|
اليمن تاريخ سجالى
بهاء الدين محمد سليم الصالحى
الحوار المتمدن-العدد: 6295 - 2019 / 7 / 19 - 16:08
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
اليمن معادلة صعبة تأتى توابع حرب اليمن - السعودية والتى يتم ممارستها تحت ستار الوهم الاستقطابى بأسم الحرب ضد ايران ، وهنا لابد من التأسيس لعدة ثوابت استراتجية : 1- الحرب الان بين مذهبين دينيين هما المذهب السنى والشيعى وهى مأساة تم التأسيس لها منذ 1509 من بداية اتخاذ الشاه اسماعيل الصفوى المذهب الشيعى مذهبا رسميا للدولة واعادة الاعتبار لفقه النجف ومدينة قم وهما مدرستان فقهيتان تم تراجعهما لصالح المذهب الشافعى فى ايرن . 2- الحرب التى تتخذ غطاء عقديا استغلال لتراث النشر الدينى والتعبئة المشتركة بين المؤسسة الدينية السعودية والتى اتخذت مذهب متأخرى الحنابلة ممثلا فى فهم محمد بن عبدالوهاب المواءم للبيئة الصحراوية الصراعية والتى تلاءمت مع تحريفات الطباعة التى لازمت فتاوى ابن تيمية مع الفترة الرمادية التى سيطرت على الفقه الحنبلى وهى الفترة التى واكبت وتلت الاستعمار الانجليزى لمصر ودول الخليج فقد تم الاحتلال فى نفس التوقيت اختلاف صيغة الاحتلال ، فقد جاء الاحتلال هناك فى صورة اتفاقيات للحماية البريطانية مع القبائل التى تسيطر على المعابر البحرية هناك وكذلك الاحتلالالبريطانى لايران وإن كان التأريخ السياسى للمنطقة قد ركز على مصر فقط ، المهم انه قد جاء الينا مطبعة المنار لصاحبها محمد رشيد رضا وكذلك المطبعة الكردية ، والمطبعة السلفية لصاحبها محب الدين الخطيب وكلهم ساهموا فى اعادة تقديم فقه ابن تيمية بما يلائم فهمهم لجو الهزيمة الذى يحيونه . وهى محاولة لتأصيل تاريخى لحالة الاستقطاب المذهبى السائدة والتى تمت معاملتها على انها بديهيات عقدية جرى تأويلها لتصبح مسربا فقهيا يطاول فقه الحدود ، ومن هنا وجبت المراجعة الفقهية لما تم تكريسه على انه ثوابت دينية وذلك أهميته تنبع من أن ذلك الفهم يتم استخدامه كمفردة من مفردات الموقف السياسى الحالى واداة رئيسية لمخاطبة الرأى العام المحلى والاقليمى ، من اجل ايجاد صيغة شرعية وذلك تأسيسا على ان السعودية وإيران دولتان تستندان على شرعية دينية لها بعد تاريخى ، ايران بحكم مؤسسة عقدية تستند الى البعد العاطفى الرحمى بحكم الارتباط بتاريخ صاحب الشرعية الاول فى تاريخ المسلمين وهو محمد صلى الله عليه وسلم ، والسعودية بحكم ارتباط جغرافيتها بمنسك رئيسى من مناسك المسلمين وهى الكعبة وعرفات الواقعتان داخل حدود السعودية بعد عام 1932 م ، وبالتالى نحن بصدد استغلال سياسى للفقه الاسلامى تم تأصيله واقعا وممارسته فى حال السعودية ، وتأصيله سياسيا ودستوريا من خلال المادة 11 بالدستور الايرانى من حيث مسؤلية المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية الايرانية عن مساعدة المستضعفين فى الارض وارسال القوة ا، امكن لمساعدتهم وبالتالى أخذ الفهم الفقهى والسياسى بعدا دستوريا . ينبقى هنا تحديد الاطراف الفاعلة والمستفيدة من حال الحرب تلك وهى : 1- اليمن بتاريخ الاعتداد بالتاريخ مع عظمته وحالة التفكك والحالى ، وحالة العملقة المالية لدول تمددت على حساب اليمن فليس سرا ان من بنى السياسة الخارجية السعودية فى بداية الدولة السعودية الثالثة والتى أسسها عبد العزيز بن عبد الرحمن أل سعود والمستمرة فى شخص أخر ابناءه الملك سلمان بن عبد العزيز ، فلن ينك أحد دور أل السقاف فى ذلك ، علاوة على البعد الجيوسياسى للدولة السعودية من خلال استئجار المدن اليمنية نجران واخواتها حيث تمثل تلك المدن ستار حمائى لصالح مركز الحكم وهى مدينة الرياض ، علاوة على التحصين السياسى من التعاون الامريكى السعودى لإدارة المنطقة الشرقية من خلال شركة أرامكو ، علاوة على التجاهل الحاد من قبل دول مجلس التعاون الخليجى لليمنيين خاصة بعد موقف على عبدالله صالح من غزو العراق للكويت ، وصالح هذا لغز لأنه الرجل الوحيد الذى نجح فى التلاعب بالدبلوماسية السعودية ، علاوة على التباسات سوء فهم الدور الوهمى والمتضخم للدور السعودى وهو له عودة فى حينه واعتبار اليمن حديقة خلفية للسعودية ، ولمن اراد فهم ذلك مراجعة تصريحات ممثل الدبلوماسية السعودية الاستاذ عادل جبير حول فهمه للريادة التاريخية السعودية ، وهو عمريا ممثلا للجيل الثالث فى الدبلوماسية الخاصىة بالدولة السعودية الثالثة . 