بير رستم
كاتب
(Pir Rustem)
الحوار المتمدن-العدد: 6282 - 2019 / 7 / 6 - 17:29
المحور:
القضية الكردية
هناك البعض من الإخوة ولكي ينكروا أي إنجاز لمنظومة العمال الكردستاني، تراهم يرددون مقولة؛ "وماذا حقق هذا الحزب في تركيا حتى يكون منهم الخير لروجآفا" وللرد على تلك المقولة نقول لهم؛ بأن الكرد وبفضل نضالات عموم الحركة الكردية وعلى رأسها المنظومة العمالية قد باتوا حقيقةً رقماً سياسياً -لن نقول صعباً، لكن على الأقل مهماً- في المعادلات السياسية بالنسبة لدول المنطقة وبالأخص الدول الغاصبة لكردستان وعلى رأسهم تركيا وللتأكيد على ذلك فقط راجعوا سياسات تركيا بخصوص المنطقة وقواها السياسية ودولها وبالأخص في الملف السوري حيث ونتيجة نضالات الكردستاني دفعت تركيا بجيشها العتيد لحدود دولة جارة -سوريا- كون كانت الأخيرة تدعم الحزب، مما أجبرت على إخراج زعيم الحزب من الأراضي السورية ليتعرض للإعتقال ضمن عملية استخباراتية دولية وهو ما زال رهن السجن والاعتقال منذ عشرين عاماً.
لكن الأهم من ذلك هو سياسات تركيا بخصوص الحراك الثوري السوري حيث رأينا كيف أنها تحركت بقوة لدعم ما سميت بالمعارضة وبالأخص التيارات الإسلامية الراديكالية، لكن ومع تحقيق الكرد بعض الانجازات على الأرض كانت تركيا تغير من سياساتها وهكذا كانت وما زالت هناك علاقة تناظرية بين ما يحقق الكرد من مكاسب على الأرض وبين المزيد من التنازلات التركية في دعمها عما تسمى بالمعارضة وذلك لكل من الروس والإيرانيين والنظام السوري، بل وصل الأمر بتركيا بأن تنتقل من حلفها ودورها الطبيعي كدولة عضو في "حلف الناتو" لتشكل مع كل من الروس والإيرانيين حلفاً جديداً وكل ذلك فقط لشيء واحد، ألا وهو إفشال الكرد والإدارة الذاتية وأعتقد بأن أي قارئ سياسي حصيف، سوف يدرك أهمية هذه التغيير، بل الإنقلاب مئة وثمانون درجة على سياساتها المعروفة وبالتالي فلولا وجود أسباب قاهرة لها، لما قامت تركيا بهذا التحول الدراماتيكي ومن هنا ندرك ما هي الانجازات التي حققتها منظومة العمال الكردستاني.
ربما الكثير من الإخوة وخاصة أبناء منطقتي عفرين يقولون؛ "ولكننا خسرنا عفرين فعن أي إنجاز نتحدث"، طبعاً أدرك حجم الألم والمأساة لأبناء بلدي وألمي لا يقل عن أي أحد منهم، بل ربما يزيد حيث يمتزج الشخصي مع العام ولكن لا يمكننا الحديث عن انجازات دون خسائر وأحياناً تكون خسائر فاضحة وفاجعة كما هي عفرين والتي هي نفسها جزء من الأثمان حيث كل من الروس والنظام ضحوا بها فقط لضرب الكرد ومشروعهم السياسي، بل وصل الأمر وللأسف لقوى سياسية كردية تدعي بأنها صاحبة النهج القومي، لأن ترمي بنفسها في حضن الأعداء -تركيا- وذلك فقط لإفشال المشروع السياسي للعمال الكردستاني؛ أي بمعنى توافق عدد من القوى والدول لضرب المشروع وهذه وإن دلت على شيء فإنها تدل على ضخامة ما يتم تحقيقه من منجز سياسي، فهل أدركنا ما هو المنجز السياسي للعمال الكردستاني؟!
#بير_رستم (هاشتاغ)
Pir_Rustem#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