|
من فارس ؛ وداعا للأندلس - مع تحيات / الفرس الثلاثة! ... (الحلقة السادسة)
عمرو عبد الرحمن
الحوار المتمدن-العدد: 6286 - 2019 / 7 / 10 - 10:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
• قيام دول الباطنية الترك آرية علي أنقاض الدولة العربية العباسية • المغرب مهد الفاطميين الاسماعيلية = مع الوقت، تنوعت أدوات الفتنة التي ضربت الأمة بنهاية عصر "الخلافة" واغتيال "الراشدين"، وانهيار آخر إمبراطورية عربية (العباسية) وتحولت إلي مسارين؛ 1. فتن دينية (ظهور الفرق الضالة / شيعة يقابلها السنة ...). 2. فتن سياسية يلعب مشعلوها علي أوتار الفتن الدينية. (أ) فظهرت الدول الباطنية الشيعية (بويهيين – صفويين – فاطميين – قرامطة – حشاشين) ؛ أسسها الفرس الآريون. (ب) يقابلها دول الباطنية السنية (سلاجقة – عثمانيين) ؛ أسسها الترك "الآريون". = وبين التيارين؛ تفرق العرب شيعا وطرقا وفرقا.
• الفرق الإسماعيلية من إيران إلي المغرب !
= شاركت فرق الإسماعيلية في إشعال الثورات الملونة التي حرض الفرس عليها أو شاركوا فيها سرا أو علنا، ضمن عشرات الثورات التي فجروها أو تواطأوا علي دعمها لهدم الحكم العربي... وقد هرب كثير منهم في مواجهة الجيوش العباسية إلي أطراف الجزيرة العربية واليمن وبلاد شمال أفريقيا مثل مصر والجزائر والمغرب وحتي الأندلس... ليعيدوا تنظيم أنفسهم كحركات سرية ثم علنية، انتهت بتأسيس مزيد من الدول الباطنية علي بقايا الحكم العربي الضائع. = تحت ستار "التقية"، عقب وفاة الإمام جعفر 765م ولمدة حوالي قرن من منتصف القرن التاسع حتى عام 899 م مارست حركات الإسماعيلية الفارسية الأصل، أنشطتها الهدامة متخذة الدين ورموز آل البيت قناعا تخفي به أجندتها الاستعمارية – الانتقامية من العرب، وادعي زعماؤها الدعوة إلى إمامة "محمد ابن إسماعيل" وكانت القيادة المركزية للدعوة في سلمية بسورية وكانت هوية القادة المركزيين سرية. = توغل المد الباطني في المغرب ذات الأغلبية الأمازيغية المتخلفة حضاريا، والبعيدة عن تأثير مراكز الإسلام الصحيح، بعناصر باطنية إسماعيلية مثل "الحلوانى" و"أبي سفيان"، وسبقهم "عبيد الله المهدي" الهارب من السلمية بسوريا بعيدا عن أصابع العباسيين. = سنة 132 هـــ. بعد سقوط الدولة الأموية نتيجة خروج بني العباس المدعومين من الفرس المتأسلمين (البرامكة) علي الحكم الأموي دون هدف سوي أطماع السلطة، اصبحت بلاد المغرب بعيدة سياسيا وعسكريا عن سيطرة الحكومة المركزية العباسية، فعاد سريعا لمعتقداته القديمة وولائه للرومان، وارتدت قبائل الأمازيغ عن الإسلام مرارا – بحسب ما أثبته العلامة "ابن خلدون" في كتابه "العبر" – فأصبح المغرب كالأرض الخالية الجاهزة لتلقي أي فكر جديد يقترب من معتقداتهم السابقة علي الإسلام. - الغريب أن قبائل الأمازيغ – غالبية سكان بلاد المغرب – التي قاتلت بضراوة ضد الفاتحين المسلمين، واغتالوا القائد البطل الإسلامي / عقبة ابن نافع ... ثم ارتدوا عن دين الإسلام، هي نفسها التي احتضنت الباطنية الفارسية التي هاجر بها خوارج الدين والحكم العربي في العصر العباسي ! = سنة 297ه- بالتزامن مع تأسيس دول آرية باطنية شرقا، مثل الصفوية والبويهية خصما من الأرض العربية، أسس حفيد القداح الفارسي الصهيوني "عبيد الله"، أول دولة باطنية إسماعيلية غربا، بتونس، وسماها الدولة "الفاطمية" حسب نسله المزيف لآل البيت - علي أنه (ابن الحسن علىّ موسى جعفر علىّ الحسين علىّ بن أبى طالب) !
