|
لماذا اطلقت امريكا المارد الايراني من القمقم
جمال عبد العظيم
الحوار المتمدن-العدد: 6271 - 2019 / 6 / 25 - 09:53
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في12 مايو ايار الماضي تعرضت 4 ناقلات نفط تحمل اعلاما سعودية واماراتية ونرويجية لهجمات قبالة ميناء الفجيرة الاماراتي ثم تعرضت ناقلتا نفط لهجوم في 13 يونيو الجاري في بحر عمان قبالة السواحل الايرانية وحملت امريكا وبريطانيا ايران المسئولية عن تلك الهجمات . جرى كل ذلك نتيجة للمواجهة التي اشتعلت بين امريكا وايران . منذ الغى الرئيس الامريكي دونالد ترامب الاتفاق النووي الايراني وبدأ يمارس ضغوطا مستمرة عليها لاجبارها على اعادة التفاوض . وبدات تلك الضغوط بعقوبات في اب اغسطس 2018 مستهدفة القطاع النفطي والمصرفي . ثم فرضت امريكا حظرا على تصدير النفط الايراني في نوفمبر 2018 استثنت منه ثمانية دول لمدة ستة اشهر انتهت في مطلع مايو الماضي . وأدى هذا الحظر الى انخفاض صادرات ايران النفطية من 2.5 مليون برميل يوميا الى اقل من نصف مليون برميل في مايو الماضي . كما فرضت واشنطن عقوبات على قطاع التعدين الايراني ثم عقوبات على قطاع البتروكيماويات . وفقدت ايران ما يقارب 40% من ميزانيتها نتيجة لكل هذه العقوبات . وعلاوة على ذلك فقد اعلنت واشنطن الحرس الثوري الايراني منظمة ارهابية في ابريل الماضي . وامعانا في الاستفزاز عززت امريكا من وجودها العسكري في الخليج لاحكام الحصار على ايران فارسلت في 9 ايار الماضي حاملة الطائرات ابراهام لنكولن ومجموعتها القتالية (27 قطعة بحرية) كما ارسلت 4 قاذفات قادرة على حمل رؤوس نووية . وفي اليوم التالي واصلت واشنطن مظاهرتها العسكرية فأرسلت صواريخ باترويت و كروز والصواريخ الباليستية التكتيكية . ولم يقتصر الاستفزاز الامريكي لايران على الحشد العسكري فامتد الى تصريحات الرئيس ترامب الذي هدد ايران "برد فعل مدمر" اذا استهدفت الوجود الامريكي او المصالح الامريكية في الخليج . وهكذ يتضح ان الرئيس الامريكي جاء بخطة تستهدف ايران وبدأ في تنفيذها منذ بدأت مدة رئاسته . يحدث هذا والادارة الامريكية تعلم ان ايران سترد على منعها من تصدير بترولها بمنع الجميع من تصدير اي بترول . اي ان الاستفزاز الامريكي لايران سينتج عنه رد فعل ضد الدول العربية الخليجية . ولم يقتصر رد الفعل الايراني على هذا بل اعلن الرئيس حسن روحاني في 8 ايار الماضي ان بلاده لن تلتزم ببعض بنود الاتفاق النووي وهدد باستئناف تخصيب اليورانيوم بمستويات عالية بعد 60 يوم واعادة تشغيل مفاعل اراك النووي . وهو ما يؤدي الى ارهاب وارعاب دول الخليج العربية وجعل الخطر الايراني ماثلا امام اعينهم وهذا الاداء الامريكي يجعلنا نقطع بأن تلك النتيجة التي تحققت على الارض هي نفسها التي ارادتها الادارة الامريكية وعملت على تنفيذها منذ مجئ دونالد ترامب . ولم تتوقف الهجمة التي تسببت فيها امريكا على الخطر الايراني بل ان ميليشيات الحوثي انتقلت من الدفاع الى الهجوم وراحت تستهدف المنشات النفطية داخل السعودية . وتستمر امريكا في التحرش بايران فترسل طائرة استطلاع الى الاجواء الايرانية فتضطر ايران لاسقاطها . وتأبى امريكا الا ان يصل بنا العرض الى قمة الاثارة باعلان قيامها بضربة عقابية ضد ايران . ثم بعد كل هذا الشحن والاثارة التي وصلت لذروتها يعلن الرئيس الامريكي فجأة انه تراجع عن توجيه ضربة لايران بحجة انها كانت ستودي بحياة 150 جندي امريكي . بل انه اعلن عن رغبته في لقاء المرشد او الرئيس الايراني لتظهر امريكا بهذا مهزومة بل مستسلمة امام ايران . وهو ما يعد انتصارا ايرانيا بدون شك وطبعا ادى هذا الانتصار الى تضخيم ايران في عيون عرب الخليج وخاصة الامارات والسعودية . والمدهش ان كثير من الكتاب تناول الامر