سعدون الركابي
الحوار المتمدن-العدد: 6296 - 2019 / 7 / 20 - 00:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
حرب الخليج ( الملف السري)
تأليف:
- بيير سالينجر
- إريك لاورينت
ترجمة :
سعدون الركابي
الناشر: دار كيوان للطباعة و النشر
دمشق
الطبعة الأولى
2005
الحلقة السادسة عشر
الفصل السادس
كان الوقتُ قليلآ بعد منتصف الليل في لندن, عندما إستلمَ الديبلوماسي المُناوب في وزارة الخارجية, برقيةً من سفارةِ بلادهِ في الكويت, مُعلِنةً فيها بِدء الغزو العراقي للكويت. بعد أن سجَّل المُوظّف المعلومات, عَبَرَ الممرات الخالية في الوزارة, كي يقومَ بالإتصال - بالخط الخاص - بخلية الخدمات 24 على 24 ساعة في الشارع رقم 10, حيث مقر رئاسة الوزراء. هذهِ الخلية تابعة لخدمات رئيس الوزراء, تستلم بدون إنقطاع كافّة المعلومات من جميع أنحاء العالم. تَّمَ الإتصال فورآ برئيسة الوزراء مارغريت تاتشر, و التي كانت قد وصلت للتو الى أسبين في كولورادو غرب الولايات المُتحدة. إذ كان من المؤَمَّل أن تُشارك في المؤتمر الذي سيُعقد غدآ مع جورج بوش. في أسبين, كانت الساعة تُشير الى التاسعة مساء. و بسببِ التفاوت في التوقيت, لا زالَ يوم الأول من آب ساريَ المفعول. كان رئيس الوزراء الياباني " كايفو " يقضي فترة إجازةٍ لمدَّةِ خمسةِ أيامٍ في مدينةِ " كوما " الجبلية, الواقعة على بُعدِ مئةِ ميلٍ شمال طوكيو. إذ تمَّ إبلاغهُ في الساعة السادسة و النصف من صباح يوم 2 آب. بعد ساعةٍ من ذلك, صرَّحَ قائلآ: " إنَّهُ لمُؤسفٍ جدآ ما حدث ". إبريل كلاسبيه, السفيرة الأمريكية في العراق, و التي كانت قد غادرت مُتفائلةً من بغداد قبل بُضعةِ أيامٍ, تعيشُ اللحظةَ حالةً من الصدمة. إذ هي عرفت بِنبأ الغزو من التلفاز, صباح يوم 2 آب, بينما كانت في غرفتها في فندقٍ في لندن. السفيرة كانت معَ والدتها, و لكن إنتابها الحزن و القلق, على كلبها " العزيز ", الذي بقي خلفها في بغداد. و لقد تَمَّ إخراجهُ من العراق فيما بعد, في أولِ رحلةٍ جويةٍ, تمَّ فيها نقل النساء الأمريكيات المتواجدات في العراق. كان رئيس الوزراء الألماني هيلموت كول, يقضي إجازتهُ في النمسا, في سانت جيلجين, في فيلتهِ الواقعة على ضفةِ بحيرةٍ جميلة. إذ هوَ يأتي الى هُناك في كُلِّ صيفٍ ليتمتَّع بعطلتهِ. في الساعةِ التاسعةِ من صباح الثاني من آب, إتصل بهِ مُساعدهُ أدوارد أيخرمان, لإبلاغهِ بما حدث. بعدَ ذلكَ لم يتَّصل بكول, أيٌّ من القادةِ الغربيين, الى أن إتصلَ بهِ جورج بوش, و ذلك في الخامس من آب, كي يُخبرهُ بقرارهِ إرسال القوات الى المملكة العربية السعودية.
