أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - رستم محمد حسن - الشيخ سعيد وثورته















المزيد.....

الشيخ سعيد وثورته


رستم محمد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 6296 - 2019 / 7 / 20 - 00:16
المحور: القضية الكردية
    


ولد الشيخ سعيد بن الشيخ محمود بن الشيخ علي ( البالوي )في قضاء بالو بولاية ” لازغ ” ١٨٦٥ ، بكُـردستان تركيا، وكان جده الشيخ علي قد استقر في ( بالو ) و نسب اليها .
وتلقى الشيخ سعيد تعليمه الأولي على يد والده و بعض مريديه، حيث تعلم أولا حفظ القرآن و مبادىء القراءة و الكتابة، ثم درس الفقه و الشريعة الاسلامية، وبعد أن أنهى دراسته، أصبح عالما معروفا كان من حقه منح شهادات الاجازة والتدريس لطلاب العلم الذين يكملون دراستهم على يديه، وبعد وفاة والده انتقلت اليه الزعامة الدينية، واصبح مرشدا للطريقة النقشبندية في بالو، وقد بلغ عدد مريديه وأتباعه حوالي اثنتي عشرة ألفا، كان من بينهم العديد من الترك، أما البقية فكانوا مــن الكُـرد.
وكان الشيخ سعيد مع اخوته احد اغنى العائلات الكوردية حينها وكان يستخدم 150 راعيا لقطعانه،. واستخدم كل هذا في شراء الاسلحة وكذلك كي تكون مصدر للغذاء في ثورته.
ولم يكن الشيخ سعيد شيخا كلاسيكيا قديماً، بل كان عالما محدثا لبقا ، لم يكن يؤمن بالخرافات والسخافات التي كان الناس يرددونها عن المشايخ، ولم يقبل بتقبيل يديه أو الانحاء له، و كان مجلسه يعج بالمثقفين والعلماء والرجال الشجعان، وكان الشيخ سعيد كثير الانتقاد للشيوخ النقشبندية ممن لم يتعاملوا مع القوميين وبقوا مهتمين بمصالحهم الخاصة واسماهم بعصابة اشقياء، كما بذل جهودا كبيرة في سبيل نشر العلم والمعرفة في كُـردستان، وقد كان في نيته انشاء جامعة في مدينة( وان ) على غرار الجامع الأزهر ولكن الزعماءالدينيين الكلاسيكيين والحكام الأتراك وقفوا ضد محاولته هذه.

