أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جورج حداد - السياسة الاستفزازية الاميركية ستؤدي الى تدمير الاقتصاد الاميركي















المزيد.....


السياسة الاستفزازية الاميركية ستؤدي الى تدمير الاقتصاد الاميركي


جورج حداد

الحوار المتمدن-العدد: 6271 - 2019 / 6 / 25 - 15:40
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إعداد: جورج حداد*


منذ بداية عهده لبس دونالد ترامب قبعة الكاوبوي او الغانغستر الاميركي ملوحا بمسدسه في كل الاتجاهات، ومعطيا الانطباع انه ذاهب حتما لشن الحرب: انسحب من اتفاقية الصواريخ النووية قصيرة ومتوسطة المدى مع روسيا، وهددها بضرورة الانسحاب من شبه جزيرة القرم؛ وأرغى وأزبد ضد كوريا الشمالية وبحجتها ارسل حاملات الطائرات والاساطيل الاميركية المسلحة نوويا الى بحر الصين في تهديد مكشوف للصين؛ واعلن انسحاب اميركا من الاتفاقية النووية الدولية مع ايران مهددا الجمهورية الاسلامية الايرانية بالويل والثبور اذا لم تغير نهجها السياسي الاقليمي.
ونظرا للتحالف الستراتيجي بين روسيا والصين، وبين روسيا وايران، كان من الواضح ان اندلاع اي صدام اميركي ـ روسي، او اميركي ـ صيني، او اميركي ـ ايراني، كان سيؤدي فورا الى اندلاع الحريق النووي العالمي الكبير.
وفي كل هذه الاجواء الترامباوية الدراماتيكية او التراجيكوميدية كان العالم كله يلتقط انفاسه ويراقب حركة شفتي دونالد ترامب ويتابع آخر تغريداته على تويتر.
وطبعا ان روسيا والصين وايران، بشعوبها العريقة التي تسحب وراءها تاريخا طويلا من النضال ضد النازية والامبريالية والرأسمالية واليهودية العالمية، اتخذت اجراءاتها الدفاعية الضرورية لرد الصاع صاعين وأكثر في حال اي عدوان اميركي عليها، ووقفت كالطود الشامخ لا تهزها قيد شعرة التهديدات الترامباوية الجدية او الهزلية.
ولكن حينما تكررت التهديدات الاميركية تأكد انها ليست الا مسرحيات وزوابع غبار. وقد لخص القائد الايراني الامام الخامنئي الحال بكلماته الرصينة والحكيمة قائلا: انه لا تنازل، ولا تفاوض مع اميركا، ولكنه ليس من حرب معها.
وتأكد بالملموس ان هدف اميركا من كل هذه المسرحيات "الحربية" الخطابية هو التهويل ليس على خصوم اميركا فقط، بل وعلى حلفائها واصدقائها لإرعابهم بقصد ابتزازهم واستحلابهم واجبارهم على دفع "اجور حماية" اميركا لهم. وينطبق ذلك على الانظمة النفطية العربية الخانعة، كما على دول "حلف الناتو" والاتحاد الاوروبي واوروبا الشرقية "ما بعد الشيوعية" وكوريا الجنوبية واليابان وتايوان وغيرها.
وشيئا فشيئا بدأ يتضح ان هدف الادارة الاميركية من كل الازمات الدولية التي افتعلتها والحروب الاقليمية التي شنتها، هو هدف مالي واقتصادي، لجمع الاموال لتدعيم الاقتصاد الاميركي المهدد بالانهيار. وبدأ ترامب ينزل من اعلى شجرة التهديد بالحروب النارية، الى الحروب التجارية والجمركية وفرض العقوبات الاقتصادية على الخصوم كما وعلى الاصدقاء. ولتأكيد "نزعته السلمية" اجتمع بالزعيم الكوري الشمالي، وبالرئيسين الروسي والصيني، واخذ يرسل الوسطاء ويستجدي الاجتماع بالقيادة الايرانية، دون ان يتخلى طبعا عن سياسة الاستفزازات، للمحافظة على جو التوتر العالمي وخطر الانفجارات الاقليمية من اجل الاستمرار في تخويف الاصدقاء والحلفاء وابتزازهم. وآخر ما انجزته المخابرات الاميركية والاسرائيلية على هذا الصعيد هو التفجيرات "السرية" المشبوهة التي وقعت لبعض السفن التجارية وناقلات النفط في الخليج وبحر العرب. ومن المضحك الفيلم الذي طلعت به بهذا الخصوص المخابرات الاميركية عن زورق حربي ايراني وهو يبتعد عن احدى السفن التي تم تفجيرها ويقول مخرجو الفيلم "الاذكياء" ان الزورق قام بتفكيك عبوة لم تنفجر في السفينة. فأين كانت الاساطيل البحرية والجوية وطائرات التجسس اواكس الاميركية لدى ظهور هذا الزورق الايراني؟ ولماذا لم يتم قصفه بدلا من تصويره؟