في مدينة الكويت, عمَّت الفوضى في كُلِّ مكان. إذ كان الكثير من الناس, يُحاولون الهربَ نحو المملكة. و لكن كانت جميع الطرق قد تَمَّ قطعها من قِبلِ القوات العراقية. كان يتمُّ إيقاف العوائل أمام الحواجز. و يتِمُّ إخراجهم من سياراتهم و إذلالهم. كما يتمُّ سحب الهواتف من السيارات, التي كانت موضةً مُعتادة في الكويت. و ذلك لمنعِ حامليها من إرسال المعلومات , حولَ مواقع القوات العراقية. كانت الطائرات المروحية, تحومُ في سماءِ الكويت. و تقومُ بمسحٍ دقيقٍ لمدينة الكويت, التي كانت تخترقها في تلك اللحظة, أكثر من ثلاث مئة دبابة, و هي تُؤدي مهام الدورية في الساحات الخالية من المارَّة. و من مكانٍ لآخر, يمكن رؤية بعض السيارات المُحترقة. بينما كانت أصوات الرشاشات الآلية و الأسلحة الأُتوماتيكية, تُسمعُ من جهةِ الحي الصناعي, و كذلك بالقُربِ من القصر الأميري, الذي تُطوِّقهُ الآن أكثر من خمسين دبابة ثقيلة. في لحظات العمليات القتالية الأشد خلال عملية الإجتياح, قُتِلَ الشيخ فهد الأخ الأصغر للأمير. الذي كان قد فوجيءَ بالقوات العراقية و هي تقتحم منزلهُ. تمَّ تدمير بعض سفن الحماية البحرية العراقية, من قِبلِ زوارق النجوم الكويتية المُزوَّدةِ بالصواريخ. و لكن - و على العموم - لم يبقَ إلاّ بضع نُقاطٍ مُقاوِمة ضعيفة. و عند الضحى, سكتت نيران الأسلحة بالفعل. لقد تَمَّ قتل أكثر من مئتي كويتي خلال العمليات. في بضعِ ساعاتٍ, حقَّقَ صدّام حسين حلمهُ. إذ سيطر على 20% من الإحتياطي العالمي للبترول. و إمتلكَ 200 ميل بحري على ساحل الخليج. ضامنآ بذلك مدخلآ مُباشرآ في الخليج العربي- الفارسي.
و يكتشف العالم العربي - مصدومآ رعونة صدّام حسين و قسوته. إذ لم يعُد أيُّ بلدٍ عربيِ جارِ في مأمنٍ منهُ. سِواء الأُردن أو الشقيق " العدو " السوري أو المملكة السعودية الغنية و الهشَّة, و التي تقع الآن على خطِّ النار الأمامي. و الرئيس العراقي يمتلكُ الكثير من الوسائل لإحتلال أراضٍ كثيرةٍ أُخرى. في أحد الأحياء الخارجية لمدينة الكويت. كان هُناكَ جهازٌ سرّي, يبِثُّ نداءآ يائسآ: " أيُها العرب. إنَّ دماء الكويت و شرفهُ قد إنتُهكت, فهُبّوا لمساعدتهِ ". كان صاحب الصوت الذي يُردِّدُ هذهِ الكلمات, يبكي مُضيفآ: " إنَّ الأطفال و النساء و الشيوخ الكويتيين يُوجِّهون لكم النِداء, فهبُّوا لنجدتهم. أين أنتم؟ " و لكِنَّ العالم العربي سيبقى صامتآ أمام نداء الإستغاثةِ هذا. لأنَّهُ كان مُخدَّرآ, إضافةً للخوف و الغموض و الفوضى التي عمَّت العرب. مُنذُ فجر الثاني من آب, سيضع الملك حُسين جهودآ مُكثَّفةً لمحاولةِ إيقاف الإنفجار. لقد نجحَ في حوالي التاسعةِ و الرُبع من صباح يوم 2 آب, أن يجدَ صدّام أخيرآ. لم يكُن الرئيس العراقي لا قاسيآ و لا عصبيآ. إذ برَّرَ الأمرَ, بأنَّهُ أمام هذهِ المؤامرة الكُبرى الموَجَّهة ضِدَّهُ, لم يبقَ للعراق وسيلةً أُخرى سِوى الهجوم. فذكرَ لهُ الملك حُسين, بأنَّ ضخامة