• دولة الأدارسة في المغرب - الخوارج في أحضان البربر / والصهاينة !
= عندما هرب الفاطميون بحركتهم الاسماعيلية السرية لبلاد المغرب، كان التشيع الباطني قد انتشر هناك بالفعل، بعد أن تأسست دولة الأدارسة الشيعية العلوية علي يد "إدريس ابن الحسين" سنة (172)هـ. = "إدريس ابن الحسين" – شيعي علوي، احد مشعلي ثورات الخوارج المسلحة ضد الحكم العربي، وقاد الشيعة العلويين في "معركة فخ" بتاريخ (8 ذو الحجة 169 هـ) قرب مكة بمكان يسمى فخ – ضد الجيش العباسي. = انهزم مرتزقة الخوارج الباطنية أمام الجيش العربي، وتم القضاء علي ما سميت بـ"ثورة الحسين بن علي المثلث"، لكن "إدريس" هرب للمغرب، بناء علي توصية من المدعو "راشد الأوربي"... من قبيلة "أوربة" الأمازيغية (أكبر قبائل البـــربر) وتضم فروعها قبائل (صنهاجة وكتامة ومصمودة) ويمتد نفوذها من طرابلس إلى طنجة، وهي الأساس العرقي لدولة " أوربة " التي حكمها " كوسيلة بن لزم الأوربي " (باللاتينية: Caecilius كاسيليوس) (أمازيغية: أكسل ⵙⵉⵍ) وهو من قتل القائد الفاتح / عقبة بن نافع - رضي الله عنه – الذي كان شعاره كمجاهد فاتح : {اللهم إني لم أخرج بطرا ولا أشرا وأنك تعلم أني أطلب السبب الذي طلبه عبدك ذو القرنين. وهو أن تعبد ولايشرك بك. اللهم إن كنت أعلم أن وراء هذا البحر أرضا لخضته إليها في سبيلك}. = تلقي الهارب "إدريس" دعما مستمرا من عملاء الباطنية الاسماعيلية، مثل الشيعي العلوي "واضح مولى صالح" - مسئول البريد في عهد الوالي العباسي لمصر - الذي عمل على تهريبه من مصر بعيدا عن عيون بني العباس ونقله مع قافلة البريد المعفاة من التفتيش لخارج الحدود، مستغلا منصبه لتهريب ابن مذهبه الشيعي حتى وصل القيروانن بدعم الأمازيغي " راشد الأوربي ". = هكذا أصبحت بلاد المغرب بيئة صالحة لمذهب الإسماعيلية الفاطمية، وتشيع غالبية البرابرة الأمازيغ، وكان من أبرز الدعاة للفاطميين المدعو "أبو عبد الله الشيعي" – الهارب من اليمن – الذي نشر الحركة بكل شمال إفريقية، حتي أعلن الفاطميون قيام دولتهم سنة (296)هـ.
• أمازيغ المغرب ملجأ الصهاينة الهاربين من ضربات مصر القاهرة ...
