تعليق 29/3/2003
صوت الشعب العراقي
اذاعة الحزب الشيوعي العراقي
بعد مجزرتي مدينة الشعب ومدينة الشعلة
هل سيأتي دور مدينة الثورة ?
هزت المجزرة الدامية التي شهدتها مدينة الشعلة يوم أمس، خلال القصف الامريكي المروع لبغداد، مشاعر ووجدان أبناء شعبنا جميعاً، الذين استقبلوها بشديد الاستنكار والادانة، خاصةً وانها جاءت بعد يومين فقط من المجزرة التي اقترفت في مدينة الشعب، وراح ضحيتها العديد من ابنائها الابرياء.
ويعرف العراقيون جميعا، كم هي بعيدة مدينة الشعب عن مقرات وأوكار السلطة الحساسة وجحورها في بغداد، وكم هي بعيدة مدينة الشعلة عن خنادقهم الحصينة. كما يعرفون ان أبناء هاتين المدينتين مضافا اليهما مدينة الثورة، يشكلون الغالبية من سكان بغداد وأحيائها الفقيرة ..
لكن الذي قد لا يعرفه الجميع، هو ان أبناء الشعب والشعلة وغيرهما، هم الذين انتفضوا ثائرين على النظام الدكتاتوري وسلطته القمعية، تجاوبا مع أبناء المحافظات العراقية الأربع عشرة إبان انتفاضة آذار المجيدة عام 1991 .
من هنا يمكن توقع ان تكون للنظام الدكتاتوري يد في ما تعرض له أبناء مدينة الشعب أولا من قصف أدى الى المجزرة المعروفة، ومدينة الشعلة ثانيا من مجزرة أكبر وأبشع .
لا نقول ذلك تبرئة لذمة الامريكان. فالحرب حرب أمريكية والقذائف قذائفها، ولكن لا يبدو منطقيا إقدام الولايات المتحدة بهذه البساطة على ما يضر بسمعتها وبدعاياتها، في وقت هي أحوج ما تكون فيه لتبرير مزاعمها التي سوّقت بها حربها ، والتي لم تكتسب شرعية أصلا لا من الرأي العام العالمي أو الامريكي ، ولا من أي هيئة دولية .
وما يجعلنا نقول ذلك هو سوابق مشهودة للنظام صارت بحكم المألوف لدى أبناء شعبنا، منذ أن فطنوا على الأسباب التي دفعت الأمريكان الى ضرب ملجأ العامرية في حرب الخليج الثانية .
والخوف اليوم، كل الخوف، أن تُستهدف لاحقا مدينة الثورة والاحياء السكنية الأخرى في بغداد، المعروفة بكثافتها السكانية الهائلة، وبغليانها الشعبي، الذي يتحين الفرصة المناسبة للانقضاض على أزلام السلطة وقيادتهم المرعوبة .
إن الوقت لا يسمح لنا بوقفة عميقة إزاء ما تعرضت له مدينتا الشعب والشعلة المنكوبتان من خراب ودمار وسقوط عشرات الضحايا من الشيوخ والنساء والأطفال ، وإزاء مدلولات هذا الاستهداف السياسية والامنية .
لكن من يرى مكان الاستهداف الدموي ويلاحظ زمانه، يدرك تماما أن هذا هو الأسلوب الإجرامي الممنهج، الذي تتبعه السلطة القمعية مع أبناء شعبنا، وخاصة مع من تشك بولائهم للدكتاتور ونظامه القمعي. وهو من أبرز السمات العدوانية ، التي تميز بها هذا النظام منذ خمسة وثلاثين عاما وحتى هذه اللحظة .
من هنا يحق القول، أن بقاء هذا النظام ولو يوما إضافيا واحداً في السلطة، يعني تصاعد أعداد الضحايا،وحلول المزيد من الخراب في أرض العراق .
وبالتالي ، فلا خلاص للعراقيين، ولا ضمان لأرواحهم إلا بإطاحة الدكتاتور وزمرته ونظامهم.