أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسماعيل موسى حميدي - اليوم الثالث














المزيد.....

اليوم الثالث


اسماعيل موسى حميدي

الحوار المتمدن-العدد: 6271 - 2019 / 6 / 25 - 09:59
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الرقم ثلاثة له رمزيته عند الشعوب ،والثلاثة ايام غالبا ما تعطى كمهلة لانقضاء المدد المخيفة او التحذير قبل استهلال الحروب بين طرفين متخاصمين.
وغالبا ما يتشاءم العراقيون من الرقم (ثلاثة)، فما ان تصيب احدهم مصيبة وتتكرر عليه بعد حين مرة ثانية حتى يشعر ان تكرارها للمرة الثالثة فيه الهلاك الاخير له ،وغالبا ما تسمع قولهم (خوفك من الثالثة).
أبان عقد التسعينات من القرن الماضي ، يبدو ان مسمى بلاد الرافدين لم يناسب ذائقة صدام التي استحوذت على كل شيء ،فشرع بانشاء (نهر) اسماه النهر (الثالث) او نهر القائد الذي بدأ بفكرة المصب العام للمياة الزراعية الفائضة، ولكن انتهى بنهر ينقل مياه المجاري لمدن الصقلاوية وابو غريب واللطيفية والاسحاقي ويصبها في جنوب العراق ، وربما الرائحة النتنة لفضلات اهالي هذه المناطق هي التي استثارت حفيظة النائبة الجنوبية (هيفاء الامين) التي وصفت اهلها بمجانين التخلف.
الدور الثالث في الجامعات اخرج الجامعات العراقية من كل تصنيفات الجودة العالمية ،فهو دور نجاح مجان للعقول الفاسدة في التعليم ، فالذي رسب في الدورين قد اعطى علامة واضحة بانه فشل في دائرة التقويم التربوي ،اما الدور (الثالث) فهو دعوة للحاق بمرحلة اخرى ،لذا الاساتذة عندما يصححون دفاتر الدور (الثالث) يغمضون عيونهم ويصصحون لان النجاح فيه يكون شموليا.
الانسان بطبيعته يحيا في دارين، الاولى هي الحياة والثانية الاخرة التي هي دار القرار ،وهنا المنافقون يبحثون عن دار (ثالثة) للخلاص من فسادهم الدنيوي (ربنا ابصرنا وسمعنا فارجعنا نعمل صالحا) "السجدة"،فهم يبحثون عن دار (ثالثة) للخلاص،ولانها دار فساد فان رب العزة امتنع عن ابداعها.
رجل كهل ثمانيني يحضر مجلس عزاء ويجلس في الجهة المقابلة لها مجموعة شباب وهم ينظرون له كالفريسة ،فأيامه تبدو لهم معدودة ،لذا يسيل لعابهم كلما نظروا اليه لانهم كلما شاهدوه يتذكرون يوم الفاتحة (الثالث) وكيف سيستمتعون بـ (المفلطح).
وللمفلطح قضية في فساد العشيرة ،لانه ازمة العوائل الفقيرة التي تبتلى بالعزاء ،و كثيرا ما تثار قضية الغاء يوم الفاتحة (الثالث)(بسبب ما يفعله المفلطح الذي يجعل اهل المتوفى يستلفون الملايين من اجل اعداده لزبانية العشيرة.
كثير من العشائر اتفقت على الغاء اليوم (الثالث) واقتصار مجلس العزاء على يومين وهي نجحت في ذلك ولكنها نقلت (المفلطح)الى يومها الثاني.والبعض جعل العزاء يوما واحدا ولكنه ايضا لم يتخل عن (المفلط).وبقي الفقير في نفس معاناته.
هذه الصورة المقيتة لفساد العشيرة تتفق مع فساد الدولة التي تحارب الفساد في الظاهر ولكنها تبقى محتفظة بـ(الفلطح) الذي تعشقه احزابها في الخفاء.
في يوم 30-6 -2019 سيشهد العراق تبادل اكبر صحون (للمفلطح) بين الاحزاب ،في طبخة ممتعة ولذيذة منذ اشهر يتم الاعداد لها في أشهر المطابخ العراقية ،وتفيد اخبار بان كثيرا من الحزبيين واصحاب العمائم السود والبيض منشغلون في اعدادها لا سيما(الثريد)وكيفية جعلها مترعة باصناف اللحوم وتحفها الفواكه والخضرة بصورة تشبه دسامة العراق.
في هذا التاريخ سيتم تثبيت كل المدراء العامين في الدولة وسيصبحون مدراء بالاصالة،وطالما المدير العام ترتيبه (الثالث) في الوزارة بعد الوزير والوكيل فان هذا المنصب يمثل الامعاء الدقيقة للدولة التي تجري فيها عملية الامتصاص بيسر لاموال وريع الدولة، سيتم في هذا التاريخ تبادل (صواني المفلطح) بين الايدي دون في الخفاء وسيتم اقصاء كل مدير عام لاينتمي لحزب او فئة وتثبيت المتنفذين من الجهويين والحزبيين ...هل تعرفون ما التعيين بالاصالة ،يعني باختصار ان الفاسد سيبقى في منصبه الى قيام الساعة.



#اسماعيل_موسى_حميدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموظف الغثيث
- الحشد الشعبي ..وفائزة احمد ..ووجع المستنصرية
- السؤال الثاني
- صدى المعاني
- البحث عن السعادة في ظل شوشرة الحياة
- تزييف الثابت القيمي
- إحساس..يجوز..لايجوز
- ملصقات الجدران...والقبنجي ...وموسم الحصاد
- نخيل العراق..وشفيق الكمالي ..وموطني المستعار
- مواليد 2000..واتهام زوجة حجي شلاكه بالعهر
- المجمع العلمي العراقي ..وإخفات النور
- بائع الرقي ..وبزة عبد الكريم قاسم
- القاضي ..والحمار..وباب الرئيس
- رئيس وزراء بثلاثة جلابيب وسبعة حظوظ.. واختبار عسير لموظفي مص ...
- تارة فارس ..والرجل الوطواط..وحنكة قاسم الاعرجي
- كنت شاهدا في ساحة التحرير
- تراجيديا عراق
- أسوأ المعارك
- بيان البيانات
- ناحية الحسينية تودع أشهر رجالاتها


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - اسماعيل موسى حميدي - اليوم الثالث