العمليات, كانت لها وقع الصاعقة عليهِ. و إنَّهُ يقترح عليهِ أن يصل هوَ بعدَ العصر الى بغداد. فوافقَ صدّام فورآ. بعدَ هذهِ المُكالمة, كان الملكُ حُسين مُتفائِلآ في تحقيقِ حلٍّ سريعٍ. يتُمُّ التفاوض حولهُ في إطارٍ عربي فقط. في التاسعةِ و أربعين دقيقة, إتصلَ الملك بالرئيس حسني مُبارك الموجود حينئذٍ في الإسكندرية, و أطلعهُ حولَ مُكالمتهُ للرئيس صدّام. ثُمَّ عرضَ عليهِ خطتهُ للحل: عقدُ لقاءٍ مُصغّرٍ على مُستوى القِمةِ. إما في القاهرة أو في الرياض, صباح الرابع من آب. و إنَّهُ حتى ذلكَ التأريخ - يُؤكِّد الملك - , يجب الإبتعاد عن أيةِ تصريحاتٍ مُعاديةٍ للعراق, من طرفِ البُلدان العربية. و ذلك لِتجنُّبِ إفشالِ هذا اللقاء. فيُجيبهُ مُبارك: " أنا مُوافق, و سأُساند موقفك ". فيُقرِّرُ الملك حسين السفرَ سريعآ الى الإسكندرية, قبلَ الذِهاب الى بغداد, عصر ذلك اليوم. و ذلك لمُناقشةِ تفاصيل المشروع مع الرئيس المصري. و قبلَ أن يختم مُكالمتهُ , يقترح على الرئيس مُبارك الإتصال بصدام حسين, فيُجيبهُ مُبارك: " لا.. لا, لقد خدعني ". في الساعة العاشرة صباحآ, أخذَ عددٌ من وزراء الخارجية العرب المُتواجدين في القاهرة, مواقعهم في قاعةِ قصر المؤتمرات. و هو بنايةٌ حديثة بنتها الصين الشعبية قبل وقتٍ قصيرٍ مضى. و ذلك للمُشاركةِ في المؤتمر الإسلامي, الذي تمَّ الإعداد لهُ مُنذُ شهور. تحتَ الضغط الكويتي و السوري, تمَّ تأجيل المُؤتمر. بينما أُبلغت الوفود العربية, بأن تذهب الى فندق " سمير أميس ". و ذلك من أجلِ عقدِ جلسةٍ طارئة للجامعةِ العربية هُناك. في الساعةِ الثانيةِ عشر و الرُبع, ظُهرَ يوم الثاني من آب, عُقِدَ الإجتماع. لقد مضت عشرُ ساعاتٍ على غزو العراق للكويت. و ها هو الآن يُسيطرُ على كامل الأُمارة. ترأسَ الإجتماع, فاروق قدُّومي وزير خارجية فلسطين, و ذلك طِبقآ لنظام المُداورة المُتَّبع في الجامعة. في أجواءٍ من الضغط النفسي و الغموض, الوفد الكويتي يُطالب بتطبيق ميثاق الدفاع العربي المُشترك. و في ما عدا الوفد الأُماراتي, معظم الوفود العربية, إختارت الإنتظار. تكلَّم وزير الخارجية السوري فاروق الشرع, قائلآ: " كانت علاقاتِنا مع الكويت سيئة, بسببِ مبلغٍ من المال لم يُقدَّم لنا, بينما بدأت علاقاتِنا مع العراق بالتحسُّن. مع ذلك, فنحنُ مع تطبيق مِيثاق الجامعة العربية ". سفير العراق في الجامعة, يشترك في الإجتماع. و لكن لم يكُن لديهِ أيَّ شيءٍ يقولهُ, لأنهُ لم يستلم بعد أيةَ توجيهاتٍ من حكومتهِ. و أخيرآ, و بعد وقتٍ طويلٍ من الإنتظار قُرب الهاتف, كان السفيرُ العراقي, على إستعدادٍ أن يُعلن بأنَّ وفدآ رفيع المُستوى, يرأسهُ السيد سعدون حمّادي, نائب رئيس الوزراء, سيُغادر بغداد نحو القاهرة. في الساعة الثانية بعدَ الظُهر, أُختُتِمَ الإجتماع. بعدَ أن تقرَّرَ معاودة اللقاء في الساعةِ السادسة مساءآ. كان الجميع ينتظرون - بفارغ الصبر- الرسالة التي سيحملها حمّادي.