= الوثائق التاريخية وشهادت المؤرخين، تثبت أن ارض قبائل الأمازيغ كانت الملجأ الآمن للصهاينة الهاربين من ضربات الدولة المصرية القديمة في عهد ملوكها العظام سواء " مرنبتاح " الذي خلد انتصاره علي الترك والصهاينة علي لوحة النصر الشهيرة :- "يسرائيل أبيدت ولم يعد لها بذرة"... - أو في عهد الملك نخاو الثاني الذي نخاو الثاني (Necho II) الذي استعاد لمصر – حدودها الأمن قومية حتي حدود العراق لآخر مرة – كما حارب يوشيا "يوشع" ملك يهوذا، الذي أراد قطع الطريق أمامه بعد أسوار مجدو، في معاركه ضد الفرس، وانتصر ملك مصر وقتل "يوشيا" في المعركة، وعين نكاو ملكا من اختياره لعرش أورشليم. فعادت مصر سيدة فلسطين والشام لسنوات أربع جديدة. = نتيجة الانتصارات والضربات المصرية القاصمة، للصهاينة عقابا لهم علي تحالفهم مع أعداء مصر، الترك والفرس الآريين، هرب آلاف منهم ومنهم من استقر في بلاد المغرب فاحتضنته قبائل البرابرة الأمازيغ بحفاوة لدرجة أن أشهر ملكاتهم كانت صهيونية الأصل !، وهي الملكة " ديهيا بنت تابنة بن نيفان بن باورا "، واشتهرت بـ"الكاهنة" وملكة الاوراس = تثبت الحفريات بشمال أفريقيا أن الصهاينة عاشوا وسط ترحيب الأمازيغ، ويذكر العلامة "ابن خلدون" أن قبائل عديدة من الأمازيغ دخلت الديانة اليهودية قبل الفتح الإسلامي وبعضها بقي على هذا الدين حتى بعد الفتح. = وثبت أن يهود المغرب ليسوا من السلالة المغربية E-M81)) أو (E1b1b1b). = يسمي البربر أنفسهم بـ «الأمازيغ»، كلمة مأخوذة من "مازيس" أو Mazices، إحدى التسميات الرومانية لهم، وأطلق قدماء المصريين عليهم اسم «مَاشوش». = سنة 69 هـ. تولت الكاهنة الصهيونية حكم قبائل البربر عقب نجاح القوات العربية في القضاء علي الملك الأمازيغي "كوسيلة" فأشعلوا ثورة ضد الحكم العربي بقيادة الكاهنة واستعادت سيطرتها علي شمال أفريقيا لمدة 35 سنة وعاصمة مملكتها ماسكولا (خنشلة حاليا) بالأوراس.
• "المغرب" مهبط كهنة الصهاينة وحضن الباطنية الإسماعيلية المتسللة من "المشرق" !
= ذكر العلامة ابن خلدون في كتابة "العبر" بالجزء السابع ص 12-13: " إن البربر دانوا بدين اليهودية عن بني إسرائيل مثل قبيلة جراوة بجبل الاوراس ومنها الكاهنة ومنهم قبائل "مدينونة" و"قندلاوة" و"بهلولة" و"بني بازاز" وغياتة. = بحسب (شلومو زاند: שלמה זנד) - بروفسور تاريخ إسرائيلي بجامعة تل أبيب ومؤلف كتاب اختراع الشعب اليهودي، أثبت أن "الكاهنة ديهيا" يهودية الأصل ومن عائلة رهبان يهود واسمها الحقيقي يوديث، وأن قبيلة (جراوة / جيرا) بمنطقة الأوراس التي تنتمي لها الكاهنة، كانت قبيلة من عرق بني إسرائيل، وأنها نزحت للمنطقة عبر أراض مصر وليبيا وأن الكهان اليهود الذين حكموا القبيلة، لجأوا للمغرب في عصر الملك يوشع (يوشيا)، الذي قضي عليه ملك مصر نخاو الثاني. = سجل "شلومو زاند" شهادة "شلوتز" عن هذه الحقائق كاتبا؛ In 1933 slouschz expanded his publications and reissued them as a book in hebrow. Al- kahina ( ‘’judith the priestess’’ ) contains fascinating historical material tinged with Romanticism and seasoned with folklore and picturesque tales that slouschz had Borrowed from arabic and french historiography. He argues that kahina ‘s noble Tribe , the powerful Djeraoua tribe of the Aurés-whom he calls the gera-was ‘’A nation of the race of israel ’’ these ‘’Geras’’ had come to the region from libya And had previously lived in egypt. The priests, who led the tribe, had come to the Land of the Nile in the reign of judah’s king josiah, in the exile of the pharaoh necho. Dihya was an affectionate jewish nickname for a woman named judith, and she was Certainly of a priestly family . jewish tradition does not permit woman to be priests, But as the canaanite influ-ence was still strong among them , the geras dubbed her a kahina.
