أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد المناعي - الحركات الشعبوية في تونس وليدة فراغ سياسي - اجتماعي فأي بديل ؟














المزيد.....

الحركات الشعبوية في تونس وليدة فراغ سياسي - اجتماعي فأي بديل ؟


محمد المناعي
باحث

(Manai Mohamed)


الحوار المتمدن-العدد: 6284 - 2019 / 7 / 8 - 02:01
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


في السنوات الثمانية الماضية التي عقبت 14 جانفي 2011 ، لم تطفو على سطح الأحداث سوى رغوة المشهد السياسي ، صعود لتيارات ونزول لأخرى و حركية أفقية وتشتت لنفس العائلات الفكرية والسياسية ...بينما التشكل الحقيقي بدا عسيرا ولا يزال بعيد المنال .
انتخابات 2019 تزامنت مع واقع مأزوم سياسيا و اقتصاديا ، وتزامنت أيضا مع مزاج عام أصبح يعتبر الانتخابات نفسها مضيعة للوقت والجهد وهو الذي بالكاد ينهي استحقاقا انتخابيا ليستقبل آخر دون أن تترجم هذه الجرعة الزائدة من شكليات الديمقراطية وقشورها مشاغل الناس وانتظارا تهم فترسخت فكرة المنصب لخدمة المصالح الشخصية أو في أفضل الحالات التواجد السلبي في المجالس النيابية و البلدية دون إضافة تذكر .
مزاج عام لمواطنين لم يعد يستهويهم التخويف على طريقة 2011 بأن معتقدهم في خطر ولابد من انتخاب حامي الدين المنقذ ، فكل هذا بدى وهما وانقلب الى إرهاب من ناحية ومحاصصة ملفات من ناحية ثانية ...
الناس ايضا لم يعد يستهويهم منطق التخويف بأن النمط المجتمعي في خطر وهو المنطق الذي طبع الانتخابات التشريعية والرئاسية السابقة ، فقد تبين أن هذا الرصيد وضع في المزاد مع الحركة الدينية وأن نمط المجتمع تبين أنه أكثر تماسكا من الحزب الذي قاد حملته على اساس حماية النمط المجتمعي.
الناس لم يعد يستهويهم الشخص الذي يشبههم ، المستقل او البسيط الذي يعيش بينهم وينتمي الى طبقتهم والذي وعد بالتغيير و بنظافة اليد و بالعمل الميداني المباشر وهو ما طبع الانتخابات البلدية فقد تبين أن هذا المسكين مكبل بميزانيات فقيرة و توازنات سياسية مختلة و الجميع يسيّر لكن في الحقيقة لا أحد يقرر وبلديات في مهب التجاذب السياسي الصغير.
2019 تجاوزت الناس مرحلة الشعارات لماهو ملموس عملي يغير حياتهم مباشرة في أقرب الآجال دون نظريات معقدة ودون تأجيل وضربت عرض الحائط بتجارة الهوية والدين وتجارة النمط المجتمعي ... بحثا عن المعيشي اليومي...
وفي غياب بديل اجتماعي يقدم إجابات عملية على انتظاراتهم ,,, بسبب فراغ الفضاء الاجتماعي في بعده السياسي الا من تشكيلات اما محدودة التأثير أو محدودة الأفق السياسي منهمكة في المناكفات ولم تنهي بعد حروبها الداخلية ولم تطرح على نفسها الفعل السياسي المباشر خارج قاعات الاجتماعات وبعيدا عن ساحات الاحتجاج والنضال الافتراضي .
وفي ظل قوة اجتماعية نقابية لم تطرح على نفسها خوض المعركة السياسية المباشرة في بعدها الانتخابي - وهو خيار صائب - اكتفت بالجانب التعديلي سياسيا والمطلبي اجتماعيا ولقيت تجاوب ايجابي من عامة الناس...عموما فردود الفعل الغاضبة التي كانت تستهدف الاتحاد العام التونسي للشغل كلما أعلن عن إضراب تراجعت لتتوسع دائرة المساندة و في أدنى الحالات التفهم نظرا للوضع المزري الذي أصبح يعيشه اغلب المواطنين فيزيد تفهمهم لمطالب الزيادة في الأجر وتضعف مساندتهم للحكومات ...وهذا يلاحظ بجلاء خلال الاضرابين العامين سنة 2018 ...مقارنة بالسابق
في ظل هذه الظروف نشأت وترعرعت تيارات شعبوية التقطت اللحظة السياسية والسياق الاجتماعي والاقتصادي لتضع نفسها بديل عن كل ما سبق مدعومة بالمال السياسي و بالاعلام الموجه و بخطاب " ما يطلبه المشاهدون " خطاب يروق للمتلقي متماهي مع وضعه المعيشي ومشاغله والبعض يدغدغ الحنين الى واقع استبدادي لكن تمثل الناس له على المستوى المعيشي ايجابي مقارنة بالوضع الحالي .
ورغم أن الأفق السياسي لهذه الظواهر محدود فقد سبق أن برزت في تونس في 2011 تحت يافطة العريضة الشعبية و نسبيا في 2014 تحت يافطة الاتحاد الوطني الحر غير أنها كانت مجرد أرقام لا عمق سياسي و لا توجه واضح لذلك سرعان ما تحولت إلى رقم في سوق التجارة السياسية بين القوى التقليدية و مستقبلا سيكون مصيرها إما خدمة مصالح ضيقة لمؤسسات اقتصادية وواجهات لحماية مصالح لوبيات أو تصب في رصيد التيار السياسي الذي انهكته الانشقاقات والمحاولة الدائمة لاعادة التشكل ببذور الانقسام ..فلن يكون لها وزن بالمعنى السياسي بقدر ما سيكون لها الأثر على تعفين التجربة الديمقراطية الوليدة وتعطيل مسارها السليم .
هذه الحركات الشعبوية ملأت فراغا هو الفضاء الطبيعي للقوى السياسية الديمقراطية والاجتماعية وتحديدا اليسار بجميع تمظهراته فراغا ينتظر بديلا يعيد الأمل في تغيير الواقع المعيشي للمواطن دون شعبوية ودون تجارة لا بالدين ولا بالنمط ودون حنين للاستبداد ودون مال سياسي مشبوه ..
فكرة تجميع أوسع ما يمكن من المؤمنين بمشروع ديمقراطي اجتماعي ، مشروع عقلاني واقعي وعملي دون تحجر فكري ودون عقد الماضي مستعد لخدمة الناس في حياتهم ومشاغلهم اليومية فكرة لطالما سعى حزب المسار لتجسيدها و اليوم يحمل لوائها ضمن الاتحاد الديمقراطي الاجتماعي ، كمشروع هو وليد حاجة الناس لقوة اجتماعية سياسية وازنة ، مجمّعة وهو ما سيجعل له شأن في المشهد السياسي التونسي و في واقع الناس لو أدير بالنضج السياسي الكافي و بالاعتبار من أخطاء الماضي .