في البيت الأبيض, كانت الساعة تُشير الى الثامنةِ صباحآ. و في الوقت الذي يُختتمُ فيهِ إجتماع الجامعة العربية, يدخلُ جورج بوش " غرفة العمليات ", بجانبِ مكتبهِ البيضوي. جميع الشخصيات المدعوَّة, كانت قد شغلت أماكنها. إذ جلسَ حولَ الطاولةِ المُهِمَّة, و التي تُشغلُ معظم القاعة, كُلٌّ من: دان كويل نائب الرئيس, جون سنونو, السكرتير العام للبيت الأبيض, نيكولاس برادي وزير المالية, ريتشارد ثورنبورك المُدَّعي العام ( وزير العدل ), و ليام فبستر مدير السي آي أ, ريجارد تشيني وزير الدفاع, كولين باول, رئيس أركان الجيش, و الجنرال شوارزكوف قائد القيادة المركزية, و الذي سيتوّلى و بعد فترةٍ قصيرة, قيادة لجنة التقصي الأمريكية, التي ستُبعث الى السعودية. و الجنرال برنت سكواكروفت و مساعدهُ ريتشارد هاس و روبرت كيميت, هم من بين الحضور. جميع الشخصيات الرئيسية في إدارة بوش, تجمَّعوا هُنا, لمواجهةِ أخطر أزمةٍ, تعترضهم مُنذُ تسميتهم في مناصبهم الحالية. يتمُّ السماح للصحفيين المُعتمدين في البيت الأبيض, للدخول لبضعِ دقائقٍ. فينطقُ الرئيس بأولِ تصريحٍ لهُ في هذهِ الأزمة: “ إسمحوا لي أن أقول, بأنَّ الولايات المُتَّحدة, تُدينُ بشدَّةٍ الغزو. و تُطالبُ العراق بالإنسحاب الفوري غير المشروط. في عالمِ اليوم, لا مكان لمثل هذا العدوان الوحشي “. بعد ذلك, تُغلق الأبواب لبدءِ إجتماعٍ ذي طابعٍ سري. و الذي سيستمرُ حوالي الساعة. و تدورُ المناقشات حولَ إجراءات الضغوط ذات الطابع الديبلوماسي و الإقتصادي, و التي من المُنتظر تبنِّيها و تطبيقها ضدَّ العراق. السكرتير العام للبيت الأبيض جون سونونو, و هو رجلٌ ضخم الجِثَّة ذو هيئةٍ مُتسلِّطة, يلتفتُ الى ريتشارد تشيني وزير الدفاع, بإقتراحٍ يتضمَّن إرسال طائرات ب2 التي لا يمكن رصدها بالرادار لتقصف العراق. و لم يفهم أحدٌ ما إذا كان الرجلُ يتكلَّم بجدٍّ أم لا. و تمُرُّ لحظةٌ من الصمت. بعد ذلك يُجيبُ تشيني بخجل: “ أنا لا أملك إلا طائرةً واحدةً من هذا النوع. البقية لم يتم تجريبها تمامآ ليمكن إعتبارها جاهزةً للقتال ". في الواقع, فإنَّ إدارة بوش, كانت في مشكلةٍ ذات طابعٍ إستراتيجيٍّ. إذ إنَّ سياسة التدخُّل العسكري في الخليج, كانت أمرآ قائمآ مُنذُ سقوط شاه إيران في سنةِ 1979. إذ أنشأ – وقتها – الرئيس الأسبق, جيمي كارتر, قوة التدخُّل السريع. و التي ستكون مُهمَّتها الأساسية هي حماية آبار النفط في المنطقة. فقد تمَّ وقتها إعداد مُخطَّطٍ سريٍّ يحملُ الرقم السري: 90-1002. و لكنَّهُ لم يعُد مُلائمآ الآن. لأنَّهُ لا يتضمَّن غزو العراق للكويت و إحتلالها, بل كان يتضمَّنُ مواجهة الإتحاد السوفيتي في منطقة الخليج. سنتكوم, هي قيادة عسكرية تمَّ تأسيسها سنة 1983. و مُهمتها تطبيق هذا المُخطَّط السرِّي. و لكن, و بالرغم من صرف ألفي مليار دولار, في السنوات الثمان الماضية, و ذلك لتطوير و تقوية القوات المُسلَّحة, فإنَّ المسؤولين العسكريين