= تحالفت قبائل البربر الأمازيغية – اليهودية (كقبيلة جراوة) عسكريا مع الرومان قبل الفتح العربي ، ولما وصلت إليهم جيوش الدولة العربية، تحالف الجانبان ضد الفتح الإسلامي. - من هنا يتفجر السؤال مجددا والإجابة بين حروفه : لماذا قاتل الأمازيغ بشراسة ضد الفتح العربي وبالمقابل لم يقاوموا إلا قليلا التغلغل الباطني الشيعي الفاطمي ؟؟؟ • دولة الموحدين ؛ السفاح "ابن تومرت" ابن الحشاشين الباطنية وصانع ثورة الخوارج الملونة
= بعد سقوط دولة الخلافة باستشهاد الصحابي / علي ابن أبي طالب – رضي الله عنه – وقعت 3 أحداث متوازية في أواخر عصر الامبراطورية العربية العباسية، وهي؛ 1. ظهور قوي الترك والفرس، التي أسست دويلات عديدة خارجة علي الحكم العربي. 2. ظهور الفرق الباطنية وانتشارها من إيران – التي كانت عربية – إلي الأندلس التي سقطت علي يد الموحدين الباطنية. 3. ظهور الاستعمار الصليبي الذي لم يجد صعوبة في سحق بلاد العرب الممزقة بين أنياب الفرس والترك. = سنة 505هـ عقب عودته من المدرسة النظامية بدأ " ابن تومرت بن نيطاوس بن ساولا ابن سفيون بن الكلديس ابن خالد"، لمسقط رأسه وقبيلته "مصمودة" الأمازيغية (البربرية) بمدينة هرغة المغربية، بدأ تنفيذ ما تعلمه بالمدرسة النظامية الباطنية، وتقليد ما شهده من ثورات الفرس الخوارج علي الحكم العربي العباسي، فدبر لإشعال "الثورة الموحدية الملونة"، وقاتلوا وقتلوا مئات الآلاف من المسلمين حتي أسقطوا دولتهم العربية، بينما لم يقاتلوا الصليبيين في الأندلس معشار ما قاتلوا ضد العرب المسلمين... فضيعوا ما حققه الفاتحون العرب في المائة عام الذهبية من تاريخهم. = "مصمودة" أكبر مجموعة قبلية أمازيغية استوطنت جبال أطلس المغربية. = بحسب المستشرقين الغربيين مثل "الفريد بل" والمؤرخين العرب مثل "ابن خلدون" و"ابن كثير" روج الموحدون للفكر الباطني بكل صوره، شيعي وصوفي، وناصروا مذاهب الفلسفة اليونانية ووحدة الأديان ووحدة الوجود التي – قاومتها دولة المرابطون – مستغلين البيئة المغربية القريبة من التشيع لتكون قاعدتهم الباطنية ضد دولة المرابطين القوية الأخيرة التي حافظت علي وحدة الأندلس وانتمائها للحضن العربي، وحاولت الحفاظ علي نقاء العقيدة من شوائبها من فلسفة وطقوس باطنية. • (التوحيد بالقتل) شعار المتطرفين الباطنية "الموحدين" !
= من وراء شعارات دينة براقة مثل "التوحيد" و"الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" أطلق ابن تومرت دعوته الخارجة عن الدين والحكم العربي، باعتراف أحد تلاميذه المؤرخ [البيدق أبوبكر الصنهاجي - في كتابة المقتبس من كتاب الأنساب] - أنه استغل هذه الشعارات لجذب العامة، وأنه كان إذا خشي بطشاً خلط في كلامه حتى ينسبوه إلى الجنون... - وهذا منهج كثير من الفرق الباطنية حيث يلجأون إلى خدعة التقية أو التواري وراء اعتبار تصريحاتهم الشاذة دينيا مجرد ((شطحات)) ! = كعادة كل الرموز الباطنية، ولاكتساب الشرعية السياسية والدينية، ادعى ابن تومرت الأمازيغي - أنه من السلالة النبوية، وهو ما أثبت علماء الأنساب والمؤرخون كذبه مثل العلامة "ابن خلدون" والمؤرخ "الزركشي". = بحسب "ابن كثير" في "البداية والنهاية / الجزء الثاني عشر" كشف أن "ابن تومرت" زعم بهتنانا أنه تنزل إليه ملاك الوحي وعلمه القرآن وموطأ مالك، كما استعان بأساطير الكرامات الصوفية لغسيل عقول البسطاء وادعي قدرته علي "إحياء الموتى وتكليمهم". = علي خطي الشيعة الإمامية والاثني عشرية، ادعي أنه "الإمام المعصوم" و "المهدي المنتظر" قائلا:- ((أنا محمد بن عبد الله، أبايعكم على ما بايع عليه أصحاب رسولِ الله رسولَ الله !)). = أصدر كتابا سماه (أعز ما يطلب)، جمع بين المذهب الأشعري (تأويل الصفات الإلهية باطنيا مع عدم الاعتراف إلا بسبعة صفات) وبين المعتزلة (نفي الصفات تماما) وخلط فيه بين الصوفية والتشيع.