ببراءة شديدة وصدق ان امريكا كانت في مواجهة ايران . والحقيقة التي يعرفها اي مراقب مدقق ان امريكا كانت في مواجهة مع العرب وليس مع ايران . وانها كانت تلعب مباراة بلياردو تقوم فيها بضرب الكرة الايرانية فتصطدم بالكرات العربية .. هذا هو ما شاهدناه وما تؤيده كل القرائن .. نحن امام لحظة خلاف بين الدول العربية من جانب وامريكا من جانب اخر وموضوع الخلاف طبعا هو ما يعرف بصفقة القرن . وقد كان الرد العربي على لعبة البلياردو الامريكية بالقمة العربية الطارئة ( والقمتين الخليجية والاسلامية ) التي استضافتها السعودية في نهاية مايو ايار الماضي والتي اكد بيانها الختامي وكلمات الرؤساء ان العرب ليسوا على استعداد للتفريط في امنهم القومي وان القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية وطالب بانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية . وذلك دون اي اشارة لصفقة القرن . كما اكدت القمة على ادانة الميليشيات الحوثية والدعم الايراني لها ورفضت التدخل الايراني في شئون بعض الدول العربية وطالبت بانهاء الاحتلال الايراني للجزر الاماراتية الثلاثة . هناك اذن بعض الشروط يرفضها العرب في صفقة الاستسلام ليظلوا محتفظين بورقة التوت امام شعوبهم وامام العالم . بينما تصر اسرائيل على استسلام كامل وتنفيذ صفقة القرن دون قيد او شرط . واذا استمر العرب في الرفض فان امريكا سوف تستمر في لعبة البلياردو لمعاقبة العرب بأيد ايرانية وحوثية . اما اذا اوقفت امريكا اللعبة فان هذا سوف يعني ان العرب قد تخلوا عن ورقة التوت . ولان مصر بعيدة جغرافيا عن ايران فقد جري الضغط علي عبد الفتاح السيسي بتهديده بتحريك الثورة ضده من خلال حملة "اطمن انت مش لوحدك" . فيما تلتئم ورشة البحرين الاقتصادية على وقع مشاهد الغضب الايراني والحوثي الذي قد يفرض على المتحالفين ضد اليمن الخروج من المستنقع الذي غرسوا اقدامهم فيه . وطبعا الباعث والمحرك للموقف الامريكي هي اسرائيل . والمشهد سيدفع العرب لاعادة التفاوض مع اسرائيل لاستجدائها ان تقلل من طلباتها او على الاقل تؤجل بعضا منها حتى تتهيأ الجماهير العربية لتقبل التخلي عن الارض والسيادة وانهاء القضية الفلسطينية . ومن ناحيتها تصر اسرائيل على فرض شروطها المهينة باعتبارها منتصرة وعلى المهزوم ان يقبل شروطها واوامرها صاغرا . تنفيذها منذ مجئ دونالد ترامب . ولم تتوقف الهجمة التي تسببت فيها امريكا على الخطر الايراني بل ان ميليشيات الحوثي انتقلت من الدفاع الى الهجوم وراحت تستهدف المنشات النفطية داخل السعودية . وتستمر امريكا في التحرش بايران فترسل طائرة استطلاع الى الاجواء الايرانية فتضطر ايران لاسقاطها . وتأبى امريكا الا ان يصل بنا العرض الى قمة الاثارة باعلان قيامها بضربة عقابية ضد ايران . ثم بعد كل هذا الشحن والاثارة التي وصلت لذروتها يعلن الرئيس الامريكي فجأة انه تراجع عن توجيه ضربة لايران بحجة انها كانت ستودي بحياة 150 جندي امريكي . بل انه اعلن عن رغبته في لقاء المرشد او الرئيس الايراني لتظهر امريكا بهذا مهزومة بل مستسلمة امام ايران . وهو ما يعد انتصارا ايرانيا بدون شك وطبعا ادى هذا الانتصار الى تضخيم ايران في عيون عرب الخليج وخاصة الامارات والسعودية . والمدهش ان كثير من الكتاب تناول الامر ببراءة شديدة وصدق ان امريكا كانت في مواجهة ايران . والحقيقة التي يعرفها اي مراقب مدقق ان امريكا كانت في مواجهة مع العرب وليس مع ايران . وانها كانت تلعب مباراة بلياردو تقوم فيها بضرب الكرة الايرانية فتصطدم بالكرات العربية .. هذا هو ما شاهدناه وما تؤيده كل القرائن .. نحن امام لحظة خلاف بين الدول العربية من جانب وامريكا من جانب اخر وموضوع الخلاف طبعا هو ما يعرف بصفقة القرن . وقد كان الرد العربي على لعبة