#محمد_المناعي (هاشتاغ)       Manai_Mohamed#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الظروف التي ساهمت في نشأة الحركة النقابية في تونس
- قول في التعددية النقابية في تونس
- الاتحاد العام التونسي للشغل : نجاح الاضراب العام ودروس أخرى
- مؤسسات القطاع العام في تونس بين حمى التفويت وإمكانات التصدي
- ملف المساواة في تونس بين أنصار الحرية وأنصار الشريعة
- تقرير لجنة الحريات الفردية والمساواة بتونس: بين التردد ومطب ...
- الاتحاد العام التونسي للشغل :الحاكم و المعارض والرقم الصعب ف ...
- الأزمة في تونس وفشل حكومة الوحدة الوطنية المزعومة
- من أجل حوار اجتماعي يتجاوز التفاوض حول الزيادة في الأجور
- ناهض الحتر وتمزيق صورة - الإله الخادم - من العقول البالية
- في الذكرى الستين لإصدار مجلة الأحوال الشخصية ،حقوق المرأة ال ...
- من أجل تنسيقية وطنية للقوى الديمقراطية و التقدمية .
- اليسار التونسي : المسارات المختلفة و الفرص الضائعة
- الفضاء الثقافي-مانديلا- زهرة تقدمية في رمال متحركة
- داعش : الامبريالية حين تستثمر في الجهل و الدين و الدم
- الاتحاد العام التونسي للشغل : حركة نقابية صنعت مجد شعب
- في اليوم العالمي للعمل اللائق : واقع من العمل المهين في المن ...
- حملة نقابية عربية مساندة للنساء الموريتانيات ضحايا الاتجار ب ...
- الحراك الشعبي وقود المسار الثوري التونسي
- أي خطاب ديني ممكن في مواجهة التطرف و الارهاب؟


المزيد.....




- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد المناعي - الحركات الشعبوية في تونس وليدة فراغ سياسي - اجتماعي فأي بديل ؟