أكرم حياوي طعمه الشيخ علي
باحث وناشط مدني وقانوني
(Akram Hyyawi Ali)
الحوار المتمدن-العدد: 6293 - 2019 / 7 / 17 - 17:57
المحور:
دراسات وابحاث قانونية
عـلاقــة المحامـي بالـخصــم
ان فرسان رجال القانون يلعبون دوراً مهماً وبارزاً في تعزيز العدالة من خلال مهنة (المحاماة) وتعد من المهن المهمة التي يتسلح أفرادها بالمعرفة القانونية والثقافية بشكل عام، وتعرف كذلك بأنها المهنة التي تساعد الناس في الوصول الى طريق الحق والقضاء على الظلم الذي قد يتعرض لها بعض افراد الشعب, والإسهام في تطوير النظام القضائي والقانوني, ولكي تؤدي المحاماة رسالتها ودورها الرائد في دعم مسيرة العدالة بالتعاون مع الأجهزة القضائية كونها تعد من الاعمال المساندة والداعمة لعمل القضاء والمكمل لعملها في سبيل تحقيق العدالة.
تعد مهنة المحاماة, هي اسناد المحامي الموكل اذ كان يعمل لجانب المدعي أو المدعى عليه بكافة المعلومات القانونية واتباع المواد والفقرات القانونية المنصوص عليها في المتون القانونية واتباع جميع الطرق الغير مخالفة والمتاحة له في القانون في سبيل الوصول الى العدل واعلاء كلمة الحق، لذلك قد وصفها البعض أن المحاماة هي الجسر الذي يسهل لهم العبور من خلاله الى الحق، عن طريق الحماية والدفاع عن حقوقهم امام القضاء.
ان التعليمات الصادرة من مجلس النقابة(نقابة المحامين العراقيين) وجب على المحامي ان يلتزم بقسمه الذي يؤديه وأن يقوم بمهمته بكل امانة وشرف وان يحترم القانون ويحافظ على سر المهنة ويرعى تقاليد المهنة وآدابها, وأن يظهر بمظهر يليق بكرامة المهنة ومكانتها, وهنا لا يحدد عمل المحامي على تقديم النصائح والتوجيهات القانونية، ولا يحدد عمله بالدفاع عن موكليه وانما يلعب دور بارز ومهم داخل المجتمع، فيساهم بشكل بارز بتطويره من خلال ثقافته القانونية ومن خلال منزلته ومكانته في المجتمع.
لذلك وجب على المحامي أن يستمع بشكل دقيق لموكله وان يطلع على جميع المستندات، وأن يوضح للموكل ان عمله يقتصر في حدود الوكالة والدعوى التي توكل فيها لا غير, لذلك فهو مؤتمن على حقوق موكله وأن يسعى في بذل كل جهده في سبيل ابعاد الظلم عن موكلة و أيصال الحق وتحقيق العدالة، فيعمل بإخلاص ووفق ما يمليه عليه ضميره المهني والقانوني، ووفق طاقته وإمكانياته.
بعد بيان دور مهنة المحاماة والدور الذي يلعبه المحامي، لا بد لنا من بيان علاقة المحامي مع الخصم.
لذلك سوف نعرف الخصومة في اللغة والقانون :
الخصومة في اللغة: تعني المغالبة او المجادلة خاصمه خصاماً او مخاصمة نازعه وجادله تخاصم واختصم القوم( ).
أما في الاصطلاح القانوني: فتطلق كلمة الخصومة على النزاع عندما يعرض على القضاء. وتطلق كلمة الخصومة على النزاع في ذاته فتعرف بأنها الحالة القانونية التي تنشأ منذ عرض النزاع على القضاء فالخصومة ( مجموعة من الاعمال المرتبطة بغرض تطبيق ارادة القانون في حالة معينة بالنسبة الى مال يدعي حماية القانون له بواسطة اعضاء من القضاء العادي),
فقد جاءت المادة الرابعة من قانون المرافعات المدني العراقي (ان يكون المدعي خصماً يترتب على اقراره حكم بتقدير صدور اقرار منه وان يكون محكوما او ملزما بشيء على تقدير ثبوت الدعوى)( ), فالقانون لم يحدد تعريف ثابت ومحدد لكلمة الخصم او الخصومة وانما جعلها مرتبطة مع كلمة الاقرار وان عدم وجود تعريف للخصومة او الخصم في القوانين القديمة والحديثة كالقانون المدني العراقي هو مرونة مفهوم تلك الكلمة وعدم تمكن حصرها بدقةفي تعريف محدد.
