أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود عكو - إيران النووية وأوراق جديدة للمساومة















المزيد.....

إيران النووية وأوراق جديدة للمساومة


مسعود عكو

الحوار المتمدن-العدد: 1545 - 2006 / 5 / 9 - 06:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


محمود أحمدي نجاد الرئيس الإيراني الذي أعلن قبل فترة أن بلاده انضمت للنادي النووي بعد أن استكملت دورة الوقود النووي يقول أن بلاده مستمرة في برنامجها حتى الحصول على الوقود الصناعي, وأنه لشرف له أن أنتهز فرصة الاحتفال بالمولد النبوي، ليعلن أنهم استكملوا دورة الوقود النووي من خلال تخصيب اليورانيوم, ولن يمنعهم الأعداء من الاستمرار في الطريق الذي اختاروه,أما علي أكبر هاشمي رفسنجاني رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران قال إن بلاده نجحت في إنتاج الوقود النووي عبر تخصيب اليورانيوم, وأكد أنهم نجحوا في تشغيل الوحدة الأولى، التي تجمع 164 مركز قوة طاردة، وحصلوا على المنتج الصناعي.

تسمح عمليات تخصيب اليورانيوم التي أعلنت طهران، أنها نجحت في القيام بها، بإنتاج الوقود لمحطة نووية مدنية، إنما كذلك بإنتاج المادة الانشطارية لشحنة قنبلة ذرية, وتستخرج إيران اليورانيوم من أراضيها, وهذا المعدن الرمادي اللون الصلب الموجود في الطبيعة مخلوطاً مع عدة معادن، هو عنصر مشع طبيعي يضم نظيرين هما "يو-238" و"يو-235". لكن النظير "235"، وهو الوحيد الذي يلعب دوراً في تشغيل المحطات, وصناعة قنبلة على حدٍ سواء لأنه قابل للانشطار، متوافر بنسبة ضئيلة جداً لا تتعدى 0،7%، ما لا يسمح باستخدامه بشكله الطبيعي. لذا يجب تخصيب هذا اليورانيوم لكي تتراوح نسبة النظير "يو-235" فيه ما بين 4 و5% لاستخدامه لأغراض مدنية وأكثر من 90% للاستخدامات عسكرية.

إن إعلان رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية غلام رضا أغا زاده في التاسع من نيسان نجاحه في تخصيب اليورانيوم بنسبة 3،5%, وفي مرحلة أولى يحول خام اليورانيوم المعروف بـالكعكة الصفراء إلى غاز )هكسافلويورايد اليورانيوم( (يو أف-6)، والذي يستخدم في أجهزة الطرد المركزي لإنتاج اليورانيوم المخصب, وأعلنت إيران أنها أنتجت 110 أطنان من (هكسافلويورايد اليورانيوم), ويتم تخصيب اليورانيوم بواسطة أجهزة طرد مركزي، وهي أنابيب يخضع فيها )هكسافلويورايد اليورانيوم( لعمليات دوران بسرعة فائقة, وبفعل حركة الدوران، يتم الفصل بين ذرات اليورانيوم الثقيلة (يو-238) التي تطرد إلى أطراف الجهاز, والذرات الخفيفة (يو-235 (التي تبقى في الوسط, ويرسل الغاز الذي يبقى في الوسط إلى جهاز طرد مركزي ثان يكرر العملية, وهكذا دواليك حتى يجتاز الغاز سلسلة الأجهزة المترابطة, وتتوقف نسبة تركيز النظير )يو-235( في اليورانيوم على عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة, ومدى فاعليتها, والوقت الذي تستغرقه العملية, ومصانع تخصيب اليورانيوم التي تلجأ إلى هذه العملية تستخدم آلاف أجهزة الطرد المركزي, وقال أغا زاده أن بلاده ستسعى لإنشاء مجموعة من ثلاثة آلاف جهاز طرد مركزي بحلول نهاية العام, وبحسب المعهد الأمريكي الدولي للعلوم, والأمن الدولي، فان منشأة من 1500 جهاز للطرد المركزي تكفي خلال عام، لإنتاج كمية من اليورانيوم العسكري تفوق ما هو ضروري لصنع قنبلة ذرية واحدة, أما البلدان التي لديها وحدات طرد مركزي فهي البرازيل, والصين, وألمانيا, واليابان, وإيران, وهولندا, وكوريا الشمالية, وباكستان, وروسيا, وبريطانيا, وهدف التخصيب هو زيادة نسبة ذرات اليورانيوم-235 الانشطاري في اليورانيوم, ويشتبه الخبراء الغربيون بأن إيران تطور برنامجاً سرياً يعتمد على أجهزة الطرد "بي-2" سلمها مهندس القنبلة الذرية الباكستانية عبد القدير خان بالتزامن مع النشاط النووي الإيراني في نطنز وسط إيران بحسب مصادر صحفية.

