|
رسالة ثانية الى الاخ احمد الناصري
حسقيل قوجمان
الحوار المتمدن-العدد: 1545 - 2006 / 5 / 9 - 10:24
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
كتب الاخ احمد الناصري رسالة جوابية في الحوار المتمدن في العدد۱٥۳۲ بتاريخ ۲٦نيسان ۲۰۰٦ عبر فيها عن الاسباب التي تجعله يختلف معي في الموقف من ستالين. اولا كان حديثي له عن موضوع الاطراء واعتباره عبادة للشخصية هزلا بدليل اني كتبت مباشرة بعد ذلك انتقل الان الى الجد. ولكن الهزل نفسه انتقاد لمن يفكر بهذه الطريقة. سرد الاخ احمد في جوابه عشرات القضايا حول ستالين معتبرا اياها حقائق بديهية لا حاجة الى نقاشها او البرهنة عليها او توثيقها وعلى سبيل المثال " لكنني أعتقد إن ستالين هبط بالماركسية من آفاقها المفتوحة والمتحركة ، الى أفق مغلق ومبسط ومحدود" ووضع عشرات التساؤلات التي يعتبر انها تحتاج الى دراسات معمقة وكل الامور التي ذكرها سلبية بالنسبة للاتحاد السوفييتي ولم يذكر نقطة واحدة ايجابية ولا ابدى رأيه عما اذا تحقق بناء مجتمع اشتراكي في الاتحاد السوفييتي ام لا وحتى التقدم الصناعي والزراعي الهائل الذي احرزته شعوب الاتحاد السوفييتي في عهد بناء الاشتراكية تحت قيادة ستالين حين احرزت في ثلاث برامج سنوات خمس اكثر مما احرزته الراسمالية في اربعة قرون اعتبره امرا عاديا تستطيع اية دولة راسمالية ان تنجزه. ليس في نيتي ان اناقش كل ما جاء في الرسالة الجوابية من نقاط لان ما تبقى من عمري قد لا يكفي لذلك ولكني اكتفي بمناقشة عبارة واحدة فقط كمثال على الطريقة الصحيحة لمناقشة جميع القضايا التي اثارها الاخ احمد. " وإن من بين أدوات قيادة التغيير هو الحزب ، ذلك الحزب الذي يحتاج الى حياة داخلية سليمة ومتطورة ، وهو ما أوقفه ستالين ودمره وفرض نمطاً غريباً ومتخلفاً ، أفقد الحزب قدرته التعبيرية والتغيرية الدائمة ، وحولة الى أداة صماء جامدة تعتمد عليه شخصياً بكل شاردة وواردة ، بعد إن ألغى العقل الجماعي للحزب ، وأغلق الدورة الجماعية التفاعلية المستمرة من خلال فرض المركزية الصارمة ، وإستبدل العقل الجماعي الخلاق بفرده وبشخصه وبعبادته المقيته والكاركتيريه ، وفي الأخير نجح ستالين في تعطيل وتدمير الحزب وحولة الى أداة من أدوات السلطة وجهاز بيروقراطي تابع لها ، وهنا نشأت الأزمة التطبيقية الخطيرة ، وفقد الحزب صفاته ووظيفته وقدرته الطبيعية على العمل والتغيير ." لكي استطيع مناقشة هذه العبارة رجعت الى قراءة تاريخ الحزب البلشفي الذي صدر سنة ۱٩۳٩ . فقد وضعت هذا التاريخ لجنة من خيرة اعضاء الحزب البلشفي بقيادة ستالين وقد قام ستالين بتلخيص جميع كراسات لينين كل كراس في موضعه التاريخي وحين بلغ كتاب المادية والنقد التجريبي كتب كراسه حول المادية الديالكتيكية والمادية التاريخية بدلا من تلخيص الكتاب. وعلى هذا الاساس اعتبر الخروشوفيون هذا الكتاب من مؤلفات ستالين واصبح مستمسكا جرميا يرسل من يحوز عليه او يقرأه الى السجون كما كان الحال في ايامنا في العهد الملكي. قرأت في هذا الكتاب