فلاح أمين الرهيمي
الحوار المتمدن-العدد: 6271 - 2019 / 6 / 25 - 11:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن جدلية الفكر مع الواقع تقوم على ثلاثة أسس :-
1) الأمس ليس مثل اليوم.
2) ما في باريس يختلف عما في بغداد.
3) ليس هنالك إنسان يشبه إنسان آخر في الوجود من حيث السلوك والتصرف والعادات والتقاليد سواء كان عالم أو مفكر أو رجل دين.
كما أن الظواهر الجوهرية الطبيعية موجودة بيننا ولكننا لا يمكننا فهمها إلا حسب وعينا وإدراكنا واجتهادنا لهذه الظواهر ... كثير منا يشاهد الحجارة عندما نرميها إلى الأعلى تسقط على الأرض ... وسقوط التاريخ أو البرتقالة من الشجرة على الأرض لا نفهم هذه الظواهر ولكن استطاع العالم نيوتن أن يكتشف من هذه الظاهرة نظريته (الجاذبية) وكذلك العالم (أنشتاين) حينما كان واقفاً يشتري اللحوم من القصاب فأخذت أحد النساء تناقش وتسأل القصاب عن نسبة العظم والماء في اللحوم وكان العالم أنشتاين يسمع تلك المحاورة مباشرة قال العالم أنشتاين وجدتها .. وجدتها وغادر مكانه وذهب إلى بيته وكتب نظريته (النسبية) من هذا يتبين أن الفكر يختلف بين الواقع بين إنسان وآخر وقد قال المفكر الكبير (أب الرأسمالية) آدم سمث :- لو توحدت الأفكار لبارت السلع ولذلك نلاحظ بائع الأقمشة أو بائع الأحذية وأصحاب محلات الملابس بضاعتهم متنوعة الألوان ومختلفة الأحجام لأن أذواق البشر وأمزجتهم مختلفة بين إنسان وآخر وعلى هذا الأساس وجد الحوار والنقاش من أجل الوصول إلى الحقيقة بين إنسان وآخر ونشأت وظهرت الديمقراطية وأسسها وفروعها منذ أقدم العصور وأصبح للحوار أسس وأصول هي :-
1) أن يوجد موضوع يتم الحوار من أجله والوصول إليه.
2) على الإنسان المحاور أن لا يمتلك المطلق وإنما يمتلك النسبية والوصول إلى المتمكن.
3) يجب أن يسود الصمت والانتباه لدى الإنسان المتحاور حينما يتكلم الطرف الآخر في الموضوع وليس مقاطعته أو الابتعاد بفكره عما يقوله ويفهمه من الطرف الآخر.
ولذلك أصبح التفاهم والوصول إلى الحقيقة التي هي المعلومات المستخلصة من الواقع والتجربة وعلاقتها بالسبب والنتيجة وأصبحت الديمقراطية وأسلوبها الشفاف والابتعاد عن العصبية والفكر المطلق والتشنج والعنف هي الأسلوب في تقدم وتطور الإنسان والمدنية.
#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