محمود شاهين
روائي
(Mahmoud Shahin)
الحوار المتمدن-العدد: 6283 - 2019 / 7 / 7 - 18:47
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
في ملحمة ( الملك لقمان ) التي كتبتها عام 1995 يتم الحديث بين الملك لقمان والشيطان بالتخاطر ، وكذلك بين الأديب والشيطان في ( غوايات شيطانية ) وفي الحالين يكون الشيطان في قصره في أعماق المحيط الأطلسي ـ بينا يكون الملك ( في الملك لقمان ) في الفضاء الكوني على بعد ملايين السنين الضوئية . كان هذا مجرد خيال ، لم أفكر يوما في أن العلم قد يتوصل إليه حسب ما تنبئنا به تطبيقات قوانين الفيزياء، التي تسعى للتوصل إلى سبر حركة الطاقة الكونية ومعرفة الجوهر الأصلي للحكمة والوعي ، القائمين بعملية الخلق !
قد لا يكون هذا اليوم بعيدا جدا .. فخلال قرون وربما عقود قد نستطيع تحويل أجسادنا إلى طاقة تخترق الجدران . وقد نسير في الشورع دون أن يرانا أحد .( يعني أن خرافة طاقية الإخفاء ستصبح حقيقة ، إنما دون طاقية ) ونقرأ أفكار الآخرين بسهولة ، ونركب سفنا فضائية تنطلق بسرعة أكثر من سرعة الضوء .. ونتشكل على كواكب أخرى ! (هل تذكرون قصة عرش بلقيس الذي نقله الجني إلى سليمان خلال طرفة عين ؟ المشكلة أن الجني لم يكن عالم فيزياء ولم يكن لديه مختبر لتحويل بلقيس وعرشها إلى فوتونات ضوئية ) يعني أن الأمر كان مجرد خيال ، كقصة خيالي في تخاطر الملك مع الشيطان ! أما ما يدعوكم إلى الفرح أكثر وخلال بضعة عقود فقط هو تحريك الأشياء بقوة العقل فقط .. يعني إذا أردت أن تغير مكان الثلاجة في المطبخ ، فما عليك إلا أن تفكر في المكان الذي ستضعها فيه ، وتنقلها بعقلك لتنتقل .. لكن هذه الفكرة ليست جميلة . الأجمل هو أنك لن تحتاج إلى لوحة مفاتيح في كومبيوتر المستقبل .. عليك أن تفكر فقط لينقل الكومبيوتر كل ما يدور في عقلك . لكن نحتاج منكم إلى فكر عظيم يرقى إلى عظمة الجهاز الذي تتعاملون معه .. يعني إذا ظل أحدكم نائما على أفكار الماضي وراح يحدثكم عن محاسن ارضاع الكبير ، وعقوبة دخول المرحاض بالرجل اليسرى ، وعقوبة الزانية في جهنم ، ولوطية قوم لوط ! لا يفاجأ إذا ما انبثقت قبضة من شاشة الكومبيوتر ولكمته على أنفه !
في روايتي ( زمن الخراب ) التي آمل أن تصدر قريبا ، حلمت أنني أكتب مقالا في الفلسفة على الكومبيوتر . وحين نهضت من نومي وجلست أمام الكومبيوتر ... وجدت المقال مكتوبا على الوورد !
#محمود_شاهين (هاشتاغ)
Mahmoud_Shahin#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