تفاصيل النقاشات في المؤتمرات وفي اجتماعات اللجنة المركزية العادية والموسعة وفي المكتب السياسي وكيف كانت للمعارضة كامل الحرية في ابداء ارائها علنا وكيف كان البلاشفة يناقشونهم من على منبر المؤتمر او اللجنة المركزية او المكتب السياسي وكيف كان البلاشفة يحصلون على الاغلبية بالاقناع وليس بفرض ارائهم. ان ستالين في الواقع لم يعمل ولم يتخذ طيلة حياته اية خطوة الا بموجب القرار الحزبي الحاصل بالاغلبية رغم وجود المعارضة. ليس في نيتي ان اورد تفاصيل هذه المناقشات ومواضيعها التي يمكن لكل راغب ان يطلع عليها بقراءة تاريخ الحزب. ولكني اورد بعض الامثلة البارزة في مسار تاريخ الحزب البلشفي. في سنة ۱٩۲۱ عند انتهاء حرب التدخل الامبريالي والحرب الداخلية التي ارادت خنق الدولة الاشتراكية وهي في المهد كان الحزب يمر في ازمة صعبة. فقد قام الفلاحون خلال الحرب عن طيب خاطر بتسليم فائض انتاجهم للدولة السوفييتية لانهم كانوا يشعرون ان الدولة والجيش الاحمر يحاربون لمنع عودة الاقطاعيين الذين سيستولون على ارضهم مجددا لو انتصروا. ولكنهم اخذوا يتذمرون بعد انتهاء الحرب من هذه السياسة التي سميت "شيوعية الحرب". وكان حلف العمال والفلاحين معرضا للخطر من جراء ذلك واصبح على الحزب ان يجد الحلول التي ترضي الفلاحين وتعيد وحدة العمال والفلاحين للسير قدما في بناء المجتمع الاشتراكي. في تلك الفترة كانت في الحزب كتل معارضة معروفة لها اسماؤها مثل كتلة التروتسكيين وكتلة المعارضة العمالية وكتلة الشيوعيين اليساريين وكتلة المركزيين الديمقراطيين. وفي تلك الظروف الحرجة التي كانت تجابه الحزب الشيوعي بقيادة لينين فرضت كتلة التروتسكيين تساندها كتلة الشيوعيين اليساريين بقيادة بخارين نقاشا على الحزب في موضوع النقابات. كان تروتسكي يدعو الى جعل النقابات منظمات حكومية وشد البراغي بصددها ومعاملتها بشدة عسكرية وتعيين قياداتها من الاعلى وليس عن طريق الانتخابات الديمقراطية. في الحقيقة كان الحزب في غنى عن هذه المناقشة وكان عليه ان يتفرغ لايجاد السياسة الجديدة التي تساعد على تقدم الدولة السوفييتية في طريق بناء المجتمع الاشتراكي. ولكن تروتسكي اصر على فرض النقاش العام حول النقابات. ان النظام الداخلي للحزب البلشفي يسمح باجراء النقاش الحزبي على ان يجري ذلك خلال الشهرين السابقين لانعقاد المؤتمر. ويجري النقاش الحزبي بكل حرية في الصحافة الحزبية وغير الحزبية وفي الاجتماعات العمالية والفلاحية وفي اصدار كتب وكراريس ومنشورات يقوم بها قادة النقاش بابداء ارائهم وتقوم القيادة المعارضة لهم بابداء ارائها بنفس الحرية. ولا اعرف عن كيفية اجراء التصويت في نهاية النقاش ولكنه يجري ويحصل كل فريق على نسبة من اصوات الحزب كله. وفي هذا النقاش حصل التروتسكيون على نسبة عالية من الاصوات ولكن لينين حصل على الاغلبية. وفي المؤتمر العاشر الذي عقد في ۱٩۲۱ بعد النقاش اتخذ الحزب بقيادة لينين قرار "السياسة الاقتصادية الجديدة (النيب)" التي كانت تراجعا عن سياسة شيوعية الحرب ولكنها كانت