حمزة بلحاج صالح
الحوار المتمدن-العدد: 6285 - 2019 / 7 / 9 - 10:35
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يقول فتحي المسكيني في كتابه الموسوم " التفكير بعد هيدغر " ما يلي
".. حين نفكر نحن نترجم أي نتملك قدرة تفكير كونية ولدت في أفق أمة أخرى و من ثمة نحن نتحرر من غربتنا ازاءها... "
جاء كلامه في سياق مقدمة كتابه و في فقرة تناولت الترجمة و الحرية أراد فيها فتحي المسكيني ان ينفي على الترجمة و المترجم حالة الاستلاب إطلاقا و حالة الاغتراب..
و يقدم لنا الترجمة كحالة انعتاق من العبودية و وصف المترجم في مقدمته بالمالك و السيد في ان واحد...
أقول للمسكيني نحن لا نتحرر من غربتنا ازاءها بل تتحرر هي من غربتها ازاءتنا..
و لا أرى هذه الحالة التي كتب بها فتحي المسكيني هي نفسها إلا حالة اغتراب لما تمارسه الثقافات من تمركزات و عنصريات و تحيزات و حالة تعالي تستوطن بنى النصوص المترجمة. ..
هكذا مثلا هي جل النصوص المتعلقة بالانثروبولوحيا و غيرها ..
او النصوص الاستشراقبة غالبا بما لها و ما عليها بل قديمها و حديثها ..
بل لا تخلو نصوص نيتشه و هيدغر نفسه من هذه اللمسات و غيرهم كثير في قراءته للآخر و في تصنيفاتهم للشعوب و الأديان و الحضارات و الإنسان و التاريخ...
النص المترجم حامل لرسالة و لا وظيفة للمترجم عدا الترجمة إلا إن خرج عنها ليتحول أيضا إلى مترجم محقق..
الترجمة مهنة و مهمة نبيلة يجب ان ترافقها حركة عالمة بسيرورة الثقافات و الحضارات..
و وصف فتحي المسكيني تجاوز حد البراءة المسموح به إلى حد تقديس المترجم و اعتباره ملاكا و محايدا..
تحضرني هنا كلمة " ميشال سر" فيلسوف و مؤرخ العلوم الفرنسي لما وصف المترجمين بملائكة و سفراء الرحمن ينقلون رساءل العلم و المعرفة بين الإنسانية...
كان يعني تحملهم مهمة نقل المعارف بين مختلف الجغرافيات البشرية و الترابية ..
#حمزة_بلحاج_صالح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