البلياردو الامريكية بالقمة العربية الطارئة ( والقمتين الخليجية والاسلامية ) التي استضافتها السعودية في نهاية مايو ايار الماضي والتي اكد بيانها الختامي وكلمات الرؤساء ان العرب ليسوا على استعداد للتفريط في امنهم القومي وان القضية الفلسطينية هي قضية العرب المركزية وطالب بانهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية . وذلك دون اي اشارة لصفقة القرن . كما اكدت القمة على ادانة الميليشيات الحوثية والدعم الايراني لها ورفضت التدخل الايراني في شئون بعض الدول العربية وطالبت بانهاء الاحتلال الايراني للجزر الاماراتية الثلاثة . هناك اذن بعض الشروط يرفضها العرب في صفقة الاستسلام ليظلوا محتفظين بورقة التوت امام شعوبهم وامام العالم . بينما تصر اسرائيل على استسلام كامل وتنفيذ صفقة القرن دون قيد او شرط . واذا استمر العرب في الرفض فان امريكا سوف تستمر في لعبة البلياردو لمعاقبة العرب بأيد ايرانية وحوثية . اما اذا اوقفت امريكا اللعبة فان هذا سوف يعني ان العرب قد تخلوا عن ورقة التوت . ولان مصر بعيدة جغرافيا عن ايران فقد جري الضغط علي عبد الفتاح السيسي بتهديده بتحريك الثورة ضده من خلال حملة "اطمن انت مش لوحدك" . فيما تلتئم ورشة البحرين الاقتصادية على وقع مشاهد الغضب الايراني والحوثي الذي قد يفرض على المتحالفين ضد اليمن الخروج من المستنقع الذي غرسوا اقدامهم فيه . وطبعا الباعث والمحرك للموقف الامريكي هي اسرائيل . والمشهد سيدفع العرب لاعادة التفاوض مع اسرائيل لاستجدائها ان تقلل من طلباتها او على تؤجل بعضا منها حتى تتهيأ الجماهير العربية لتقبل التخلي عن الارض وانهاء القضية الفلسطينية . ومن ناحيتها تصر اسرائيل على فرض شروطها المهينة باعتبارها منتصرة وعلى المهزوم ان يقبل شروطها واوامرها صاغرا . المشروع الاسرائيلي اذن قد وصل الى قمة انتصاره باستخدامه للقوة الامريكية . وبات بامكانه ان يطلب من العرب ان يتخلوا له عن سيادتهم على اراضيهم ليبني امبراطوريته التوراتية من النيل الى الفرات . واظن ان هذا هو ما يحدث الان .
#جمال_عبد_العظيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مظاهر العبودية في المجتمع المصري
-
هل يكتفي العسكر ب67 سنة هزيمة
-
هل ينجح ترامب فى اعادة الاخوان الى مزرعة الشيطان
-
مصير الطبقة العاملة فى زمن المحافظين الجدد
-
المخابرات الامريكية وحملة # اطمن_انت_مش_لوحدك
-
غسيل دماغ الاخوان فى سجون السيسي
-
المراة العربيه المعاصرة والبحث عن شهرزاد
-
الحمله الصليبيه على السودان
-
الاعلام وتزييف الوعى
-
هذه هى اوروبا التى تريدها امريكا
-
كيف تستمر امريكا القوة العظمى الوحيده
-
قادة الخليج يدشنون اسرائيل الكبرى
-
علم نفس الجماهير
-
رائحة الانسان
-
كيف انتصر سعد زغلول بشعب اعزل على الجيش المسلح
-
الموساد قتل ديانا بطلب من العائله المالكه البريطانيه
-
اشرف مروان هو قاتل جمال عبد الناصر
-
الخلافه الاسلاميه المزعومه
-
المندوب السامى السعودى فى مصر
-
جزء من العقل مفقود
المزيد.....
-
فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN
...
-
فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا
...
-
لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو
...
-
المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و
...
-
الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية
...
-
أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر
...
-
-هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت
...
-
رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا
...
-
يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن
-
نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|