أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - عملية -حرية العراق- هي تحرير العراق من جماهيرها














المزيد.....

عملية -حرية العراق- هي تحرير العراق من جماهيرها


سمير عادل

الحوار المتمدن-العدد: 443 - 2003 / 4 / 2 - 04:18
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



الكلمة اليومية ل"صوت إلى الأمام" إذاعة الحزب الشيوعي العمالي العراقي من داخل العراق يكتبها سمير عادل
      لم تبلغ صفاقة الخطاب السياسي للإدارة الأمريكية مثلما بلغتها هذه الأيام و على لسان جزاريها وجلاديها مثل بوش وكولن باول ورامسفيلد .ففي الوقت الذي تمطر طائراتها حمم براكينها على المدن العراقية وتقتل مئات من النساء والشباب والأطفال،ويتساقط يوميا عشرات الصواريخ لتبث الهلع والرعب في صفوف من كتب له الحظ ان يحيا ليوم آخر ،وتدمر في كل ساعة المنازل والمساكن والبنى التحتية للمجتمع العراقي ،تسمى هذه البربرية والوحشية من قبل ساسة البيت الأبيض ووسائل الأعلام المأجورة بعملية "تحرير العراق".ولا يقف عند هذا الحد بل تتعدى ذلك لتعلن القيادة المركزية العسكرية في دولة قطر بأنها ستستخدم "اليورانيوم المنضب" في حربها وسوف لا يؤثر على المدنيين العراقيين .وكأن هذا اليوارنيوم ذكي مثل قنابلها وصواريخها الذكية التي ما ان تنطلق،تسقط على المناطق المدنية !
  تجلى نفاق ورياء الطبقة الحاكمة في بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية عبر المشاهد التي نقلتها الفضائيات وهي تظهر، المساعدات الإنسانية التي تدفقت إلى منطقة صفوان وميناء أم قصر على أهالي تلك المدينتين،في الوقت الذي يقطع التيار الكهربائي والماء وتقصف بكل وحشية مدينة البصرة، لاقتحامها من قبل القوات الأمريكية .ذلك النفاق فشل في ان من قبل كبريات الصحف اليمينية والكنيسة الموالية لادارة بوش وأرباب شركات الإعلانات وبيع الأسلحة في الولايات المتحدة الأمريكية، و"السي ان ان" التي بدأت تتباكى وتشتكي من  منافسيها ، بعد ان منيت بالهزيمة في سوق صناعة تزييف الوعي في هذه الحرب الهمجية،وتعثرت في تحريف الحقائق وحجب المشاهد التي تظهر تفحم جثث الأسر المدنيين جراء القصف الصاروخي،وصراخ وانين النساء والآباء والأمهات اثر فقدان ذويهم.
وبلغ درجة صفاقة كولن باول في حديث إلى قناة "ابو ظبي":في الليلة التي قصفت مدينة بغداد بكل ضراوة ،حيث كان يعتقد بأن المناطق التي اندلعت فيها النيران بأنها أماكن مدنية، لكن في اليوم التالي ظهر انه مواقع القيادة العسكرية والسياسية لنظام صدام، استهدفه القصف .تلك الأقوال لا يمكن ان تصدر من شخص يملك ابسط المشاعر والأحاسيس الإنسانية ولا يمكن ان تعدو إلا تمويه للسياسة الهمجية التي تريد ان تمررها إدارة بوش على الرأي العام العالمي .ولنفرض هناك من يصدق تلك الأكاذيب، فماذا عن  الآثار النفسية والمعنوية التي خلفها ذلك القصف الضاري على أهالي مدينة بغداد في تلك الليلة ،ماذا عن الأطفال الذين سينجون في تلك الليلة وهم يحملون خوفهم في أعماقهم عندما يمضون نحو مستقبلهم ،ماذا عن أولئك الناس الذين لن يتذوقوا طعم النوم بعد تلك الليلة وحيث يتحول أحلامهم إلى كوابيس تعصف بحياتهم  ، ألم يعادل دوي كل انفجار  ما جرى في "كارثة 11 أيلول" في نيويورك وواشنطن ،فكم  من مأساة "11 أيلول" خلقتها الإدارة الأمريكية منذ ثمانية أيام من الحرب في كل مدينة من المدن العراقية !
في مقابل تلك الصفاقة وقف كل من السماسرة في الهيئة الحاكمة في فرنسا وألمانيا وروسيا،ليتفرجوا عن سقوط مئات الضحايا من جماهير العراق،ويتنفسوا الصعداء حيال المأزق الأمريكي في العراق  .ما زال هؤلاء السماسرة يجعجعون حول ان الحرب شرعية وغير شرعية، وكأن ان الحرب إذا كانت شرعية ،فأن قتل المدنيين وتدمير المجتمع العراقي يصبحا شرعيا معه . 
لقد بات واضحا ألان، ان نفاق سماسرة دول رافضي الحرب في مجلس الأمن حول شرعية الحرب  لا يختلف كثيرا عن دعاة الحرب في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا تحت ذريعة امتلاك العراق أسلحة الدمار الشامل ولا يختلف عن نفاق النظام المجرم في بغداد الذي حول جماهير العراق إلى دروع بشرية لاستخدام شهادة قتلهم ورقة، في إيقاف الحرب التي إحدى أهدافها المعلنة الإطاحة به .
ان عملية "تحرير العراق" هي عملية تحريره من جماهيرها، عن طريق إفناء أطفالها وشبابها وشيوخها ونسائها ،إنها عملية تحويل العراق إلى مقبرة للملايين الذين نجوا من طاحونة الحصار الاقتصادي الوحشي . 

28-3-2003



#سمير_عادل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التداعيات الأولية للحرب الأمريكية على العراق
- الانتهازية تقفل حلقتها في رد على حديث حميد مجيد موسى
- افتضاح عصر الديماغوجية...وانتهاء زمن صانعي الاكاذيب
- الحكومة البعثية تصّعد من حملاتها الاستبدادية ضد جماهير العرا ...
- الحركة النسوية في العالم العربي من الدفاع الى الهجوم
- إنهم يموتون في ظل الديمقراطية !
- لعبة اللصوص:التسابق في فرض القهر على المجتمع العراقي لإنقاذ ...
- في ذكرى اضراب عمال الزيوت النباتية
- لحظات الخذلان..ولحظات الخيانة
- الحزب الشيوعي العمالي العراقي في معادلة الاوضاع السياسية في ...
- الحظ العاثر لندوة احمد الجلبي عندما تتزامن مع مكرمة صدام حسي ...
- مرحبا بالمدنية والتحضر ..مرحبا بقتل المزيد من اطفال العراق
- ما بين- مكرمة صدام حسين- والحرية السياسية
- ثلاثة رسائل من الحزب الشيوعي العمالي العراقي في تورنتو
- BBC تسبح عكس أتجاه التيار الانساني
- ان كنت تكذب فأصقله جيدا ! لماذا هذا هذا العويل على -الشعب ...
- -الشيطان الاكبر- عراب الاسلاميين في -تحرير العراق-
- في الذكرى الرابعة لرحيل القائد العمالي والشيوعي الرفيق حكمت ...
- الانهزامية والاوهام في ذلك الفصيل من اليسار العراقي !
- رسالة مفتوحة الى الجالية العراقية في كندا


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - سمير عادل - عملية -حرية العراق- هي تحرير العراق من جماهيرها