ضمانا لسير الحزب قدما نحو بناء المجتمع الاشتراكي. وكذلك اتخذ المؤتمر قرارا بمنع التكتلات داخل الحزب. ولكن التكتلات داخل الحزب استمرت من الناحية الواقعية وكان المعارضون يبدون اراءهم بصراحة فكان نضالا فكريا حيويا داخل الحزب. وفي سنة ۱٩۲۳ حين كان لينين عاجزا عن الحضور في اجتماعات الحزب لمرضه الشديد قرر تروتسكي ان يشن هجومه على الحزب. وقد جمع كل العناصر المعارضة للسياسة اللينينية في الحزب ووضعوا برنامجا ضد الحزب وقيادته اسموه "برنامج الستة واربعين معارضا". واتحدت جميع الكتل المعارضة على هذا البرنامج وكان البرنامج يتوقع ازمة اقتصادية وانهيار الدولة السوفييتية وطالبوا بمنح الحرية للمجموعات التي منعها المؤتمر العاشر باعتبار ذلك الطريق الوحيد للخلاص. وبهذه الطريقة فرض تروتسكي وحلفاؤه نقاشا اخر على الحزب ونشر برنامج الستة واربعين معارضا مع رسالة كتبها تروتسكي موجهة الى الطلاب والشبيبة ولكن الحزب وقف كله تقريبا ما عدا عدد ضئيل في الجامعات الى جانب القيادة اللينينية. وفي صيف ۱٩۲٦ اتحد التروتسكيون والزينوفيوفيون ليشكلوا كتلة ضد القيادة البلشفية. وفي ۱٩۲٧ اعلن هذا الاتحاد ما سمي "برنامج الثلاثة والثمانين" وهو برنامج مناقض تماما لبرنامج الحزب البلشفي. وفرضوا على اللجنة المركزية فتح النقاش حول هذا البرنامج. ولكن اللجنة المركزية رفضت ان تعلن النقاش فورا لان النظام الداخلي لا يسمح بفتح النقاش الحزبي سوى قبل شهرين من عقد المؤتمر. لذا بدأ النقاش في تشرين الاول ۱٩۲٧ قبل شهرين من انعقاد المؤتمر الخامس عشر. في هذا النقاش خذل اتحاد التروتسكيين والزينوفيوفيين اذ صوت ٧۲٤۰۰۰ من اعضاء الحزب لصالح برنامج الحزب ولم يصوت للاتحاد سوى ٤۰۰۰. وحتى قبل التصويت حين شعر الاتحاديون بخذلانهم شددوا من نضالهم ضد الحزب بان قاموا بمظاهرة احتجاج ضد الحزب والحكومة يوم ذكرى ثورة اكتوبر في موسكو ولينينغراد بالانفصال عن المظاهرات والاستعراضات المألوفة في هذه الذكرى فلم يشترك في المظاهرة سوى عدد ضئيل من الناس. وحينئذ فقط قررت اللجنة المركزية طرد تروتسكي وزينوفيف من الحزب. والطرد من الحزب هو اقصى ما يحق للحزب ان يفعله بالنسبة لمعارضيه وهو حق شرعي لان الحزب هو اتحاد اختياري لمن يؤمن بسياسة الحزب ويخضع لقراراته. ومن المعروف ان الحزب طرد عددا اخر من المعارضين بينهم بخارين وكامينيف وبياتاكوف وغيرهم لمعارضتهم سياسة القضاء على الكولاك كطبقة. ولكن هؤلاء بمن فيهم زينوفييف اعلنوا عن خطئهم واعترافهم بسياسة الحزب السليمة وخضوعهم لقرارات الحزب فأعادهم الحزب الى مراكزهم القيادية لان الحزب لا يفرط باي عنصر فعال في صفوفه. عند قراءة مثل هذه النقاشات وغيرها من النقاشات التي كانت تجري بكل حرية في اجتماعات المؤتمرات واجتماعات اللجنة المركزية والمكتب السياسي يلاحظ مقدار الديمقراطية التي تمتعت بها المعارضة داخل الحزب وعظمة البلاشفة في اقناع اعضاء المؤتمر واعضاء اللجنة المركزية والمكتب السياسي بسياسة الحزب الصحيحة. واستمر هذا السلوك