30 آذار 2003
مازلت أتذكر، كان ذلك أواخر العام 1990 والجيش العراقي قد اجتاح الكويت وانتهك الحرمات وفعل ما فعل، كان ضيفي الكويتي في المكتب الذي يشاركني به زميل إنجلبزي، الأخير سأل الكويتي هل ستعترفون بإسرائيل لو حررت الكويت لكم؟ كان سؤال استفزازيا جدا. لم يفكر الكويتي كثيرا بل على الفور أجاب، رغم إن الفلسطينيين شعبا وقياده يقفون مع احتلال نظام صدام لبلدي، إلا إني مازلت أعتبر إن فلسطين عربية سواء عدت إلى الكويت أم لا، ها أنت ذا ترى العراقي في المنفى مثلي بل ومن قبلي هنا، المشكلة بالنظام العراقي وليس بالعراق أو بعدالة القضية الفلسطينية. كان تعليق الأنجليزي إنكم أيها العرب حالة مستعصية وإني أعرف ذلك في إشارة إلى نقاشات مطولة بيني وبينه.
في الواقع يا سيد نضال حمد، أيها المتخلف عقليا وأخلاقيا، لا أجد ما أضيفه لما قاله الصديق الكويتي آن ذاك بشأن فلسطين، فلا أنت ولا كل من هم أمثالك سيدقون إسفينا بيننا والشعب الفلسطيني .
إن من يجب أن تعول عليهم أيها المتخلف هو الشعوب وليس جلاد يهم. إن الأبقى هو الشعب وليس المجرم الجلاد وسوف لن تجد من يخذل الشعب الفلسطيني حين يتحرر العراق من نظام العفالقة الفاشيين. إن العراقي لم ولن يفرط بالقضية الفلسطينية حتى لو كان هناك مليون مرتزق مثلك يحسبون على هذا الشعب المناضل البطل.
إن ما يهم نضال حمد هو عدالة المقاومة اليائسة للنظام ورجاله الغارقون بدماء العراقيين ولا يهمه إن كنا ضحايا لنظام دموي أم لا ونحن متخلفون عقليا ومعوقون نفسيا لأننا ندافع عن أنفسنا ضد نظام همجي ضحاياه كانت في أفضل الأحوال عشرون مليون عراقي قتيل ومعوق إعاقة كاملة ومهجر ومهاجر ويتيم وثكلى وأرملة ومسلوبا داره وسجينا ومغتصبة ومهتوك عرضه ومسلوب إرادته. إن هذا المجرم نضال حمد الذي يدافع عن النظام الأكثر إجراما في التأريخ بحجة إنه يدافع عن فلسطين يسيء أولا لفلسطين وثانيا لنا جميعا نحن العراقيين ويشتمنا بدفاعه عن أعدائنا، فلابد له أن يخرس. إنه يشتمنا ويدعوا في ذات الوقت أن يموت الشعب العراقي من أجل فلسطين وما يسميه بالكرامة العربية ونحن صهاينة إذا لم نقبل بهذا القدر الذي يريده ويرسمه لنا هذا المستهتر، إنه يريد لنا الموت جميعا من أجل فلسطين. أية صفاقة هذه؟! إن هذا الخرقة البالية لثقافة الستينيات لا يكترث بمشاعر العراقي الذي ابتلاه الله بهؤلاء المرتزقة الأرخص ثمنا ويريد لنا أن نموت من أجله ومن أجل أخس مجرم حرب في التأريخ. إذا فإن نضال حمد يرفع شعار
""سنحارب إسرائيل حتى آخر عراقي""
اسمعوا ما يقول في مقالته اليوم ( لقد طار بيريل والبقية تتبع.. )
(ولعل ما يجعلنا أكثر إيمانا بعدالة المقاومة العراقية أن هذه الحرب لم تجد من يرحب بها أو يؤيدها سوى المتخلفون عقليا
