أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - مجزرة السوكي














المزيد.....

مجزرة السوكي


سعد محمد عبدالله
- شاعر وكاتب سياسي


الحوار المتمدن-العدد: 6291 - 2019 / 7 / 15 - 20:55
المحور: حقوق الانسان
    



إن مجزرة محلية السوكي بولاية سنار عكست مدى تفشي الفوضى في البلاد، فقوات المجلس العسكري تقتل المواطن السناري والسوداني لمجرد حمل لافتة وكتابة شعار يطالب بالسلطة المدنية الديمقراطية والسلام الشامل، وهذه من حقوق السودانيين والسناريين التي لا يمكن التنازل عنها مهما بلغ البطش مداه وإستطال يد الغدر لخنق عنق السودان، فالسلطة القائمة تمارس ذات الإنتهاكات البشعة القديمة والموروثة من الحكم الإنقاذي الفاسد والمستبد، وفي مجزرة السوكي صورة مكررة لمجازر السودان المؤسفة وأخرها أحداث القيادة العامة التي راح ضحيتها عشرات الشباب والنساء تم رمي جثثهم في النيل لإخفاء الدليل والتستر علي من قتلهم، وها هم اليوم يكررون المشهد بعينه داخل محلية السوكي.

قوات الدعم السريع المعروفة بسجلات ملطخة بالدماء تمثل المتهم الأول في مجزرة السوكي إلي جانب جهاز الأمن والمخابرات، ويعتبر والي سنار الذي ساعد في سحب قوات الدعم السريع وجهاز الأمن شاهد وضع نفسه في مقام الشريك في تلك الجريمة، فهو المسؤل الرئيسي عن تهريب الجناة وإخفاء الأدلة، وبالطبع هذا الأمر يؤثر علي مجريات القضية، وعدالة الثورة ستطال كل من أجرم بحق الثوار والوطن.

نكر قائد الدعم السريع حمدان دقلو أمام إحدى القنوات الفضائية وجود قوات له بمحلية السوكي، وحاول والي سنار التستر علي تلك القوات عندما خاطب جماهير السوكي، وقاموا بسحب تلك القوة أمام أعين المواطنيين الذين حملوا شهيدهم أنور حسن علي أكتافهم وجرحائهم فوق هاماتهم وحزموا قضيتهم بجسارتهم وإستداروا بصمود لإستقبال الشارع بتهافات الثورة فهزموا بذلك جنود الظلام وقوى الإستكبار والقهر.

ما حدث في السوكي يجب أن لا يمر أبدا دون مسائلة ومحاسبة للجناة الذين حولوا الشوارع إلي مدافن لضحاياهم الحالمين بدولة السلام والعدالة والديمقراطية، فالصمت حيال الجريمة أقبح من الجريمة نفسها، وفي ظل هذه المجازر البشرية المتكررة بشكل يومي يجب أن نستنهض صوت القوى الوطنية بكل مكوناتها لمواجهة عبث الإنقاذيين الجدد، بل هم حماة الإنقاذوية السابقة بوجه آخر، ويجب المطالبة بتحقيق حول أحداث السوكي لكشف حقيقة ما حدث ومحاسبة كل هؤلاء القتلة، ويجب أيضا رفض إستمرار ظاهرة المدن البوليسية والدفاع عن مدن المدنيين وإرجاع العسكر وآليات وأدوات القتل إلي السكنات، والعمل علي حل المليشيات وتشكيل جيش وطني ومهني يحمي الأرض والشعب وليس السلطة والحزب الحاكم.

نحن نتابع حراك الجماهير وردود أفعال الشعب السوداني الثائر تجاه مجزرة السوكي، فقد تمظهرت قيم ومبادئ ثورة الحرية والتغيير في سلوك المجتمع الإنساني التعاوني الذي عبر عن رفضه التام للتهميش والحرب والإستبداد وأنتج شعاره المطالب بحرية وسلام وعدالة في دولة مدنية وديمقراطية، فبعد ساعات من وقوع مجزرة السوكي خرج مئات المحتجين المتضامنيين مع أهل السوكي من مدن السودان المختلفة وعلي رأسها الجزيرة وغيرها، وكانت مواقع التواصل الإجتماعي في حالة غليان مستمر بمنشورات الغضب التي تشجب وتستنكر هذه المأساة البشرية، وهذا التضامن الواسع مؤشر لوحدة الشعور الشعبي والوطني ويؤكد متانة إرادة التغيير والتحرر في السودان، وبهذا الترابط سنهزم كل المليشيات الظلامية ودولة الظلم، وبتكاتف الشعب وقواه الحية سوف نكون دوما في طريق الإنتصار.

الرحمة لشهداء الثورة والشفاء للجرحى.

سعد محمد عبدالله
15 يوليو - 2019م



#سعد_محمد_عبدالله (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قارئ في حضرة الأستاذ أحمد خالص الشعلان
- مليونية أربعينية شهداء القيادة العامة والأحداث السياسية
- المملكة السعودية - إعتقال الناشط السياسي التشادي محمد أرديمي
- رحيل الجمهوري الجسور مجذوب
- قضايا السلام الشامل
- أم الشهيد هزاع حارسة لوحة كفاح جيل ثورة الحرية والتغيير
- ملحمة الأحد والرد علي المبادرة الآفروأثيوبية
- إستعراض موجز لخطاب الرفيق القائد مالك عقار رئيس الحركة الشعب ...
- مبادرات - الرئيس سلفاكير ميار ديت ورئيس الوزراء أبي أحمد لحل ...
- رأي شخصي - حول إستقالة صلاح جلال عضوا المكتب التنفيذي وأمين ...
- وفاة الفنانة السودانية مريم أمو
- قصيدة - اللون الأزرق
- كولمبيا - بطاقات الموت المجان لثوار السودان
- أراهن علي الحوار بين قوى الحرية والتغيير والمجلس العسكري
- المجلس العسكري الدكتاتوري ينفي قيادة الحركة الشعبية إلي جنوب ...
- الحركة الشعبية بولاية سنار تدين إعتقال قيادتها السياسية
- إعتقال قيادات الحركة الشعبية
- الرفيق ياسر عرمان قائد السجن والميدان
- الأستاذ/ مصطفى منيغ - الخرطوم ستهزم المجلس العسكري وتخلع حجا ...
- الحركة الشعبية: مجموعة البيانات الرسمية الأولى حول إعتقال ال ...


المزيد.....




- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...
- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...
- ليندسي غراهام يهدد حلفاء الولايات المتحدة في حال ساعدوا في ا ...
- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعد محمد عبدالله - مجزرة السوكي