وفي سياق هذه السياسة "الاستفزازية" التوتيرية قامت اميركا في الاسبوعين الماضيين باستفزازين اقليميين جديدين هما:
الاستفزاز الاول ـ قامت الولايات المتحدة الاميركية مؤخرا بنقل حوالى الف جندي اميركي من المانيا الى بولونيا (على الحدود مع روسيا وبحر البلطيق ذي الاهمية الستراتيجية القصوى). وهم ليسوا جنودا عاديين بل قوة متخصصة في تسيير واستخدام الدرونات (الطائرات بدون طيار) المخصصة للتجسس خلف خطوط العدو، والقادرة على حمل القنابل والصواريخ الموجهة وغير الموجهة. وكان يوجد في بولونيا حتى الان 4500 جندي اميركي. وتقرر زيادة هذا العدد خلال اللقاء الذي تم في البيت الابيض بين دونالد ترامب والرئيس البولوني آنجي دودا. وسيتم لاحقا زيادة هذا العدد حسب "الحاجة". وبموجب الاتفاق بين الرئيسين ستقوم بولونيا بتمويل انشاء البنية التحتية للقاعدة العسكرية الخاصة بهؤلاء الجنود بما في ذلك انشاء المطار الخاص بالدرونات. كما وقع الرئيسان اتفاقا تقوم بولونيا بموجبه بشراء الغاز المسيل الاميركي بدلا من الغاز الروسي الذي تشتريه الان باسعار ادنى بشكل ملحوظ من اسعار الغاز الاميركي. ويقول بعض المحللين المطلعين ان المهمة الرئيسية للدرونات الاميركية ستكون رصد وتخريب انابيب الغاز الروسية ومنشآتها التابعة لانبوب "السيل الشمالي ـ 1" وانبوب "السيل الشمالي ـ 2" المارة في اعماق بحر البلطيق من روسيا الى شمال المانيا، والتي سيتم منها توزيع الغاز الروسي الرخيص في اوروبا الوسطى والغربية.
ولا حاجة الى كثير ذكاء كي نكتشف ان هدف هذا الاستفزاز الاميركي على الحدود الروسية هو استدراج روسيا الى نزاع سياسي او مسلح مع بولونيا، لتوتير الاجواء في هذا الاقليم واجبار دوله على رفع ميزانياتها الحربية وتقديم الاموال لاميركا مقابل "الحماية من الدب الروسي"، وكذلك شراء الغاز المسيل الاميركي مرتفع الثمن بدلا من الغاز الروسي الرخيص.
الاستفزاز الثاني ـ وفي الوقت الذي كانت فيه "فرقة الدرونات" الاميركية تحط الرحال في بولونيا، قامت مدمرة اميركية والى جانبها ناقلة نفط، بعبور مياه الجزر الصغيرة المتنازع عليها بين الصين وتايوان، ومرت بالقرب من السفن الحربية وسفن الصيد الصينية، في تحد سافر لسيادة الدولة الصينية. والهدف من وراء هذا الاستفزاز هو التعجيل في استدراج النزاع المسلح المرتقب بين الصين الشعبية وتايوان، مما سيضطر تايوان لرفع ميزانيتها الحربية وزيادة الطلبيات على الاسلحة الاميركية ودفع المزيد من الاموال لاميركا مقابل "خدمات" الاسطول السابع الاميركي لحماية جزيرة تايوان الصينية الانفصالية.
لماذا تنتهج اميركا هذه السياسة الاستفزازية؟
الجواب المنطقي البسيط هو: لاجل الحصول على الاموال لدعم الاقتصاد الاميركي المزعزع.
ولكن الدول المستهدفة بالاستفزازات، وتحديدا روسيا والصين وايران، هي دول تمثل شعوبا حضارية عريقة تمتلك من الكرامة والعنفوان والعزة الوطنية ما يمنعها من الرضوخ لمشيئة دولة امبريالية تقودها شرذمة من الزبالة البشرية وعلى رأسها الحثالة اليهودية التي تبدأ امجادها بقتل السيد المسيح ولا تنتهي بالقتل اليومي للانسان الفلسطيني الكنعاني المغروس منذ الاف السنين في الارض التي مشى فوق ترابها ومائها السيد المسيح.
والسياسة الاستفزازية الاميركية ستأتي بنتائج عكسية لاميركا، لان روسيا والصين وايران تمتلك مجتمعة اقتصادا اكبر واقوى من الاقتصاد الاميركي وهي ترد على اميركا بسياسة نزع الدولرة، اي استبعاد الدولار من المعاملات المالية والاقتصادية فيما بينها، وفيما بينها وبين دول اخرى تتعامل معها، كالهند وافريقيا الجنوبية وتركيا والمانيا وغيرها. وهذا سيؤدي تدريجيا الى زعزعة وتقويض امبراطورية الدولار. وعاجلا ام آجلا سيتشكل تسونامي من الدولارات الورقية فاقدة القيمة يكتسح الاقتصاد الاميركي ويدمره.
والى جهنم وبئس المصير اميركا واسرائيلها!
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
*كاتب لبناني مستقل