• المعتزلة والأشعرية أسلحة ابن تومرت الباطنية !
= "المعتزلة" من الفرق الضالة التي حذر النبي صل الله عليه وسلم من افتراق الامة لها، وهي تتفق مع فرقة أخري هي "الجهمية" في نفي الصفات الإلهية ، وتتشابه مع فرقة الأشعرية التي تنفي بعض الصفقات وتثبت بعضها. = من رموز المعتزلة "الجعد بن درهم"، ثم "الجهم بن صفوان"، وإليه نسبت فرقة الجهمية، أما مؤسس فرقة المعتزلة هو؛ " واصل بن عطاء " وقد تأثرت بحركة ترجمة الكتب اليونانية والكتب الفارسية (الفلسفة الباطنية) إلي العربية في عهد العباسيين ... واعتنقوا رأي فلاسفة الوثنية الباطنية، بزعم أن الله واجب الوجود بذاته، (قائم بذاته) وأنه واحد بلا صفات واعتبروها زائدة على الذات، وقالوا: أنه عالم بالذات لا يعلم زائد على ذاته. = " أفلوطين " الفيلسوف اليوناني الوثني – سماه الصوفية " الشيخ أفلوطين " وجعلوه أستاذهم الأول في الباطنية، نفي الصفات الإلهية؛ بزعم أنه بذلك يشبهه بالأفراد، ويرفض وصف الله بالعليم لأنه هو العلم، ويرفض وصفه بالبصير لأنه ليس بحاجة للبصر؛ لأنه ذاته النور الذي يبصر به الناس. - مصادر: الغزالي والشهرستاني. = فرقة الأشعرية اعترفت ببعض الصفات ورفضت الاعتراف بالباقي، فلا يثبتون إلا سبعة صفات، (صفات المعاني)، وهي: القدرة، والإرادة، والعلم، والحياة، والكلام، والسمع، والبصر. = نفت الأشعرية صفة العلو " المتعال " التي تعني مباينته لخلقه واستقلاله عنهم، لكي يتوافق مذهبهم مع عقيدة وحدة الوجود وفكرة الأحدية (الواجد والموجود واحد). = كما نفت تأثير قدرة العبد في فعله، ونفي تأثير الأسباب في المسببات، بما يتفق مع مذهب فرقة أخري هي "الجبرية" التي انتمي لها أقطاب الباطنية كالحلاج وابن عربي والسهروردي. = نفت الصفات الاختيارية المتعلقة بالمشيئة والقدرة الإلهية. = نفت الصفات الخبرية كالوجه واليد والقدم، ولا الأفعال الاختيارية كالاستواء والمجيء والنزول، ويلجأون معها للتأويل الباطني (معاني لا علاقة لها بتفسير النصوص الواضحة الظاهرة) أو يلجأون لتفويض معانيها باعتبارها من الآيات المتشابهات التي لا معني مفهوم لها كالكلام الأعجمي، وكالحروف المقطعة بأوائل السور. = عكس فرقة الأشعرية، أجمع المفسرون في عهد الخلافة الراشدة، علي قابلية آيات الصفات للتفسير والاجتهاد (وليس التأويل الباطن بمعاني لا علاقة لها بالنص الظاهر). = لم يقولوا أبدا إن الله ينزل كلاماً لا يفهم أحد معناه، وقالوا أن أحاديث الصفات: "تمر كما جاءت" ... وأن النصوص على ما دلت عليه من معناها، بما في ذلك نصوص الوعد والوعيد, والفضائل ... - وهذا عكس منطق الفلاسفة والباطنية الذين يأولون النصوص بمعاني مختلفة تماما عن ظاهرها. = أجمع المفسرون والأئمة الأربعة، علي إثبات ما أثبته الله تعالى لنفسه، أو رسوله صلى الله عليه وسلم من صفات الكمال، كما نزلت، دون تأويل ولا تعطيل، ولا تشبيه ولا تمثيل ولا تحريف ولا تكييف ... بحسب قوله تعالى: - {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}.
