|
كلمة : هل سقط الاحتلال ؟؟
أحمد الناصري
الحوار المتمدن-العدد: 1545 - 2006 / 5 / 9 - 10:24
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
وصلتني رسائل عديدة من أصدقاء يبدون فيها آرائهم وملاحظاتهم حول كلمة يوم 7 – 5 المعنونة ( الإتجاه الرئيسي للوضع السياسي في بلادنا ... ) وطالبني عدد آخر من الأصدقاء بمتابعة الموضوع من جوانب أخرى . في كلمة اليوم أحاول طرح ومناقشة السؤال التالي : هل سقط الاحتلال ؟؟ أم نحن عشية السقوط المدوي والكبير القادم ، بعد إن بدء العد التنازلي لنهايته منذ حين ؟؟ وهو السؤال الرئيسي ، بل الأرأس في الوضع الحالي ، وهنا محاولة للبحث في هذه الزاوية الحادة ، لذلك ستكون الاجابه علية صعبة وليست يسيرة ، ولا أريد أن أبدو متفائلاً أو متعجلاً في تقدير مصير ومآل الاحتلال ، كما لا أريد إسقاط أمنياتي الشخصية على حالة موضوعية كبيرة ومعقدة ، بل على أكبر كارثة وطنية يتعرض لها شعبنا وطننا ، رغم أنني أتمنى أن يسقط الاحتلال ( أمس ) وليس اليوم أو غداً ، أن يسقط الاحتلال ( بداء القلب ) ويسكت مرةً واحدة ، ولكن هذا شئ آخر .. لذلك أحاول هنا قراءة الواقع الموضوعي من خلال رصد ومتابعة سير الأحداث ، ومحاولة المساهمة في قراءة المستقبل من خلال المعطيات والمؤشرات الدالة والكثيرة المتوفرة بين أيدينا في هذه اللحظة الدامية والخاصة من تاريخنا الوطني . أول هذه المؤشرات والظواهر العميقة والثابتة ، تصاعد وتنامي الرفض الشعبي والوطني والسياسي للاحتلال ليشمل كل خارطة الوطن تقريباً ، عدا منطقة كردستان لأسباب خاصة أصبحت معروفة ، ولإنها منطقة متأثرة بالأحداث وليست مؤثرة فيها ، وهذا دور ترسمه وتقبله القيادات القومية الكردية المسيطرة على الحياة السياسية في المنطقة الكردية ، ربما لإنها تعرف وتقدر حجمها الحقيقي في هذه الأحداث ، ولذلك ستظل تنتظر إنعكاس التطورات السريعة الجارية اليوم عليها . إن هذا الرفض المتصاعد أدى الى توقف وفشل كل العمليات والخطوات والخطط ، السياسية والعسكرية والدعائية التي وضعها الاحتلال في عمله وتصوراته النظرية الأولية ، ولذلك فإننا أزاء تحول إستراتيجي واضح وبيّن في معادلة الصراع وإنقلاب واضح في ميزانه ، وسنجد ونواجه خطط جديدة إحتياطية أو مبتكرة في مجرى الصراع الدامي الجاري على أرضنا الوطنية ، ولا نتعتقد أو نتوهم بإستسلام الاحتلال بسرعة فورية ومن دون مقاومة مضادة ، ولا أحد يستطيع أن يقدر مداها وإستمرارها وتأثيرها !! إن الصراع سوف يتسارع ويتصاعد في هذه الفترة الحساسة ليصل الى نقطة اللاعودة ثم الحسم ، كذلك سينعكس الوضع الميداني المتصاعد من الآن على الداخل الأمريكي مباشرةً ، ويضغط هناك بقوة على جميع المستويات الرسمية والشعبية ، ولا يمكن إستمرار عملية التغاضي و( التطنيش الرئاسي الأمريكي ) الى النهاية . إن الوضع الحالي سيشجع القوى الرافضة للاحتلال لتصعيد عملها وتطوير أساليبها التي نجحت الى حد بعيد لفرض شكل الصراع وإتجاهه لحد الآن ، والذي لايبدو انه مرشح للتراجع أو الانقلاب المفاجئ . وإن هذا التطوير والتصعيد سيخلق ويضيف قوى جديدة ، تستطيع أن تلعب دوراً مصيرياً حاسماً في العمل السياسي والميداني ( الوطني ) . في ضوء هذه التطورات الكبيرة والسريعة ، كيف يمكن لنا متابعة وتوصيف أحداث البصرة ، هل هي بداية إنتفاضة شعبية مسلحة ، وبداية تحرك شعبي سيشمل الجنوب والفرات الأوسط ، ويلتحم مع المنطقة الغربية المشتعلة أصلاً ؟؟ أم إنها تحرك وتحريك إيراني لمواجهة الضغط الأمريكي في موضوع الملف النووي ، وتقاسم الغنيمة العراقية ، كما يعتقد البعض ؟؟ لازلت أجهل الى الآن القوى الميدانية العاملة على الأرض بسبب سرية العمل وغموضه ، وخاصة في مدن الجنوب ، في البصرة والناصرية والعمارة والديوانية والحلة ، لكنني أتوقع وأتمنى ظهور قوى وطنية جديدة تساهم في قلب الأوضاع الحالية ، وتنجح في طرد الاحتلال ، وكسر الدورة الطائفية التي تتكون الآن وتوقفها الى الأبد . قوى تطرح برنامجاً وطنياً عاماً لمعالجة الآثار المدمرة والشاذة الناتجة عن الحقبة الفاشية وفترة الاحتلال وما بينهما من حروب طويلة وحصارات وتدمير منظم للمجتمع والدولة . هناك أسئلة كثيرة وكبيرة ، أسئلة رئيسية علينا طرحها والإجابة عليها من الآن ، ومن بينها ، هل بدء أو حصل تحول إستراتيجي فعلي في الصراع الدائر في بلادنا ؟؟ هل يستطيع الاحتلال إستعادة المبادرة ؟؟ هل سقط الاحتلال ؟؟ وهل هناك مؤشرات لإنسحاب المحتل بشكل مفاجئ ؟؟ ما هو شكل الوضع الذي سيأتي بعد سقوط الاحتلال ؟؟ وهل سيحدث فراغاً أخراً أكبر من الفراغ الحالي ؟؟ وهل سيؤدي هذا الفراغ الى خراب وإنهيار كل شئ ؟؟ كيف ندرء الحرب الأهلية ؟؟ كيف نوقف تشرذم وتفتت المجتمع العراقي ؟؟ وماهي القوى التي ستقود هذا الوضع ؟؟ هل هناك إحتمال لعودة بقايا النظام السابق بطريقة ما ؟؟ وهل يوجد إحتمال لصعود قوى دينية ظلامية تكفيرية الى الحكم ؟؟ وهل إن إعادة تشكيل الجيش العراقي على أسس وطنية سليمة ممكن ؟؟ وهل سيكون هذا جزء من الحل الإنتقالي المؤقت القادم ؟؟ هل يمكن للأمم المتحدة والدول العربية أن تقدما مساعدة ما ؟؟ وماهو شكل الدولة الجديدة التي سيجري بناءها ، بعد تفكك وإنهيار الدولة السابقة على يد المحتل ؟؟ وهل هناك قوى حالية يمكن لها أن تساهم في المرحلة القادمة ؟؟ كيف نضمن التوجه الوطني الديمقراطي اللاحق بإعتباره الحل للمأزق الوطني ؟؟ هذه الأسئلة هي أسئلة إستباقية لما قد يجري في المرحلة القادمة ، أو مرحلة ما بعد الاحتلال !! إن الدعوة العاجلة لعقد المؤتمر الوطني العام ، تصبح أكثر إلحاحاً من أي وقت سابق ، هذا المؤتمر العام الذي يساهم في رسم صورة المستقبل الوطنية ، ويخفف من قتامتها . وتحاول لجانه الاختصاصية أن تطرح برامج وخطط إقتصادية وثقافية وإجتماعية ، وتعد خططاً طارئةً لمعالجة الأزمات الكبرى ، ويساهم في ملأ الفراغ المتوقع ، ويعمل على إيقاف النزيف الوطني ، ويلم الجثث المتناثرة ، ويوقف مسلسل الإرهاب . الوضع العام الراهن والقادم صعب ومعقد الى أبعد الحدود ، وعلينا المساهمة في تفكيكة وقراءة إتجاهاته الرئيسية قدر الإمكان ، ومعرفة القوى التي ستساهم بصنعه .. اخيراً هل سقط الاحتلال ؟؟ ليس تماماً بعد ، بل نحن عشية السقوط المدوي والأكيد ، وأنني أتوقع وأتنمى ذلك قريباً ، بعد إن سقط خيار نجاح الاحتلال وإستمراره!!
#أحمد_الناصري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تنوية وتصحيح وإعتذار - عن الشهيد منتصر
-
كلمة : الاتجاه الرئيسي للوضع السياسي في بلادنا وتعمق مأزق ال
...
-
بشتآشان : مكان خالد في الذاكرة الوطنية
-
حال المدن العربية البائسة كإنعكاس للوضع العربي المتردي
-
تهنئة وتحية وسلام الى محسن الخفاجي
-
رسالة جوابية الى الأخ والصديق حسقيل قوجمان .. الستالينية باع
...
-
دفاعاً عن حياة وحرية الدكتور أحمد الموسوي
-
في ذكرى تأسيس الحركة الشيوعية العراقية .. بعض التجارب والدرو
...
-
خففوا ولا تحضروا ، لعنة الشعوب والحياة والتاريخ عليكم .
-
ما تحت الرماد أشد إشتعالاً !!
-
.منتصر في ذكراه الخالدة ، بين جريمة القتل وجريمة الصمت
-
كلمة : أهمية كشف ملفات وإتصالات وعلاقات الجميع
-
عزة تحترق ......... بغداد تحترق .
-
رسالة من بعيد الى شهيد جميل آخر
-
كلمة : الأربعاء الدامي ، ما قيمة الكلمات والحبر أمام الدم ال
...
-
تعليقات سريعة حول بعض الأحداث الجارية اليوم
-
الدستور بإعتباره عملية إجتماعية قانونية سياسية وطنية ، والول
...
-
ماذا تبقى لنا ؟؟ قراءة للمشهد العراقي ولبعض التغيرات الدراما
...
-
تعليق : بوش الثاني وتخريجاته الهزيلة عن العراق
-
قراءة سريعة للوضع العام في ضوء النتائج والتطورات الأخيرة
المزيد.....
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
-
إعلام: الجنود الأوكرانيون مستعدون لتقديم تنازلات إقليمية لوق
...
-
مصر.. حبس الداعية محمد أبو بكر وغرامة للإعلامية ميار الببلاو
...
-
وسائل إعلام: هوكشتاين هدد إسرائيل بانهاء جهود الوساطة
-
شهيدان بجنين والاحتلال يقتحم عدة بلدات بالضفة
-
فيديو اشتعال النيران في طائرة ركاب روسية بمطار تركي
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|