أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الخزعلي - اليوم الخالد















المزيد.....

اليوم الخالد


ابراهيم الخزعلي
(Ibrahim Al khazaly)


الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 23:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



اليوم الخالد

" يمكنك قتل الثوار لكن لا يمكنك قتل الثورة"
المهاتما غاندي

في بادئ ذي بدء أود ان أسلط الضوء على المصطلحين المعروفين ، اللذين يخلط بينهما الكثير منّا في تبيانهما ، وذلك أما عن قصد أو غير قصد..
وهذان المصطلحان هما( الثورة والأنقلاب)، وكما هو معروف أنهما يُستخدمان في كل مجالات الحياة ( السياسية ، الأقتصادية ، الأجنماعية، الثقافية ، العلمية والمناخية).
فالذي يهمنا هنا هو المجال السياسي ، وسأتناول المصطلحين كل على حدة ، ونبدأ بتعريفهما لغويّا .
ثورة : (اسم)
الجمع : ثورات
الثورة : هو تغيير أساسي في الأوضاع السياسية والأقتصادية والأجتماعية والثقافية يقوم بها الشعب في دولة ما .
وهناك تعريف آخر للثورة ، وهو إنتفاضة وتمرد يطيح بحكم ما باستعمال القورة ، ويُعَوّض الحكم القديم بحكم جديد ، وقد يقوم بتغيير النظام برمته .
اما الأنقلاب فهو مصدر : انقلبَ
اما تعريفه فهو تغيير مفاجئ ومن دون سابقة إنذار، وعلى سبيل المثال لا الحصر ، حدث انقلاب مفاجئ في الطقس، أي حدث تغيير في الطقس من حالة الى أخرى من دون سابقة إنذار .
نعود الى صلب الموضوع، وهو( ثورة الرابع عشر من تموز 1958) ومصطلح الثورة . وكما اسلفت القول ان الفرق بين الثورة والأنقلاب ، فالأنقلاب هو حدث مفاجئ . أما الثورة فيسبقها مسببات وعوامل ذاتية وموضوعية ترتكز عليها الثورة ، وتُعْتبر هذه العرامل، الطاقة الفاعلة في تحريكها وتفجيرها.
والثورة التي لا تحمل شعلة النور في مسيرتها ، ولا تحتوي بين طياتها بشائر الخير لغد مشرق للمحرومين والمعدمين من ابناء الشعب ، فلا يصح ان يُطلق عليها المصطلح الذي يدل على المعنى الخيّر والأيجابي لمحتواه ومُعطياته ونتائجه الخلاقة . وهو الثورة.
وهذا ما عبرت عنه ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة التي تكاملت فيها كل المعاني الخيرة والمواصفات والعوامل التي ساعدت على اشراقها .
فدولة العراق المعاصر الذي انتقلت من الحقبة المظلمة وكابوس السلطنة العثمانية ، وما كانت تحمله من تخلف وبؤس وفقر وحرمان ، واستبداد السلاطين المتخلفين بظلمهم وجبروتهم وقمعهم للثائرين والمناضلين من اجل العيش الحر الكريم والغد الأفضل.
وبمجئ المستعمر الغازي وانهيار دولة السلاطين ، وتحت زيف شعار التحرر والأستعمار الذي بشر به الغزاة ، اي بمعنى قدوم جحافل جيوشهم الغازية ، انما هي لأعمارنا ، ( استعمار ، بمعنى اعمار ) ولكنهم في الحقيقة والواقع يحق عليهم القول ، في الآية القرآنية الكريمة(إِنَّ الْمُلُوكَ إِذَا دَخَلُوا قَرْيَةً أَفْسَدُوهَا وَجَعَلُوا أَعِزَّةَ أَهْلِهَا أَذِلَّةً وَكَذَٰلِكَ يَفْعَلُون ) .
فالمستعمر هدفه االأساسي وغايته هي فرض هيمنته على البلاد والعباد واستغلال مواردها الأقتصادية وخيراتها الطبيعية ، ومن هذه المرحلة في تأريخ العراق المعاصر ، بدأت مرحلة جديدة من النضال الجماهيري ، وتشكيل احزاب وتجمعات حزبية وثقافية ، مُتخذة اساليبا مختلفة في النضال والتحرر من الأستعمار ، وتوعية الجماهير وتثقيفها على المعاني الثورية الخيرة والوطنية الحقة والتحرر من الأنظمة العميلة واسيادهم المستعمرين.
وبتشكيل هذه الأحزاب الوطنية والتجمعات الثقافية ، برز الحزب الشيوعي العراقي ( 31 آذار 1934 )، كطليعة ثورية تلعب الدور الأكبر بين الجماهير وتقودها الى الأمام في دروب النضال التحرري والوطني من العبودية والظلم والأستعباد.
وبهذا النضال ومسيرته الصعبة بوجه الحكومة العميلة واسيادها، قدم الحزب الشيوعي العراقي خيرة ابنائه الأبطال شهداء ضحوا بدمائهم الزكية وارواحهم على منحر الحرية والأباء وهم الشهيد الخالد فهد ( يوسف سلمان يوسف ) مؤسس الحزب الشيوعي العراقي، ورفيقيه حازم ( محمد زكي بسيم ) وصارم ( محمد حسين الشبيبي )، لكي تكون دماءهم الطاقة الفاعلة والمحركة والخلاقة للثورة والتحرر من كل اشكال الذل والعبودية والهيمنة والأستبداد ، حتى يتحقق بالثورة الأمل الجماهيري المنشود . وهنا لا أريد أن استعرض كل صفحات النضال الجماهيري ، وفي مقدمتهم نضال الحزب الشيوعي العراقي ، فيطول الكلام في تبيان المآثر النضالية والتضحيات المقدسة في سفر نضال التحرر الوطني انذاك، ومن هنا لا اريد أن أبدأ من حيث لا أنتهي .
فمن أصدق التعابير عن ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة ، هو الحب النابض بقلوب الأجيال المتعاقبة ، التي لم تر يوماَ وهج الثورة بأعينها ، وأنما تحسه بروحها يتجلى نورا وخلودا ، وهو أصدق وضوحاَ وأكثر إشراقا ، وهذا هو المعنى الأسمى لثورة الرابع عشر من تموز الخالدة .
فالذي سبق ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة ، هو سِفْرٌ نضالي غني عن التعريف ، والتأريخ يستضئ به ، وبأبطاله وشهدائه . ولو لا هذا السفر النضالي العظيم ، ما كانت ثورة الرابع عشر من تموز المجيدة.
أما الذين يحاولون طمس معالم هذه الثورة ، واعتبارها ليس اكثر من إنقلاب ، فأؤلائك إنما هم يريدون أطفاء نورها الوهّاج والساطع في سماء العراق والأنسانية جمعاء ، وهذا ما لا يقبله كل عاقل لبيب.
فلو لم تكن ثورة الرابع عشر من تموز معبرة عن إرادة الجماهير وآمالها ، بقيادة ابنائها الأبطال من الضباط الأحرار ، لما كان انتصارها الضربة القاضية للمستعمر وأدواته العميلة المتمثلة في الحكومة الملكية .
ولو لم يكن يوم الرابع عشر من تموز ثورة عظيمة ، لما التفّت كل الجماهر الكادحة من حولها من عمال وفلاحين وكسبة ومعدمين، فهم، هم، هم الذين شقوا الطريق لها واحتضنوا قادتها الميامين ، عند الأنتصار، وكذلك الدفاع بكل ما أؤتوا من قوة وبأعلى وأقدس درجات الأيمان ، وباسمى آيات التضحية والفداء عن الثورة وزعيمها وقائدها الشهيد عبد الكريم قاسم وكل ابطال الثورة من حوله ، في الثامن من شباط الأسود ، حين تأمر اعداء الشعب على الثورة ، من شذّاذ الآفاق ، وقطاعي الطرق ، والعملاء المأجورين ، وبدعم من الخارج ، اؤلئك الذين كانت الثورة صاعقة محرقة لهم ولعملائهم وأذنابهم ولمصالحهم.
وفي الثامن من شباط الأسود كان انقلاب قوى الشر والظلام والردة على قوى الخير والنور والتحرر .
ومن انقلاب الحقد والضغينة على الحب والخير والمحبة والأخاء ، ومن ذلك اليوم الأسود واشباحه ، يعاني العراق وشعبه من جرحه العميق بخنجر الغدر والخيانة والتآمر المحموم بالشر والعداء ، والمصبوغ بالخسة والعار والدناءة. وما زالت آثار شباط الأسود الدموية ، وما خلفته من مآسي وويلات ليومنا هذا ..!
فكل ما يجري الآن على الساحة العراقية ، هو نتاج الأنقلاب الأسود المشؤوم في الثامن من شباط 1963 .