• مذابح الباطنية "الموحدين" ضد العرب المسلمين حتي سقوط "المرابطين" والأندلس ... = سمى ابن تومرت أصحابه بالموحدين، لأنهم في رأيه يوحدون الله حقًّا لنفيهم الصفات الإلهية، وأسس مسجداً لأتباعه لبث أفكاره ونشر بينهم كتاباً سماه "التوحيد" باللغة الأمازيغية وقال: من لا يحفظ هذا (التوحيد) فليس بمؤمن وإنما هو كافر لا تجوز إمامته ولا تؤكل ذبيحته فأصبح كالقرآن عندهم ! = رغم أن الأنبياء وحدهم لهم العصمة من ربهم، ادعي ابن تومرت العصمة لنفسه وأنه المهدي الذي وعد الدين بخروجه آخر الزمان، وقال في خطبة له بعد مبايعته إمام للموحدين سنة515هـ: "أنا محمد بن عبد الله" ! = يقول ابن خلدون: "ولما كملت بيعته لقبوه بالمهدي المعصوم"... ومعناه أن ثورة الموحدين جمعت بين فرق السنة والشيعة والباطنية في خليط ديني مشوه، خاصة في مسألة الإمامة تبني رأي الشيعة في كتابه (أعز ما يطلب) قائلا:- ((لا يصح قيام الحق في الدنيا إلا بوجوب الإمامة في كل زمان إلى أن تقوم الساعة، ما من زمان إلا وفيه إمام لله قائم بالحق... )) وهو نقيض الحديث الشريف : - {... "فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال تلزم جماعة المسلمين وإمامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولو أن تعض بأصل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك}. - إذن الإمام ليس شرطا وجوده في كل الأزمان – 1 - والحديث يوضح خطورة الانتماء للفرق التي انقسمت إليها الأمة، منذ ألف عام وحتي الآن. = بناء علي فكره الباطني المتشدد، اتهم ابن تومرت أمراء وعلماء دولة المرابطين بالكفر واستحقاقهم القتل ودعا أتباعه الغوغاء والبربر (للجهاد) ضد مسلمين أمثالهم في المغرب والأندلس ! - (واعلموا أن جهادكم المرابطين فرض على كل من فيه طاقة للقتال، واجتهدوا في جهاد الكفرة الملثمين...) = وهكذا قاتل الموحدون الخوارج ضد جيوش المسلمين من دولة المرابطين قتال المسلمين للكفار ((كما لم يقاتلوا دفاعا عن الاندلس)) التي أضاعوها من يد الامة - عمدا وترصدا وتنفيذا لمخطط الباطنية الآرية الشامل لهدم دولة العرب ... = اتضح أن هدف ابن تومرت كان إزالة دولة المرابطين من جذورها، وبناء دولة الباطنية الموحدين على أنقاضها مهما كَلَّفه ذلك... وحدث بالفعل ان استشهد مئات الآلاف من جنود العرب المسلمين علي أيدي مرتزقة الباطنية حتي قامت دولة الموحدين التي امتدت علي يد تابع ابن تومرت "عبد المؤمن بن علي الكومي" (487هـ/ 1094م - 558هـ / 1163م) من مصر إلى المغرب والأندلس، معلنا الانتماء للدولة العباسية ثم استقل عنها تماما ككل الدويلات الباطنية التي قامت علي أنقاض الحكم العربي في العصر العباسي.
• ابن مشيش حفيد إدريس الخوارج الشيعي العلوي وابو سيدهم الشاذلي !
