أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هديل وضاح - الانتحار في العراق














المزيد.....

الانتحار في العراق


هديل وضاح

الحوار المتمدن-العدد: 6274 - 2019 / 6 / 28 - 01:49
المحور: المجتمع المدني
    


الانتحار في العراق
شهدت الفترة الاخيرة الكثير من حوادث الانتحار في العراق نتيجة تردي الاوضاع الاقتصادية وغياب الامن والبطالة والتفكك الاسري الخ... ان ازدياد نسبة الظواهر السلبية التي تهدد امن المجتمع بأسره باتت تشكل خطرا كبيرا، وفي الوقت الراهن ادى نمط الحياة التعيس والعوز المادي الذي اخذ ينيخ بكاهل ثقله على المرء، ادى بهذا الانسان الى ان يلجأ بصورة مباشرة الى ان يضع حدا لتعاسته اي الانتحار، وهو الحدث الذي يفعله عمدا لقتل نفسه نتيجة اليأس او الاضطرابات النفسية، ولعله الامر الذي يستهدفُ العقلَ والقلبَ قبلَ الجسد حيث يقتل الارادة ويلغي مفهوم الحياة.
ان الانتحار او هذه الفكرة المقيتة هي من اكثر الامور تعقيدا، فهناك اختلاف في اساب الانتحار وطرق تفكير الانسان ومصائب أخرى كثيرة جاءت بعد تفكير ثم عجز عن التغيير ثم إعلان للهزيمة أمام تفشي ظواهر اجتماعية اصبحت حاجزا أمامه, احيانا علينا ان نبقي على مساحة من الامان هي التي تحمينا من القلق والخوف والترصد والتكهن، على الانسان ان يتماكر على نفسه وان يألف طريقة مصطنعة تخدر وعيه لوهلة من الزمن وخاصة في الازمات لتجنب المبالغة في التفكير وتضخيم الامور واعطاءها اكبر من حجمها لأنها حتما سوف تنعكس اثارها بصورة سلبية على حياة الانسان وتشتت اتزانه وتنتزع امانه الداخلي وتوصله الى الضياع التام حيث تجعله يضحي بنفسه ويقدم حياته ضريبة في سبيل التخلص من جميع المعوقات الداخلية والظروف السيئة التي يعيشها المرء بعالم مليء بالضغوطات، هذا هو الاستسلام التام للموت، ان ولع الانسان الطفولي يدفعه لمعرفة كل شيء بشكل مثالي ولكن الحقيقة المأساوية اعقد مما كان يظن، فيبدأ بتكوين صور يقارن بها الحياة المثالية التي دونها في جوفه وبين الحياة الواقعية البخيلة في تحقيق هواياته، ومحاولة ايجاد ارضية مشتركة بينهما، فسرعان ما يبدأ بالحاق الاذى الفكري لنفسه اولا ثم الاذى الجسدي، حيث يتحول بركانا ثائرا على كل شيء لا يستطيع ولن يستطيع أحد من إخماده.
ولأن ظاهرة الانتحار لا تقوم في مجتمع واحد، لأنها ظاهرة عالمية، "يلقى ما يقارب 800000 شخص حتفه كل عام بسبب الانتحار". فقد خصصت الامم المتحدة يوما عالميا لهذه الظاهرة هو العاشر من ايلول من كل عام لحشد الدعم الدولي لمنع ومكافحة الانتحار.
اما في العراق فقد اشارت احصائيات مجلس القضاء العراقي للفترة من 2003_2013 الى وجود 1532 حالة انتحار، وهو ما يبرز مشكلة حقيقية اجتماعية، فالانتحار في جزء منه يعبر عن احتجاج قاسي ضد الاوضاع السيئة التي تعيشها اوساط الشباب، بسبب غياب الافق الحقيقي والخلاص من مشاكل البطالة.

لاشك بأن الانخراط في النضال الاشتراكي عبر الانضمام لصفوف نضال الطبقة العاملة من أجل تغيير هذا الواقع المأساوي وإيجاد عالم تسود فيه الحرية والمساواة وينعم فيه الانسان بالعيش الكريم، سيخلق لدى الانسان حافزا قويا يدفع به الى التمسك بالامل والنظر الى الحياة من زاوية مشرقة ومن ثم الابتعاد عن الافكارالطوباوبة المثالية التي تدفع به الى اللجوء الى الانتحار.



#هديل_وضاح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أطفال الشوارع والاخطار المحدقة بهم
- حول تهميش المرأة في جميع المواقع


المزيد.....




- منظمة التعاون الإسلامي ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية ...
- البنتاجون: نرفض مذكرتي المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- الأونروا: 91% من سكان غزة يواجهون احتماليات عالية من مستويات ...
- الإطار التنسيقي العراقي يرحب بقرار الجنائية الدولية اعتقال ن ...
- وزير الدفاع الإيطالي: سيتعين علينا اعتقال نتنياهو وغالانت لأ ...
- قرار الجنائية الدولية.. كيف سيؤثر أمر الاعتقال على نتانياهو؟ ...
- أول تعليق للبنتاغون على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتانياه ...
- كولومبيا عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو وج ...
- تتحجج بها إسرائيل للتهرب من أمر اعتقال نتنياهو.. من هي بيتي ...
- وزير الدفاع الإيطالي يكشف موقف بلاده من أمر اعتقال نتنياهو


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - هديل وضاح - الانتحار في العراق