2- ايران وهى المعادلة الحرجة فى المنطقة فليس وجودها طارئا على المنطقة فمن خلال الهجرات الداخلية عبر بحر العرب وكذلك مضيق هرمز علاوة على ان النشاط الاقتصادى الابرز كان مائيا من خلال صيد اللؤلؤ وهو نشاط تم التعاون المشترك فيه قبل تحول المحميات لدول حديثة ، علاوة على كون فارس ذات التاريخ الحضارى الابرز موطئ لترويج تلك الثروة البحرية من خلال ثروات اثريائها هى والهند كذلك ، وبالتالى ساهم ذلك الامر فى تشكيل التركيبة السكانية لدول الخليج العربى وهو الاسم الحديث للخليج الفارسى حسب الخرائط التاريخية للمنطقة ، وعلى المتشكك ان يرصد الواقع السكانى فى المنطقة ، وبالتالى جاء المتغير الحديث وهو تكون المملكة العربية السعودية فى نسختها الثالثة مع شخص الملك عبدالعزيز الذى امتلك رؤية قد تختلف معها او تتفق فهو صاحب رؤية ، ومن هنا جاء التركيب السكانى للعودية من خلال التواجد المكثف للفهم الشيعى فى شرق السعودية ، وذلك التباين مع نمط المركزية التى اسسها عبدالعزيز من خلال المصاهرة ، لم يتم التنبه لخطورة التواجد السكانى هذا ، اما مازاد الدور الايرانى تكثيفا فأنه السعى الايرانى لتخفيف حدة الوجود السعودى فى لبنان فقد بدأ الصراع بينهما بعد تنامى الدور السعودى مع اتفاقية الطائف وتواجد رفيق الحريرى صاحب الجنسية السعودية اللبنانية وشريك بعض رجال العائلة من خلال شركة سعودى أوجيه ، من هنا كان تدعيم حركة امل الشيعية فى جنوب لبنان وتكوين الميليشيا الشيعية تحت مسمى حزب الله وهى تسمية تليق باستراتجتية الدعم من خلال اللاهوت السياسى السائد بعد هزيمة 1967 وظهور السلفية السياسية وتكفير رموز القومية العربية . ومع الفراغ من ساحة الصراع فى جنوب لبنان والترسيخ التاريخى لحزب الله كمؤسسة سياسية لبنانية ذات شرعية شعبية اكتسبها خلال انتصاره على العدو الاسرائيلى 2006 جاء الدور على اليمن ليمارس الحول الحوثى من الفكر الزيدى الذى لايمثل صداما مع الفقه السنى بحكم التراث الفققهى للامام زيد بن زين العابدين بن الحسين بن على رضوان الله عليهم اجمعين بحكم سلامنا على النبى وأله فى التحيات كركن من اركان الصلاة ، ليمثل ذلك التحول الى عقيدة الامامية عام 2004 ثم ليتحول الى ميلشيا مع التسليم السعودى التام بأن كل شئ هادئ فى الحديقة الخلفية ، ليتم استثمار ذلك التحول من قبل داهية السياسة اليمنية على عبد الله صالح لتنقلب اللعبة عليه لانه اراد ان يستغل اصطدام جبلين ببعضما البعض فقتله رزاز الاصطدام . يأتى ذلك المسعى الايرانى لتهديد المنطقة كورقة ضد العنصر الامريكى الذى يرى ان دول الخليج حديقة خلفية له وانه صانعها ، كجزء مكن الصراع الامريكى الايرانى لان ايران اصبحت رقما صعبا فى السياسة الامريكية منذ عام 1979 حيث ازمة الرهائن وفشل امريكا حلها الا بعد الخسائر السياسية والترسيخ الشعبى للثورة الاسلامية هناك . لماذا اليمن تحديدا ؟ لان الوجود الايرانى هناك تهديد للأستراتجية الرئيسيةالتى تحرك امريكا منذ عهد بريجنسكى مستشار الامن القومى الامريكى وهى استراتجية المعابر من خلال الية الاحتواء أختطها فيلسوف الدبلوماسية الامريكية فى الخمسينيات وهو جورج كينان ، وبذلك تكون ايران قد حاصرت دول الخليج والسعودية كذلك من خلال السيطرة على مضيق هرمز فى الشرق وباب المندب فى الجنوب ، وضياع القيمكة الاستراتجية لتيران وصنافير مع التواجد الايرانى فى سوريا ، فلم يبقى فى حال الازمة الا حيفا الفلسطينية التى تحتلها اسرائيل . اما باقى الدول الاطراف السعودية ومصر وامريكا فهو امر له عودة . بهاء الصالحى القنايات 19/7/2019
#بهاء_الدين_محمد_سليم_الصالحى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
-
أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
-
غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في
...
-
بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
-
بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
-
قائد الثورة الاسلامية آية اللهخامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع
...
-
اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع
...
-
إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش
...
-
مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
-
سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|