_ ثورته :
عندما تم اعتقال بعض قيادات الرابطة الاجتماعية( خالد جبران،ويوسف زيا ) في خريف عام ١٩٢٤ ، تم اختيار الشيخ سعيد رئيسا للجمعية، والمرجح أن آل بدرخان وسيد عبدالقادر هم الذين كانوا وراء إبراز شخصية سعيد بيران بسبب الطاعة التي كان يحظى بها وسط مريديه في مناطق الكرد الزاز (السنة) شمالي دياربكر، بالاضافة الى تسليم راية قيادة الثورة المزمع اشعالها للشيخ سعيد بيران لا يعدو كونه تكتيكاً من الزعماء القوميين، المدنيين والعسكريين، في سبيل حشد التأييد، فلم يكن الضابط العسكريون يمتلكون التأثير الشعبي الذي يوازي شيوخ الدين ولا يتحدثون بلغة خطاب عامة السكان،. كما ان عمليات النفي المتكررة للقوميين قد قلصت من هامش حركة البرجوازية الكردية داخل كردستان وقطعت صلتهم المباشرة بالمنطقة
وبدأ الشيخ سعيد مع جمعية ازادي "الاسم الاخر للرابطة" على التحضير لثورة بعد الانقلاب الاتاتوركي على جميع وعوده للكورد، وخروج الكورد خالي الوفاض من جميع المعاهدات الدولية.
وفي 4 يناير 1925 اجتمت في قرية كركان شخصيات مهمة منهم اغاوات وشيوخ دين وزعماء قبائل لمناقشة القضايا الاستراتيجية، ولم يكن الشيخ سعيد قد قرر بعد موعدا لاندلاع الثورة (21 اذار 1925)، وحينذاك كان ابنه علي رضا قد رجع من حلب حيث باع عشرين قطيعا من الغنم لتوظيف ايراداتها في الثورة، وذهب بعدها الى استانبول ليتشاور مع اعضاء (جمعية استقلال الكرد) خويبون ومع سيد عبدالقادر ومع اتراك كانوا ضد اتاتورك، وارسل الى والده انباء تؤكد ان الناس متأكدة من نجاح ثورته وتنتظر ساعة الصفر، فأصدر الشيخ سعيد فتوى تدين حكومة انقرة واتاتورك بسبب خرقهم للشريعة وصرح ان الثورة ضد هذا التدنيس للمقدسات امر شرعي.
وكتب الشيخ رسالة الى قبيلتي هورمك ولولان العلويتين للانضمام لثورته، الا انهما رفضتا واعلنتا انها ستقف ضد الثورة وهذا ماحدث فعلا رغم انهما قد اشعلتا قبلها في سنة 1920ثورة كوجكري ضد الاتراك، وكان ذلك بسبب ان معظم قادة سعيد بيران كانوا سابقا في الوية الحميدية التي كانت لها تاريخ سيء مع العلويين، ولان الكورد السنة ظلوا متفرجين على المذابح التي تعرضوا لها نتيجة ثورتهم تلك.
وبدءا من ذلك الاجتماع في 4 يناير وحتى اندلاع الثورة قام الشيخ سعيد بجولات لحشد الثوار واختيار قادة المناطق واصدار الفتاوى، مؤكدا انه يريد اعادة الشريعة
وعند وصول الشيخ سعيد في يوم ٥ شباط الى قرية بيران برفقة مائة فارس، تصادف وصوله مع وصول مفرزة تركية جاءت لاعتقال بعض الكُـرد، وعندما طلب الشيخ سعيد من قائد المفرزة احترام وجوده واعتقال من يشاء بعد أن يغادر القرية رفض الضابط التركي ذلك، فوقع اصطدام مسلح بين قوات المفرزة ورجال الشيخ قتل فيها بعض الجنود الاتراك وتم اعتقال الآخرين وكان ذلك في ٨ شباط وعندما انتشر خبر تلك الحادثة ظن القادة الكُـرد بأن الشيخ اعلن الانتفاضة وهاجموا القوات التركية وسيطر الشيخ عبد الرحيم أخو الشيخ سعيد على مدينة كينج التي اختيرت كعاصمة مؤقتة لكُـردستان، وانتشرت الانتفاضة بسرعة كبيرة ولفترة قصيرة على أراضي معظم كُـردستان ( ١٤ ولاية شرقية ) وبلغ عدد الكُـرد المنتفضين حوالي ٦٠٠ ألف الى جانب حوالي ١٠٠ ألف من الشركس والعرب والارمن والاثوريين.
وفرض الثوار الحصار على مدينة آمــد/ديار بكرالتي صمدت في وجههم حتى وصول القوات التركية المعززة بالأسلحة الثقيلة، ولم يتمكن الثوار مـن السيطرة على المدينة رغم اقتحامهم لها، فأمر الشيخ سعيد قواته بالتراجع، وقد حاصرت القوات التركية الثوار، ومنعتهم من دخول العراق وسوريا وايران.
وفي أواسط نيسان تم اعتقال الشيخ سعيد مع عدد من قادة الانتفاضة التي خبت نارها شيئا فشيئا (ويقال ان الشيخ سعيد كان ضحية خيانة قاسم بگ الذي كان مستاء من سير الاحداث ونجاة قاسم من العقوبة بالموت بعد فشل الثورة يعزز ذلك الرأي) ، وفي نهاية أيار تمت محاكمة الشيخ سعيد وقادة الانتفاضة الآخرين وبعد محاكمة صورية صدر الحكم بالاعدام بحقه مع ٤٧ من قادة الثورة ونفذ حكم الاعدام فيهم في ٣٠أيار ١٩٢٥ ،وأمام حبل المشنقة قال الشيخ سعيد ( أن الحياة الطبيعية تقترب من نهايتها، ولم آسف قط عندما أضحي بنفسي في سبيل شعبي، أننا مسرورون لأن أحفادنا سوف لن يخجلوا منا أمام الأعداء ).
وقد بلغت خسائر الكُـرد تدمير ٩٠٠ بيت وحرق وازالة ٢١٠ قرية وعدد القتلى وصل الى ١٥ ألف بالاضافة الى نهب ممتلكات وثروات كل من وصلت اليهم أيدي الجنود الأتراك.
وبعدها جدد سيد عبدالله بن عبدالقادر ابن الشيخ عبيدالله النهري المقاومة(وكان عبدالقادر قد اعدم في آمد 27 مايو مع ابنه سيد محمد ومجموعه من رفاقه) فشن حرب عصابات في مناطق وان وبتليس وهكاري، واستمرت لعدة شهور واستطاعوا قتل 200 جندي تركي، الى ان قبضت السلطات العراقية على مجموعة كبيرة منهم وسلمتهم الى تركيا، وفي 16 ايلول اجرى سيد عبدالله محادثات مع المفوض السامي البريطاني في العراق، طالبا اللجوء لنفسه و ل 700 من رفاقه ووعده المفوض بالموافقة شريطة عدم قيامه بشن اية هجمات على تركيا، في مقابل احترام تركيا القرار الامم المتحدة فيما يتعلق بالحدود مع العراق وكانت تلك خاتمة ثورة الشيخ سعيد