نشأت الخصومة:
يعد السبب الدافع الى نشأت الخصومة ويظهر الى الوجود دائما عند حدوث نزاع بين شخصين او اكثر على موضوع معين كل يريد اخذه لصالحه والتفرد به سواء كان ذلك بحق او بغير حق, فالخصومة ذاتية نفسية تتعلق بذات الشخص نفسه وهي لا تشترط ان تكون نظيفة او صادرة عن نقاوة الشخص الخصم, وكثيرا ما تنشأ الخصومة دون سبب ودون وجه حق حب الطمع بمال الغير او الغيرة او الحب او حب الاثراء والتباهي وبعض الاحيان تنتج الخصومة بسبب شيء ليس له قيمه ينوي الخصم استرادة او ينتج عن حادث اصاب الخصم فيعمل على الثأر والانتقام .
وتكون الخصومة وحدة قانونية تبدأ من تقديم طلب قضائي الى المحكمة وتنتهي بالوصول الى الغاية منها وهو صدور الحكم الذي يفصل في النزاع وربما بعض الاحيان تنتهي قبل هذا بسبب من اسباب انقضاء الخصومة من غير حكم في موضوعها بسبب حالات التراضي التي بعض الاحيان تحدث في بداية السير بالدعوى فهنا يتم غلق الدعوى بعد اعلانهم صراحة امام القضاء بأنهاء الخلاف الرئيسي بين الطرفين الذي كان دافعاً لأقامه الدعوى .
علاقة المحامي مع الخصم:
يلعب المحامي دورا بارزا من خلال ضبط انفعالاته وتعامله مع خصمه، لذلك فهو لا يعذر في أي تجاوز، أو سوء تعامل يحدث منه تجاه خصم موكله، فعليه أن يتعامل معه بكل تقدير، مهما كانت درجة الخلاف بينهما حول الدعوى, واتباعه الطرق المرتسمة و المتاحة له في القانون وان يتعامل المحامي مع خصم موكله بحسن نية و يتجنب إثارة الأمور الشخصية، التي قد تسيء إلى الخصم، وليس من أخلاق المحامي أن يتصل بالخصم أو يتفق معه بأي شكل كان أو ان يذكر ما يمس شرف وكرامة الخصم، من دون الحاجة إلى ذلك في الدعوى المقامة، لما في ذلك من التجريح غير الموضوعي، كونه يثير العداوات بين الطرفين، وانها تتعارض مع رسالة المحامي في تحقيق العدل والوصول إلى الحق بأفضل الطرق المرتسمة له بالقانون.
وأن يعمل على عدم افشاء أسرار موكله، وأن لا يقدم المشورة والمساعدة القانونية للخصم الذي تضر بمصلحة موكلة، إن الأخلاق الشرعية والانسانية التي يجب على المحامي أن يتحلى بها، ترشده بأن يتعامل مع خصم موكله بالعدل والإنصاف دون التشويه والتشهير به، بالمقابل يعمل المحامي بكل ما يملك من وسائل الدفاع المتاحة لغرض نصرة موكله بكل قوة ووضوح امام القضاء وان يحترم ويحافظ على الامور التي تدار في قاعة المحكمة ولا يفشي المعلومات ويشهر الخصم خارج قاعة المحكمة, لذا يتعين على المحامي أن تكون نيته خالصة لأجل مصلحة موكله وتحقيق العدالة وابعاد الظلم الذي لحق بموكله واسترجاع الحقوق على وجه من العدل، بعيداً من قصد إلحاق الضرر بالخصم أو الحصول منه على شيء من دون وجه حق.
وخلاصة القول ان العلاقة المرتبطة بين المحامي والخصم هي علاقة استرجاع الحقوق كل طرف يبرز ما لديه امام القضاء بصوره شفافية وباستخدام الاساليب المناطة لهم بالقانون لغرض استرجاع الحقوق , وان ما يحدث في وقتنا الحالي محاولة الخصم اغراء المحامي وذلك عن طريق دفع اموال مضاعفة في سبيل عدم تقديم بعض الفقرات التي تخدم الموكل وغيرها من الامور, وجب على القضاء ان يكون حاسم في مثل هكذا امور وان يشدد العقوبة على كل من تسول له نفسة ليكون عبرة الى الاخرين, كون مهنة المحاماة هي مهنة حفظ الامانة والثقة التي منحها له الموكل من خلال توكيله في الدفاع عنه فأن ميزان العدالة لا يستقيم الا بأحقاق الحق وانصاف المظلوم وهذا لا يأتي الا عن طريق دور القضاء ودفاع المحامي عن موكلة.
#أكرم_حياوي_طعمه_الشيخ_علي (هاشتاغ)
Akram_Hyyawi_Ali#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