الأمريكيين, يشعرون بأنَّهم في مأزق. إذ إنَّ القوات الأمريكية كانت مُستعدَّةً لنزاعٍ, تكون مسارح عملياتهِ في أوروبا أو شُبهِ الجزيرة الكورية, لا لحربٍ على رمال الصحراء. فوزارة الدفاع, أُخذت على حين غرَّة. إذ إحتاجت لعدَّةِ أشهُرٍلتنظيمِ عمليات " المُهمّة العادلة ". و التي أثمرت بأرسالِ القوات الى باناما, و الإمساك بالجنرال " نوريكا " سنة 1989. “ في الحقيقة, كُنّا ننطلقُ من الصفر ". يعترفُ أحد المُشاركين في هذا الإجتماع. أصبحت الأمور أكثر وضوحآ, عندما سأل الرئيس جورج بوش, عن عدد القوات الجاهزة في تلك اللحظة. الجواب جاء واضحآ تمامآ: ألفان و خمسُ مئة جندي من الوحدة 82 المحمولة جوآ. و قاعدة تلكَ القوَّة في فورت براكس في شمال كارولينة الشمالية. هؤلاء بالإمكان إرسالهم حالآ. و لكن تجهيز قواتٍ أكثر أهمية, يحتاجُ الى أربعة أسابيعٍ على الأقل. و حتى بعد هذا الموعد, فستكون الكفَّةُ راجحةً لصالح المليون رجل و 5500 دبّابة, التي نشرها صدّام على جبهة القتال. أحدُ القادة العسكريين الموجودين في البيت الأبيض, يقولُ و بدونِ مراوغة: “ ليس لدينا إختيارآ عسكريآ مُقنعآ. لا يوجد لدينا رجالآ على الأرض ". في حقيقة الأمر. فبالرغم من إنَّ واشنطن قامت بالعديد من المحاولات, إلاّ أنَّ المملكة العربية السعودية, رفضت دائمآ, إنشاء قواعد أمريكية في أراضيها. كانت الساعةُ التاسعة صباحآ, عندما أعطى جورج بوش أمرآ, بأن يتم عرضَ جميع الخيارات العسكرية عليهِ, و ذلك في يومِ 4 آب, في مقرِّ إقامتهِ الصيفية في " كامب ديفيد ". تطرَّق الحديثُ أيضآ, حولَ إحتمال زيارة وزير الدفاع ريتشارد تشيني الى السعودية. و لكن لم يُتَّخذُ قرارآ نهائيآ في ذلك. في الساعة التاسعة و الربع, غادر جورج بوش الإجتماع. و مرَّ بالمكتب البيضوي لأخذِ بعض الملفّات. ثُمَّ إتجهَ مُسرعآ نحو ساحة البيت الأبيض الجنوبية الخضراء. إذ إستقلَّ المروحية التي ستنقلهُ الى قاعدة أندروز العسكرية, حيثُ طائرة " البوينك " الرئاسية, طائرة القوة الجوِّية رقم واحد, التي كانت مُستعِدَّةً للأقلاع, لتطير بهِ الى أسبين كولورادو. إذ كان مُقرَّرآ مُنذُ أشهر أن يُلقي هناك خطابآ حول مشاكل الدفاع. و لقد فكَّرَ بإلغاء هذهِ السفرة, إلاّ إنّهُ لم يضع ذلك موضع التنفيذ. لأن مارغريت تاتشر كانت قد سبقتهُ هناك, و عليهِ الألتقاء بها. كان يجلسُ على أريكتهِ في الطائرة , بجانبِ منظرٍ مُعلَّقٍ, مُحاولآ مع برنت سكواكروفت, تغيير نصَّ خطابهِ ليتلائمُ معَ أزمة الخليج, و مع حاجة الولايات المُتَّحدةِ لوسائل دفاعٍ فعّالة. بعد الإنتهاء من الخطاب, أعطى الأمرَ لأيصالهِ بالرئيس حُسني مُبارك في مقرِّهِ بالإسكندرية.
..............................................................................................................................................................
#سعدون_الركابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