعت حاجز نفسي (خرساني) بينك وبينه بيزيد مع الأيام!!
- قد إيه اتريقت على شكله ولبسه ومظهره وسلوكه والكلية إللي اختارها برغبته (وهو في قمة تفوقه) والمهنة إللي حبها (لإنها مهنة الرسل والأنبياء) واتريقت على أي حاجة حلوة أو كويسة اختارها أو عملها أوحققها..كإن جواك شيء من ناحيته مانعك تعترف إنه بقى أفضل منك في مليون حاجة وما عادش الطفل الصغير (الساذج) بتاع زمان إللي بتدوس عليه أو هتخوفه بكلمتين أو يسمع كلامك وينفذه (من غير مناقشة) حتى لو كان غلط؟!!

ساعات كتير أسأل نفسي:
- ليه إحنا دايما شايفين نفسنا إننا صح علطول الخط - وبنعمل الحواجز ونكبرها دايما مع إللي لينا وتملي ندوس على أقرب الناس؟!
- ليه لما بنحب حد قريب مننا، بنكتم مشاعرنا (ما نقولوش) ونعامله بتحفظ وممكن كمان (من كتر المكابرة والعناد) دايما بنظهرله عكس إللي في قلبنا؟؟!
- ليه نبقى ذوق ومتواضعين (وكيوت) مع كل الناس إللي حوالينا، إلا إللي من لحمنا ودمنا؟!
- ليه نتقل على غيرنا ونطلب منهم يعملوا علشانا حاجات مستحيل كنا هنعملهالهم لو كنا مكانهم (في مواقعهم) ومرينا بنفس ظروفهم؟!
- ليه نكيل بمكيالين ونبرر الغلط (إللي بنعمله) لنفسنا وما نلتمسشي الأعذار لغيرنا؟! ممكن الواحدة مثلا تبقى قادرة وقوية (مفترية)، بس تقول: "حماتي مطلعة عيني" - ولما تمر الأيام والسنين وتطلع عين مرات ابنها، تقول: "مرات ابني قهراني ومورياني الويل"؟!! ليه لما يبقى ابني هو إللي غلطان والغلط راكبه من ساسه لراسه، أطلعله 1000 مبرر وأقول: "ما يقصدش..طيش شباب..ده لسه صغير..ما يعرفش..ما يدركش"...إلخ وأدفع أي حاجة أو أوسط طوب الأرض (وأخالف القانون) علشان أطلعه منها، ولما ابن أخويا يعمل نص ربع إللي عمله ابني، أطلع فيه كل العبر وأتخلى عنه في محنته وأقول: "ده غبي متخلف زي أبوه..ده عيل جرة وبتاع مشاكل..دول أشكال كلاب بأحتقرهم..خليه يتسجن علشان يتربى" - وأرفض أي واسطة للصلح؟! هو إنت مخلوق من طينة تانية مثلا غير باقي خلق الله؟!!..ولا تكونش من سلالة (الأشراف) وإحنا ما نعرفش علشان تتكبر على خلق الله وتحتقرهم بالشكل المتخلف الغبي ده؟! هو ابنك غالي عليك وولاد الناس مش غالية على أهاليها ولا إيه؟! ربنا يشفي..
- ليه نقطع مرة واحدة مع بعض ونعمل حزازيات ونبني سور عالي بيعلى يوم بعد يوم؟؟!
- ليه نطالب الناس إنهم يودونا ويزورونا ويسألوا علينا وإحنا ناسيين عنوان بيتهم أو ما دخلنهوش أصلا ولا مرة؟!
- ليه البعيد يبقى حابك وفخور بيك وطاير بيك في السما وبيعتبر نجاحك نجاح ليه هو (لو كان أستاذك مثلا) ، في حين إن أقرب الناس ليك بينتقدك ويتلكلك على الواحدة ويدور على عيبوبك بإبرة (أو منكاش) وكأنك مجرم (لا توبة له) أو شيطان رجيم ملعون؟!
- ليه دايما (كشعب) نتريق على بعض وما يعجبناش العجب وبنسخر من الناس إللي ما بنحبهاش علشان نصغرهم في عيون الناس؟!
- ليه بنلبس ثوب الوعاظ وكإننا ملائكة (تمشي على الأرض) - في حين إن تصرفاتنا كلها عكس ذلك؟!
- ليه قريبك هو إللي تجيلك منه الضربة (مش من الغريب) وهو إللي يصدق عنك الإشاعات لأ وكمان ينشرها - مع إنه شاهد عيان على إلتزامك وأخلاقك ورحلة كفاحك وقصة نجاحك؟؟!
وليه وليه وليه...مليووووون ليه..وما بتخلص الحكاية!!
خالص تحياتي

#محمود_عبد_الله (هاشتاغ)       Dr_Mahmoud_Mohammad_Sayed_Abdallah#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات