أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم البيضاني - الاستقرار في العراق...حقيقة ام وهم؟















المزيد.....

الاستقرار في العراق...حقيقة ام وهم؟


كريم البيضاني

الحوار المتمدن-العدد: 1545 - 2006 / 5 / 9 - 06:12
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في بعض الاحيان يتبادر الى ذهن المرء سؤال... ان كان هناك امل في مستقبل للعراق مبني على اساس صحيح ..يكون فيه الاستقرار والبناء والازدهار هو هدف الجميع...وهل ستنتهي هذه الحقبة الدموية المكملة لسلسلة الحقب المظلمة التي مرت على العراقيين..والتي كان فيها الغرباء يصولون ويجولون في ارض الرافدين..ينعمون بخيراتها ويشربون من ماء انهارها... ويسفكون دماء خيرة ابنائها غدرا....ويجعلون ما تبقى منهم غرباء في بلدهم... ويبقى سؤال اخراكثر الحاحا من سابقه..وهو..هل فعلا حدث تصحيح لمسار التاريخ....وهل اصبحت جريمة كورش الفارسي حين هدم حضارة العراق وجعل عاصمته العظيمة بابل اطلالا.... ومن بعدها همجية الامويين والعباسيين والعثمانيين وعصابات البعث الطائفية...شيئ من الماضي...وهل هذه هي نهاية فلول الاعراب من بعثيين وزرقاويين ولادنيين وسلفيين ...وهل سيكون العراق دولة مثل بقية دول العالم المستقرة والمزدهرة وذات الثقل الحضاري والاقتصادي....كل هذه الاسئلة مجتمعة في سؤال واحد ...وهو...هل سيتركنا الاخرون ان نبني بلدنا كما نشاء...كلها اسئلة تكون دائما بلا علامات استفهام...لان هذه التساؤلات هي ايظا اجوبة في نفس الوقت على الذي حصل لبلدنا وشعبنا رغما عن ارادتنا...

والغريب في الامر ان الفرس بعد احتلالهم للعراق وتهديمهم عاصمته بابل...نقلوا مركز حكمهم الى العراق وجثموا على صدور العراقيين فترة طويلة من الزمن ...وجاء الفتح الاسلامي واصبحت بلاد الرافدين معبر لتلك الفتوحات وهكذا فقد العراقيين كل ملامح السيطرة على بلدهم..ومادامت الامبراطورية الجديدة التي قامت على انقاض الدولة الفارسية المحتلة...فقد اصبحت مسالة تعريب العراقيين.. وقطع الطريق على كل محاولة لاعادة الهوية العراقية... من الاولويات للقادمين الجدد من بطون الصحراء العربية...

بقي العراقيين هكذا ...منذ ذلك الوقت ...فعليهم ان يتقبلوا اللغة الجديدة صاغرين تماما كما فعل معهم الفرس قبل ذلك...واذا كانت فيلة الفرس اثقل وزنا واشد فتكا بالعراقيين ..فعنصرية القبائل الاعرابية القادمة من بطون الصحراء المقفرة كانت هي الاخرى اشد امعانا باهانة الشعب العراقي...فالصراع على حكم العراق كان من اولويات كل القبائل المتنافسة في تلك الفترة...وتوالت الحقب السوداء على العراق وتبادل ادوارها مختلف الاجناس والاعراق...فرس وعرب وترك وامم اخرى توالت على حكم العراق...

فالعرب الى الان... من اكثر الامور التي تؤرقهم ...هي عودة الفرس للسيطرة على العراق من جديد...فقد استطاع العرب ان يبعدوا صراعهم مع اعدائهم في البلاد التي دخلوها ايام الفتوحات...وجعلوا لهم سورا يحميهم ويجعلهم في مأمن من كل المجازر التي تمت في فترة حكمهم للبلدان التي دخلوها..

فالمجازر التي تمت في العراق لايمكن ان تكون تمت بدعوى نشر الدين الاسلامي...لان العراقيين كانوا يمقتون المحتلين الفرس وكانوا ينتظرون اليوم الذي يتم فيه خلاصهم من الذين هدموا حضارتهم واستعبدوا شعبهم...وكانوا يتصورون ان مجيئ من يحملون مبادئ دين يدعو الى المساوات والعدل سوف ينصفهم ويحميهم من جور جيرانهم الفرس...

