أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير زين العابدين - خطر السلفيّة والمتسلفين














المزيد.....


خطر السلفيّة والمتسلفين


سمير زين العابدين
(Sameer Zain-elabideen)


الحوار المتمدن-العدد: 6290 - 2019 / 7 / 14 - 00:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


السلفيّة ذلك التيار الديني الذي يوصف بالتشدّد الفكري والسياسي، هو تيار سياسي في المقام الأول، يتّسم بالعنف والتكفير والنزوع الي إزهاق أرواح غير المسلمين، ويستحل دماء المسلمين، علي نحو رأيناه في داعش والنصرة وأنصار الإسلام، فهو يجمع بين التطرّف في الفكر وفهم الدين، وممارسة العنف في السياسة، بما يجعل اتباعه خطرا على المجتمعات، وتشويها للإسلام، وجعله عنوانا للعنف والإرهاب وأهدار دماء الأبرياء وتخريب العمران.

ولكنه أيضا يتّخذ مبدأ التقية سبيلا للوصول لأهدافه علي مهل، فيهادن الحكام ويشرعن أعمالهم في مراحل التكوين، مكتفيا بالتغلغل في المجتمع ونشر أفكاره، وصولا الي مرحلة التمكين، وحينها يكشف عن وجهه الحقيقي.

السلفية ليست مدرسة فقهية من بين المذاهب السنيّة الأربع المعروفة، حتي وإن أرجعها البعض كذبا الي المذهب الحنبلي، فهي تعني فقط بالتركيز علي إختزال الدين الإسلامي في بعض النصوص المختارة، وتعني كثيرا بالمظاهر الدينية الشكلية، كإطالة اللحية وتقصير الجلباب، وفرض النقاب على النساء، وعدم الاختلاط بهن.

السلفيّة الحديثة هي ما أنشأه محمد بن عبد الوهاب، في نجد بصحراء الجزيرة العربية، وكان يهدف منها الي تشريع الخروج علي الأتراك العثمانيين وتكفيرهم، هذا الخروج الذي تحول لاحقا الي دعم وتثبيت لأركان حكم آل سعود بعد تقاسم المصالح، وأصبحت لا تجيز الخروج علي ولي الأمر ومعارضته أو حتي نقده.

تمكن الاختراق السلفي لمصر بقوة المال الخليجي خاصة السعودي منذ السبعينات، في صورة السلفيين، بجدالاتهم الفقهية والدينية الصارخة، و فرضوا أجندتهم على الحالة الاسلامية في مصر، وأصبحت كتب وخطب علماء السلفية، مصريين وسعوديين، تُروج على نطاق واسع على الفضائيات وفِي الجوامع، حتى أصبح التدين لا يعبر عن موقف وجداني يصدقه العمل، بقدر ما أصبح قرين المظاهر الشكلية في المظهر والملبس.

تعتبر المملكة العربية السعودية هي الراعي الأول للتيار السلفي الوهابي في العالم، وهي أداتها في السياسة الخارجية، ورغم بعض المظاهر البسيطة للتحرر التي بدأ تطبيقها في السعودية، إلا أنها تعمد الي ترسيخ السلفية الوهابية في الخارج، كمفارز متقدمة تملك إمكانية الضغط علي الأنظمة الأخري، تحمي نظامها الإستبدادي، وتؤمن لحكامها الإستمرار.

تجارب سلفية طويلة مرّت بها مصر تجسدت في جماعة أنصار السنة المحمدية، الدعوة السلفية، والسلفية المدخلية (هي فرع للسلفية المدخلية السعودية)، والسلفية الحركية، والجمعية الشرعية، والسلفيون المستقلون، أمّا أحدث تنظيماتها فهو حزب النور السلفي الذي يكشف عنهم بوضوح، عندما تصوروا أنهم في مرحلة التمكين، فتحالفوا مبكرا مع الأخوان المسلمين، وانتشرت دعوات تطبيق الشريعة وأسلمة الدستور والقوانين علي ألسنتهم، وحين كانوا أهم الخطباء علي منصات رابعة والنهضة، ولكنهم سرعان ما أصبحوا داعمين لثورة 30 يونيو يقفون خلف الرئيس في خطابه يوم 3 يوليو، يحشدون الأدلة الشرعية لإنهاء حكم الأخوان.

إن خطورة السلفية تكمن في أنها تعمل علي تغيير وجه المجتمع، وهدم قيم الحضارات السابقة، وقيّم الحكم المدني الحديث، وإعتماد صورتهم المشوهه للإسلام بدلا منها، فيغيب الوعي، وتنهار الحياة الفكرية والثقافية، وينزلق العالم الي التطرف والإرهاب، وتنتشر الفوضي والدمار والكراهية، وتدمير آثار الحضارات، فيغوص في غياهب التخلف والعبودية والديكتاتورية والاستبداد والقتل، بفتاوى مثل جئناكم بالذبح، وجعل رزقي تحت ظل سيفي، وبيع السبايا، وكل تلك المآسي الانسانية التي شهدناها علي مدار الأعوام السابقة.

إن السلفية والمتسلفين هم أكبر خطر يتهدد الحياة السياسية والإجتماعية والثقافية بل والإقتصادية، ففي لحظة أن يتمكنوا قل علي كل ذلك السلام.



#سمير_زين_العابدين (هاشتاغ)       Sameer_Zain-elabideen#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخدعة الفرعونية
- الطائفية في الإسلام والمسيحية 2
- الطائفية في الإسلام والمسيحية
- الولاء والبراء والمواطنة
- الإعتقاد وإعمال العقل
- الإنسداد السياسي
- التقرير النهائي للجنة التحقيق وتقصي الحقائق بشأن الأحداث الت ...
- لا سلطة دينية للدولة
- قراءة في تطورات الموقف الدولي والإقليمي
- استوصوا ...
- المهمة المتعذرة للأزهر
- حقيقة الدور السعودي في المنطقة
- تاريخ السياسة السعودية مع مصر
- الدولة ونظام الحكم والإصلاح
- هل حقا لا كهنوت في الإسلام؟
- أي استنارة وأي وسطية في الأزهر؟
- الإسلام السياسي
- الفجوة بين الأديان والعلم تزداد إتساعا
- المعركة الخاسرة للأساطير
- الحب.. خطأ لغوي


المزيد.....




- اليهود يغادرون.. حاخام بارز يدعو أوروبا إلى التصدي لتزايد مع ...
- اقــــرأ: ثلاثية الفساد.. الإرهاب.. الطائفية
- المسلمون متحدون أكثر مما نظن
- فخري كريم يكتب: الديمقراطية لا تقبل التقسيم على قاعدة الطائف ...
- ثبتها بأعلى إشارة .. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 على ال ...
- “ثلاث عصافير”.. استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 ...
- مؤرخ يهودي: مؤسسو إسرائيل ضد الدين والإنجيليون يدعمونها أكثر ...
- الشيخ علي الخطيب: لبنان لا يبنى على العداوات الطائفية +فيدي ...
- اضبط الان تردد قناة طيور الجنة toyor al janah على الأقمار ال ...
- ” بإشارة قوية ” تردد قناة طيور الجنة بيبي 2025 Toyor Aljanah ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سمير زين العابدين - خطر السلفيّة والمتسلفين