حسام محمود فهمي
الحوار المتمدن-العدد: 6284 - 2019 / 7 / 8 - 22:27
المحور:
التربية والتعليم والبحث العلمي
أُثيرَت ضجةٌ شديدةٌ لمنعِ عضوُ هيئةِ تدريسٍ طالبةٍ من دخولِ دورةِ المياهِ أثناءَ إمتحانٍ وما استَتبعَه من ضررٍ عليها. بدايةً، لو كنت مكانَه لفضلتُ أن أكونَ مغلوبًا لا غالبًا، فالشكُ رحمةْ في أحيانٍ كثيرةٍ. اِنقسمَ الرأيُ العامُ لفريقين، أحدُهما مع الطالبةِ والآخر مع عضو هيئةِ التدريسِ. وكالعادةِ خضَعَت إداراتُ الجامعةِ والتعليمِ لضغطِ إظهارِ الرحمةِ ومنعَت عضوَ هيئةِ التدريسِ من المراقباتِ ووصلَ الأمرُ للنائبِ العامِ. عضوُ هيئةِ التدريسِ يذهبُ لعملِه في أولِ النهارِ ويجدُ نفسَه أمام النائبِ العامِ في آخرِه.
الجامعاتُ فيها الكثيرُ مما لا يظهرُ إلا بعد واقعةٍ، ومع الأسفِ فإن إداراتِ الجامعاتِ والتعليمِ كثيرًا ما تكون مُنشغلةٌ بما يُظهرها مثل تقاريرِ ترتيبِ الجامعاتِ التي تُنتقى انتقاءً، وإحصاءاتِ الجودةِ الخادعةِ، ولوائحِ الساعاتِ المعتمدةِ التي تُمَرَرُ دون ملاءمةٍ، ومعاداةِ كبارِ أعضاءِ هيئةِ التدريسِ تزَلُفًا. التعليماتُ تصْدرُ للتدقيقِ في المراقباتِ مع تفشي ظاهرةِ الفشِ، لكن كيف التطبيقُ في لجانٍ مُكتظةٍ خانقةٍ تسودُها سلوكياتٌ الشارعِ؟ يُتركُ المراقبون ونصيبُهم. تعليماتٌ بإعلانِ أعمالِ السنةِ قبل الامتحان النهائي، كيف مع الأعدادِ المهولةِ؟ وهل إعلانُ أعمالِ السنةِ سيمنعُ الخطأَ فيها؟ أم أنه سيفتحِ بابًا للشكوى بعنوان "الدرجة مش عاجباني"؟ وكأن شكوى أعضاءِ هيئةِ التدريسِ من تطويرِ التعليمِ. الإداراتُ الجامعيةُ، بعيدةٌ بعيدةٌ، تُصْدِرُ ما يبرئ ذمتَها، وتُصَدِرُ المشكلاتِ لأعضاءِ هيئةِ التدريسِ، وكلٌ ونصيبُه!!
كم من إداراتٍ جامعيةٍ تضمُ بطاناتُها من يُشكَى من سلوكياتِهم، لكنها تُبقي عليهم لمصلحتِها فقط. الأمورُ في معظمِها ليست تطويرًا ولا تعليمًا ولا سلوكياتٍ، إنه رغبةٌ في الظهورِ والتصعيدِ.
أفرَزَت هذه الأجواءُ بعضًا غيرَ قليلٍ من أعضاءِ هيئةِ التدريسِ الذين آثروا السلامةَ خوفًا من أي شكوى، فرفعوا تتائجَ امتحاناتِهم وكأنها شؤونٌ اجتماعيةٌ لا تقويمًا وترتيبًا للطلابِ.
أعضاءُ هيئةٍ التدريسِ بالجامعاتِ وخاصةً المتفرغون منهم في أشدِ معاناةٍ، ما يُرى فقط هو واقعةٌ تليها قراراتٌ اِمتِصاصيةٌ، ثم توصَدُ الآذانُ والعيونُ حتى واقعةٍ أخرى وقراراتٍ أخرى، وما بينَهما تقاريرٌ ورديةٌ عن وعن وعن ...
اللهم اللهم لوجهِك نكتبُ علمًا بأن السكوتَ أجلبُ للراحةِ والجوائزِ،،
www.albahary.blogspot.com
Twitter: @albahary
ا. د/ حسام محمود أحمد فهمي
أستاذ هندسة الحاسبات بجامعة عين شمس
[email protected]
albahary.blogspot.com
#حسام_محمود_فهمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