|
أهمية الدور المصري في إنهاء الانقسام الفلسطيني
سري القدوة
اعلامي فلسطيني
الحوار المتمدن-العدد: 6292 - 2019 / 7 / 16 - 03:51
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
أهمية الدور المصري في إنهاء الانقسام الفلسطيني بقلم : سري القدوة
لا يمكن لأي فلسطيني ان يتصور الموقف او يحاول فهم مجريات تلك الاشياء المعقدة التي تحدث في قطاع غزة، فالأفضل ان لا تحاول ان تفهم او تفسر ما يجري، كونك تعيش في غزة او من غزة وتعرف حقيقة الاوضاع هناك وما يجري بين المتناقضات المختلفة والشخوص الغريبة العجيبة. اصبحنا نعيش في مرحلة الوهم المتبدد، عندما تدافع حركة حماس عن التهدئة بينها وبين (اسرائيل)، وعندما تعتذر (اسرائيل) عن قتل احد افراد الضبط الميداني علي حدود قطاع غزة وتقول انه تم ذلك في الخطأ، وان التمسك من قبل حماس بالتهدئة الهشة يدل انها باتت لا تمتلك اي رؤية للمستقبل ولا يوجد لديها اي خيارات اخري سوى التمسك بالتهدئة، ونعتقد جازمين هنا انها لا يمكن ان تدوم طويلا ، لانها بالأساس ولدت ميته، وبات واضحا أن الهدف الحقيقي للاحتلال الاسرائيلي، هو تكريس الانقسام وفصل قطاع غزة عن باقي أراضي الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، وضرب وحدانية التمثيل الفلسطيني، بما ينسجم مع أهدافها بعدم قيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس . ان الكل الوطني والإجماع الشعبي والرأي العام الفلسطيني، يتابعون وينظرون لما يجري بخطورة بالغة وتخوف من مستقبل مجهول بات يعصف في القضية والوطن، وهنا لا بد من التدخل الفوري والعاجل لوضع حد وحسم الامر لصالح الشعب الفلسطيني والوحدة الوطنية، وأن حماس بشكل او بأخر غير مخولة ولا تمتلك الحق بالتحدث او التفاوض باسم الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن نتائج مفاوضاتها مع دولة الاحتلال لن تلزم أحدا، خصوصا أنها تضرب بعرض الحائط بالثوابت الوطنية والحقوق الفلسطينية المعترف بها دوليا غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس . ان ( الهدنة الحمساوية ) مع الاحتلال بهذه الطريقة تعني شيء واحد وهو الخروج عن الاجماع الوطني لمنظمة التحرير الفلسطينية، وان حماس باتت تطرح نفسها بديلا عن المنظمة التي هي بالأساس مسؤولة عن المفاوضات مع الاحتلال، وتمثل الشعب الفلسطيني، وانه من الواضح بان اختيار التوقيت من قبل قادة حماس وإصرارهم علي الاعلان عن تهدئة مع حكومة الاحتلال الاسرائيلي، بعيدة وبمعزل عن المصالحة الفلسطينية بات بحد ذاته يتجاوز القضايا الانسانية، وخاصة دون التوصل الي الوحدة الوطنية الفلسطينية، ويأتي في ظل (هروب نتيناهو الى الامام) وإعلانه استمرار فرض الحصار المالي ومصادرة عائدات الضرائب ووقف قنوات التفاوض مع السلطة الفلسطينية، وهنا يكون البديل جاهز علي حسب ما يبدو وهو (حركة حماس وهدنتها ) التي تأتي علي حساب برامج منظمة التحرير الفلسطينية والتوافق الوطني الفلسطيني ومشروع اقامة الدولة الفلسطينية. ان هدنة حماس في ظل هذا ( التقاطع السياسي ) تعني شق الموقف الفلسطيني، والخروج عن الاجماع الوطني وتقديم هدنة مجانية للاحتلال علي حساب مواقف منظمة التحرير الفلسطينية، والتي هي ( الدولة ) وليست حزبا في الدولة، وبذلك يكون المستقبل الوطني للشعب الفلسطيني معرض للخطر في ظل دعوات قيادات من حماس للهدنة المجانية والخاصة بهم مع حكومة الاحتلال الاسرائيلي في قطاع غزة بمعزل عن الضفة الغربية والقدس. ان حكومة الاحتلال الاسرائيلي باتت تعمل وبوضوح علي اضعاف السلطة الوطنية وخاصة بعد فشل نيتنياهو بتشكيل الحكومة الاسرائيلية والذهاب الي انتخابات جديدة، حيث يعمل نتيناهو وفريقه علي سحب البساط السياسي من تحت اقدام القيادة الفلسطينية ودعم الانقسام الفلسطيني، وتعزيز سيطرة حماس علي قطاع غزة، وما مسلسل الفشل السياسي ورفض اسرائيل تطبيق التفاهمات السياسية وعدم نجاح عملية السلام واستمرار عمليات القتل والاعتقالات والحصار على المحافظات الفلسطينية وخاصة في الضفة الغربية والقدس المحتلة، الا دليلا واضحا علي ان حكومة الاحتلال تسعى إلى تحقيق أهدافها العدوانية وتحاول بث الفتنة وإضعاف