أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر أبوالقاسم - الاجتهاد الفقهي ومنطق الافتراض














المزيد.....

الاجتهاد الفقهي ومنطق الافتراض


سامر أبوالقاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1552 - 2006 / 5 / 16 - 17:47
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل يمكن التسليم بمنطق الافتراض في إطار الاجتهاد الفقهي؟ وهل يمكن الاستكانة إلى ادعاء أن رفع سن الزواج ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ سيشكل عاملا أساسيا لنشر الفساد؟ وهل يمكن القبول بالقول إن الخروج عن اجتهادات المذهب المالكي هو حتما سقوط في أحضان الغلو والتطرف الوهابي؟
لن نكون المغالين إن نحن ذكرنا بمدى الأهمية الكبرى لما أفادتنا به المادة الفقهية، المتراكمة عبر تاريخ الفكر الإسلامي عموما. خاصة وأن الاجتهاد الفقهي ساهم إلى حد بعيد في إرساء نظم وقواعد تشريعية، عملت على تأطير مجموع العلاقات الناظمة لكل تحركات الأفراد والجماعات داخل الإطار المجتمعي العام، الذي يشكل اليوم بالنسبة لنا قاعدة ارتكاز تراثية أساسية من الصعوبة، بل من الاستحالة، تجاوزها أو التنكر لها.
هذه المادة الفقهية عملت على تقعيد جزء من تفكيرنا التشريعي العام، وساهمت في تنظيم العلاقات، إلى جانب باقي المواد الفقهية القانونية التي أنتجتها البشرية عبر سيرورة التطور والتقدم اللذين عرفهما التاريخ الإنساني بشكل عام في مختلف الحضارات والثقافات المتعاقبة.
ومن هذا المنطلق، يكون من المفيد التذكير بأولى قواعد هذه المادة الفقهية التراثية، التي أثبتت لحد الآن استمرارية صلاحية اعتمادها لقراءة الواقع بمستجداته من ناحية، ولاستجلاء مضامين وأحكام النصوص التشريعية من ناحية أخرى. إذ تنص هذه القاعدة على أن الاجتهاد لا يمكنه أن يتم أو ينبني إلا على الوقائع والنوازل والأسئلة المستجدة ذات، الصلة بالواقع المعيش، فهو حابل بالمشاكل ذات العلاقة بالقضايا المطروحة في المجالات المتعددة، التي تعد نطاقا لاستيعاب كل العلاقات داخل البنية المجتمعية، الخاصة منها والعامة.
بصيغة أخرى يمكن القول بأن أفيد ما تعلمناه ممن سبقونا إلى إعمال العقل في إطار المادة الفقهية، هو تجنب بناء العمليات الاجتهادية في سياق البنية التشريعية على أساس الافتراض، لأن هذا الأخير شكل من أشكال التجريد الذي لا يتماشى مع طبيعة وشكل الاشتغال على تشريع وتقنين العلاقات المختلفة، إذ أن القاعدة التشريعية لا يمكنها الانسلاخ عن الواقع، ولا يجوز لها أن الإجابة سوى عن مشاكل مطروحة في الواقع، لا متخيلة.
المشاكل والمسائل المستجدة، تتطلب من المجتهد إعمال عقله وتفكيره، وفق منظومته المنفتحة والمتفتحة، قصد معالجتها، عن طريق استنباط القواعد القانونية، بما يناسب معطيات وخصوصيات عصره وزمانه، مستأنسا -لا متعصبا - بما تراكم من اجتهادات السلف.
فالمجتهد/الفقيه، تكمن مهمته في الوصول إلى الهدف المتمثل في الإجابة عن مشكل قائم في الواقع، بما يمكن أن يسعفه من نصوص شرعية أو شروح وتفسيرات واجتهادات سابقة، حُمل عليها كل من الواقع المتغير والنص المتعدد. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يتم إصدار قاعدة قانونية أو حكم فقهي، إلا بناء على متغيرات الواقع والمقاصد التشريعية والقانونية العامة.
فمن باب الكسل- إن لم نقل من باب التعصب المذهبي أو المصلحي- الوقوف عند تفسير السيوطي دون الزمخشري، أو عند تفسير ابن كثير دون الفخر الرازي...إلخ، كما أنه من المعيب الوقوف عند فقيه دون غيره من الفقهاء أو مذهب دون غيره من المذاهب، بل ومن العجز أن نقف عند حدود قراءة السلف للنص الشرعي، دون أن نجتهد في قراءته وفقا لمستجدات واقعنا المتغير.



#سامر_أبوالقاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علاقة الإيمان بالله بمفاهيم العلم والاجتماع
- الجبر والاختيار
- مادة التربية الإسلامية
- منزلق نعت المخالفين ب-الخوارج- عن المذهب المالكي
- بعض العوامل المؤدية إلى إنماء شروط الغلو والتطرف
- المواصفات والكفايات مدخل أساسي لتجديد التفكير الإسلامي
- السياسة فعل يهدف التقرب إلى معاني الصلاح
- المنظومة القيمية المغربية بين: الحاجات الشخصية والحاجات المج ...
- الفهم الساذج للهوية معيق للبناء المجتمعي وتحديثه
- ضرورة استئناف النظر في مناهج الاجتهاد المغربي
- مهام منظومة التربية والتكوين وتحديات التعبئة والإدماج الاجتم ...
- الواقعية السياسية وواقع الممارسات الحزبية
- أي دور للدين في سياق التطور التنموي والديموقراطي الشامل؟
- هل العلمانية تعبير عن تحول دخيل منحرف ؟
- التيار السياسي الديني وإشكالية الجنوح إلى الإرهاب
- الديمقراطية بين:واقع التدين المصلحي ومطلب التغيير المجتمعي
- الفهم الساذج للهوية معيق للبناء المجتمعي وتحديثه
- حين تتحجر الأفكار أو تتطرف أو تحلق في الغيب
- تغيير المناهج التعليمية
- إصلاح التعليم الديني جزء من


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامر أبوالقاسم - الاجتهاد الفقهي ومنطق الافتراض