الى اخر المؤتمرات التي اوردها تاريخ الحزب اي حتى سنة ۱٩۳٩. كانت المعارضة التي كان يتزعمها بخارين تعتمد بالدرجة الرئيسية في استعادة الراسمالية على طبقة الكولاك (البرجوازية الزراعية)، الطبقة الاخيرة والواسعة من الراسمالية الروسية. وحين تم القضاء على هذه الطبقة سنة ۱٩۳۳ لم يعد للمعارضة سند اجتماعي ولذلك لم تعد سياسة النقاش السياسي ووضع البرامج السياسية نافعة في تحقيق اهدافهم فقرروا اتخاذ سياسة التخريب والاغتيالات وحتى الاتفاق مع الدول الاجنبية ضد الدولة السوفييتية. وهنا لم يعد الصراع محصورا في النقاشات داخل الحزب بل تحول الى صراع على نطاق الدولة. فالدولة هي المؤهلة للقضاء على التخريب والخيانة وعلى ذلك جرت المحاكمات الشهيرة في سنوات ۱٩۳٦ و ۱٩۳٧و ۱٩۳٨. ففي هذه المحاكمات قدم العديد من العناصر القيادية السابقة في الحزب الى المحاكمة على جرائم التخريب والاغتيالات والاتفاق مع دول اجنبية ضد الدولة السوفييتية. وتوجد نصوص هذه المحاكمات حرفيا وقد قرأتها جميعا فلم اجد في جميع الاتهامات جملة واحدة تحاسب ايا من المتهمين على ارائه السياسية. كانت كل المحاكمات تجري عن جرائم قتل وتخريب وخيانة عظمى اعترف بها جميع المتهمين وامام جميع سفراء الدول التي لها علاقة في الاتحاد السوفييتي وامام الصحفيين من ارجاء العالم لانها كانت محاكمات علنية ومفتوحة للزوار. ويكفي ان اذكر هنا ان السفير الاميركي الاول في الاتحاد السوفييتي وهو راسمالي كبير وقاض ومحام في مهنته وصديق حميم لروزفلت اطلق على هذه المحاكمات التي حضرها جميعا بلا استثناء وكان بين المتهمين فيها اصدقاء له ولعائلته في كتابه "مهمة في موسكو" الذي احتوى على رسائله ومذكراته خلال وجوده في الاتحاد السوفييتي وقامت هوليوود باخراجه فيلما بنفس الاسم ان هذه المحاكمات كانت قضاء على الرتل الخامس في الاتحاد السوفييتي. ولكننا نحن الشيوعيين ما زلنا نسمي هذه المحاكمات ابادات جسدية وشخصية قام بها ستالين. فهل كان الحزب البلشفي حقا كما وصفه الاخ احمد في الفقرة المقتبسة اعلاه؟ تعلمنا من خروشوف ان ستالين كان يقود الحرب على كرة ارضية مدرسية وانه لم يكن يعرف قراءة الخريطة وانه كان قابعا في مقره لم يخرج منه الى زيارة احد ميادين القتال وان انتصار الاتحاد السوفييتي في الحرب ضد المانيا كان من فعل قادة عسكريين مخلصين مثل خروشوف واضرابه. فهل يمكن لاي انسان له حد ادنى من الوعي السياسي والنظري ان يصدق ان جيشا كالجيش الاحمر يقوده قائد جاهل كستالين كما يصوره لنا خروشوف يمكن ان ينتصر على جحافل النازية الهتلرية وهي اقوى جيش عرفه التاريخ حتى ذلك التاريخ هذا الانتصار التاريخي الرائع؟ ولكن مع الاسف صدقته الملايين ممن كانوا يسمون انفسهم شيوعيين وماركسيين اما عن بساطة واما لقاء رشوة قدمها لهم خروشوف. لم تكن في فترة حكم خروشوف وثائق كثيرة عن حياة ستالين وعن الخروشوفيين او لم اطلع على الكثير منها. كان اهم كتاب عن ستالين قرأته كتاب القائد الشيوعي الالباني انور خوجا عن تجربته وذكرياته مع ستالين وكتابه عن ذكرياته ونمط حياة الطغمة الخروشوفية في كتابه "الخروشوفيون". اما اليوم فالمكتبة السياسية زاخرة بالمؤلفات عن ستالين وعن حياته وقيادته العسكرية وانجازاته. قرأت منها اربعة او خمس كتب احدها بقلم المارشال جوكوف الذي كان الشخصية العسكرية الثانية في الحرب بعد ستالين وهو القائد الذي دخل برلين يبين فيه طريقة ستالين في قيادة الحرب وعظمته في هذه القيادة وكيفية عقد المؤتمرات اليومية مع قادة الميدان قبل ان يتخذ اي قرار في اية منطقة من مناطق الحرب الشاسعة. وقرأت كتابا كتبه الحارس الشخصي لستالين من سنة ۱٩۳٥ حتى يوم وفاته كتب فيه عن حياة ستالين الخاصة والسياسية طيلة هذه الفترة. وقرأت كتابا كتبه شيوعي بلجيكي برهن فيه بالوثائق الدامغة تاريخ الاشخاص الذين روجوا عن جرائم القتل التي اتهم بها ستالين وعن مموليهم في سبيل ذلك. وكان من اهم الكتب التي قرأتها عن قيادة ستالين العسكرية في الحرب كتابا كتبه قائد عسكري اميركي التقى بالعديد من القادة العسكريين الذين ما زالوا على قيد الحياة ممن عملوا تحت قيادة ستالين. وقد اشار هذا الكاتب في مقدمة كتابه ما معناه (اذ ليس الكتاب لدي لكي اقتبسه بالنص) اننا اثناء الحرب الباردة كنا نكتب وفقا لمتطلبات الحرب الباردة والان وقد انتهت الحرب الباردة علينا ان نكتب الحقيقة. والحقيقة ان هذا الكتاب كتاب رائع في وصف قيادة ستالين العسكرية في الحرب ضد حجافل النازية. واقرأ الان كتابا رائعا ونادرا تفضل احد قرائي الاعزاء مشكورا باهدائه لي من الولايات المتحدة كتبته الصحفية الاميركية انا لويس سترونغ التي عاشت فترة في الاتحاد السوفييتي واطلعت على ما يجري هناك فكتبت هذا الكتاب الذي عنوانه "كان السوفييتيون يتوقعون ذلك" مباشرة بعد الهجوم النازي على الاتحاد السوفييتي سنة ۱٩٤۱ تشرح فيه كيف كان السوفييتيون يتوقعون الحرب وكيف كانوا طيلة حياة الدولة الاشتراكية يستعدون بجميع الوسائل للدفاع عن الاتحاد السوفييتي عند وقوع الحرب. ولكن المكتبة السياسية زاخرة بالكتب حول ستالين وهي في ازدياد وهدفها اعادة الاعتبار الى ستالين الذي شوهه خروشوف هذا التشويه الذليل. واذا تتبعنا الاحداث في دول الاتحاد السوفييتي السابقة نرى ان جميع الفئات السياسية التي تدعو الى التغيير انما تدعو الى العودة الى الاشتراكية بشكلها الذي كان تحت قيادة لينين وستالين. نقطة اخرى اود الاشارة اليها في رسالة الاخ احمد هي اتهام ستالين بقتل تروتسكي. من المعروف ان الحزب الشيوعي ضد الاغتيالات الفردية وقد كتب لينين عن ذلك كثيرا. ولو فرضنا ان ستالين كان ضد هذا المبدأ اللينيني وكان يريد اغتيال تروتسكي فقد كان من الاسهل والاجدى اغتياله حين كان هو وابنه ليون يعيشان في برلين ويتآمران على الدولة السوفييتية مع السلطات النازية. لقد كان تروتسكي انذاك يشكل خطرا حقيقيا على الدولة السوفييتية. اما في قلعة تروتسكي المحصنة في منفاه فلم يعد يشكل اي خطر على الدولة السوفييتية. ومن المعروف ان الشخص الذي قتل تروتسكي بالطريقة الوحشية الفظيعة كان حارسه الشخصي فهل عين ستالين الحراس الشحصيين لتروتسكي؟ كتبت هذه السطور كمثال للطريقة الصحيحة التي ينبغي اتباعها في بحث احداث الاتحاد السوفييتي بقيادة ستالين سلبا او ايجابا واترك للاخ احمد ان يبرهن بالامثلة والوثائق على ما اورده في رسالته مثل " إن ستالين هبط بالماركسية من آفاقها المفتوحة والمتحركة" او "كيفية حل القضية القومية في الاتحاد السوفييتي المتعدد القوميات" وغير ذلك الكثير. نعلم من تاريخ الحركات الدينية عبر التاريخ انه لم يظهر اي الاه في التاريخ بنفسه ليخاطب الناس ويطلب منهم عبادته. والديانات التوحيدية الثلاث التي ظهرت في الشرق الاوسط مثال على ذلك فان الله لم يظهر للناس ليطلب منهم عبادته بل كان وكلاء الله موسى وعيسى ومحمد هم الذين قدموا الله وطلبوا من الناس عبادته وما زال وكلاء الله حتى يومنا هذا يفعلون ذلك مثل المراجع اليهودية والمسيحية والاسلامية وعلى راسهم الرئيس الاميركي جورج بوش الذي يدعي ان الله امره بالحرب على العراق وعلى افغانستان وعلى البلاد التي يريد محاربتها في المستقبل. فكيف يمكن تفسير ان الالاه الوحيد في التاريخ، ستالين، ظهر الى الناس وطلب منهم عبادته "المقيتة الكاريتيرية"؟ اعتقد ان ذلك يحتاج الى البراهين والوثائق واترك للاخ احمد ان يفعل ذلك.
#حسقيل_قوجمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التغيرات التي طرأت على الطبقة العاملة وتأثيرها السياسي
-
رسالة الى الاخ احمد الناصري
-
اليسار العالمي واليسار العراقي - النكسة
-
اليسار العالمي واليسار العراقي
-
عبادة الحزب
-
التطور التكنولوجي وارباح الراسمالية
-
حكومة الانقاذ الوطني
-
الدراسة المنهجية للماركسية - الاشتراكية
-
الدراسة المنهجية للماركسية - الاقتصاد السياسي
-
رحمة الله عليك يا نعساني
-
حسقيل قوجمان يستفيق من نوم الكهف
-
20شباط العيد الوطني لاستقلال المنطقة الخضراء
-
الدراسة المنهجية للماركسية - المادية الديالكتيكية
-
اسطورة حكومة الوحدة الوطنية 2
-
الكولخوزات ودورها في بناء الاشتراكية
-
ساسون دلال
-
الاستحقاقات الانتخابية والاستحقاقات السياسية
-
المنظمات المهنية والنقابية وانتماءاتها السياسية
-
سبب حل الجيش العراقي
-
اسطورة حكومة الوحدة الوطنية
المزيد.....
-
فرنسا: هل ستتخلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن تهديدها
...
-
فرنسا: مارين لوبان تهدد باسقاط الحكومة، واليسار يستعد لخلافت
...
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأوروغواي
-
اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا
...
-
حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع
...
-
صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
-
بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
-
فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح
...
-
الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
-
على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|