والمعوقون نفسيا،بالإضافة للتوسعيين والمتصهينين من الساسة والعسكر الغربيين. ولا يغيب طبعا عن طابور المؤيدين للحرب الكيان الإسرائيلي الذي يعتبر أول من أراد تلك الحرب لأنها حرب إسرائيل الجديدة والبعيدة عنها نوعا ما، فهي الكاسب الأوحد من تلك الحرب بغض النظر عن أسبابها ومسبباتها،لأن ما سينتج عنها من تغييرات في المنطقة قد تمس جوهر الأسس التي قام عليها شرق المتوسط و سوف تمس بالعالم وبمستقبل المنطقة العربية خصيصا.) مازال الحديث لنضال حمد (وإسرائيل تقوم باستغلال تلك الحرب استغلالا دقيقا لمصلحتها سياسيا وميدانيا في فلسطين المحتلة، فأعداد الشهداء الفلسطينيين في ارتفاع والهجمات الإسرائيلية كذلك في ارتفاع وما الذي حصل هذا الأسبوع في المناطق الفلسطينية المحتلة والأخرى المحاصرة سوى دليل عملي وجدي على نوايا الحكومة الإسرائيلية المبيتة اتجاه الفلسطينيين. فالتصعيد الإسرائيلي يترافق مع الهجمة الأمريكية في العراق ومع الطروحات السياسية التي يقوم بتقديمها وعرضها على الأطراف كل من بوش وبلير اللذان أفاقا فجأة على خطة الطريق المعدلة وكأنهما يريدان مكافأة شارون ومن معه على ما تقوم به الآلة الحربية الإسرائيلية من دمار وخراب في المناطق الفلسطينية والأرض الفلسطينية التي تستعد بعد غد للاحتفال بيوم الأرض الفلسطينية, هذا اليوم الذي دفعت جماهير الشعب الفلسطيني في كل فلسطين التاريخية والطبيعية ثمنه دما وتعبا وعرقا ومقاومة ودفاع عن الأرض والانتماء.)
وهكذا يجد فينا نضال حمد نحن العراقيين من يجب أن يموت من أجل يوم أرضه التي دفعوا من أجلها آلاف الضحايا! إنه العجب العجاب والخطاب الذي لم ولن يسمع به أحد، يجب أن يموت العراقيين من أجل صدامه وعرفاته وفلسطينه. أية سذاجة وصفاقة هذه!!!
رغم الهزيمة النكراء التي منيت بها القضية الفلسطينية كنتيجة لسياسات صدام الخرقاء، نجد هذا الساذج حمد مازال يدافع عنه. ألا تعلم يا نضال حمد إن من جاء بصدام إلى السلطة هو القطار الأنجلو أمريكي على حد تعبير قادة البعث الذين شكلوا أول مجلس لقيادة الثورة في العراق عام 1968 ؟ ألا تعلم إنه نوريغا العرب؟ ألا تعلم إنك متخلف لحد هذه اللحظة؟
إنه لا يعرف لحد الآن إن الشعوب لو امتلكوا إرادتهم بالتخلص من جلاد يهم سوف يكونوا هم العون الحقيقي لقضية كل من سلبت إرادته، فما بالك والمسألة تتعلق بفلسطين القضية المركزية لنا جميعا.
أما ريشارد بيريل ومن أسميته بالراسب، لم يقدم استقالته من أجل وقف الحرب أو موقفا منه ضد الحرب، بل العكس تماما، لقد استقال لأن رامسفيلد تجاهل دعوته لأخذ المزيد من القوات إلى العراق. ألم أقل لك إنك متخلفا كما الأعلام العربي وخصوصا الجزيرة وأستاذك في الغباء المستحكم عبد الباري عطوان. ولعلمك أيها المتخلف، كانت استقالة بيرل سببا دفع بالإدارة الأمريكية لإرسال مائة وعشرين ألف جندي أمريكي جديد لساحة المعركة.
من هو المتخلف يا من ختم الله على قلبك بالغباء؟
ولو إنك لا ترى ولا تسمع ولكن عسى الله سبحانه وتعالى أن يرفع عنك لعنته وتفقه شيئا في المستقبل، حين ذاك سيكون العراقي قد امتلك إرادته وسوف تجده مع الكويتي أكثر العرب دفاعا عن قضيتنا الفلسطينية، ليس من أجلك بالطبع بل من أجل الشعب الفلسطيني الذي سيتبرأ من المرتزقة من أمثالك الذين ضللوه لسنوات وحجبوا عنه الرؤيا.