السلطة الوطنية الفلسطينية تزامنا مع ما حققه النظام السياسي الفلسطيني من نجاحات دولية وفي مقدمتها الحصول على الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية والالتحاق بكافة المؤسسات الدولية والسعي الي محاكمة اسرائيل عبر محكمة الجنايات الدولية . وما من شك ان الجهود التي تقوم بها جمهورية مصر العربية وتبذلها هي في محل تقدير الشعب الفلسطيني من اجل ترتيب الأوضاع والتعامل مع التطورات في الساحة العربية والفلسطينية بشكل خاص في ضوء التحديات والمخاطر التي تواجه الشعب الفلسطيني والقضية الفلسطينية وما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة نتيجة إستمرار سياسة التوسع الإستيطاني وإستمرار الحفريات في القدس المحتلة، وهدم ومصادرة منازل المواطنين، وإستمرار المجابهات مع مسيرات العودة السلمية والجهود التي تقوم بها مصر الشقيقة من أجل تثبيت تفاهمات التهدئة، وان هذه التحركات والجهود التي تقوم بها مصر الشقيقة من أجل المحافظة على إستقرار الأوضاع في المنطقة العربية عموماً وتجنيب العديد من الأقطار العربية أي توتر ينعكس سلباً على أمنها الوطني والقومي، وأننا نؤكد علي اهمية وضرورة استمرار جهود مصر على كافة الاصعدة الإقليمية والدولية من أجل إستئناف جهود عملية السلام الفلسطينية - الإسرائيلية وفق حل الدولتين والقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية بإنهاء الإحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وحل قضية اللاجئين وفق قرارات الأمم المتحدة. ان الجهود المصرية الكبيرة هي بمثابة الرئة التي يتنفس بها الشعب الفلسطيني، وأننا نعرب عن تقديرنا الكبير لدور الرئيس عبد الفتاح السيسي وللقيادة المصرية والشعب المصري الشقيق، على الدعم المتواصل الذي تقدمه مصر للشعب الفلسطيني من أجل تحقيق أهدافه في الحرية وإنهاء الاحتلال وتجسيد الاستقلال الوطني الفلسطيني، وإستمرار الجهود المصرية ايضا من اجل إنهاء الإنقسام وتعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية في إطار منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني حيث لا معني لجهود التهدئة في ظل استمرار العدوان علي الاراضي الفلسطينية واستمرار الانقسام الفلسطيني والسيطرة من قبل حركة حماس علي قطاع غزة . اننا نؤكد على اهمية وضرورة إستمرار الجهود المصرية من أجل إنهاء الإنقسام والتحرك المصري على كافة الصعد من أجل التمسك بحل الدولتين وفق قرارات الشرعية الدولية والعمل على التنسيق العربي المشترك من أجل حماية الموقف العربي الموحد والذي عبرت عنه قرارات القمم العربية المتتابعة بالتمسك بمبادرة السلام العربية وحماية القضية الفلسطينية ومحاولات تصفيتها. سفير النوايا الحسنة في فلسطين رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية [email protected]
#سري_القدوة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاستقلال الاقتصادي عن الاحتلال مقدمة للتحرر الوطني
-
الأردن وفلسطين حضارة التاريخ والمصير المشترك
-
جرائم الحرب الإسرائيلية لن تسقط بالتقادم
-
صفقة القرن الأمريكية تكريس ليهودية الدولة
-
الانتخابات الفلسطينية الرئاسية والتشريعية ضرورة ملحة
-
لا صوت يعلو فوق صوت منظمة التحرير الفلسطينية
-
صفقة القرن قائمة علي دعم الاستيطان وتكريس الاحتلال
-
الإعلام الفلسطيني في مواجهة الانقسام وصفقة القرن
-
(ليس فينا وليس منا من يفرط بذرة تراب من القدس الشريف)
-
الاعلام الفلسطيني بين الواقع والطموح
-
الفشل يحاصر ويلاحق خطة صفقة القرن الامريكية
-
مبعوث الرئيس الأميركي للشرق الأوسط جيسون غرينبلات
-
مطلوب موقف اوروبي موحد لمواجهة صفقة القرن
-
( القواعد الجماهيرية ) الاساس لمواجهة صفقة القرن
-
استمرار الحراك الشعبي والدبلوماسي الرافض لصفقة القرن
-
السياسة الامريكية والعزلة الدولية
-
الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس آتية لا محالة
-
قمم السعودية والتأكيد على حقوق الشعب الفلسطيني التاريخية
-
سقوط نتنياهو مقدمة لإسقاط وفشل صفقة القرن
-
فلسطين ليست للبيع والتجارة
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|