_ المصدر الاهم للمقالة :
كتاب تاريخ الكفاح القومي الكردي ( 1880_1925) ل روبرت اولسون



#رستم_محمد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تل حسونة
- الملكة الكوتية (كوبابا)
- قصاصات من الذاكرة (3)
- طقوس الدفن لدى الزرداشتيين
- مختلف الاراء حول السومريين
- قصاصات من الذاكرة (ج2)
- قصاصات من الذاكرة (ج1)
- الدولة الكاكوية الكردية
- حكومة ملوك الكرد (الكرت)
- سمكو شكاك
- اكتشاف قصر ميتاني قرب دهوك
- فرافاشي في الزرداشتية
- مناقشة مزاعم الاصل العربي للكرد
- الاوضاع الدينية في الامارة البدرخانية
- الشيخ عبدالسلام البارزاني
- من هو الملك الطاووس
- الشيخ خالد الشهرزوري
- أهم نظريتين حول أصل الكورد في القرن العشرين
- ثورة كوجكري -Qoçgirî-
- الشبك


المزيد.....




- الخارجية الفلسطينية: تسييس المساعدات الإنسانية يعمق المجاعة ...
- الأمم المتحدة تندد باستخدام أوكرانيا الألغام المضادة للأفراد ...
- الأمم المتحدة توثق -تقارير مروعة- عن الانتهاكات بولاية الجزي ...
- الأونروا: 80 بالمئة من غزة مناطق عالية الخطورة
- هيومن رايتس ووتش تتهم ولي العهد السعودي باستخدام صندوق الاست ...
- صربيا: اعتقال 11 شخصاً بعد انهيار سقف محطة للقطار خلف 15 قتي ...
- الأونروا: النظام المدني في غزة دُمر.. ولا ملاذ آمن للسكان
- -الأونروا- تنشر خارطة مفصلة للكارثة الإنسانية في قطاع غزة
- ماذا قال منسق الأمم المتحدة للسلام في الشرق الأوسط قبل مغادر ...
- الأمم المتحدة: 7 مخابز فقط من أصل 19 بقطاع غزة يمكنها إنتاج ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - رستم محمد حسن - الشيخ سعيد وثورته