ولكن الذي حصل بعد دخول العراق تحت هيمنة القبائل العربية المتناحرة اصلا في بلادها شيئ لايمكن ان يتصوره العقل.....فالحكام القادمون الجدد ..اول شيئ فعله هؤلاء هو القيام بمجازر مروعة بحق شعب العراق ...نكلوا بالشعب عن طريق استقدام عتاة المجرمين من القادة السفاحين الذين كان لهم باس كبير في مناطق سكناهم في جوف الصحراء المقفرة...فكان اغلبهم احفاد ابطال حروب داحس والغبراء وحرب البسوس...اما الناس الخيرين منهم..والذين جاؤا حبا في الدين الجديد ونشره.. فقد كان مصيرهم القتل والابادة...وقد عاش العراق منذ ذلك الحين فترات دموية لايمكن تصورها حتى بعد افول اخر دولة لهم وهي دولة بني العباس...ومثلما جعل الفرس طيسفون او المدائن عاصمة لامبراطوريتهم قرب بابل...بنى العرب بغداد عاصمة لهم ولاتبعد كثيرا عن بابل هي الاخرى... واصبحت هي عاصمة دولتهم وتركوا مدنهم الاصلية في ارض الجزيرة....

بعد سقوط الدولة العباسية التي بناها ابو العباس السفاح ...ويعتبر مؤسس دولة العرب الثانية سفاحا حقيقيا...طارد اخيار العراقيين وقتلهم وقتل حتى من احبوهم والذين كانوا قادمين من الجزيرة العربية ايظا...وهكذا بنوا دولة بقيادة السفاح على جثث اخيار العراقيين وسموها الدولة العباسية نسبة الى هذا السفاح..تماما كما فعل الامويين وحكامهم الظلمة...من معاوية بن ابي سفيان وابنه الفاسق الى الارهابي الحجاج بن يوسف الثقفي القادم من منطقة الربع الخالي المتوحشة...والغريب ايظا ان اطفالنا يدرسون تاريخ ابو العباس السفاح وكأنه بطلا ملاكا وان كلمة سفاح تعني الرحمة والمحبة....

والان لوتجادلت قليلا مع اي من الذين يحملون الفكر العروبي الاموي .....لقال لك ان الشعب العراقي لايليق به الا حاكما مثل الحجاج...او صدام حسين...والمسألة عندهم.. هي كيف يمكن لشعب مثل الشعب العراقي ان يسكت على جلاديه ويكظم غيضه...وكيف يمتلك كل هذا الصبر على المحن التي مرت به...ولو تنظر الى الحماقات التي بدأت منذ الفتن الاولى قبل 1400 سنة الى يومنا هذا .... تجد ان اكثر الاممم تعرضا للتنكيل والابادة هي الامة العراقية من قبل الطامعين ....

ولو تنظر اليوم ايظا... الى مايحدث على ارض العراق لاخذتك الدهشة...عرب ناحبون على دكتاتور جعل الشعب العراقي يعيش في فقر مدقع بالرغم من الثروات الهائلة على ارضه...وشعب ذاق مرارة الحروب المتتالية ذهب ضحيتها خيرة ابناءه...وفوق ذلك يعترف هؤلاء العرب انهم من ساعد وساهم في اشعالها خدمة لهم وحماية لاراضيهم...وذهب الطاغية ولكنهم لازالوا يفجرون ويقتلون ويذبحون ويتباهون بما يفعلون امام الملأ...خطاباتهم تبدأ وتنتهي بتمجيد امتهم العظيمة ....

وحتى اليوم يخرج علينا الكثير من العرب قادة وسياسيين وارهابيين وحتى راقصات وحتى الشواذ ..يصرخون بصوت واحد ان العراقيين اما ان يبقوا مستعبدين من قبل حاكم نرضى عنه... او ننكر عليهم وجودهم في بلدهم...فالقتل اليومي وسفك الدماء اصبحت عادة لاعداء شعب العراق ومن قبل الارهابيين القادمين من وراء الحدود ..