الذكتور ابراهيم الخزعلي
14/07/2019



#ابراهيم_الخزعلي (هاشتاغ)       Ibrahim_Al_khazaly#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سماء بغداد القرمزية
- قصيدة - سلام انته
- قصيدة - يا علي
- قصيدة شعبيه - الجرح قصته طويلة
- شعر شعبي - القلم
- قصة قصيرة جدا - المخاض
- قصة قصيرة جدا- دندنة
- قصة قصيرة جدا - الكلمات المحترقة
- قصيدة - صور...
- قصيدة - صورٌ على جدران الزّمَن
- قصيدة - نُبُوءةُ الفَجْرِ الجديد
- ق.ق.ج - باقة ورود
- الرابع عشر من تموز نبراس الثائرين
- قصيدة - مَفْقودٌ يَبْحَثُ مَفْقود
- قصيدة - الفارِسُ المَغْدور
- قصيدة- سِدْرَةُ الوجع
- قصيدة- سورة الجرح الأكبر
- ترنيمة حب عند بوابة العام الجديد
- قصيدة- تَرْنيمة حُبٍّ عندَ بَوّابةِ العامِ الجديد
- قصيدة - إنشودة النّصر


المزيد.....




- الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي ...
- -من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة ...
- اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
- تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد ...
- صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية ...
- الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد ...
- هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
- الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
- إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما ...
- كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ابراهيم الخزعلي - اليوم الخالد