#جورج_حداد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحالف الستراتيجي الروسي الصيني سيغير وجه العالم
- افريقيا: من صيد البشر الى نهب الذهب والموارد الطبيعية
- الابعاد الجيوستراتيجية للمواجهة المصيرية بين اميركا والصين
- اوكرانيا على عتبة تحول مصيري جديد
- فشل سياسة العقوبات الاميركية
- تصدع العلاقات بين الاتحاد الاوروبي ودول اوروبا الشرقية
- العلاقات الصينية الاوروبية الى أين؟
- آفاق المواجهة بين اميركا والغرب وبين روسيا والشرق
- تباطؤ الاقتصاد العالمي وحرب تجارية اميركية ضد اوروبا
- بدأ زمن العد العكسي لهيمنة الدولار
- روسيا تعمل بثبات لنزع السيادة السياسية الدولية لاميركا
- روسيا قوضت السيادة العسكرية العالمية لاميركا
- -صراع البقاء- بين روسيا واميركا
- -اسرار- الهيمنة العالمية للدولار
- اميركا تغرق في دوامة الدين العام والعجز المالي
- بعد فشل النظام العالمي الجديد لاميركا... اورروبا الى أين؟
- الادارة الترامباوية تأخذ الاقتصاد الاميركي الى الانتحار
- خطوة تصعيدية اميركية وروسيا ترد بالمثل وأكثر
- تفاقم الازمة الاقتصادية السياسية الاميركية
- على نفسها تجني براقش الاميركية


المزيد.....




- الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و ...
- عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها ...
- نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
- -ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني ...
- -200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب ...
- وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا ...
- ميزنتسيف: نشر -أوريشنيك- في بيلاروس كان ردا قسريا على الضغوط ...
- خوفا من الامتحانات.. طالبة مصرية تقفز من الطابق الرابع بالمد ...
- ألمانيا وفرنسا وبريطانيا تدعو إيران إلى -التراجع عن تصعيدها ...
- طهران تجيب عن سؤال الـ 50 مليار دولار.. من سيدفع ديون سوريا ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - جورج حداد - السياسة الاستفزازية الاميركية ستؤدي الى تدمير الاقتصاد الاميركي