كان لا بد للدخول إلى هذا الموضوع الولوج قليلاً إلى عالم الفيزياء النووية لكي يتسنى للقارئ معرفة الكلام الذي سيدار حول هذه التقنية العجيبة في صنع قنبلة ذرية إذا استخدمت لأغراض عسكرية, أو إنتاج طاقات مختلفة كالكهرباء مثلاً بالاعتماد على مفاعل نووي يستخدم لأغراض مدنية, وسلمية لكن ما يطبخه الإيرانيون يفوق مجرد استخدام اليورانيوم المشع لأغراض عسكرية كصناعة قنبلة انشطارية بغية تصنيع قنبلة ذرية, أو بناء منشآت نووية, واستخدامها لأغراض سلمية لإنتاج أنواع مختلفة من الطاقة بل تلجئ إيران, وبعد المناورات الأخيرة, والسبيل إلى لقاء مسؤولين أمريكيين في العراق, واستعراضات القوة التي قامت بها في الخليج الذي صار فارسياً بالقوة النووية, وتوجيه رسالة قوية لكل من يظن بأن إيران دولة سهلة المنال, وضربها عسكرياً لن يأخذ منهم أياماً كما حصل للعراق فإن صاحب هذا التفكير يكون بعيداً جداً عن الحقيقة.

إيران, وبعد امتلاكها تقنية تصنيع اليورانيوم المشع, وتحويله بطريقة أجهزة الطرد المركزية إلى منتج قد يكون سلمياً, وقد يكون وقوداً نووياً لقنبلة ذرية تحاول اللعب مع الأمريكيين, والأوربيين بأوراق عدة ويبقى دائماً أمنها, وبرنامجها النووي في مقدمة هذه اللعبة وحمايتهم من أي مكروه هو أكبر همومها لذلك بدأت تلجأ إلى كشف أوراقها الجديدة لمحاولة إضعاف الموقف الأمريكي, والأوربي وحتى الصيني من كل طموحاتها النووية, والعسكرية لا بل لجأت إلى مقايضة بعض تلك المساومات حينما وافقت على الدخول مع أمريكا في حوار حول العراق هذا من خارج اللعبة أما من داخلها فتبقى الكثير من الأسئلة تنتظر الإجابة عليها, وليس من المعقول دخول إيران مفاوضات مع أمريكا فقط لحل الأزمة العراقية بكل أبعادها.

في وقت سابق لوّح سكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني كبير المفاوضين علي لاريجاني إلى إمكان استخدام إيران أوراقها الإقليمية في مواجهة الضغوط الأوروبية، وأكد أنه إذا استخدمت هذه الدول كل ما تملكه من وسائل للضغط على طهران، ستعمد إيران إلى استخدام مواقعها, وأوراقها في المنطقة, وأعلن أن التوجه إلى مجلس الأمن لإطلاعه على الملف النووي, أو أحالته عليه يعني انتهاء الدبلوماسية، وهذا غير إيجابي إطلاقاً, وأشار إلى أن القرار يرفع درجة عدم الأمن في التعاطي مع إيران التي ستكون مجبرة على العودة إلى تطبيق القانون الصادر عن البرلمان، والذي يطالب الحكومة بوقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة النووية, وتعليق العمل بالبروتوكول الإضافي للتفتيش المفاجئ.

إذاً خيارات التفاوض, والمقايضة بالأوراق الإقليمية هي أهم خطوة ستخطوها إيران في الأيام القادمة, وذلك لضمان استمرار تقدمها في أحلامهما النووية, والعسكرية في منطقة الخليج الفارسي دون منازع, وأهم هذه الأوراق التي ستلجأ إيران إلى اللعب بها هي حزب الله اللبناني, وحركة حماس الفلسطينية والبعض من حلفاءها الشيعة في العراق بالإضافة إلى العامل الأهم, والأخطر الأن سوريا, والتي تقترب أزمتها من الاستفحال مع اقتراب موعد تسليم سيرج براماريتس تقريره النهائي عن قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق الشهيد رفيق الحريري, وكذلك تقرير مبعوث الأمم المتحدة تيري رود لارسن حول تطبيق سورية لقرار /1559/.