ان دوامة الاجرام بحق العراقيين يجب ان تتوقف...ويجب ان يكون دم العراقي مقدسا بعد الان...وعلينا ان نتخلى عن كل الدعوات الدخيلة على شعبنا ونتصور ارض العراق انها كانت خالية من البشر ونحن سكنا فيها الان...لكي نبني عراقا مبتورا من ماضيه الاسود الذي امتد لالفي سنة او اكثر والذي ذهب ضحيته اجيال واجيال من خيرة نساء ورجال هذا الشعب...

ومن المقرف حقا ان ترى وتسمع صلافة الاجلاف الاعراب مثل الزرقاوي والعرموطي وبعض المستعربين الشمال افريقيين...وهم يتبجحون بمأثرهم الاجرامية المخزية بحق الشعب العراقي...او ترى تكالب البعض الاخر على ثروات البلد ...ويعتبرونها ملك لهم...فقد صرخ احد المهووسين الفلسطينيين ذات مرة..عشية سقوط صنيعتهم المختبئ في حفرة الجرذان صدام...قال ليس من حق العراقيين ان ينعتقوا من الظلم لان بغداد بناها اجدادنا العرب القادمون من الصحراء... ولهذا فهي ليست مدينتهم..ان العراق وثرواته ملك لنا...وعلى هذا الاساس يتصرف الزرقاوي ومن يتبعه...

فجرائم الفرس في بابل وجرائم الذين جاؤا من بعدهم... لازالت ماثلة الى الان...ويتبادلون الادوار على ارضنا... فبعد هزيمة المشروع العنصري العروبي المتمثل في الفكر البعثي الجرامي...ها هي القنبلة الايرانية تحاول اعادة سيطرة الفرس على العراق من جديد...

العرب بكل اطيافهم يصرخون باعلى اصواتهم...اخرجو المحتل الامريكي...والفرس ايظا يكررون نفس الكلام...والعرب يرسلون المفجرين والمفخخين والذباحين ليقتلوننا وكذلك يفعل الايرانيين...فالحلم العربي والايراني هو ان يفشل مشروع العراقيين في بناء دولتهم الحديثة البعيدة عن اجندة جيرانهم..وهم الان يسابقون الريح لصنع القنابل الطائفية والنووية ...

فالعراقيين قاموا بما يجب عليهم القيام به...وهو عدم التقاتل في ما بينهم على اساس طائفي ... وشاركوا جميعا في الانتخابات وكتبوا دستورهم.. وانتخبوا مجلس نيابي حر وهم الان يشكلون هيكل الحكومة المنتخبة من الشعب...ويتسابقون لحماية بعضهم البعض..اما من يبكي على ملك الاندلس الضائع فقد رجع عليه اجرامه وهمجيته ...وسوف نراه مدحورا ونرى العراقي منصورا باذن الله......وما التقارير القادمة هذه الايام من منطقة اليوسفية واللطيفية الا اثباتا بان من قام باشعال الفتنة هناك بين ابناء الشعب العراقي ...هو الفلسطيني الاردني الزرقاوي ومن ورائه دهاقنة الارهاب في الصحراء العربية واذنابهم..والمختبئون في وزيرستان وتورابورا...



#كريم_البيضاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلوك الساسة …والمناصب الحساسة
- تصريحات حسني مبارك...والنووي الايراني
- العراق الجديد ...والجرح القديم
- العراق... بداية الطريق الصحيح
- قانون السلطة ... وسلطة القانون


المزيد.....




- الخارجية الروسية: ألمانيا تحاول كتابة التاريخ لصالح الرايخ ا ...
- مفاجآت روسيا للناتو.. ماذا بعد أوريشنيك؟
- -نحن على خط النهاية- لكن -الاتفاق لم يكتمل-.. هل تتوصل إسرائ ...
- روسيا وأوكرانيا: فاينانشيال تايمز.. روسيا تجند يمنيين للقتال ...
- 17 مفقودا في غرق مركب سياحي قبالة سواحل مرسى علم شمالي مصر
- الاختصارات في الرسائل النصية تثير الشك في صدقها.. فما السبب؟ ...
- إنقاذ 28 فردا والبحث عن 17 مفقودا بعد غرق مركب سياحي مصري
- الإمارات تعتقل 3 متهمين باغتيال كوغان
- خامنئي: واشنطن تسعى للسيطرة على المنطقة
- القاهرة.. معارض فنية في أيام موسكو


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كريم البيضاني - الاستقرار في العراق...حقيقة ام وهم؟