= في هذه الأجواء المسمومة الممتدة من أقصي الشرق حيث يطلع قرني الشيطان، وتتفجر ثورات الربيع الباطني الترك آري ضد الحكم العربي الإسلامي، ولد الشيعي العلوي / "عبدالسلام ابن مشيش" - حفيد إدريس الثاني ابن إدريس الأول" ! = وإدريس هذا أحد الهاربين بمذهبهم الإسماعيلي الخارج علي الحكم العربي والدين الإسلامي، بعد مشاركته في إحدي ثورات الخوارج التي أشعلها الفرس لإسقاط الدولة العباسية، وهي الثورة المسلحة التي قادها الشيعي العلوي الإسماعيلي "الحسين ابن الحسن المثلث"، ونتيجتها دارت موقعة "فخ" قرب مكة سنة 785م بين الخوارج والجيش العربي العباسي بقيادة "المهدي ابن أبي جعفر ابن علي ابن عبد الله ابن العباس ابن عبد المطلب" – جد النبي – صلى الله عليه وسلم. = بعد هروب "إدريس" من قبضة العباسيين، هرب لمصر، ومنها للمغرب وأسس دويلة الأدارسة الخارجة علي (الخلافة الإسلامية) بالمغرب الأقصى سنة 172هـ. = من نسل "إدريس" ولد "عبدالسلام ابن مشيش" (1163 - 1228 م) في عصر دويلة الموحدين الشيعية الباطنية، التي حاربت دولة المرابطين الإسلامية الموالية للحكم العربي العباسي فسقطت وسقطت معها الأندلس للأبد علي أيدي الخوارج الموحدين – أحفاد الأدارسة الشيعة العلويين ! = "ابن مشيش" من مشايخ الصوفية، تأثر برسائل "إخوان الصفا الباطنية الوثنية، كما في "صلاته المشيشية" الشهيرة ... وكان مذهبه قريب من مذهب أجداده الإسماعيلية عملاء الفرس الآريين... وشرب منه الصنعة "أبو الحسن الشاذلي" مؤسس "الطريقة الشاذلية". - يا له من تاريخ مكلل بالعمالة للخوارج علي الحكم والدين ... - ولا عجب أن ضريح الشاذلي بجبل حميثرة أصبح وثنا معبودا من دون الله، تقام حوله طقوس الحج الوثني من طواف وإفاضة وذبح النسك لغير الله، في نفس يوم الحج الشرعي بعرفة !!!، دليلا قاطعا أنهم (علي الكتاب والسنة متبعون – بالعكس طبعاً) !
حفظ الله مصر والعرب.
يُتْبًعْ بمشيئة الله.
#عمرو_عبد_الرحمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
من فارس ؛ وداعا للأندلس - مع تحيات / الفرس الثلاثة! ... (الح
...
-
مصر السيسي بين يوسف تاشفين و الناصر صلاح الدين
-
من فارس ؛ وداعا للأندلس - مع تحيات - الفرس الثلاثة - ... (ال
...
-
من فارس ؛ وداعا للأندلس - مع تحيات - الفرس الثلاثة - ... (ال
...
-
من فارس ؛ وداعا للأندلس - مع تحيات - الفرس الثلاثة - ... (ج
...
-
من فارس ؛ وداعا للأندلس - مع تحيات - الفرس الثلاثة -... (ج 1
...
-
بقيادة صقور مصر ؛ معركة 30 يونيو انطلقت من 6 سنوات ولازالت م
...
-
النظرية الترك آرية – النظام العالمي القديم / الجديد و الديان
...
-
إنها الباطنية أفيون الشعوب ! كلنا ضحايا ألف سنة من هيمنة الد
...
-
عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب ! سندباد الفارسي وب
...
-
عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب ! سلسال الدم الفارس
...
-
عزيزي ماركس ؛ إنها الباطنية أفيون الشعوب ! - هيرمس الهرامسة
...
-
أمريكا تغرق في المحيط و الإسكندرية في الطريق : المناخ تحت ال
...
-
من مجدو إلي هرمجدون بين انتصارين مصريين علي الترك الآريين
-
محطة مترو البجع .. Pelican Metro Station
-
جون كاسن المندوب السامي لبريطانيا الصغرى في القاهرة
-
جيش مصر ثأر لدماء شهيد الوطن نقيب شرطة أيمن الدسوقي
-
التراس خيرت الشاطر وراء الجريمة الإرهابية ضد الأهلي
-
أين الكوماندوز أبوالنجا من أوكار حقوق الإنسان ؟
-
أكاذيب ممدوح الحربي شيخ الوهابية الماسونية .. ( 2 )
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|