إيران القوية نووياً, وعسكرياً, واقتصادياً بالإضافة المتماسكة إلى هذه اللحظة شعبياً خلف قيادة الملالي, وآيات الله باتت تتحرك إقليماً محاولة إرسال رسائل تهديدية, أو تحذيرية إلى معارضيها في مجلس الأمن, والاتحاد الأوربي, وكل من يرى في تنينها النووي وحشاً سيقد مضجع الكثيرين منهم ستبدأ خطواتها الأولى لدعم حكومة حماس لكي تبقى أكبر زمن ممكن في وجه الاختناق الاقتصادي الذي لفت بها إسرائيل, وأوربا, وأمريكا عنقها به, وتحاول قدر الإمكان هي, وسوريا عن طريق المساعدات الغير محدودة لها للاستمرار, ومنعها من الفشل والسقوط في هاوية الأزمات الاقتصادية التي يسعى إليها معارضوها, والتي بدورها تساند إيران لأنها أكبر حليف إقليمي لها في فلسطين, وأقرب حركة عسكرية لها في إسرائيل هذا إذا التجأت تصفية الحسابات بين الدولتين النوويتين إلى أزمة عسكرية بينهما.

الورقة الثانية التي تلعب عليها إيران هي حزب الله اللبناني, والتي ترى في حسن نصر الله أكبر حليف لها لمنع قيام دولة لبنانية ليست على الخطى الإيرانية, والسورية وستكون إيران حذقة جداً لو تمكنت أن تتدخل عن طريق حزب الله أن تحل الأزمة اللبنانية على الطريقة التي تريدها هي وضخ المزيد من التصميم لإبقاء حزب الله كقوة عسكرية تجاور إسرائيل حتى, ولو وافقت سوريا, وإسرائيل, ولبنان على ترسيم الحدود بينهم ويبقى سلاح حزب الله إحدى أهم نقاط ارتكاز في حال لو تعرضت إيران لهجوم إسرائيلي, وسيكون الرد الإيراني سريعاً للغاية عبر حزب الله من لبنان, وحركة حماس من داخل الأراضي المحتلة.

الورقة الثالثة هي الشكوك التي تساور المجتمع الدولي في ضلوع أصابع إيران الخفية وراء الأزمات العراقية الخانقة ابتداءً من الأزمة الأمنية, ومروراً بالنعرات الطائفية, وانتهاءً بالمخاضات المتعسرة لتشكيل حكومة عراقية, وتمسك الائتلاف الشيعي المقرب من إيران, وتدل كل المؤشرات على صحة هذه الشكوك, ولو بشكل جزئي.

الورقة الأخيرة, والأهم هي سوريا التي تدعي إيران في مساندتها لها رغم أنه سيكون سهلاً جداً على إيران أن تتخلى عن دعم, ومساندة سوريا في أزمتها مع المجتمع الدولي في حال تم غض النظر عن برنامجها النووي, وسيكون ضربة قاضية, والشعرة التي ستقصم ظهر الحكومة السورية إذا توصلت إيران إلى اتفاقيات, ومساومات على سوريا, والتي تعول كثيراً على إيران في مسألة الحليف الاستراتيجي الأهم, والأقوى في المنطقة في غياب مساندة الدول العربية, وكثرة الأزمات السورية الداخلية منها, والخارجية.

إيران دولة بدأت تدخل عهد المساومات, والمقايضات في سبيل حماية أمنها الوطني, وأحقيتها في أحلامها النووية, وباتت تنجح في إرسال مؤشرات حقيقة للدول التي تفكر في غزوها, أو ضربها عسكرياً. هي قوة لا يستهان بها, ولن تكون صيداً سهلاً إذا قامت باستخدام أوراقها الإقليمية خدمة لطموحاتها العسكرية, والنووية, والاقتصادية, وحتى التكنولوجية, ومجابهتها لن يكون سهلاً أبداً إذا كان استخدامها صحيحاً لأوراقها الكثيرة.



#مسعود_عكو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجازر الأرمن ذكرى ألم متجدد
- حوار مع الكاتب والصحفي مسعود عكو
- أيُّ جلاءٍ نريد؟
- إنهم يقتلوننا... اللهم فاشهد!!!
- نوروزونا كل يوم
- حلبجة الشهيدة عروسة الحجل الحزين
- آذار نامه
- أطوار... وأشياء أخرى
- التبعية البعثية في مسودة قانون الأحزاب السورية
- ثقافة الأغبياء في الإساءة للأنبياء
- في البحث عن وطن
- نادي الجهاد:أزمة رياضية أم قضية سياسية؟
- ربيعنا الذي صار خريفاً
- الشعب سيحاسب مجلس الشعب
- انشقاق خدام: صفقة أم انتقام؟
- الإرهابية القاتلة في ثقافة الأشلاء المتناثرة
- القلم الشهيد بل شهيد القلم
- فاقد الشيء لا يعطيه
- الديمقراطية والحرية للكرد الفيلية
- الشاهد المقنع: زوبعة سورية أم عاصفة لبنانية؟


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مسعود عكو - إيران النووية وأوراق جديدة للمساومة